هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة بالتأكيد التي يتمّ فيها تسريب أغنيات للفنان جورج وسوف قبل صدورها ضمن ألبوم رسمي عن شركة روتانا. لكن الجديد في الموضوع هذه المرّة أن التزوير والتسريب صارا يتمّان علناً عبر شبكة الإنترنت ويروّج لهما أشخاص معروفون ضمن مجموعات تطلق على نفسها تسميات مختلفة منها «احنا يللي بيقولوا عنا مرضى وسوف» و«وسوف نت» وغيرهما العشرات. فتنتشر الأغنيات الجديدة بثوان عبر الشبكة وتصبح ملكاً لكل الناس دون حسيب ولا رقيب.

خلال أسبوع واحد سرّبت 3 أغنيات بطريقة غريبة، كانت البداية مع أغنية «لا تروح» اللبنانية (لون السواحلي التراثي) التي جمعت الوسوف للمرة الأولى بالملحن هيثم زياد وهي من كلمات أحمد درويش وتوزيع طوني سابا، لكنها انتشرت عبر الإنترنت بنسخة مزورة غير نهائية ودون ميكساج، وهو ما يسمّى في لغة استوديوهات التسجيل «غايد»، بينما النسخة الأصلية معدّلة في كثير من الأمور أبرزها التوزيع الموسيقي، وللأسف كثر ممن سمعوها استغربوا كيف أن الوسوف يصدر هذه النوعية الرديئة من التسجيل، وهم معذورون في ذلك لأنهم يجهلون أن ما سمعوه مجرّد «غايد» وليس العمل النهائي. فلم يُعرف ما إذا كان القصد من التزوير هو ضرب الوسوف نفسه أو ضرب الثنائي زياد وسابا خصوصاً أنهما يخاطران مع الوسوف في هذه التجربة الجديدة كلياً عليه والتي فيها تجديد وعودة إلى التراث بطريقة حديثة.

«لها» أجرت إتصالاً هاتفياً بجورج وسوف لسؤاله عن الموضوع، فضحك وقال أنه اعتاد هذه النوع من التسريبات مؤكداً أن النسخة التي صدرت مزورة، وأن لا فكرة لديه عن كيفية حصول ذلك.

 ثم كانت المفاجأة بصدور الأغنية الثانية وعنوانها «الصبر طيب» من ألحان وليد سعد، لكن نسمعها مع عبارة «روتانا» أكثر من مرة إضافة إلى عبارة «معكم إذاعة المدينة اف ام» (وهي محطة إذاعية معروفة في سوريا). وهذا النوع من النسخ هو الذي توزّعه روتانا نفسها على الإذاعات المحلية في لبنان ومختلف الدول العربية بمثابة ترويج للألبوم قبل صدوره. الموزع طوني سابا قال لنا إنه تلقّى اتصالاً هاتفياً من إذاعة «موزاييك اف ام» التونسية، التي أجرت معه حواراً هاتفياً لسؤاله عن تعاونه مع جورج وسوف بعد أن تلقّت من روتانا نسخة من أغنية «الصبر طيّب». الغريب في الموضوع أن الأغنية سُمعت في «موازييك» و«مدينة اف ام» قبل الإذاعات الأخرى حتى قبل المحطات التابعة لها مباشرة ومنها راديو روتانا دلتا. «لها» أجرت إتصالاً هاتفياً بالسيد هادي حجار مسؤول الإعلام والتسويق في روتانا لسؤاله عن هذا الموضوع، فقال إن روتانا ترسل الأغنيات دفعة واحدة لكل الإذاعات من خلال إذاعة «جدّة ريميكس» قبل سبعة أيام من موعد صدور الألبوم، وأحياناً تقوم إذاعة معينة بمسابقة الأخرى في البثّ، أي أن هذه النسخة هي فعلاً صادرة عن شركة روتانا. كما أضاف حجار أن محطات روتانا التلفزيونية باشرت ببث إعلان الألبوم ومنها إعلانات «الرينغ تون» قبل عشرة أيام من موعد الصدور فضلاً عن مقطع من أغنية «الصبر طيب» كترويج مسبق قبل صدور العمل رسمياً عن روتانا.

ثم صدرت الأغنية الثالثة بعنوان «الأيام دي صعبة» من ألحان أمجد العطافي، كاملة ودون أي عبارات تشير إلى روتانا إضافة إلى صدور غلاف الألبوم الرسمي عن شركة روتانا بجودة عالية High Resolution وذلك عبر موقع wassouf group، وهو طبعاً ما لم تقم بتوزيعه روتانا.

وحسبما كنا قد سمعنا داخل أروقة روتانا إن ألبوم الوسوف كان مقرراً أن يصدر يوم الحادي عشر من هذا الشهر أو في الثالث عشر منه على أبعد تقدير، لكنها عادت وأصدرته في أسواق بيروت يوم السبت في التاسع منه، وفي اليوم التالي وزّع الألبوم في الدول العربية الأخرى. وأيضاً سألنا السيد حجار عمّا إذا كانت روتانا تعمّدت إصداره قبل الموعد المقرّر منعاً لمزيد من التزوير، فقال إن روتانا غالباً ما تحدد يوماً معيناً لصدور ألبومات الوسوف لكنها تعلن موعداً غيره تفادياً للتزوير لأن ألبوماته بشكل خاص تتعرض أكثر من غيرها للقرصنة، وفي السابق كان الألبوم بصدر كاملاً بطريقة غير شرعية. وأكّد أيضاً أن أصداء الألبوم أكثر من رائعة وهو يحقق أرقاماً مهمة جداً في سوق المبيعات.

جديده على الإنترنت قبل الأسواق والغلاف انتشر عبر «الفايس بوك»

هادي حجار من روتانا: أغنية «الصبر طيّب» وزّعت من خلالنا