"كورونا" والكهف الأول

فاديا فهد 25 مارس 2020

هجمة فيروس "كورونا"، أربكت اقتصادات الدول، والأسواق المالية، والجسم الطبّي حول العالم. لكن آثارها الفادحة على الإنسان، لا تقارن بالخسائر المادية التي تتضخم يوماً بعد يوم. لقد عادت الكورونا الإنسان الى كهفه الأول، الى خوفه من الآخر الموبوء، ومن الوباء يحيط به، يلتصق بحذائه، يتسلل الى منزله في كيس الخضار وربطة الخبز. الكورونا أبعدته عن كل ما ومن يحبّ، وغيّرت أسلوب حياته: الكماليات باتت وراءه، وعاد الى الأساسيات والحياة البسيطة. كل ما عدا ذلك مجد باطل، وموت مقنّع. أخذ منّا الفيروس المتفشي الاستقرار والأمان والحياة الحلوة، حتى الوهم الذي كان لنا أخذه منّا. وعدنا الى ذواتنا مجرّدين من كلّ بهرجة دنيوية. نصلّي وندعو ونضرع، ولا نطلب غير الصحة. العافية كنز اكتشفناه أخيراً... وما أثمنه من كنزّ ! وبين خبر إصابة، وخبر شفاء، ترانا نرسم على جدران عزلتنا، حيوات أخرى نشتهيها.


نسائم

في عزلتي تزورني عصافير عابرة

تطرق شبّاكي،

تهمس ربيعاً،

تهمس سعادة موعودة،

ذات قوس قزح،

ذات شفاء قريب.