عبد الله القعود

مقابلة, أصالة نصري, أنغام, ميريام فارس, طارق العلي, عبدالله القعود, برنامج سوبر ستار, الأغنيّة الخليخيّة, عبدالله الرويشد

24 أغسطس 2009

أكد الملحن الكويتي عبد الله القعود أن برنامج ««سوبر ستار»» صاحب الفضل في نجاحه إعلامياً وبوابة عبوره إلى قلوب الناس، لافتاً إلى أن البرنامج قدم للساحة مجموعة من الأصوات الجيدة، ويرى أن نجاح مدعي الغناء ينذر بانحدار الذوق العام. وأشار في حديثه إلى «لها» إلى أن أغنية «وحشت الدار» للفنان عبد الله الرويشد بصمته في الموسم الغنائي الحالي. القعود تعاون مع عدد كبير من الفنانين الخليجيين وأثرى الساحة الخليجية والعربية بالعديد من الأغنيات، حاورناه في لقاء لم يخل من الجرأة وكشف لنا عن أحدث أعماله.

- حدثنا عن جديدك؟
مشغول بتسليم ألحان أغنيات برنامج الفنان الكوميدي طارق العلي «طول بالك»، والذي يعرض خلال شهر رمضان المقبل بواقع أغنية في كل حلقة تتماشى وأجواء البرنامج الانتقادية لأوضاع إجتماعية وسياسية مستفزّة في مجتمعنا الخليجي والعربي. ونقدم على مدار 30 حلقة 30 أغنية  في تجربة مميزة. أما على الصعيد العاطفي انتهيت من أغنية جديدة للفنانة ميريام فارس بعنوان «من عيوني»، من كلمات سعود شربتلي. وأخيراً طرحت لي أغنية مع الفنانة اللبنانية يارا.

- إلى أي مدى تعتبر أغنيات العمل الدرامي صعبة وتتطلب جهداً مضاعفاً؟
بالتأكيد هناك صعاب، خصوصاً أننا نقدم كل يوم أغنية جديدة تتعامل مع مشكلة أو قضية ونسير على هذا النهج طوال الشهر، ويجب أن تواكب الأغنية من حيث الكلمات والألحان فكرة الحلقة ونستمدّ الألحان من روحها. فإذا كان موضوع الحلقة على سبيل المثال عن مشكلة الاسكان نبتدع جملة موسيقية أو فكرة تتّسم بطابع إجتماعي أو كوميدي. ورغم الجهد والتعب أستمتع كثيراً خلال صياغة الألحان الدرامية لأنها مختلفة عن اللون العاطفي، وبطبعي أعشق الشغل من هذا النوع.

- هل سيعود برنامج ««سوبر ستار»؟
«سوبر ستار» سيعود عقب انتهاء شهر رمضان، وأنا موجود مع لجنة التحكيم والظروف التي مرّ بها لبنان كانت السبب وراء توقف البرنامج الذي يعتبر الأفضل في فئته، خصوصاً أنه يعتمد على انتقاء المواهب الجيدة من حيث خامة الصوت والأداء، والبرهان أنه قدّم للساحة العديد من الأسماء التي أثبتت وجودها.

- ماذا يمثل ««سوبر ستار»» للقعود؟
هو صاحب الفضل علي في النقلة الإعلامية التي حدثت لي، كما أنه عرف الجمهور على القعود. ومنذ بدايته كان ناجحاً، والحمد لله منذ الجزء الأول تركنا بصمة من خلال ما قدّمناه للساحة الفنية العربية من مواهب. وعلى الصعيد الشخصي أضاف إليّ الكثير إعلامياً وساهم في بروز إسمي بشكل أفضل.

- قيل إنك كنت قاسياً بعض الشيء مع المتسابقين؟
الموقف الذي أواجهه يفرض عليّ أسلوب التعامل مع المشاركين لاسيما أن الأمر بالنسبة إليهم مصيري ونهائي يكون أو لا يكون، لذا يجب أن أكون حاسماً مع المتسابقين وأعطي رأياً واضحاً وأمنح توجيهات قاطعة بحيث أشعر براحة الضمير مهما كانت النتيجة أو أثرها عليهم لأنني أدّيت ما يتحتّم عليّ من واجب تجاههم. ويبقى أن لجنة التحكيم بشكل عام مرحة مع الشباب وتجمعنا بهم علاقة صداقة منذ النسخة الاولى حتى وقتنا هذا، إلا أن وقت الجد جد ويجب أن نتخذ مواقف تصبّ في النهاية في مصلحتهم.

- هناك اتهام موجه إلى برامج الهواة بأنها المسؤول الأول عما آلت إليه أوضاع الساحة الغنائية من انتشار إنصاف المواهب ومهووسي الغناء وتردّي المستوى؟
سأتحدث بالأصالة عن برنامجنا. نحن قدمنا على مدار سنوات خامات صوتية جيدة إذ كان الحكم في الأساس على موهبة الفنان من ثم تأتي المقومات الأخرى تباعاً، ولم نتطفل على الساحة الغنائية بل أثريناها بأصوات شجيّة بداية من الجزء الأول. ولم يشاهد الجمهور أو يستمع إلى صوت عادي في المراحل النهائية، وإنما جميع متسابقينا لاسيما الذين وصلوا الى المراحل الختامية كانت أصواتهم مميزة. أما ما تشهده الساحة الفنية من انتشار للأصوات الرديئة فهذا أمر لا يتحمل برنامجنا مسؤوليته.

- ما السرّ وراء أفول نجم بعض المواهب الواعدة رغم بدايتها القوية، والأمثلة عديدة؟
هذه الظاهرة ترجع إلى سوء الإدارة  التي تتسلّم بعد ذلك تلك الأصوات وتقدمها بشكل قوي أو قد تهمشها. حتى وإن كان الشاب يملك صوتاً جميلاً وحضوراً قوياً فإن الإدارة السيئة ستقوده إلى الفشل لا محالة، خصوصاً أننا أصبحنا في عصر صناعة النجم، فنجاح المطرب يتوقف على وجود منظومة عمل متكاملة من إنتاج وتسويق واعلام تدعم خطاه.

- كيف ترى وضع الأغنية الخليجية خصوصاً أنها أصبحت مسموعة ومطلوبة من قطاع كبير من الجمهور العربي؟
 الأغنية الخليجة اتسعت رقعة مستمعيها ومحبيها على مستوى الوطن العربي منذ مدّة والجمهور العربي يتذوّق الفن الخليجي. ويرجع الفضل في ذلك إلى القائمين عليها من ملحنين وموزعين وكتّاب، قرّبوا المسافات وأوصلوا الأغنية الخليجية بشكل بسيط إلى الجمهور العربي. كما أن الفضائيات لعبت دوراً مهماً في هذا الأمر، حيث أصبح من السهل الإطلاع على الثقافات الأخرى. ولا ننسى المهرجانات الغنائية التي وطّدت العلاقات بين الشعوب العربية.

- كيف تصف لنا تطوّر اللحن والكلمة في الأغنية الخليجية؟
الإيقاعات الخليجية غزيرة، منها الصعب في الاستيعاب والتنفيذ. لذا اتجه الملحنون الخليجيون الجدد إلى تقديم جمل لحنية وأغنيات قريبة من المستمع العربي يسهل عليه استيعابها. ونلاحظ في الآونة الأخيرة استخدام الجمل الخليجية المهجنة والمصنوعة من خليط من النغمات الخليجية والشرقية، وهي لا تمحو الهوية الخليجية بل تحتفظ بأصالتها بفضل حرص الملحنين الجدد ولكن مع تطوير لا ينقص من قيمتها إنما يساهم في انتشارها. وأي موسيقى تتأثّر من وقت إلى آخر بحضارات أخرى، وهذه ظاهرة صحية. ولكن أعود وأشدّد على ضرورة الإحتفاظ بهوية الأغنية بحيث يتعرّف عليها من يسمعها في اللحظة ذاتها.

- أصبح عبد الله القعود ملاذ أي مطرب عربي يبحث عن تقديم أغنية خليجية مميزة؟
حتى لا أنسب الفضل في هذا الأمر إلى نفسي فيجب ألا نغفل دور الكثير من الملحنيين الخليجيين منهم ناصر الصالح، يعقوب الخبيزي، فايز السعيد، أحمد الهرمي وآخرون. جميعهم لحّنوا لمطربين عرب ونجحوا. وأعتبر نفسي واحداً من ضمن منظومة ساهمت في نجاح الأغنية الخليجية وانتشارها على نطاق عربي.

- ما الأسماء التي نجحت في تقديم الأغنية الخليجية بشكلها السليم عربياً؟
في الموسم المنقضي كانت هناك مطربات مثل يارا وميريام فارس وأصالة وأنغام وأسماء عدة من المغرب العربي مثل أسماء المنور، وفي الوقت الحالي الفنانة لطيفة وكذلك الفنان صابر الرباعي. ومن الملاحظ أن هذا الاقبال يرجع إلى جمالية الأغنية الخليجية في المقام الأول من ثم تأتي العملية التسويقية، لاسيما أنها أصبحت مطلوبة وثرية بالنغمات.

- هل تمثل الأغنية الديو صعوبة أكثر من السنغل؟
بالتأكيد، فاختلاف الطبقات بين المطربين المتشاركين في الغناء يتطلب جهداً مضاعفاً حتى توفق وتقرب بين طبقتين تشتركان في غناء ديو واحد في هارموني متناغم، وحتى يأخذ كل مطرب حقه. ولي تجارب ناجحة عدة في هذا الصدد، والاسلوب المتبع بالنسبة إليّ في مثل هذه المشاريع الإستماع إلى طبقتي المطربين، ثم نعقد جلسات عمل عدة، ولا أستطيع أن أظلم فنان على حساب الآخر حتى وإن اضطررت لتغيير النغمات والألحان.

- ما الطقوس التي تتبعها حتى يخرج اللحن في شكله النهائي؟
أعيش حياتي بشكل طبيعي جداً. في كثير من الأحيان أستيقظ من النوم وأتوجه الى المكتب لتلحين أغنية بعينها. وعندما أصل الى المكتب لا يخرج معي أي لحن، وفي أوقات أخرى تطرأ لي فكرة لحن جديد عندما أكون بين أبنائي أو في زيارة للأهل. فليس من الضروري أن أعزف حتى يخرج اللحن معي بل من الممكن أن أتخيله خصوصاً أن اللحن فكرة، وهذا لا يعني أن العزلة ليست مطلوبة وإنما الأمر يتوقف على الحالة النفسية أو الأجواء التي يعيشها الملحن، ونحن في عصر لا يعترف بالخطوات الروتينية لصناعة الأغنية من كلمات ثم ألحان ثم توزيع، فمن الممكن أن يساهم اللحن المتميز في خروج أغنية جيدة خصوصاً إذا كان الشاعر محترفاً وبستطيع صياغة كلمات تتماشى واللحن وهذا موجود في نماذج ناجحة عدة لاقت أصداء طيبة بين الجمهور.

- متى يرفض القعود تلحين أغنية؟
اذا لم تثرني الكلمات وتحفزني لا يخرج معي أي لحن. وقد تكون الكلمات جميلة وتذهب الى ملحن آخر وتخرج معه أغنية تكسر الدنيا بلغة السوق، والأمر يتوقف على قدرة المنتج أو المطرب على استيعاب الموضوع ومدى توافقها مع الفترة التي يعيشها الملحن. فهناك لحظات يعيش الملحن في حالة غزارة إنتاج وأخرى يكون فيها مفلساً. وهذه حالة تنتاب أي ملحن أو شاعر قد يعجز عن الإنتاج فيحاول جاهداً خلق أجواء تساهم في اتقاد ذهنه وعودة تألقه. وأنا أعشق الإستماع من قبل أن أدخل في أجواء أي عمل أستمع كثيراً لأشحذ همتي لتحرضني وتثري خلفيتي، وأقف دوماً على آخر تطورات الموسيقى العالمية مستمعاً بارعاً.

- تشكل والشاعر منصور الواوان ثنائياً ناجحاً، فما السرّ وراء ذلك؟
الواوان شاعر شاب طموح ومتجدّد مبدع وخلاق، وعلاقتي به تمتدّ 10 سنوات قدّمنا خلالها أغنيات عدة وتجمعنا صداقة متينة وهناك غزارة في الإنتاج لكلينا، لذا تجمعنا أعمال عدة. إضافة إلى أنه شاعر مميز وأنا أعشق الأشخاص المتميزين في أفكارهم.

- لماذا لقبت بـ «بليغ حمدي الكويت»؟
الكبار مثل الفاكهة المتنوعة، فالموسيقار محمد عبد الوهاب شخصية بألحانه، رياض السنباطي خطير والقصبجي والرحابنة عالم من الإبداع. هؤلاء منبع الفن وأرباب الإلهام. أما بليغ حمدي فتعجبني طريقة صياغته وتفكيره في اللحن، وعندما أفصل وأقطع أحد ألحانه أكتشف كم هو عبقري. لم يكن فناناً عادياً، وأستمتع بأسلوبه في صياغة النغمات الموسيقية.

- لاحظنا حرصك على التعاون مع الشباب رغم ما وصلت إليه من مكانة؟
من الخطأ ان ندير ظهورنا للشباب لأنهم المستقبل. وفي رأيي أن العمل لا علاقة له بالأسماء ولكنه يعتمد على الصوت واللحن والكلمات والدراسة، وهي مجتمعة أساس نجاح أي عمل.

- تعاونك مع الشاعر ساهر ليس كالسابق رغم تميزكما معاً؟
ساهر صديق وأتعاون معه في كل موسم، ولكن الأغنيات التي نجحت قليلة لذلك تبدو تعاوناتنا قليلة. هو شاعر صاحب كلمة غير عادية ومن أوائل الشعراء الذين تعاونت معهم، كما أن إنتاجي في الفترة الأخيرة بشكل عام اصبح قليلاً وساهر كذلك، فأصبحنا نقدم 3 أو 4 أغنيات في الموسم.

- الأغنية أصبحت صناعة، فما مقوّمات نجاحها؟
يجب أن تكون الأغنية مختلفة ومخدومة من ناحية اللحن والكلمات والتوزيع، إضافة إلى ضرورة أن تخدم إعلامياً في ظلّ الزخم الذي تشهده الفضائيات في الساحة. ويجب أن تكون الأغنية متميزة جداً ومتفوقة في موسمها، فهي سلعة يجب الترويج لها بحرفية. ولا نغفل دور عالم الفيديو كليب الذي يقدّم لها الأرضية عند الجمهور.

- هناك  زخم وزحام  في الساحة الغنائية؟
عالم الغناء أسهل طريق إلى الشهرة، وبعض من يقتحمه يرفع شعار «أجرب حظي». وهذه الظاهره ليست بالجديدة ولا أرى مشكلة فيها لأنهم موقتون، لكن المشكلة تكمن في نجاح هؤلاء الدخلاء لأن ذلك ينذر بانحدار أذواق الجمهور. إذا لم نصل إلى هذه المرحلة  فلا بأس من الغث والسمين فالجمهور يقود حملة الفرز.

- أخيراً ما العمل الذي نستطيع القول إنه بصمة القعود هذا الموسم؟
«وحشت الدار» للفنان عبد الله الرويشد، ولكن بشكل عام هناك الكثير من الأغنيات التي قدّمتها في حياتي كان لها الفضل في إبرازي، منها «لا تصدقونه» لأحلام، و«مسألة وقت» للرويشد، و«مكانه وين» لميريام فارس.