ليف تايلر: أريد التمتع باللحظة!

مقابلة, السينما السورية, الرياضة, شانيل, ياسمين جمال, مستحضرات التجميل, كأس دبي العالمي, المملكة العربية السعودية, د. مبروك عطية, ممارسة الرياضة, النجومية المبكرة, ليف تايلر, ستيفن تايلر, العطر , كلوديا شيفر, زيادة الوزن, غذاء صحي, مستحضرات العناية,

04 سبتمبر 2009

قد تقطع محيطاً كي تلتقي جمالها الآخّاذ، وشخصيتها الطفولية المرحة، وشجاعتها في مواجهة الحياة ومفاجآتها الحلوة والمرّة. إنها ليف تايلر، العارضة والممثلة الأميركية الشابة، وجه دار جيفنشي Givenchy... لم أقصد أن أُربكها في أسئلة تفتح جروحاً ربما لم تندمل بعد، هي لم تتحدث قبلاً للصحافة عن هذا الموضوع. لكنني قصدتُ أن أضيء على تجربة شخصية ملهِمة للكثيرين. فهذه المرأة الجميلة والناجحة، عاشت تجربة صعبة عندما اكتشفت صدفةً، وهي بعد في سن 12 عاماً، الشبه الكبير بينها وبين إبنة المغنّي ستيفن تايلر، فواجهت والدتها التي اعترفت بان تايلر هو الوالد، وقدأخفت عنه الموضوع! تجربة كهذه، يمكن ان تكون مدمّرة لمراهقة يافعة وسبباً لضياعها. لكن ليف سخّرتها لصقل شخصيتها بعمق أكبر... المقابلة أمثولة في التخطّي.

- تبدين دائماً متألّقة، ما هي أسرار جمالك الدائم؟
لقد أخذتُ عن والدتي وجدّتي لأمّي طقوس العناية بالبشرة خصوصاً في المساء، إذ أحرص على تنظيف بشرتي جيداً وترطيبها وتغذيتها، وأستخدم لذلك المستحضرات اللازمة. وهذه الطقوس واظبتُ عليها منذ سنوات المراهقة الأولى، مذ كنتُ في سنّ 12 عاماً، وهي ترافقني حتى اليوم.

- كامرأة سوبر جميلة اختارتها مجلة «بيبول» People  عام 1997 بين أجمل خمسين امرأة في العالم، هل تخافين التقدّم في السن؟  
لا أخاف التقدّم في السن، لكنني أفكّر في ذلك كثيراً، وأتساءل كيف سيتغيّر مظهري مع مرور الزمن، وكيف سيؤثّر ذلك على نفسيتي ومشاعري وكيف سيؤثّر على حياتي المهنية بشكل عام. لكنني أحاول ألا أسترسل في التفكير في الغد، كي لا يؤثر ذلك سلباً على استمتاعي بالحاضر. أحاول اليوم أن أستمتع بلحظتي وأتقبّل ما أنا عليه اليوم. لا أريد أن أعيش في الماضي، ولا في المستقبل. يكفيني أن أستمتع بحياتي الآن. الناس السعداء الذي أعرفهم يعيشون اليوم وينسون الماضي، وأنا أستلهم تجربتهم في هذا المجال. أعرف ان هذا ليس بالأمر السهل، كذلك ليس حلاً لمعالجة زحف السنوات، خصوصاً ان العالم اليوم يعيش هوساًَ متطرفاً بالشباب الدائم والجمال الأزلي، وهو ما تبشّر به المجلات النسائية التي تنشر صوراً غير حقيقية للفنانين والمشاهير بعد معالجتها إلكترونياً لمحو التجاعيد وآثار العمر، وإظهارها بأجمل حللها الشبابية. وكأن التقدّم في العمر صار عيباً يجب إخفاؤه. والواقع ان مستحضرات التجميل والعناية بالشعر والصبغات والجراحات التجميلية تحول دون ظهور علامات الشيخوخة، وبات التقدّم في العمر أمراً غريباًَ ومستهجناً في عالمنا اليوم، الى حدّ اننا لم نعد نعرف معه المظهر الحقيقي لامرأة في الخمسين أو الستين.

- ماذا عن هوس الشابات بالرشاقة المطلقة؟
(تبتسم) أنا أيضاً مهووسة بالرشاقة، كغيري من الشابات. ولكنّ هوسي لا يقودني الى الإمتناع عن الطعام، فأنا لا أرغب في أن أكون مريضة أو ضعيفة. لذلك أتناول الطعام الصحّي وأمارس الرياضة باستمرار. لستُ امرأة شديدة النحول، ولستُ صغيرة القامة. علينا أن نعلم ان لكلّ منّا بنيته الجسمانية، وعليه أن يحافظ عليها. لكن هذا لا ينفي انه عندما يتطلّب أحد الأدوار التمثيلية نحولاً أكثر أو زيادة أكثر في الوزن، فإنني اتابع حمية غذائية خاصة لتحقيق متطلبات الدور. 
إن مفهوم المرأة النحيلة التي تقدّمها خشبات العروض في أسابيع الموضة، لم يعد يفرض نفسه في الحياة اليومية. وبات مصمّمو الأزياء أكثر ديموقراطية في ما يتعلّق بمقاسات تصاميمهم، بعدما زالت موجة العارضات السوبر موديل النحيلات مثل نعومي كامبل وسيندي كراوفرد وكلوديا شيفر اللواتي احتللن أغلفة المجلات في التسعينات. فاليوم يتوجّه المصمّمون أكثر الى الشهيرات من ممثلات ومقدّمات برامج ومغنيات لإبراز تصاميمهم في المجلات المختلفة، وهؤلاء أشخاص يشبهوننا أكثر بمقاييس حقيقية.

- اذا ازداد وزنك، كيف تتخلّصين من الكيلوغرامات الزائدة؟
اذا ازداد وزني، أعلن حال الطوارئ وأبذل كلّ جهد لخسارة الوزن، فأكثّف تماريني الرياضية وأحاول أن أتخلّى عن المأكولات الدسمة الى أن أخسر الكيلوغرامات اللازمة. إن أفضل الحميات تكمن في ممارسة الرياضة، لحرق الوحدات الحرارية الزائدة.
تقول مارلين مونرو: ليلاً اضع شانيل Chanel No 5. ماذا تقولين عن عطر Givenchy Absolutely Irresistible؟
(تضحك) لا اضع عطري مساء، بل عند الصباح بعد الإستحمام، كي أبدأ نهاري معه.

- قارورة العطر الجديد حمراء اللون، هل تحبّين اللون الأحمر؟
أعشق اللون الأحمر، وهو من الألوان المفضّلة لديّ! وقد اشتريتُ أخيراً فستاناً باللون الأحمر الجذّاب. كذلك أعشق أحمر الشفاه  Givenchy Rouge Interdit Shine Red Shine باللون الأحمر القاني.

- هل يمكنكِ أن تقعي في حبّ رجل لا تستسيغين عطره؟
كلا لا يمكنني ذلك.فأنا أعتقد ان العطور جزء لا يتجزأ من شخصية الرجل والمرأة على حدّ سواء. وهو عامل أساسي في عملية الإنجذاب بين الرجل والمرأة.

- ما هو المستحضر الذي لا يمكنكِ الإستغناء عنه؟
ليس هناك مستحضر واحد، بل مجموعة مستحضرات! (تضحك). فأنا أعشق المستحضرات على أنواعها وأجرّب الكثير منها، وأعود باستمرار الى بعضها التي أحبّ.

- لطالما قلتِ انكِ تتحدثين مع والدك نجم الروك ستيفن تايلر عن الكريمات، فتتبادلان النصائح؟
والدي أيضاً من المواظبين على استخدام الكريمات والأقنعة، وأتبادل معه النصائح حول المستحضرات التي جرّبناها وأحببنا نتائجها. وقد أهديته أخيراً مجموعة من المستحضرات الخاصة بالعناية بالبشرة والشعر. لقد باتت حاجات الرجل الجمالية اليوم شبيهة بحاجات المرأة، فهو يتمتّع بشعر طويل ويحتاج الى شامبو وبلسم للشعر، كذلك فهو يخاف التجاعيد ويستخدم الكريمات المضادة للشيخوخة. وعمل والدي على خشبة المسرح يتطلّب منه استخدام الماكياج ومستحضرات التجميل.

 

- هل أنتِ راضية عن مسيرتك السينمائية كممثلة، أم تتوقين الى تجارب أفضل؟
ليس من المهمّ أن أكون راضية أو غير راضية عن الأعمال التي قدّمتها. المهمّ أن تكون هذه المسيرة تصاعدية نحو الأفضل. ويوم تصبح الطريق نحو انحدار، على الممثل أن ينسحب ويبحث عن مهنة أخرى (تبتسم). كلّ فيلم هو تجربة جديدة تساعد في بناء شخصيتي كممثلة، وتساهم في تراكم الخبرات نحو نضج مهني أفضل.

- هل تمنّيتِ يوماً القيام بأدوار نجحَت في أدائها زميلات ممثلات؟
لم يحصل ذلك يوماً. كلّ ما في الأمر انني أستلهم نجاحات الآخرين، لتحسين أدائي. نجاحاتهم تفرحني وتحفّزني وتحبّبني بمهنة التمثيل أكثر فأكثر.

- هل قرأتِ كتاباً أو رواية وتمنّيتِ أن تجسّديها على الشاشة؟
سؤال جيّد جيداً، خصوصاً انني قارئة نهمة، وأتماهى بالروايات التي أقرأها... أقرأ الكثير من السير الذاتية والكتب التربوية وكتب علم النفس في محاولة منّي لفهم تركيبة الإنسان من داخل. لكنني لا أحبّ أبداً الكتب الخيالية غير الواقعية. وقد قرأت أخيراً السيرة الذاتية لتشارلي شابلن والدالاي لاما.

- طفلةً، هل كنت تتمنين أن تكوني مغنّية روك مثل والدك ستيفن تايلر؟
كلا، لم يكن هذا حلمي كطفلة. لكنني ترعرعتُ في أجواء عائلية فنّية، وأعشق الغناء كثيراً. لا أنكر ان فكرة الغناء باتت تراودني بقوّة في الفترة الأخيرة، وأتمنى أن أحقّقها يوماً.   

- عشتِ تجربة صعبة، بعدما اكتشفتِ بنفسك هويّة والدك الحقيقي في سنّ 12 عاماً، نظراً للشبه الكبير بينكِ وبين مِيا ستيفن تايلر. فواجهتِ والدتك بالأمر واعترفَتْ ان تايلر هو والدك. هل وجّهت اللوم الى والدتك لعدم إطلاعك على هوية والدك الحقيقية؟
لم أوجّه اللوم الى والدتي... ما كان قد كان. أعتقد انني تعرّفتُ إلى والدي في الوقت المناسب، عندما كنتُ مستعّدة عاطفياً لقبول الفكرة، فلو عرفتُ الحقيقة في سنّ أبكر، لما كنتُ تفهّمتُ الأمر، كما فعلتُ في سنّ 12 عاماً. أعتقد ان والديّ حاولا حمايتي طفلةً بعدم إطلاعي على الموضوع، وكانا يعتقدان انهما يقومان بالأفضل لي.

- هل سامحتِ والدك على غيابه عن طفولتك، وهي الفترة التي كنتِ فيها الأكثر حاجة إليه؟
إنه سؤال شخصي جداً... لا أعرف بماذا أجيب. ليست المغفرة موقفاً نعلنه، ونمشي ونترك وراءنا الماضي بمشاكله وجراحه. أعمل ووالدي بصورة دائمة على تخطّي هذا الموضوع بأقلّ أضرار نفسية ممكنة. لقد عانى والدي الكثير بابتعاده عنّي في مرحلة مهمّة من حياتي، ولم يكن يعلم أصلاً بوجودي، إذ أخفت والدتي الموضوع عنه. وهو قد يكون قد تأذى من هذا الغياب، أكثر ممّا فعلتُ.  

- برأيكِ الشخصي، من هو الأب الحقيقي: أهو الأب البيولوجي أم الأب الذي يربّي؟ بمعنى آخر، من هو والدكِ الحقيقي: ستيفن تايلر الذي وهبكِ الحياة، أم مغنّي الروك تود راندغرن الذي رعاكِ ورافقكِ في مراحل طفولتك؟
إنه سؤال شخصي جداً ومحرج جداً جداً. صعب أن أختار والداً وأترك الآخر. بالنسبة إليّ كلاهما والدي على طريقته الخاصة. 

- تبدين امرأة إيجابية متّزنة، رغم أنك عشتِ تجربة صعبة، يمكن أن تودي بالكثيرين الى الفشل أو الضياع، مع تبرير ذلك من خلال إلقاء اللوم على الأهل؟ 
لكلّ أسلوبه المختلف في التعامل مع أزمات الحياة والصدمات العاطفية. شخصياً، لا ألقي اللوم على أهلي في شيء. أنا لا أبحث عمّن ألومه. لا أطرح أسئلة مدمِّرة مثل: لماذا أنا؟ ولماذا حصل ما حصل معي دون غيري؟ آخذ الحياة كما هي، وأتعامل معها، وأتعلّم منها، وأعمل على نفسي بشكل دائم لتخطّي أزماتي وضعفي. وأقرأ الكتب النفسية كي أفهم نفسي أكثر. إنّ كل ما مررتُ به من تجارب في طفولتي، ساهم في تكوين شخصيتي. في داخل كلّ منا، صراع دائم بين الخير والشرّ. وعلينا أن نعمل باستمرار كي نرجّح كفّة الخير فينا... كلّ العائلات تعاني مشاكل مختلفة. فالعلاقة بين الأهل والأولاد مشوبة دائماً بتعقيدات نفسية وعاطفية. هذه هي العائلة بدفئها ومشاكلها، وعلينا أن نتقبّلها كما هي، لأننا جزء لا يتجزأ منها.

- هل من الصعب ان يولد المرء لأبوين فنانين، علماً ان الفنان حسّاس جداً وله طقوسه ونمط حياته الخاصّ؟
صحيح ان والدتي ووالديّ جميعهم فنانين، لكن أفراد عائلتي الكبيرة أناس بسطاء يشغلون وظائف عادية. وقد تأثّرتُ بهم، كما تأثّرت بعائلتي الصغيرة.

- أنتِ أيضاً فنانة وتربين طفلك ميلو ويليام (أربعة أعوام)، من الموسيقي رويستون لانغدون... 
ليس من السهل أن يكون المرء دائماً في الضوء... النجومية هي كلّ ما أعرفه منذ سنّ يافعة، خصوصاً انني بدأت عملي كعارضة في سنّ 14 عاماً وكممثلة في سنّ 17. لقد اكتسبت مناعة تحميني من سلبيات النجومية. وها أنا أهتمّ كثيراً بطفلي، وأمضي معه أجمل الأوقات الممتعة.

- زرتِ دبي أخيراً، ما هو الإنطباع الذي عدتِ به؟
أمضيت بضعة أيام في دبي لا تنسى. كان في شهر رمضان المبارك، وقد عشت أجواء رمضان الجميلة وعاداته، وعدت بذكريات لا تنتسى. 

- هل لديك أصدقاء وصديقات عربيات؟
صديقتي الحميمة من أيام الطفولة هي سعودية. كنّا معاً منذ الحضانة الأولى وما زلنا حتى الساعة صديقتين عزيزتين. أذكر ان والدتها كانت تناديني: حبيبي! وكانت تجلب لي الهدايا من أسفارها الى السعودية.