فرانكفورت، العاصمة الاقتصاديّة لألمانيا، تقع وسط غرب ألمانيا بمحاذاة ضفاف نهر الماين في ولاية هسن. وهي مُلتقى شبكة كبيرة من المواصلات الجويّة والبريّة والبحريّة، وتُعرَف بأنها من أقدم المدن التي أصدرت الصحف على مستوى العالم. كانت المدينة ولا تزال مركزاً تجارياً وعقدة مواصلات مهمة، ومسرحاً لأحداث مميزة في التاريخ الألماني. ففي صميم المدينة القديمة تقع كنيسة القديس بولس، التي تمت فيها صياغة الدستور الألماني الموحّد عام 1849. كما أُقيمت في المدينة المجالس القومية لأعضاء برلمانات الدويلات الألمانية في منتصف القرن التاسع عشر، وجرى فيها توقيع معاهدة فرانكفورت في 15 تشرين الأول/أكتوبر 1871.

تنقسم مدينة فرانكفورت إلى بلدة قديمة بجوار النهر، معظم سكانها من التجّار والصنّاع الماهرين، وبلدة جديدة تقع شمالي القسم القديم، وتحتوي على الأبنية العامة. إنها خامس أكبر مدينة في ألمانيا، والمركز الألماني في التجارة والسياحة والفنون والثقافة.

تدلّ الآثار الموجودة في فرانكفورت على أنّها سُكِنت منذ العصر الحجري، ويعود إلى الرومان أمر اكتشاف المدينة منذ القرن الأول قبل الميلاد. كما تضم المدينة العديد من الوجهات السياحية الرائعة، مثل قلاع القرون الوسطى والأنهار ذات المناظر الخلاّبة.

البرج الرئيسي

يعتبر البرج الرئيسي أعلى برج في مدينة فرانكفورت إذ يبلغ ارتفاعه نحو 200 متر، ويوفر بالتالي إطلالة رائعة وبانورامية على المدينة.

يقع البرج في الحي المالي في قلب مدينة فرانكفورت، وتم افتتاحه في كانون الثاني/يناير عام 2000، علماً أنه يتكون من 56 طابقاً.

توفر منصّة المشاهدة أعلى البرج منظراً بانورامياً رائعاً على المدينة والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك إقلاع وهبوط الطائرات في مطار فرانكفورت الدولي.

عند الصعود إلى أعلى البرج، يمكن رؤية مدينة فرانكفورت كاملة باستخدام مناظير المراقبة، والتقاط مجموعة من الصور المميزة من هذا المكان الرائع. نوصيكم بتناول طعام الغداء في المطعم الموجود أعلى البرج، حيث تُقدَّم وجبات متنوعة من مطابخ عدة تلبي كل الأذواق. وإذا كنتم من عشاق الرياضة، يمكنكم الذهاب إلى النادي الرياضي في البرج وتمضية أوقات مسليّة فيه، علماً أن النادي يقع في الطابقين 53 و 54 وهو أعلى نادٍ رياضي في أوروبا.

لا تفوّتوا أيضاً زيارة المعرض المُقام في البهو أسفل البرج والتمتع بمعروضاته الفنية الجميلة.

برج إيشنهايم

تشتهر المدينة القديمة بحصنها الكبير الذي يضم 42 برجَ حراسةٍ، ومن هذه الأبراج يبدو برج إيشنهايم الأجمل والأروع إذ يرتفع 47 متراً، ويعتبر بوابة المدينة، وجزءاً من التحصينات التي أُقيمت في أواخر القرون الوسطى في فرانكفورت.

عند زيارة البرج، لا بدّ من تناول طعام الغداء في المطعم الموجود في أسفله والتمتع برونق البرج وطابع القرون الوسطى السائد مع الاستماع إلى الموسيقى الحيّة.

شارع زيل

يعتبر شارع زيل مكان التسوق الرئيسي في فرانكفورت إذ يستقطب العديد من السيّاح والزوار لاحتوائه على أفخم المتاجر والماركات العالمية. اشتُهر شارع زيل في نهاية القرن الـتاسع عشر كواحد من أهم شوارع التسوّق في ألمانيا، ويعود تاريخ تأسيسه إلى القرن الرابع عشر.

يعجّ شارع زيل بالمحال والمجمّعات التجارية الضخمة وهو يغنيك عن أي مكان تجاري آخر في ألمانيا.

واللافت أن جميع المحال التجارية في شارع زيل تغلق أبوابها في الثامنة مساءً للحفاظ على طابع المدينة العريق وأصالتها.

وعند الانتهاء من التسوّق في شارع زيل، لا بدّ من زيارة سوق المنتجات الزراعية في "كونستابلر فاخه" حيث يعرض المزارعون محاصيلهم الزراعية، ولا سيما الخضار الطازجة والأجبان الشهية.

برج أوروبا

إنه أحد أبرز رموز السياحة في فرانكفورت وتمّ بناؤه عام 1974 ويبلغ ارتفاعه حوالى 337.5 متراً، ويعتبر بذلك ثاني أطول مبنى في ألمانيا بعد برج برلين الشهير. يُذكر أن هذا البرج مخصّص للاتصالات، ويوفر إطلالة بانورامية رائعة على مدينة فرانكفورت ويحوي مطعماً في أعلاه.

متحف التاريخ الطبيعي

متحف التاريخ الطبيعي، أو متحف سنكنبيرغ هو ثاني أكبر متحف للتاريخ الطبيعي في ألمانيا، وتُعرض فيه الهياكل العظمية للديناصورات والحيوانات المنقرضة، إضافة إلى العديد من أنواع النباتات، مع كمّ هائل من المعلومات المفصلة. كما يضم المتحف أكبر مجموعة من الطيور المحنّطة في العالم، والتي يُعدّ الكثير منها من العجائب الطبيعية.

متحف شتيدال

يتميز متحف شتيدال بموقعه على نهر الراين، ويضمّ عدداً كبيراً من التحف الفنية التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر وحتى وقتنا هذا.

تتنوع مقتنيات المتحف من حيث الكمية والنوعية، إذ يضم نحو 3000 لوحة فنية من العصور الوسطى حتى العصر الحاضر، 1000 منها معروضة بشكل دائم، وأيضاً 100000 مخطوطة وعمل غرافيك وفني، و4000 صورة فوتوغرافية، و600 تمثال، و115000 كتاب، ويقدّر عمرها بسبعة قرون.

بيتمان بارك

تم افتتاح حديقة بيتمان بارك عام 1952، وهي حديقة مسيّجة بأسوار تضمّ العديد من النباتات الجميلة وأحواض الزهور الملوّنة، إضافة إلى حديقة صينية مميزة افتُتحت عام 1990.

يمكنكم التجول في ربوع الحديقة وسط الأزهار المتنوعة ومشاتل الورود، وإشباع الرئتين بالهواء النقي. كما يمكنكم التجول في المنتجع الصحي المزخرف بأجمل الألوان والتمتع بجوهرة الحديقة الصينية، التي تعتبر بركتها وجسورها وبوابتها المزخرفة محطات مذهلة في المتنزّه.

بالم غاردن فرانكفورت

تمتدّ بالم غاردن فرانكفورت على مساحة 22 هكتاراً، وتضمّ مجموعة متنوعة من النباتات الاستوائية وشبه الاستوائية. فالحديقة عبارة عن مزيج من النباتات والأشجار والغابات المطيرة الخضراء والغابات الموسمية، إضافة إلى النباتات الصحراوية الجافة مثل الصبّار. كما تشتمل على عدد من البيوت الزجاجية التي تحتفظ ببعض النباتات الدفيئة.

هذه الجنّة المتربّعة في قلب مدينة فرانكفورت تأسّست في القرن التاسع عشر، وبناها المهندس المعماري هينريش سيسماير واكتمل بناؤها في عام 1871 .

غابات فرانكفورت

تعتبر غابات فرانكفورت وجهة مناسبة لعشّاق الطبيعة والذين يبحثون عن الهدوء بعيداً من صخب المدينة. تتضمن هذه الغابات مسارات للدرّاجات الهوائية والمشي، إضافة إلى مئات المقاعد الخشبية والعديد من المقاهي وبرك المياه الجميلة.

ميدان روميربيرغ ومبنى رومر

ميدان روميربيرغ هو القلب التاريخي لفرانكفورت. تحيط به مبانٍ ذات طراز تقليدي قديم، فيما يوجد وسط هذا الميدان نبع العدالة الذي كان قديماً المكان المفضّل لأهالي مدينة فرانكفورت للاحتفال بتتويج القياصرة. ويُطلق اليوم على كامل مبنى البلدية اسم مبنى رومر، ويقع فيه مقر البلدية منذ العام 1405. وهو يتوسط المباني الثلاثة التي تم تصميم واجهاتها على شكل أدراج.

توجد في مبنى رومر صالة القيصر (كايزر سال)، التي كانت في السابق مكاناً ملكياً ملائماً لتتويج الأباطرة الألمان. واليوم تصطف على جدران هذه الصالة صور من القرن التاسع عشر لحوالى 52 امبراطوراً ألمانياً، ابتداءً بـشارلمان، الذي تُوِّج عام 800، وانتهاءً بفرانتس الثاني الذي تنازل عن العرش عام 1806. وقد أعيد بناؤها بأسلوب عصري رائع.

معلومات عامة عن فرانكفورت

الموقع الجغرافي: على جانبيّ نهر الماين الشرقي، بجوار سلسلة جبال تاونوس في ألمانيا.

المناخ: مناخ قارّي مع شتاء بارد وصيف حار ورطب.

العملة: يورو

فارق التوقيت بين فرانكفورت والإمارات: 3 ساعات.