جورج قرداحي: لا أسعى لأن أصبح زعيماً سياسياً

تلفزيون الآن, البرلمان اللبناني, برنامج ترفيهي تلفزيوني, تقديم البرامج, جورج قرداحي, قناة ام.بي.سي, برنامج ثقافي تلفزيوني, وسام ملكي, العدالة, برنامج لبنان وخدمة الإنسان, ديمقراطية, برنامج إجتماعي تلفزيوني

03 سبتمبر 2009

عندما منحه الرئيس اميل لحود وسام الأرز برتبة ضابط قال له: «أنت سفير لبنان في العالم». وفعلاً حمل هذا الإعلامي المخضرم وطنه في قلبه وأخذه معه إلى كل أنحاء العالم حيث تلقّى تكريمات لا تحصى من جهات رسمية وشعبية لبنانية وعربية عدة ومن أهله في كل بلاد الاغتراب بعد أن حصد إعجاب الملايين من خلال برامجه الناجحة وأهمها «من سيربح المليون» وآخرها «القوة العاشرة»... يدرس جورج قرداحي اليوم فكرة برنامج جديد عنوانه «لبنان وخدمة الإنسان».
ولكن هذه المرّة لن يعرض هذا البرنامج على شاشة عربية بل حصرياً في قاعة البرلمان اللبناني المتعطش إلى رجال يحملون حب الوطن وهموم أبنائه في قلبهم ويسعون لترجمة التعايش والديمقراطية والعدالة الإنسانية إلى حقيقة كي لا تبقى شعارات تزين حملاتهم الانتخابية.
لمناسبة انطلاق برنامجه الأخير «القوة العاشرة» على شاشة «إم.بي.سي» التقت «لها» جورج قرداحي فكان هذا الحوار الذي من خلاله أعلن برنامجه اللبناني الجديد. 

- مبروك «القوة العاشرة» بعد انطلاق البرنامج منذ أسابيع. ما الأصداء التي تلقيتها عنه؟
الحمد لله، الآراء التي وصلتني من الناس الذين يحيطون بي ومن المهنيين مشجعة وإيجابية وآمل أن تستمرّ.

- لحظنا من خلال القوّة العاشرة أن جانباً جديداً من شخصية جورج قرداحي قد برز، هذا الجانب لم تكشفه في «من سيربح المليون».
رغم جدّية «من سيربح المليون» كنت أحاول دائماً إضفاء جوّ من المرح والتسلية لكن في «القوّة العاشرة» المساحة أوسع، والتفاعل مع المشاركين وجمهور الاستديو أكبر نظراً إلى طبيعة البرنامج. وشخصيتي في «القوّة العاشرة» قريبة جداً من شخصيتي الحقيقية فأنا فيه أكون على طبيعتي. ولأن أسئلة «القوّة العاشرة» مأخوذة من الواقع الإجتماعي العربي الذي نعيشه وليست من المعلومات العامة هناك مجال للمناقشة ولإبداء الرأي والتواصل مع المشاركين. وخلافاً للنسخة الأميركية التي يقدّمها الكوميدي الشهير «درو كاري» Drew Carey فالشخصية الكوميدية لم ألعبها وقدمت البرنامج على طريقتي.

- شكّلت أسئلة «القوّة العاشرة» جدلاً، أما نتيجة الإحصاءات فشكّلت صدمة في بعض الأحيان. ما رأيك في ذلك؟
أسئلة البرنامج مأخوذة من حياتنا اليومية، في مجتمعاتنا العربية والبعض منها خاص ببلد المشارك. ومن خلالها يكتشف المشاهد أموراً كثيرة قد تفاجئنا أحياناً. ومن الضروري جداً أن يعرف المشاهد أن المواطن العربي الذي يجيب عن أسئلة شركة الإحصاءات قد يعطي إجابة ديبلوماسية أو قد يخجل من إبداء رأيه بصراحة لذلك أقوم دائماً بتذكير المشترك بضرورة التفكير ملياً بالسؤال قبل إعطاء الإجابة، ويجب أن يأخذ بعين الإعتبار أن الأسئلة طرحت على مختلف شرائح المجتمع، في مختلف البلدان العربية. أما بالنسبة إلى الأسئلة فهي فعلاً جريئة والبعض منها يتناول شؤوناً حسّاسة تعرّي مجتمعاتنا العربية، والإجابة عنها ليست بالأمر السهل أبداً.

- ذكرت أن أسئلة البرنامج ستساعد المشاهد على تكوين فكرة واسعة عن تقاليدنا وتفكيرنا وهمومنا. ما أجمل وما أسوأ ما في مجتمعاتنا العربية؟
لا يمكننا التعميم، لكل مجتمع عربي خصوصية، إنما هناك أمر جميل نجده في كل مجتمعاتنا على اختلافها وهو تعلّقنا بقيّمنا وأصالتنا وديننا. أما أسوأ ما نعاني منه فهو إهمال عدد كبير من الدول العربية للإنسان وحقوقه.

- هل تتوقع أن يحصد «القوّة العاشرة» النجاح الذي حصده «من سيربح المليون»؟
البرنامجان مختلفان تماماً ولا مجال للمقارنة بينهما من حيث المضمون والإخراج والصيغة وأنا أرفض أن أصبح أسير هذه المقارنة وإذا خفت منها فسأبقى في مكاني ولن أتقدم، لذلك أنا مستعدّ لتقديم أي برنامج إذا اقتنعت به. صحيح أن «من سيربح المليون» شكّل حالة خاصة ونجاحاً كبيراً لكنني لن أتوقّف عنده. أما بالنسبة إلى «القوّة العاشرة» فأتمنى أن ينال إعجاب المشاهد العربي. وأحب أن أنوّه بأن فريق العمل الأجنبي الذي أشرف على تجهيز البرنامج فنياً وتقنياً أثنى على جهود شركة الإنتاج Imagic وطبعاً محطة  M.B.Cالتي قامت بعمل جبّار كما أثنى على حرفية فريق العمل العربي وأعتبر أن البرنامج بنسخته العربية تفوّق من حيث الإخراج والمضمون على نسخ أجنبية عدّة عرضت في مختلف أنحاء العالم.

- ألا تفكّر في تقديم برنامج حواري أو سياسي بعد تألّقك في برامج المسابقات والألعاب وحتى البرامج الإجتماعية؟
لن أخوض تجربة تقديم وإعداد البرامج السياسية لأنني أؤمن بأنني لن أضيف شيئاً جديداً، وهذا أمر لمسته من خلال زملائي الإعلاميين الذين يعانون الكثير خصوصاً مع ضيوفهم الذين يغيّرون مواقفهم وآراءهم ويتاجرون بالناس.
أما بالنسبة إلى البرامج الحوارية فهناك مشروع جديد تقوم محطة M.B.C بتحضيره وإعداده، آمل أن يبصر النور قريباً.

- كوننا نتحدث عن السياسة، علمت «لها» أن الإعلامي «جورج قرداحي» قد يصبح «سعادة النائب» ويقدم ترشيحه للإنتخابات التي ستجري في الـ 2009. هل تنوي فعلاً دخول المعترك السياسي اللبناني؟
لن أكون كالنعامة وأتخفى. الأمر عرض عليّ جدياً من قبل أبناء منطقتي وأنا أشكرهم على ثقتهم وإيمانهم بي وبوطنيتي. لكني لم أقرّر بعد لأنني أدرس المشروع مليّاً من كل جوانبه خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان أمنياً واقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً.
أنا أبديت استعدادي للإنخراط في الحياة السياسية لكن إذا بقينا غارقين في الأسلوب التقليدي فلن يكون لي أو لأمثالي مكان. المهم أن تصدق النيّات وأن يفتح المجال لشباب لديهم تطلّعات كتطلّعاتي يؤمنون بلبنان الواحد وبالعيش المشترك البعيد عن الطائفية. عندئذ نتعاون ونقوم ببناء لبنان الجديد الذي نحلم به. ورغم الصعاب التي قد تواجهنا في التغيير فلا بدّ أن نقوم بالخطوة الأولى.

- ألاّ تخف أن تسلبك السياسة ما جنيته من محبة الناس وتقديرهم، وشهرة عربية تخطّت حدود وطنك لبنان؟
أنا أؤيدك تماماً، هذه الخطوة هي مغامرة حقيقية لكن الحياة بلا مغامرة لا طعم لها. لن أكتفي بأن آخذ الصور التذكارية مع المعجبين ولن أكتفي بمحبة الناس وبالشهرة وبالمال، أريد أن أوظّف نجوميتي في خدمة الناس. وأنا مستعدّ لأن أضحّي في سبيل تحقيق طموحاتي وطموحات الناس.

- ما رأي المقرّبين منك من أفراد عائلتك وأصدقائك؟
أفراد عائلتي وأصدقائي يرون أن السياسة قد تفقدني شيئاً من نجوميتي ويعتبرون أني لست في حاجة إليها بل قد تكون هي في حاجة إليّ. قبل أن أعطي جوابي النهائي سأدرس الموضوع من كل جوانبه وأتّخذ القرار الذي يتماشى مع تفكيري وإيماني بلبنان وبأبنائه.

- ما هي أبرز العناوين التي ستطرحها في برنامجك الانتخابي إذا قرّرت تقديم ترشيحك؟
ما من عناوين خارقة، لكن العنوان الأهم وسط هذا التقوقع المذهبي والتشرذم اللبناني، تحسين وضع المواطن ورعايته وشعاري سيكون: «لن يبقى رجل فقير في لبنان». إذا دخلت الحياة السياسية سأسعى جاهداً للتواصل مع أصدقائي في دول الخليج وكل الوطن العربي لنتعاون ونخدم الناس ونوفّر لهم الحياة الكريمة والعلم والطبابة والدواء وتأمين الشيخوخة ومعالجة البطالة. لن أسعى لأن أكون زعيماً أو قائداً بل سأهتمّ فقط بخدمة الناس، وليس كما يفعل بعض النواب في لبنان الذين يقومون بالزيارات الإجتماعية ويقدمون التهاني والعزاء ويتناسون هموم المواطن. أنا أعلم تماماً ما يعانيه المواطن اللبناني لأني إبن بيئة متواضعة عشت في السابق معاناة والدي ووالدتي في تأمين الدراسة والعلم والعيش الكريم لي ولأخوتي وأذكر تماماً كيف كان والدي يقصد إدارة مدرستنا كي يطلب منهم تأجيل موعد دفع قسطنا المدرسي ريثما يتأمّن المبلغ.

- مادامت الشؤون الإجتماعية والإنسانية هي الأهم بالنسبة إليك، لماذا تخلّيت عن دورك كسفير للنيّات الحسنة لدى الأمم المتحدة عندما عيّنت سنة 2002؟
لأني شعرت بأن الموضوع البيئي الذي أوكل إليّ لا يهمّني بقدر ما تهمّني القضايا القومية والوطنية والإجتماعية التي يتخبّط فيها المواطن في لبنان والعراق وفلسطين وفي بلدان عربية أخرى. لذلك أفضّل أن أوظّف علاقاتي ونجوميتي وأعمالي في سبيل رفع الظلم عن الناس وإبعاد شبح الفقر والموت عنهم.

- إذا اخترت دخول الحياة السياسية ألن تبتعد عن حياتك الإعلامية وإطلالاتك في البرامج التلفزيونية؟
لا أعتقد أن السياسة ستسرقني من عملي الإعلامي وسأبقى على تواصل مع جمهوري حتى لو كان ذلك بصيغة أخرى.