مدرّبة اللياقة مايا نصار... تروي تجربتها في خسارة الوزن ونصائحها لجسم مثالي

حوار: فرح جهمي 08 مارس 2020
من البديهي أن تكون الإرادة القوية والإصرار من أساسيات نجاح أي عملية لفقدان الوزن الزائد، وذلك لما يتخلّلها من صعوبات على الصعيدين النفسي والجسدي لكل شخص مصاب بالسُّمنة، ويحاول التخلص منها باللجوء إلى الحرمان لفترة طويلة باتباع نظام غذائي صارم، أو ممارسة التمارين الرياضية القاسية، والتي تحتاج حكماً الى أن يتحلّى هذا الشخص بقوة الإرادة والعزيمة. نجمة الرياضة مايا نصار، اشتهرت وبات اسمها متداولاً في السنوات الأخيرة بصفتها مدرّبة لبنانية متخصّصة في مجال الرياضة، وبطلة متميّزة كونها أول امرأة تمثّل لبنان في المحافل الدوليّة في مجال عروض اللياقة البدنية، وحصلت على ثلاث جوائز في مسابقة Pure Elite Diamond Competition الأضخم على مستوى بريطانيا. كما تمكّنت بفضل إرادتها وشغفها بالحياة الصحيّة من أن تُبدّل حياتها وتصبح أيقونة في تعليم الإرادة والقوة، وقدوة لكل من يحلم بالانتصار في رحلة الصراع بين شكل الجسد والثقة في النفس. ونجحت سيدة الأعمال أن تنقل تجربتها المميّزة إلى جميع النساء لتمكّنهن من تغيير حياتهن بغض النظر عن وزنهن أو سنّهن أو عملهن. "لها" أجرت مقابلة شاملة مع بطلة اللياقة البدنية، تحدّثت خلالها عن تجربتها في خسارة الوزن الزائد، وكشفت عن طريقة حفاظها على لياقتها ورشاقتها، وقدّمت النصائح لقرّاء المجلة للحصول على صحة سليمة ولياقة مثالية.


- بعد مجهود كبير نجحتِ في تغيير حياتك، ما هي الذكرى الأولى التي تخطر لكِ عن شكلك قبل وصولك إلى رشاقتك الحالية؟

لديّ ذكرى إيجابية للغاية، وهي أنني نجحت في أن أكون أفضل نسخة من نفسي. كنت أعاني من السُّمنة، وجسدي غير صحّي وغير آمن. كنت أكره ممارسة الرياضة وأعتبر النمط الحياتي الصحي عقاباً لي. ولكن كان من المذهل رؤية مدى تغيّر وجهة نظري، وكيف يمكن طبع الإنسان أن يتغيّر. وبعد نجاحي في تخسيس وزني، أدركت أن العمل الجاد والشاقّ والتضحية تستحق كل التعب الذي عانيته. اكتشفت أن لا مكافأة في الحياة أفضل من التمتع بجسم صحّي وسليم.

- ما هي كلمة السرّ أو الطريقة التي اعتمدتها لتساعدك في الاستمرار بالنظام الغذائي السليم والرياضة لتحقيق هدفك؟ كم خسرتِ من الوزن، وما كانت المدة؟

كنت دائماً أحفّز نفسي على اتّباع نظام غذائي صحّي من خلال التفكير في شعوري بالرّضى وبالطاقة التي تنتج منه، وكيف أن الشكل السّليم والجسم الصحي هما أفضل بكثير من الوزن الزائد. لقد استغرقتُ بين 6 و9 أشهر لخسارة خمسة قياسات من حجمي وعشرين كيلوغراماً من الدّهون، إلا أنني لا أهتم للجانب الأخير، لأنه قد يكون غير دقيق ومضلّل، وبدلاً من ذلك أركّز على حجم ملابسي وكيف تناسب شكل جسمي.


- تسعين من خلال صفحاتك على السوشيال ميديا إلى تشجيع متابعيك على اتّباع نمط حياة صحي ومدّهم بالنصائح والإرشادات، لكن ما هي نصيحتك لمن لا يمكنه ممارسة الرياضة ويسعى إلى خسارة الوزن؟

من خلال صفحة Start Living Right على "فايسبوك"، وصفحتي على تطبيق "إنستغرام"، أنصح متابعيّ بأن يكونوا نشيطين ويمارسوا الرّياضة قدر استطاعتهم. عليهم أن يتحرّكوا ما أمكن، وأن يحاولوا المشي في الأماكن بدلاً من قيادة السيارة، وأن يستخدموا السلالم بدلاً من المصعد. وأنصحهم أيضاً بممارسة الرياضة في المنزل، لا سيما أن من خلال بعض الآلات البسيطة يمكنهم النجاح في تمرين كامل عضلات الجسم. وكل من لا يتسنّى له ذلك، عليه التركيز بشكل أساس على اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن، لأن خسارة الوزن تعتمد على حرق سعرات حرارية أكثر من تلك التي تؤكل يومياً. حين يتبّع الشخص نظاماً غذائياً سليماً ويحرق ما يكفي من السعرات الحرارية، فهو حتماً سيخسر مع الوقت وزنه الزائد.

- أنتِ اليوم وجه مؤثّر للكثير من السيدات، ما هي رسالتك ونصيحتك إلى كل امرأة تحلم بخسارة وزنها ولا تمتلك الإرادة الكافية لذلك؟

يتعيّن على كل امرأة تحلم بخسارة وزنها أن تجد أولاً الحافز في داخلها، لأن لا أحد يمكنه مساعدتها في ذلك. يجب أن يكون لديها رغبة جامحة وإصرار على إنقاص وزنها وتحتاج أيضاً إلى تكوين إرتباط عاطفي بأهدافها والتفكير في كيفية شعورها بمجرد بلوغها هذه الأهداف. هذه هي أفضل طريقة للشعور بالدوافع وتقوية الإرادة.

- كيف خطر لكِ المشاركة في مسابقات عرض الأجسام العالمية؟ وكم من الوقت تحتاجين للتحضير لتلك المسابقات؟

بعدما فقدت وزني وأصبحت بصحة جيدة، أردت نقل تجربتي ولياقتي البدنية إلى مستوى أعلى. لم أكن أريد أن أكون في صحة جيدة فقط ولكني أردت أن أصبح أفضل نسخة من نفسي على الإطلاق. ففي فترة البدانة لم أكن أثق بنفسي عندما أمشي على الشاطئ مثلاً وأردت تحويل ذلك الشعور إلى الاحساس بالثقة الكافية في أن أكون على خشبة المسرح بجانب منافسات محترفات في اللياقة البدنية. ليصبح المرء جاهزاً، يستغرق التحضير للمشاركة في مسابقات عرض الأجسام العالمية حوالي 4 أشهر وتتضمن اتباع نظام غذائي صارم وتدريب قاسٍ.

- بعد فوزك بالجائزة الأولى في المسابقة العالمية، ما هي أهدافك وطموحاتك المستقبلية؟

هدفي دائماً هو مساعدة أكبر عدد ممكن من الناس، كما آمل في توسيع صالة الألعاب الرياضية الخاصة بي وفتح فروع في جميع أنحاء الشرق الأوسط. في الوقت الحالي، لدي متجر إلكتروني على الإنترنت أساعد من خلاله الأشخاص في برامج الحمية والتدريب، وهذا يساعدني في الوصول إلى عدد كبير من الأشخاص الذين يعيشون خارج لبنان. وضمن خطتي المستقبلية سوف أقوم بإطلاق كتب إلكترونية عن الحمل لتتابعها النساء الحوامل ومساعدتهن للبقاء في صحة جيدة أثناء حملهن، وسيتم اعتماد كتبي الإلكترونية من قبل طبيب نسائي. وأنا أيضاً بصدد نشر كتاب للأطفال سيتم بيعه في المكتبات هذا العام.

- أنجبت طفلك الثاني في الصيف الماضي، كيف استعدت رشاقتك؟ بكم من الوقت تخلصتي من الوزن الزائد؟ وما هي نصيحتك للنساء لخسارة أوزانهم والترهلات بعد الإنجاب؟

مارست التمارين طوال فترة الحمل وحتى اليوم الأخير ما قبل الولادة. وبعد ولادة طفلي الثاني، عدت إلى صالة الألعاب الرياضية بعد 3 أسابيع واستغرقني حوالي 7 أشهر لفقدان وزن الحمل واستعادة رشاقتي.

أنصح الأمهات باتباع نظام غذائي صحي وتطبيق برنامج تدريبي مناسب لهن. فلا ينبغي عليهن القيام بتمارين الـcardio فحسب، بل عليهن أيضا اتباع برنامج خاص لرفع الأثقال ليساعدهن في نحت أجسامهن مرة أخرى والتخلص من أجزاء الجسم المترهلة. وتحتاج الأمهات أيضاً إلى التحلي بالصبر وإعطاء ما لا يقل عن سنة واحدة قبل أن يتوقعن خسارة كل الوزن الزائد بعد الإنجاب والعودة إلى شكلهن السابق.