صفاء سلطان: ليلى مراد تشبهني لكنني أخشى الفشل

السينما السورية, سلمى المصري, ليلى مراد, الملك فاروق, ديانا كرازون, أنور وجدي, مسلسل

07 يوليو 2009

لم تكن تتوقع أن تفوز بشخصية المطربة التي تعشق صوتها، ولذلك عندما جاءتها مكالمة من المنتج إسماعيل كتكت يخبرها بترشيحها للعمل في مسلسل «ليلى مراد» ظنت أنها مطلوبة في دور آخر، وكانت المفاجأة أنها مطلوبة في دور ليلى مراد... إنها الفنانة السورية صفاء سلطان التي تتحدث عن استعدادها للدور والشبه بينها وبين ليلى مراد، والرسالة التي تريد أن توجهها الى ابن ليلى مراد المخرج زكي فطين عبد الوهاب. وتحدثت أيضاً عن ملاحظتها على السيناريو وحقيقة اعتذار كثيرات عن الدور قبلها ومشكلتها مع النجم التركي وديانا كرزون وسرّ رفضها التوقيع مع شركات الكاسيت...

- كيف تم ترشيحك لدور ليلى مراد؟
لم أكن أعرف أن هناك مسلسلاً يتم التحضير له عن حياة الفنانة ليلى مراد، أو أن مخرجه سوري. وعندما كلّموني في سورية  للمرة الأولى لم أهتم لأنني ظننت أنهم رشحوني لدور ما في المسلسل، ولم أتوقع ترشيحي للبطولة. وبعد ثلاثة أيام كلمني مرة أخرى المخرج محمد رجب وقال إنه رشحني للبطولة فصعقت عندما سمعت الخبر. وقرأت الورق، ووجدت إبداعاً في الكتابة، وهذا السيناريو مأخوذ عن كتاب لصالح مرسي، وكل المعلومات الموجودة فيه صحيحة لأنه مأخوذ عن تسجيلات ليلى مراد نفسها مع صالح مرسي.

- كيف كان استعدادك للدور؟
اشتغلت على شخصية ليلى مراد نفسها بعيداً عن السيناريو، فأحضرت كل أفلامها بداية من «يحيا الحب» مع الفنان محمد عبدالوهاب، وأغنياتها، والكتب التي تناولت سيرتها، بما فيها كتاب صالح مرسي، وكان عندي فضول أن اتعرف على كل صغيرة وكبيرة في حياتها حتى إذا لم تقدم في المسلسل، وكان مهماً أن أكون على دراية بها. وبحثت عنها أيضاً في الإنترنت. أجريت بحثاً كاملاً عن حياة ليلى مراد لكي أعيش الشخصية بشكل جيد.

- ما الذى اكتشفته في هذا البحث؟
قبل أن أعرف أن هناك مسلسلاً أصلاً كنت أحبها وأحفظ كل أغانيها، لأنني وحتى قبل أن أعلم بوجود المسلسل لا أنام إلا على صوت أغانيها، وكأن هاتفاً يقول لي إننى سأقدم مسلسلاً عنها. فحضرت نفسي لها جيداً. لكنني ورغم عشقي لها لم أكن أعرف عن حياتها الشخصية شيئاً، وبعد قراءاتي عنها اكتشفت وجود تشابه كبير جداً بيني وبينها، ليس في الشكل والصوت، وإنما في تركيبتها وشخصيتها، فالفنانة ليلى مراد كانت مسؤولة عن نفسها وعائلتها وشغلها، ولا تسمح لأحد بأن يتدخل في شيء يخصها. كانت صاحبة قرار، وذكية جداً، وتحب الألماس، كان عندها رقي في اللبس والاكسسوارات، وكانت مميزة جداً في  مشيتها وصوتها. كل هذه الصفات الحمد لله أتمتع بها،  فحياتها الشخصية تشبه حياتي. حتى في طريقة ارتباطها بالرجل الذي تحبه، وطريقة حبها. فهي كانت تحب الشخص الذي يكون مميزاً ومختلفاً عن غيره من الرجال، وهذا مشترك بيننا، فهي لم تكن ترتبط برجل إلا بعد أن تنجذب هي إليه أولاً، فكانت تختار هي الرجل الذي ترتبط به. لم تكن تحب الرجل الذي يجري وراءها، ويفاتحها بحبه لها، وكانت دائماً تبادر بالحب والإعلان عنه. وبالنسبة الى المسؤولية، فأنا لست من الممثلات اللواتي يحببن السهرات والحفلات، وإنما أنتهي من عملي وأعود الى بيتي مباشرة، وأكون دائماً القائدة في مسيرة الشغل، وأيضاً في بيتي ومع أسرتي، فأنا مسؤولة عن الجميع.

- هل هذه ديكتاتورية منك؟
لست ديكتاتورة، وإنما مسؤولة عن كل شيء، بالعكس أنا ديموقراطية جداً.

- وما الفترة التي يتناولها المسلسل من حياتها؟
المسلسل سيبدأ عندما كان عمرها عامين، وينتهي عند بلوغها الثامنة والثلاثين عندما اعتزلت الغناء والتمثيل وابتعدت عن الفن. كما يتطرق  الى بعض علاقاتها الشخصية مع أفرادأسرتها وخاصة والدها زكي مراد الذي ورثت منه الفن، وأخاها منير مراد، ويظهر علاقتها بأعز صديقاتها نوال التي كانت تبوح لها بكل مشاكلها وتأتمنها على كل أسرارها. ويتناول المسلسل علاقتها بخالتها، والفنان محمد عبدالوهاب، وعلاقتها أيضاً بزوجها الفنان أنور وجدي، وعلاقات أخرى لها لم نكن نعرفها لكنها صرحت بها في تسجيلاتها مع صالح مرسي الذي نشر تلك التسجيلات في كتاب.

- كيف وجدتها بعد معرفتك تفاصيل حياتها؟
قبل أن أقرأ عنها شيئاً كنت أراها امرأة جميلة وجذابة ورقيقة، لكن بعد قراءتي عنها اكتشفت أنها كانت امرأة قوية جداً، وكانت لها معارك مع الحياة منذ صغرها عندما قررت أن تعمل وتساعد في الإنفاق على أسرتها. وهذا جعلها قوية جداً طيلة حياتها. ولكن المؤكد أنها ظلمت في طفولتها، لأنها لم تتمتع مثل كل الأطفال بطفولتها بل كانت تعمل.

- هل كانت لك ملاحظات على السيناريو؟
لم أعترض على أي شيء فيه، ولكن كانت لي ملاحظة واحدة هي أن المسلسل يتناول حياتها وكأنها ملاك لم تخطئ أبداً، وأنا أرى أن أي إنسان لابد أن يخطئ، ولابد أن يكون له رد فعل عندما يظلمه الناس. لكنها في المسلسل، عندما يخطئ أحد في حقها تقول دائماً «ربنا يسامحك»، فهذا هو الشيء الوحيد الذى علّقت عليه، لكن لم يتم تعديله لأنهم أقنعوني بأنها كانت بالفعل ملاكاً.

- مسلسل «أسمهان» كان صريحاً الى درجة صادمة، فهل سيكون في المسلسل ما هو صادم عن ليلى مراد؟
لا شيء صادماً في المسلسل، لأننا نتحدث فقط عما يتعلق بحياتها كفنانة، أما حياتها الشخصية فلم نتطرق الى شيء سوى ما صرّحت عنه بنفسها. لم نتدخل في أسرارها أو أي شيء غير معلن، كما أن المسلسل ينتهي عند اعتزالها الفن، لأنها بعد اعتزالها أصبحت ملكاً فقط لنفسها وليس للجمهور حق في أن يتعرف عليها. كما أن المسلسل لا يتحدث فقط عن ليلى مراد، وإنما يتحدث عن محمد عبدالوهاب وأنور وجدي وراقية إبراهيم ويوسف وهبي ومنير مراد، فهؤلاء جميعاً أبطال في المسلسل لمصلحة قصة حياة ليلى مراد.

- ما هي الأحداث التاريخية التي يتناولها المسلسل؟
المسلسل تدور أحداثه في حقبة زمنية مهمة جداً،  تبدأ بمشاركة الجيش المصري في حرب فلسطين عام 48، وكان لها في هذا وقفة جميلة، فذهبت في زيارات للضباط المصريين في الحرب، وأخذت معها زملاءها الفنانين إلى المستشفيات لزيارة الجرحى. كما يتطرق الى عهد الملك فاروق وصفقة الأسلحة الفاسدة، وبشكل خاص الى علاقتها بالملك فاروق، فهو كان يحب أفلامها وأغانيها ويعشق صوتها، وكانت تذهب إليه في القصر دائماً، فكانت صديقة مقربة منه.

- وكيف تناولتم اتهامها بالتجسس لمصلحة إسرائيل؟
لم تتهم بالتجسس، ولكن اتهمت بأنها تعطي معونات للصهاينة في فلسطين، وهذه كانت شائعة وهي كذبتها بنفسها، ونتناولها في المسلسل.

 

- هل كانت تعاني في معاملاتها لأنها يهودية في مجتمع إسلامي؟
لم تكن تعاني أبداً، لأنها رفضت الهجرة إلى  إسرائيل بعد احتلالهم فلسطين، وكانت تقول إنها مصرية وليست إسرائيلية، وحتى بعدما أصبحت نجمة مشهورة ومعها كثير من المال طلب منها اليهود أن تمدهم بالمال لشراء الأسلحة فرفضت.
كما أنها كانت تحب الإسلام حتى قبل اعتناقها له، وكانت تحب صوت أذان الفجر جداً وتنام عليه منذ صغرها، وكانت تحب أيضاً فانوس رمضان، وتعلمت مخارج الحروف عند قارىء قرآن كريم.

- وكيف أسلمت؟
أسلمت لأنها أحبت الإسلام، وأسلمت عندما كانت متزوجة من أنور وجدي عن اقتناع وليس بضغط من أحد، وإسلامها جاء فجأة فهي استيقظت ذات ليلة وقررت إعلان إسلامها.

-  هل كانت ممثلة جيدة؟
لم تكن ممثلة جيدة في البداية بل كانت ضعيفة جداً، واختيار محمد عبدالوهاب لها كان لجمال صوتها. لكنها تحسنت بداية من ثاني أفلامها وأصبح لها اسمها وأفلامها الخاصة بها.

- ما أكثر شيء أعجبك في ليلى مراد؟
حبها لعائلتها، فكانت تعيش معهم طوال عمرها، وكانت سنداً قوياً لهم.

- المخرج زكي فطين عبدالوهاب ابن ليلى مراد هاجم المسلسل بشدة. هل يؤثر هذا على أدائك للشخصية؟
لا شيء يؤثر على أدائي للدور، لكن مع احترامي الشديد للمخرج زكي فطين، أرى أن هناك الكثيرين يحبون ليلى مراد، ويتمنون أن يعرفوا الكثير عنها، وهناك جيل جديد له حق في معرفة فناني الجيل القديم، وقصص كفاحهم وكيف وصلوا إلى نجوميتهم، وما هو السر في حضورهم حتى هذه اللحظة. وبعد قراءتي للسيناريو لم أفهم لماذا يعارض المسلسل، لأنني لم أجد أي شيء يسيء اليها، أو اليه شخصياً هو ووالده. واحب أن أوجه اليه رسالة من خلالكم اطمئنه  الى ان السيدة ليلى مراد ستكون في مكانتها، ونحن نحتفي بها ليس أكثر ولا أقل. وبدلاً من أن تقدم قصة حياتها في برنامج وثائقي نقدمها في مسلسل. كما انه تكريم لها ولمشوارها الفني. 

- كيف يتناول المسلسل شخصية زكي فطين؟
لا نتناوله أصلاً.

- ما رأيك في مسلسل «أسمهان» وهل ترين أنه أساء إليها؟
المسلسل لم يسيء إلى أسمهان أبداً، وكل ما قدم فيه كانت حقائق موجودة لا يستطيع أحد إنكارها، ولم يكن هناك أي تشويه لصورتها، فهي أخطأت وهذا طبيعي لأن كل إنسان يخطئ، والإنسان  لا بد أن يجرب الصح والخطأ حتى يتعلم. ومسلسل «أسمهان» قال إنها أخطأت ولكنه أوضح لماذا أخطأت، وكشف أيضاً حجم الظلم والقهر اللذين تعرضت لهما في حياتها.

- اعتذرت عن هذا العمل ممثلات كثيرات، ألم يقلقك هذا؟
هذه المعلومة تتردد كثيراً وهى خاطئة، لأن هذا المسلسل لم يعتذر عنه سوى ممثلة واحدة فقط هي يسرا اللوزي، ولكنها اعتذرت عنه لعدم استعدادها جيداً للدور ورأت أنه يحتاج إلى 6 أشهر حتى تعيش مع الشخصية، وأنا احترمتها لأنها تعرف خطواتها جيداً.

- كيف ترين بدايتك في مصر بمسلسل «ليلى مراد»؟
أرى أنني بدأت بمسؤولية كبيرة وأدعو الله أن يوفقني فيها.

- لماذا لم تعملي في مصر قبل هذا العمل؟
أنا نجمة في سورية، والحمد لله ممثلة جيدة، ولو لم أكن جيدة لما كان أحد طلبني لتقديم شخصية «ليلى مراد». قدمت أعمالاً مهمة في سورية، وعملت مع أهم المخرجين والمنتجين والممثلين هناك، وفى زمن قياسي جداً أصبحت من نجمات الصف الأول، لذلك عدم وجودي في مصر ليس تقصيراً مني ولكنه نصيب. منذ أن دخلت مجال التمثيل في سورية أقدم أدوار بطولة، وتحملت مسؤولية أعمال بمفردي، فليس جديداً أن أبدأ في مصر بطولة مطلقة، لكن ليلى مراد مسؤوليتها أكبر وأشبهها بامتحان  صعب أخشى الفشل فيه.

- أنت مغنية، ألم تعترضي على ذهاب أغنيات المسلسل الى مطربة الأوبرا المصرية إيمان عبدالغني وأنت مطربة أيضاً؟
عندما سألت هل كنت سأغني أغنيات المسلسل أم لا قال لي المنتج إسماعيل كتكت إنه اختار إيمان عبدالغني لأغنيات ليلى مراد قبل أن يختارني لتجسيد شخصيتها. ولم أغضب لأنني أريد أن أتفرغ للمسؤولية الكبيرة التي أحملها على عاتقي، ولكي أعيش روحها.

- هل وجدت صعوبة في الاقتراب من ملامح ليلى مراد؟
لم يكن هناك أي مجهود إطلاقاً، لوجود شبه كبير بيني وبينها.

- كيف يقدم المسلسل قصة ارتباطها بأنور وجدي؟
كان ارتباطها به غريباً جداً لأنها تعلقت به وأحبته فجأة مع أنها كانت تعرفه منذ فترات طويلة كممثل، إلا أنها أعجبت به فجأة عندما لاحظت جماله ووسامته. وبعدها أعطته أول فرصة في الإخراج، وجعلته ممثلاً صف أول يكتب اسمه الى جانب اسمها بعد أن كان ممثلاً عادياً.

- بعيداً عن التمثيل وليلى مراد، ما الذي جعلك تدخلين عالم الغناء؟
منذ فترة طويلة وأصدقائي المقربون يسألونني لماذا لا أغني؟ ورغم أنني أخذت هذا القرار منذ فترة انتظرت حتى توافر معي مبلغ من المال لأستطيع إنتاج ألبوم خاص بي من غير ان أوقع مع شركة إنتاج عقد احتكار. وبالفعل اشتريت ست أغنيات وسجلتها، وكان مفروضاً أن أطلق الألبوم في الأسواق قريباً لكنني أجلت كل شيء من أجل ليلى مراد. وتعاملت في هذا الألبوم مع هيثم زياد وطوني سابا من لبنان،  ومن مصر تعاونت مع خالد البكري ومدحت خميس، وكنت أفكر أيضاً في الغناء لعمالقة الطرب من خلال إعادة توزيع أغنياتهم. والألبوم يضم ألواناً كثيرة من اللهجات مثل المصرية واللبنانية والخليجية.

- وما آخر تطورات أزمتك مع الممثل التركي الأسمر وديانا كرزون؟
لا يوجد أي أزمة. وكل الحكاية أن هناك شائعة ترددت أخيراً مفادها أن الأسمر هو من اعتذر عن عدم الغناء معي، والحقيقة أنني أنا من اعتذر. كان ذلك بعد أن حددنا يوم 24 نيسان/أبريل الماضي موعداً للمؤتمر الصحافي الخاص، لكنني طلبت من مدير أعمالي الاتصال بالاسمر واخباره أنني ارتبطت بمسلسل «ليلى مراد» وأننا سنؤجل تصوير الكليب فترة. وقد تقبل ذلك ولم تحدث أي خلافات بيننا، والخلاف الوحيد أنه وقع مع المطربة ديانا كرزون وصور معها كليباً رغم أن العقد الذي أبرمته معه يمنعه من الظهور في أي كليب مع أي مطربة غيري.

- ولماذا ألغيت فكرة الكليب؟
أجلته فقط ولم ألغه. وسوف أقدم الكليب سواء مع الأسمر أو مع غيره.

- ما هي علاقتك بالمطربة ديانا كرزون بعد هذا الموقف؟
أنا لا أعرفها شخصياً، لكنني أعتز بها كمطربة أردنية ونجمة في عالم الغناء.