هل يكون دواء الملاريا "كلوروكوين" العلاج المنتظر لمرضى كورونا؟

جولي صليبا 20 مارس 2020

مع ازدياد تفشي وباء كورونا حول العالم، أصبحت الحاجة ملحة إلى علاج فوري لإنقاذ حياة المصابين به. وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتم الإعلان عن تحقيق نجاح في لقاح فيروس كورونا المستجد خلال أسابيع، لافتاً إلى أن واشنطن صادقت على استخدام دواء الملاريا لعلاج كورونا. وأعلن ترامب عن موافقة إدارته على دواء للملاريا يسمى "هيدروكسي كلوروكوين" لاستخدامه لعلاج المصابين بكورونا وقال إن النتائج مبشرة بالخير.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض: "بعد بضعة أسابيع سنتمكن من إحراز نتائج بخصوص اللقاح، بعدما اعتقدنا أن الأمر يتطلب وقتاً طويلاً. اللقاح يستلزم الكثير من الاختبارات، لأنه سيدخل جسم الإنسان. لكني أؤكد لكم أننا نقوم بعمل رائع في هذا الصدد". وأضاف ترامب: "سيكون بوسعنا توفير هذا الدواء بشكل فوري"، معتبراً أن ذلك قد "يبدل الوضع" بالنسبة إلى مكافحة فيروس كورونا.

ما هو هذا العلاج وكيف يمكن أن يساهم في علاج المصابين بكورونا؟

تشير المعلومات المتوافرة حول عقار "هيدروكسي كلوروكوين" إلى أنه يستخدم منذ عام 1944 لعلاج الملاريا. وتشير الأبحاث العلمية إلى قدرة هذا العقار على علاج مرض متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (SARS) التي تصيب الجهاز التنفسي ولها أعراض شبيهة بمرض كوفيد-19، وكلاهما ينتمي لعائلة كورونا.

تشمل أعراض "SARS" في المراحل الأولية الحمى والقشعريرة والآلام والصداع، والإسهال في بعض الأحيان، ثم تتطور إلى حمى شديدة وضيق التنفس، وقد تؤدي إلى الوفاة تماماً مثلما يحدث مع وباء كورونا. وبما أن دواء الملاريا أثبت فاعليته في محاربة "SARS" توجب دراسة تأثيره في مرضى كوفيد-19.

وتبين أن "هيدروكسي كلوروكوين" يستطيع تقليص الجزيئيات الفيروسية عندما يصاب الشخص بفيروس، إذ يقوم هذا العقار بتثبيط عمل البروتينات المسؤولة عن الالتهابات التي تحدث بسبب الفيروس.

ووجد باحثون في الصين أنه باستخدام هذا العقار مع مرضى كوفيد-19 الذين يعانون من التهاب رئوي حاد تمكنوا من تخفيف إصابتهم واستطاعوا الخروج مبكراً من المستشفى. ويسعى الباحثون لمعرفة ما إذا كان بالإمكان استخدام هذا العقار للوقاية من داء كورونا، أي الحؤول دون الإصابة بالفيروس.

يذكر أن نتائج التجارب واعدة لغاية الآن، شرط أن يستخدم هذا العقار فقط للمرضى أصحاب الحالات المتطورة، أي الأعراض الشديدة للفيروس، وليس من يعانون فقط من أعراض عادية شبيهة بالأنفلونزا.