ممارسة الرياضة على الريق تُسرّع عملية حرق الدهون في الجسم

تحقيق: فرح جهمي 12 مارس 2020

إنقاص الوزن الزائد بات الهاجس الأول للعديد من النساء ومشكلة يسعين دائماً لحلّها للحصول على أجسام رشيقة ومتناسقة وخالية من الدهون الزائدة التي قد تسبّب الأمراض مع التقدّم في السنّ. وللحصول على النتيجة المطلوبة وخسارة الوزن الزائد، تستعين النساء بمختلف أنواع الحميات الغذائية والعلاجات الكيماوية مثل أدوية التخسيس، وقد يلجأن في بعض الأحيان الى العمليات الجراحية، مثل تقليص حجم المعدة وشفط الدهون من الجسم. ولكن، أياً كانت الطريقة فيجب أن يصاحبها نظام غذائي متوازن وتمرينات رياضية صحيحة.


وفي هذا السياق، هناك معلومة انتشرت بقوة في الفترة الأخيرة، تفيد بأن المشي على الريق هو أقوى تمارين التخسيس وحرق الدهون، حيث أكدت إحدى الدراسات أن ممارسة رياضة الركض في وقت تكون فيه المعدة فارغة من الطعام، ومستوى السكر طبيعياً في الدم، تحفّز الجسم على استهلاك الدهون المتراكمة فيه مسبقاً كمصدر للطاقة. وقد أكد صحة هذه المعلومة مدرّب متخصص برياضة الركض.

فوائد ممارسة الرياضة صباحاً

أكد المدرّب الرياضي اللبناني علي المولى أن "الجسم الذي لا يحتوي على الكثير من الدهون، يُفضّل أن يمشي صاحبه أو يركض على الريق، وهذا بخلاف الجسم المُثقل بالدهون بحيث يُكتفى بممارسة رياضة المشي فقط".

وأشار المولى إلى أن "جسم الإنسان في الصباح يحتاج للحصول على الطاقة من مكان ما، وطالما أن المعدة فارغة من الطعام، فالدهون تكون المصدر الأساس لتلك الطاقة"، لافتاً إلى أن "الرياضة على الريق تُعدّ اليوم أفضل وسيلة لحرق الدهون وفُقدان الوزن، إذا مورست بالطريقة الصحيحة، حيث يُجبَر الجسم على الحصول على الطاقة التي يحتاجها من الأحماض الدهنية الحرّة الزائدة المفيدة لحرق الدهون".

وشدّد المولى على ضرورة أن يعلم الجميع أن "هناك مصادر أخرى للطاقة غير دهون الجسم، وهي الغليكوجين المخزّن في العضلات والكبد، بالإضافة إلى بروتين العضلات، وأن اختيار الجسم لمصدر الطاقة المناسب يعتمد على شدّة التمرين ونوعيته".

مصادر لإنتاج الطاقة في الجسم

وفي المحصلة، فإن الجري بمجرد الاستيقاظ من النوم يتطلب دافعاً كبيراً وإرادة قوية، ولكنه الطريقة الفضلى لحرق الدهون بسرعة في الجسم، حيث هناك ثلاثة مصادر متاحة لإنتاج الطاقة في الجسم، وهي الكربوهيدرات والدهون والبروتينات. وعادةً ما تكون الكربوهيدرات أول ما يستخدمه الجسم لأنها الأسهل، ولكن عندما لا تكون متوافرة بعد صيام ليلة وضحاها، يضطر الجسم لاستخدام الدهون، فيحرق 50 في المئة منها بالمشي بعد أكثر من 10 ساعات من الصيام، في حين أنه لن يحرق إلا 30 في المئة من هذه الدهون بعد تناول وجبة طعام.

كما أن ممارسة الرياضة على الريق تمكّن المعدة من عمل تغيّرات هورمونية تساعد على حرق الدهون وتساهم في بناء عضلات صحية وتمدّ الجسم بالطاقة وتنشّط الدورة الدموية. كذلك فإنها تخلّصه من الإدمان على السكّر والكافيين، وبالتالي تساعد في الحفاظ على صحة القلب.

أيضاً تساعد ممارسة الرياضة صباحاً على تقوية جهاز المناعة مما يحسّن كفاءة الأجسام المضادة، كما تلعب دوراً بارزاً في تهدئة الأعصاب والتخفيف من حدّة التوتر خلال النهار.

نصائح مهمة

إذا كنتِ ترغبين في التدرّب على الريق، إليك مجموعة من النصائح التي عليك اتباعها للحصول على نتيجة أفضل:

"يجب التركيز في الدرجة الأولى على كمية الطعام ونوعيته خلال النهار، لأنه يشكل 80 في المئة من أساسيات خسارة الوزن. ومن المهم أن تكون مدة المشي مناسبة للياقتكِ ومستوى أدائكِ الرياضي. لذا يجب ألاّ تمشي على الريق لأكثر من ساعة في اليوم، لأن ذلك قد يضاعف الآثار الضارة كتحطيم خلايا العضلات في الجسم. ومع ذلك، فإن المشي على الريق كفيل وحده بحرق الدهون بأقصى سرعة وبأقصر مدة، فالمشي صباحاً قبل تناول الإفطار ليس وصفة تعجيزية لفقدان الوزن، خصوصاً إذا ترافقت رياضة المشي مع الغذاء المتوازن لأشهر متواصلة".

ويضيف "من المهم أيضاً أن تتنبّهي إلى مسألة التنفس خلال المشي، مع شرب كوب من الماء قبل البدء في الركض، إضافة الى جدولة جلسات المشي مرة أو مرتين في الأسبوع. فيمكن أن تبدئي بالمشي الخفيف بين 20 إلى 30 دقيقة، وتزيدي بعدها المدة تدريجاً. ويجب أن تتناولي وجبة إفطار صحية غنية بالبروتينات والفواكه في غضون 30 دقيقة من نهاية التمرين، لأنها الفترة التي تتيح لجسمكِ استيعاب وهضم المزيد من العناصر الغذائية وعدم تخزينها. كما يمكنكِ الاستفادة خلال هذا الوقت من المكمّلات الغذائية المفيدة للجسم، لأنه في هذه الحالة يمتصها بشكل أسرع من المعتاد".