مسلسلات رمضان: الإنتاجات المشتركة سمة الدراما السورية هذا الموسم

رشا شربتجي, مروان بركات, دراما سورية, بسام الملا, سامر المصري, دراما تلفزيونية, أعمال رمضانية, شهر رمضان, مسلسل

18 أغسطس 2009

يبدو أن الأزمة الاقتصادية العالمية لم تؤثر كثيراً في صناعة الدراما في سورية، فتخوف صنَّاع الدراما السورية من انخفاض عدد الأعمال المقدمة لهذا الموسم لم يكن في محله، حيث توقّع الجميع أن يكون عدد الأعمال المنتجة لهذا العام عشرين عملاً على الأكثر، لكن الواقع أنها قد تجاوزت ثلاثين، عدا ما يقدمه التلفزيون المحلي من إنتاجات القطاع العام. وفي هذا الموسم نلاحظ أن الدراما السورية قد دخلت المساحات الضيقة وتطرح في مضامينها الأفكار والمواضيع الجريئة، حتى أنها خرقت الكثير من التابوهات والخطوط الحمر التي كانت حكراً على الدراما العربية بشكل عام، وذلك بتعرضها لمواضيع حسّاسة إن كان على المستويين الاجتماعي والتاريخي، وهذا ما يدلّ على حيوية تلك الدراما وقدرتها على التجدّد عاماً بعد عام.

والملاحظ هذا العام انتشار الأعمال التي تتناول المناطق العشوائية في سورية، وحالة الفقر التي يعيشها أهل هذه المناطق والحارات، فتعددت الأعمال التي تطرح هذا الموضوع بأشكال مختلفة وبطروحات متنوعة، لكنها تجتمع في مجملها تحت اسم أعمال العشوائيات.

وتبقى الأعمال الشامية الأعمال الأكثر جماهيرية في الدراما السورية، وهذا ما جعل المنتجين يقبلون بشدة على تبنيها. وهذا العام يعود «باب الحارة» بجزئه الرابع مخالفاً كل التوقّعات بتوقف العمل وإنهائه. كما يعود مسلسل «بيت جدي» في جزئه الثاني بإخراج جديد وببطل جديد وهو العكيد الذي انتقل من «باب الحارة».

أما الأعمال الوطنية فهي أيضاً حاضرة هذا العام وبقوة، إذ نلاحظ ازدياداً في عدد هذه الأعمال هذا الموسم، وهي في مجملها تتناول القضايا العربية الملحّة وأهمها قضيتا العراق وفلسطين.

والسمة الأخرى للدراما السورية هذا العام أيضاً، هي الإنتاجات المشتركة والتعاون الفني بين المنتجين السوريين والمنتجين العرب، وكذلك الاستعانة بممثلين من مصر وتونس والأردن وغيرهم من الفنانين العرب، وهذا ما يضيف تنوعاً وغنى إلى الدراما السورية لتخرج من إطار المحلية إلى إطار الأعمال العربية.

وتظهر التوقّعات أنه إذا ما استمرّ التعاون السوري - العربي في صناعة الدراما فهو مؤشّر جيد لانفتاح العمل الدرامي العربي مما يعود بالفائدة على قطاعات الإنتاج العربية المختلفة بتعدد الخبرات والاستفادة منها للخروج بأعمال درامية تشد المشاهد وتستحوذ على إعجابه.

 أعمال البيئة الشامية

 للأعمال الشامية نكهتها الخاصة، ومهما قُدم من أعمال فهي نهر لا ينضب بحكاياته وتفاصيله. ومع اتّساع ظاهرة مسلسلات البيئة الشامية، وما حققته من جماهيرية، أدرك صنّاع الدراما أن سوق دراما البيئة الشامية رابحة بامتياز، وأن الجمهور العربي يتابع بشغف هذه النوعية من الأعمال عبر حكاياها وأحداثها الشائقة.

«باب الحارة» في جزئه الرابع:
بسام الملا يكسب الرهان، وولادة نجم سعودي في الحارة

يبدو أن المخرج بسام الملا ربح الرهان مرة أخرى، فبعدما توقّع الكثيرون توقف مشروع «باب الحارة» بسبب المشكلات التي أحاطت بالعمل منذ نهاية الجزء الثالث، ما بين المخرج والكاتب تارة، وما بين المخرج وأعضاء الحارة مرة أخرى، لينتهي الأمر باستبعاد بعض الممثلين وإدخال دماء جديدة على العمل، برهن الملا مرة جديدة قدرته على قيادة العمل والوصول به إلى بر الأمان.

فقد أعلن مؤخراً قراره استبعاد عكيد الحارة الفنان سامر المصري، إضافة إلى انسحاب صاحب البليلة الفنان نزار أبو حجر. وفي المقابل أعلن دخول فنانين جدد. ورغم استياء البعض لخروج العكيد ومراهنات جديدة على عدم نجاح العمل بعد خروج نجومه، فإن الملا يعد جمهوره بجزء جميل قد يضاهي الأجزاء السابقة، مؤكداً أن التغييرات التي طالت الممثلين لن تؤثّر في أهمية العمل وجماهيريته.

كتب العمل لهذا الجزء الكاتب كمال مرة بعدما تنازل  له كاتب الأجزاء الأولى مروان قاووق بشكل رسمي وموثق، ليكتب الأخير الجزء الرابع والخامس من العمل.

ويشارك في العمل مجموعته الأساسية بالإضافة إلى أسماء جديدة: صباح جزائري، وائل شرف، ميلاد يوسف، وفاء موصلي، هدى شعرواي، وفيق الزعيم، صباح بركات، جمانة مراد، ليليا الأطرش، أناهيد فياض، وغيرهم. بالإضافة إلى مشاركة وجه سعودي للمرة الأولى بمساحة جيدة في الجزء الخامس من العمل.

مسلسل «بيت جدي»:
سامر المصري يترك «باب الحارة» ليدخل «بيت جدي»...

أحداث كثيرة رافقت الفترة الفاصلة بين الجزءين الأول والثاني من العمل الشامي «بيت جدي»، فقد توفي بطل العمل الفنان ناجي جبر، بالإضافة إلى تغيير المخرج وترشيح عدد كبير من المخرجين لتولي تصوير الجزء الثاني، ليقع الاختيار في النهاية على المخرج الشاب إياد نحاس في تجربته الأولى.

في هذا الجزء مفاجأة، هي بدخول الفنان سامر المصري بدور بطولة في العمل بعد استبعاده من مسلسل «باب الحارة» في جزئه الرابع.

ويتضمن الجزء الثاني دخول حارة جديدة ويتحدث عن هروب عائلة أبو راشد من البيت بعد اكتشاف أن صبري الذي جسد دوره الفنان بسام كوسا مازال حياً، ويتفرق أولاد أبو راشد إلى أماكن مختلفة فيما يلجأ هو إلى  ابن عمه الذي خرج من الحارة منذ سنوات طويلة، وهو أبو رسلان الذي يجسد دوره الفنان طلحت حمدي، وزوجته فوزية. وفي بداية العمل نرى أن فوزي يكون ضد أهل بلده وضد المجتمع العربي، ولكنه في نهاية العمل يعود إلى حب  البلد بعد أن يعمل والداه على هذا الجانب.

وتدور الأحداث في معظمها في منزل أبو رسلان الذي أنجب رسلان من زوجته السابقة. ورسلان الذي يلعب دوره الفنان سامر المصري هو شخصية جديدة تدور أحداث مهمة حولها، حيث يترك الحارة نتيجة جريمة ارتكبت بالأصل بدافع تطهير الحارة. ويلجأ أبو حجاز بعد تركه الحارة إلى الثوار الذين يدربونه على السلاح. وتقع أحداث كثيرة وحكايا مثيرة حول علاقة صبري بعائلة أبو راشد.

والعمل من تمثيل: سامر المصري، طلحت حمدي، صباح جزائري، أنطوانيت نجيب، شادي زيدان، وعدد كبير من الوجوه الجديدة.

أعمال العشوائيات هي السائدة هذا العام...

مسلسل «قاع المدينة»:
سكان خط الفقر وحياتهم...

ضمن موضة دراما العشوائيات التي اتسمت بها الدراما السورية في السنوات الماضية، يواصل عدد من المخرجين تصوير أعمال اجتماعية عن تلك الفئة من الناس التي تعيش في مناطق المخالفات في دمشق أو بما يسمى العشوائيات.
وبعد «ليل ورجال» الذي قدّمه العام الماضي، يعود هذا العام المخرج سمير حسين ليقدم عمله الجديد «قاع المدينة»، من تأليف الكاتب محمد العاص. والعمل تدور أحداثه في أحد أحياء العشوائيات التي تضم مجموعات مختلفة من  السكان الفقراء أو الذين يقتربون من خط الفقر. وهناك تدور مجموعة من الحكايات المتشابكة أبطالها نماذج من هؤلاء السكان الذين قد تمتد حركتهم إلى خارج هذا الحي فتتقاطع مصائرهم مع مسارات بعض الشخوص من سكان أحياء المدينة الأخرى وأساليب عيشهم المختلفة.

وقال سمير حسين أن العمل يحمل سمة القاع ويقدم شخصياته بطريقة واقعية ومنطقية وبحكاية درامية مشوّقة ضمن مجتمع أسري، أي أن هناك العديد من القصص التي لم يتمّ الخوض فيها كالإيدز والشذوذ وغيرهما من القضايا التي تعتمد عليها بعض الأعمال الأخرى كونها إشكالية وتثير المشاهد.
والعمل من إنتاج شركة عاج، ويشارك فيه أيمن زيدان، خالد تاجا، منى واصف، باسم ياخور، عبد المنعم عمايري، غسان مسعود، ديمة قندلفت، أحمد الأحمد، حسن عويتي، أمانة والي، تاج حيدر، صفاء سلطان، عامر علي، لينا حوارنة، دينا هارون، صفاء رقماني، جيني إسبر وآخرون...

مسلسل «سحابة صيف»:
الانهيار النفسي والأخلاقي للإنسان العربي...

من تأليف الكاتبة ريم حنا وإخراج مروان بركات، يأتي مسلسل «سحابة صيف» الذي يسلّط الضوء على دمشق بتشكيلاتها وكيف أصبحت خليطاً من المواطنين اللاجئين إليها من الدول العربية، ولكل من هؤلاء حكايته مع الترحال والتغيير.
ويدخل العمل الحارات الضيقة حيث أماكن السكن العشوائية في دمشق، لكن قاطني الحارات ليسوا أناساً عشوائيين، بل هم وبفعل الظروف السياسية والاقتصادية ارتحلوا من هذه المدينة وإليها، وغيّروا وتغيّروا فيها.
ويخترق العمل الكثير من الخطوط الحمر للدراما بتناوله قضايا كانت محظورة، ومنها خيانة الزوجة، وقتل الآباء، وسفاح القربى وخيانة الوطن، والإدمان، والجرائم،والرشوة، وغيرها من المواضيع المهمة.

يلعب أدوار البطولة عدد من نجوم الدراما السورية أهمهم: سلوم حداد الذي يؤدي شخصية ترمز إلى التغيرات المتسارعة في حياتنا، والفنانة نادين التي تجد نفسها في السجن متهمة بقضية أمن اقتصادي لأنها رفضت التورط بأعمال غير قانونية، والفنان بسام كوسا الذي يلعب شخصية لاجئ فلسطيني يرفض الاعتراف بمرضه حتى تتهاوى قدمه ويضطر لبترها، والفنانون: سمر سامي، كاريس بشار، ديمة قندلفت، أحمد الأحمد، جهاد سعد، كندة علوش، ريم علي، أناهيد فياض، وآخرون.

مسلسل «العار»:
مشكلات المجتمع المحلي بلا «رتوش»...

بعد مجموعة أعمال اتصفت بالجرأة، تقدم المخرجة الشابة رشا شربتجي مسلسلاً لا يقلّ أهمية عما سبقه.
«العار» إسم مثير لعمل يحمل الكثير من المضامين الحياتية التي تهم المجتمعات المحلية والعربية أيضاً، فهو عمل اجتماعي يتعامل مع الفساد الأخلاقي والاجتماعي، من تأليف الكاتبين نجيب نصير وحسن سامي يوسف، المعروفين بصناعتهما لدراما واقعية إنسانية معاصرة.
وبالإضافة إلى أهمية الكاتبين والمخرجة، تأتي أهمية العمل أيضاً من الأبطال المشاركين فيه وفي مقدمتهم تيم حسن وبسام كوسا.
و«العار» عمل يتناول الطبقة الوسطى في المجتمع السوري وما تعانيه من تردي أوضاعها الاقتصادية وهبوطها إلى حالة من الفقر وانضمامها الحتمي إلى بيئة العشوائيات التي تضمّ أناساً متعلمين من فئة الموظفين تحديداً.

والخط الأساسي في العمل يحكي قصة عائلة «أبو منذر» الموظف الذي ينوي بيع بيته مع ارتفاع أسعار العقارات ليشتري ثلاثة بيوت له ولولديه، منذر المتزوج، ونورس الموظف الذي صار في سن الزواج. وهذه الحكاية البسيطة هي قصة عدد من العائلات السورية التي بات يصعب على أولادها تكوين أسرة من دون دعم مادي من أهلهم.
ولأبي منذر ابنتان بثينة التي تجاوزت الثلاثين ولم تتزوج فتفرغت للاهتمام بأسرتها وتلبية طلباتها، ورانيا الطالبة الجامعية.
ويشارك في المسلسل منى واصف، سليم صبري، سلافة معمار، كندة حنا، سمر سامي، مكسيم خليل، ديمة بياعة، نادين تحسين بك، وغيرهم.