لاميتا فرنجية

جويل بحلق, مارسيل غانم, لاميتا فرنجية, مسلسل

01 سبتمبر 2009

هي واحدة من أجمل عارضات الأزياء في لبنان. لم تكتف بالنجاح الذي حققته في عالم الجمال والموضة ولا بالتقديم التلفزيوني، بل قررت خوض غمار التمثيل من أصعب وأوسع أبوابه، أي من خلال الدراما البدوية. تطلّ حالياً في رمضان على شاشة تلفزيون «دبي» في مسلسل «جمر الغضا» في دور رئيسي يحمل الكثير من التعقيدات الدرامية والتركيبات النفسية، آملة أن تنال تجربتها النجاح كي تستمر في هذا المجال الذي تحبّه. قبل أن تباشر إستعداداتها أيضاً لتصوير ملسلسل لبناني، «لها» إلتقتها في بيروت بعد عودتها من الأردن، وكان هذا الحوار...

-  باشرت محطات التلفزة عرض مسلسل «جمر الغضا» الذي تشاركين فيه، ماذا عنه؟
مكثت فترة طويلة في الأردن لإنهاء التصوير، وقد امتدّت إلى أكثر من شهرين قبل حلول شهر رمضان المبارك، واستغلّ المناسبة بداية لتقديم التهاني للشعوب العربية بالشهر الفضيل. وبالعودة إلى موضوع المسلسل، فقد تمّ التصوير في صحراء الأردن، وكنا قد باشرنا التحضير والتجهيز قبل التصوير بحوالي أسبوعين. هذه التحضيرات شملت الماكياج والملابس والديكور وغيرها، وطبعاً التمرّن على اللهجة بما أن المسلسل يقدّم باللهجة البدوية. أودّ التوجّه بالشكر إلى محطة «دبي» التي دعتنا إلى احتفال تكريمي أقيم في «مينا السلام» في دبي، لكل الممثلين المشاركين في المسلسلات المعروضة على «دبي.تي.في» هذا العام. سعيدة جداً بهذه التجربة وأعتبرها نقلة نوعية خصوصاً أنها ليست تجربة جديدة.

-  كيف تمكّنتم من التصوير في الصحراء في عزّ الحرّ؟
(تضحك) «دخيلك ما تذكريني»، كنت أعلم مسبقاً أني سأواجه صعوبات كثيرة بخصوص هذه المسألة، لكني لم أتخيّل أنها ستكون إلى هذه الدرجة. الحرّ هناك غير طبيعي، وكنا ننتقل يومياً من العاصمة عمان إلى موقع التصوير ضمن مسافة ليست بالقصيرة.
كنا مجبرين على التصوير في الصحراء لأن المسلسل بدوي ويحكي عن القبائل، ويستحيل إدارة مروحة طبعاً لأن صوتها سيُسمع في التسجيل، عانينا من أمور كثيرة، خصوصاً عندما تدوسين على الأرض وكأنك تمشين على الجمر، إضافة إلى ارتدائنا العباءات والماكياج الذي يفترض إصلاحه أكثر من مرة، يعني «حدث ولا حرج». لكنه عمل ضخم ومهم جداً، لهذا تجاوزت هذه التفاصيل البسيطة التي اعتبرتها دون أهمية أمام أهمية النتيجة التي أحققها من خلال المسلسل، سعيدة جداً بهذه التجربة ومتحمّسة جداً لمعرفة الصدى لدى الجمهور.

-  ذكرتِ أنكم كنتم تتوجهون يومياً من عمان إلى موقع التصوير؟
( تضحك)، نعم، الحمد لله أننا لم نكن ننام هناك.

-  لماذا لم يتمّ التصوير في استوديو خاص؟
لا أدري إن كان هذا ممكناً، وأنا لا أستطيع التحدث نيابة عن المنتج والمخرج، ربما يصعب التصوير داخل استوديو لأن الأعمال البدوية بحاجة إلى مساحة ضخمة جداً.

-  ماذا عن الأسماء الأخرى الموجودة معك في المسلسل؟
المسلسل كما ذكرت بعنوان «جمر الغضا » ويُعرض على شاشة «دبي.تي.في»، للمنتج المعروف طلال العواملة الذي اشتهر بإنتاج أهم المسلسلات التاريخية والبدوية في الأردن. أؤدّي فيه شخصيتين دور البدوية وقرينتها، في المسلسل أنا أرملة فقيرة، يطاردها الكلّ وتعيش معاناة كبيرة وتشعر أنها مضّطهدة، والنسوة يكرهنها ويغرن منها لأنها جميلة جداً. أما عن الممثلين الموجودين في المسلسل فأذكر منهم منذر رياح من الأردن، زهير النباني من أبرز نجوم المسلسلات في الأردن، أما الإخراج فهو لحسن أبو شعيرة الذي أخرج مسلسل «عيون عليا»، وقد سُعدت كثيراً بالتعامل مع هذه الأسماء الكبيرة، كما أن الإنتاج ضخم ومميز.

-  هناك عشرات المسلسلات التي تعرض في رمضان والتي تتميّز بضخامة الإنتاج. هل تعتقدين أن هذه الكثافة تظلم بعض المسلسلات؟
هذا مؤكد، وتجدين أن الجمهور غير قادر على متابعة كل هذه الأعمال دفعة واحدة، فيشاهد ما فاته منها عندما تُعاد بعد رمضان. صحيح أن في ذلك ظلماً يطال بعض المسلسلات، لكن هذه ميزة التلفزيون في رمضان حيث تكون نسبة المشاهدة قياسية، لهذا يعمد المنتجون إلى تقديم أفضل ما عندهم لتقديمه في هذا الشهر. ودون شك هنك حسابات معيّنة للمنتجين لأنهم هم من يتحكّمون في هذه المسألة وليس نحن. المنتج يعرض العمل على المخرج والممثل فإما يوافقان أو لا، لكن لا أحد يرفض عملاً محترماً وبأجر جيد فقط من باب الخشية من ألاّ يُشاهد لأنه سيعرض في رمضان.

-  طالما تتحدثين عن الأجور، كم بلغ أجرك؟
(تضحك)، دون شك هو محترم لكن حقيقة المسألة بالنسبة إليّ لا تتعلّق بالمال. والدليل أني كنت قد تلقّيت عرضين لتصوير مسلسلين في القاهرة وأيضاً بأجور جيدة جداً، وبالفعل وافقت وكان يفترض أن أسافر إلى القاهرة للتصوير، لكني اعتذرت قبل أسبوع من موعد التصوير عندما جرى الكلام عن مسلسل «جمر الغضا». «المركز العربي» الذي يتولّى إنتاج «جمر الغضا» كان قد حدثني قبل ذلك طبعاً، لكنهم تأخّروا قليلاً في المتابعة فاعتقدت أن الموضوع غير جدّي. لكن عندما عادوا واتصلوا بي ألغيت كل شيء آخر.

-  لماذا فضلت هذا المسلسل تحديداً؟
دون شك مصر مركز مهم جداً للدراما التلفزيونية وشكّل نقطة انطلاق بارزة في مجالات الفن كافة، لكني صراحة أعشق المسلسلات البدوية. هذا إضافة إلى أهمية اختياري كممثلة لبنانية للمشاركة في عمل مماثل، وهذه فرصة قد لا تتكرّر كلّ يوم. أحبّ أيضاً الدراما السورية التي قدّمت أعمالاً رائعة، وفي مصر أفضّل السينما على أي شيء آخر.

-  ما هي طبيعة المسلسلين اللذين عُرضا لكِ في مصر واعتذرت عنهما؟
الأول كوميدي والثاني أكشن، أحب المسلسلات المودرن لكني أرى أن المسلسلات البدوية والتاريخية فرصة أكبر وأهم. حالياً أحضّر لمسلسل لبناني موردن للمنتج مروان حداد، والتصوير سيبدأ خلال تشرين الأول/أكتوبر إن شاء الله، ولم يتمّ تحديد الأسماء الأخرى المشاركة.

-  كونك اعتذرت عن المسلسلين المصريين قبل أسبوع من سفرك، ألم يتسبّب ذلك بخلاف مع المنتجين؟
بصراحة كلا، فقد تفهّموا الموضوع وكنت صريحة جداً معهم، إضافة إلى أني لم أكن قد أبرمت العقد بعد، لكن حقيقة أشكرهم كثيراً لأنهم تفهّموا وضعي. وبالمناسبة تلقّيت عرضاً جديداً لمسلسل مصري.

-  مِن المنتجين أنفسهم؟
(تضحك)، كلا، لا أعتقد أنهم سيعيدون الكرّة معي. وبالتأكيد صاروا يقولون التوبة.

-  المسلسل؟
العرض خاص لفيلم سينمائي لكن لم يبت في التفاصيل بعد، لهذا أفضل إرجاء الحديث إلى وقت لاحق.

-  وإن أردنا سؤالك عن أشياء أخرى؟
(تضحك)، كلا، لم أقصد إنهاء الحوار بل إرجاء الحديث عن الفيلم إلى حين الاتفاق النهائي، وأنا عادةً أفضّل عدم الكشف عن مشاريعي قبل التأكيد عليها.

-  ذكرت أن الشركة المنتجة للمسلسل إتصلت بك قبل أسبوع من سفرك إلى الأردن للتصوير. هل كان الوقت كافياً كي تتمرّني على اللهجة خصوصاً أن البدوية صعبة؟
تمرّنا خلال أسبوعين تقريباً في الفترة ذاتها التي كنا نحضّر فيها الماكياج والملابس وكيفية تصفيف الشعر، وبالمناسبة تمّ استقدام متخصصين من إيران للإشراف على هذه الأمور. هذه التحضيرات تزامنت مع التمرينات الخاصة باللهجة. صحيح أن اللهجة البدوية صعبة، لكني استوعبتها سريعاً لأني أساساً معجبة كثيراً بالمسلسلات البدوية وتابعت العشرات منها، إضافة إلى اندفاعي وحماسي نحو المسلسل نفسه، ما جعلني أتمرّن بسهولة إضافة إلى التحدث بهذه اللهجة مع الممثلين الآخرين وسماعهم يتحدثون بها، لهذا النتيجة كانت جيدة جداً. (تضحك) أستطيع القول إني نسيت اللهجة العادية ولم أعد أتكلّم سوى اللهجة البدوية لاعتيادي عليها أكثر من شهرين متواصلين. حتى ملابسي العادية، صرت أستغرب عندما أرتديها.

-  أي أصبحت بدوية؟
(تضحك) «إذا بدّك». من المشاهد المميزة التي صوّرتها، مشهد المعركة التي يُقتل خلالها زوجي، وكان مشهداً صعباً ومؤثراً، أرتمي فيه على الأرض أكثر من مرة وأقع أكثر من مرة... وقد أصبحت قدماي متورّمتين بسبب الوقوع والرمال.

-  ذكرت أنك من محبي المسلسلات البدوية، ما هو أجمل مسلسل شاهدته؟
فعلاً أشاهد الكثير منها وليس هناك مسلسل مفضل، كما أن هذا لا يعني أن كلّ المسلسلات البدوية تلفتني، بل المميز منها. تابعت أخيراً مسلسل «عيون عليا» الذي أعيد عرضه وأُعجبت به إلى حدّ كبير، كما أني من أشدّ المعجبين بالممثلة صبا مبارك.

-  أكثر من مسلسل بدوي أثار لغطاً وجدلاً في وسائل الإعلام، حتى أن مسلسل «فنجان الدم» مُنع من العرض العام الماضي بعد اتهامات في وسائل الإعلام أنه أساء إلى المجتمع القبلي!
هذا صحيح، لكن مسلسل "فنجان الدم" يعرض هذا العام. لكننا كممثلين لسنا مسؤولين عن اللغط الممكن أن يحصل، ولست هنا في موقع المدافع لكن في النهاية قد تكون بعض التأويلات في الصحافة مبالغاً بها، لا أعرف. وقد سمعت أن مسلسل «فنجان الدم» هوجم قبل أن يعرض. وإن حصل منع لمسلسل ما فهذه مشكلة المنتج وليست مشكلة الممثلين، لهذا أفضّل أن توجهي السؤال إلى المنتجين وليس إليّ.

-  لكن أنت كممثلة لا بدّ أنك ستزعلين إن لم يعرض مسلسل لك، خصوصاً بعد التعب والمجهود الذي بذلته لأكثر من شهرين في الصحراء؟
طبعاً أحزن، وأنا لم أقصد القول إن الموضوع لا يعنيني، على العكس تماماً. وإن أردت السؤال تحديداً عن مسلسل «جمر الغضا»، لا أعتقد أن فيه إساءة تجاه أي كان. ولا أعتقد أن هناك أي منتج مستعد لتحمّل المبالغ الإنتاجية الضخمة وهو يعلم مسبقاً أنه سيخسرها (إن حصل منع العمل طبعاً).

-  هناك عدة مسلسلات عربية باتت تصل إلى محافل الجوائز العالمية. لكن البعض يعتبر أن الجائزة التي حصل عليها مسلسل «الإجتياح» ليست سوى «فلتة شوط». هل تعتقدين فعلاً أننا نملك الفرصة الحقيقية لنيل جوائز مماثلة؟
هذا مؤكّد، ومسلسل «الإجتياح» نال الجائزة لأنه استحقّها عن جدارة خصوصاً أن القيّمين على هذه الجوائز لا يعطونها لأي كان ولا كرمى لعيون أحد، لأنهم ببساطة محترفون. وليس فقط «الإجتياح»، بل هناك أكثر من عمل درامي وصل إلى التصفيات وهذا بدور مهم جداً، ويعني أن الدراما العربية في تطوّر مستمر، ولا أعتقد أنه ينقصنا شيء من الإبداع والتميّز لنقول إننا غير جديرين بالجوائز العالمية، أو أن جائزة «ايمي اوارد» التي حصل عليها مسلسل «الإجتياح» هي «فلتة شوط». هناك مواهب كبيرة رائعة في قطاع التمثيل والإنتاج الدرامي، وأيضاً في التصوير والموسيقى التصويرية، وفي لبنان أيضاً لكن ربما بحاجة إلى فرصة أكبر لتسليط الضوء عليها كي تصل إلى هذه المرتبة.

-  كل حسناء جميلة تدخل مجال التمثيل أو الغناء، ينظر إليها الناس كدخيلة. هل شعرت بهذه النظرة بعد تجربتك؟
ربما في البداية لا أعرف، حتى أن بعض الذين عملوا معي في المسلسل أخبروني صراحة أنهم كانوا ينظرون إليّ بطريقة مغايرة قبل أن يتعرّفوا إليّ وقبل أن يروا كيف أمثّل، لكنهم لمسوا لاحقاً مدى جدّيتي في العمل. وفي النهاية، كل ممثل أو فنان لا بدّ أن تكون له تجربة أولى ومن ثم تبدأ مرحلة الإحتراف وهذا حصل مع أهم الممثلين وكبار النجوم. على المرء أن يجرّب ويجتهد ويطوّر نفسه بالتمرين والإستماع إلى نصائح من هم أكثر خبرة منه، فسيقدر حينها أن يثبت نفسه مهما كان، وإن كنت جميلة فهذه نقطة إضافية تُسجّل لصالحي أين المشكلة في ذلك. لكن هذا لا يعني أبداً أن كلّ جميلة هي دخيلة، ولا ننسى أن هناك عشرات الممثلات اللواتي كنّ رائعات الجمال كمريم فخر الدين مثلاً وسعاد حسني وليلى علوي وغيرهنّ، مع عدم إقامة أي مقارنات طبعاً مع أيّ منهنّ، فأنا هاوية بالنسبة إليهنّ.

-  الموضة الرائجة اليوم هي الإتجاه نحو الغناء اكثر؟
هذا دليل أني أسعى إلى تطوير موهبتي وليس اللحاق بالموضة. لا أملك صوتاً جميلاً لهذا لم أفكّر يوماً بالغناء، «بعد في أنا ما غنّيت».

-  ماذا عن البرنامج الذي تقدّمينه على شاشة «أل بي سي»؟
وهو برنامج سياحي خاص بالمناطق اللبنانية حيث نجول مع الكاميرا في مختلف المناطق ونحكي ميزات كلّ منها. من الحلقات المميزة التي صورتها كانت عن بعلبك والقلعة التاريخية فيها، وعن «بيت الدين»، «مغارة جعيتا» و«وسط بيروت التجاري» قريباً، وغيرها الكثير. أحب هذا البرنامج كثيراً خصوصاً انه جديد ويحكي عن لبنان ونحن نصوّره منذ حوالي سنة، لكنه توقّف في فترة الإنتخابات وأيضاً مع كلّ تطوّر أمني، فيطلّ بدلاً مني مارسيل غانم في الحلقات الإستثنائية التي يخصصها في برنامج «كلام الناس».

-  (مازحةً سألتها) أي أنت في منافسة مع مارسيل؟
(تضحك) طبعاً لا. بالمناسبة أحترمه كثيراً وأحب برنامجه. لكن كل البرامج كانت تتوقّف عندما يطرأ أي جديد على الصعيد الأمني.

-  ماذا عن حلقة الوسط التجاري التي تحدثت عنها؟
متحمسة جداً لهذه الحلقة لأنها ستبرز الوجه السياحي للبنان، خصوصاً أننا بلد يحب الحياة، فأنا لم أجد في أي بلد حباً للحياة بهذا الشكل.

-  هل تفكرين بتوسيع دائرة البرنامج إلى حلقات سياحية خارج لبنان؟
جرى حديث عن هذا الموضوع، وأنا لم أعارض طبعاً لأني أحبّ السياحة. لكن طبعاً هذا الأمر بحاجة إلى موازنة ضخمة، و«إنشاء الله خير».

-  هل تفكرين بتقديم برنامج فني؟
قد أفكر بتقديم برنامج «توك شو» أو منوعات أكثر منه حوارات فنية، لكن «ليش لأ»، الفكرة واردة.

-  بالحديث عن لبنان، خاضت ملكة جمال لبنان السابقة جويل بحلق أيضاً تجربة مسلسل بدوي. ألم تخشي المقارنة معها؟
أذكر هذا المسلسل جيداً وكان عنوانه «آخر الفرسان»، لكن ربما ستتم المقارنة لأني أنا وهي أتينا من عالم الجمال والأزياء ولسنا ممثلات من الأساس. جويل لم تُعد التجربة في التمثيل رغم أنها نجحت، لا أعرف ظروفها. لكن أنا عن نفسي سأكمل لأني أحببت المجال كثيراً وأتمنى أن أنجح.