الموضة في زمن الكورونا... إبداع إنساني لا محدود

بيروت - "لها" 16 مايو 2020

في عالم الموضة الكثير من الإبداع والكثير من الإنسانية أيضاً. وهو ما أظهرته أزمة انتشار فيروس كورونا على مساحة واسعة من هذه الكرة الأرضية. فالمصمّمون ومؤسّسو العلامات الأكثر فخامةً لم يقفوا أمام هذا المشهد غير المألوف الذي يعيشه العالم مكتوفي الأيدي، بل سارعوا إلى إنقاذ المرضى من خلال التبرّعات والمبادرات الخيرية. ولم يتردّدوا في دعم الحملات الداعية إلى التزام الحجر المنزلي منعاً لانتشار هذا الوباء. وهكذا شكّلوا لوحة رائعة متعددة الألوان وغنية بالعطاءات الإنسانية اللامحدودة.


رسائل فرح

إلى جانب الدعم المالي واللوجيستي، وجّه بعض المصمّمين رسائل دعم للطواقم الطبية وللمصابين بفيروس كورونا، كما لكل من يعيش الأزمة حول العالم.

Zuhair Murad

وجّه زهير مراد من خلال حسابه على تطبيق "إنستغرام" رسالة أشار فيها باسم الدار إلى تعاطفه مع الأشخاص المصابين بفيروس كورونا المستجد، وعلّق قائلاً: "رسالة من دارنا إليكم. معاً يمكننا أن نحارب. ابقوا بأمان، ابقوا في منازلكم".

‏Giorgio Armani

نشر جورجيو أرماني عبر حسابه على "إنستغرام" صورة لمبنى مزيّن بالعَلَم الايطالي وعلّق عليها: "إن ما نعيشه اليوم لا يؤثر في إيطاليا وحدها، بل في العالم أجمع. فقط من خلال الوحدة والتعاون يمكننا أن نصل إلى أفضل النتائج".

‏Saint Laurent

حرص القيّمون على هذه العلامة على توجيه رسالة تدعو إلى التمسّك بالإيجابية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العالم. ومما جاء فيها: "في ظل هذه الظروف الصعبة والحزينة سنواصل تشارك حلم Saint Laurent".

Lanvin

شدّدت هذه الدار من خلال حسابها على "إنستغرام" على ضرورة اتّباع قواعد الحجر المنزلي، ونشرت لهذا رسوم شخصية الفيل "بابار"، وحضّت متابعيها على القيام ببعض الخطوات، مثل الاسترخاء في حوض الاستحمام وممارسة التمارين الرياضية وإعادة ترتيب المنزل.

‏Ralph Lauren

نشرت دار "رالف لوران" عبر حسابها الخاص على تطبيق الصور والفيديوهات رسالة تعاطف جاء فيها: "اليوم أكثر من أي وقت مضى، يجب أن ندعم بعضنا البعض حيث أصبح هذا مَهمّة علينا القيام بها. نحن نواجه تحدّياً عالمياً، ولهذا تُعلن مؤسسة Ralph Lauren Corporate Foundation عن تبرّعها بـ10 ملايين دولار لمساعدة الفِرق الطبية عبر العالم".

‏TOD'S

نشرت هذه العلامة صورة لمبنى الكولوسيوم الشهير مضاءً بألوان العَلَم الإيطالي، وأرفقتها بهذه الرسالة: "الوقت الذي نعيشه صعب وصعب. لكن من المهم أن نتقاسم الجمال والفرح اللذين يميّزان البلد الذي ننتمي إليه. الحمض النووي الخاص بعلامتنا هو أسلوب الحياة الإيطالية وحبّها الصافي للعيش. هذه الصورة وكل ما سننشره لاحقاً تعبير عن تقديرنا لهذا البلد الفريد، لقيمه وهويته ومقدّراته وروحه... Tod’s تحب إيطاليا".


مبادرات

مع انتشار فيروس كورونا، تحوّلت محترفات العلامات الكبرى في عالم الموضة إلى معامل لإنتاج المستلزمات الطبية، من الكمّامات إلى "جل" التعقيم وملاءات الأسرّة وملابس الأطباء والممرضين والمسعفين.

Prada

إلى جانب التبرّعات المالية، أعلنت دار Prada للأزياء مثل الكثير من الدور الفاخرة في إيطاليا عن مساهمتها في الجهود التي تساعد على الحد من انتشار فيروسCOVID-19 . ولهذا قرّرت دعم القطاع الصحي في هذا البلد من خلال إنتاج أكثر من 80 ألف قطعة من الملابس المخصّصة للفِرق الطبية، وأضافت إليها ما يزيد على 110 آلاف كمّامة.

Etro

أطلقت هذه العلامة حملة Milano Never Stops من خلال مجموعة كنزات لم تُخصّص للبيع، بل لتعزيز روحية التضامن والتعاون. وقررت دعم الأبحاث الجرثومية التي تُجرى في مستشفى Luigi Sacco في ميلانو.

‏Christian Dior

أعلنت هذه الدار الانتقال إلى العمل في مجال صنع الكمّامات الطبية في مصنعها الكائن في منطقة رودون في فرنسا، وسخّرت خبرتها في الخياطة الراقية للوقوف في الصف الأول في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجدّ. واللافت أنها لم تخصّص هذه الكمّامات للأطباء والممرضين، بل لمختلف أصحاب المهن مثل العاملين في قسم المحاسبة في المتاجر وسائقي الحافلات وغيرهم.


مصمّمون عرب

قدم مصمّم الأزياء اللبناني نمر سعادة بدلات لأفراد ومتطوعي ومسعفي الصليب الأحمر اللبناني. كما أعلن المصمّم اللبناني العالمي طوني ورد إعادة فتح مشغل الأزياء الخاص به خلال رسالة نشرها على حسابه عبر تطبيق الصور والفيديوهات "إنستغرام"، وجاء فيها: "يفتح أتيلييه طوني ورد أبوابه مجدداً. في اليوم السابق سمعنا عن نقص في الأسرّة وفي المستلزمات الطبية داخل المستشفى الذي يستقبل مرضى فيروس كورونا... ولهذا سنحوّل الأتيلييه من إنتاج القطع الإبداعية إلى صناعة أغطية الأسرّة والبدلات الوقائية التي تحتاج إليها المستشفى".

نشاطات

منذ بدء مرحلة الحجر الصحي، انطلق على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من التحديات التي تهدف إلى تأمين سُبل التسلية للأشخاص الذين يلتزمون بقواعد الحجر الصحي، وكان منها التحدّي الذي أعلنه المصمّم الفرنسي Jean Paul Gaultier حيث نشر على حسابه عبر "إنستغرام" فيديو دعا من خلاله المصمّمين المبتدئين إلى ابتكار أكسسوار باستخدام المعلّبات، وقدّم لمتابعيه بعض التعليمات التي يتعين عليهم اتّباعها وهي:

"1- استخدموا أي علبة يمكنكم الحصول عليها.

2 - أظهروا للعالم قدرتكم على الابتكار والإبداع.

3 - اذكروا وسمAtHomeWithGaultier ".

Alexander McQueen

كذلك أطلقت علامة المصمّم Alexander McQueen مبادرة موسيقية تتيح للجمهور العريض استعادة العروض التي قدّمتها الدار من المنزل. ويتم هذا من خلال مشروع McQueen Music وبإشراف جون غوسلينغ المسؤول عن الشرائط المصوّرة في الدار. وتتضمن اللائحة أكثر من 9 ساعات من الموسيقى التي أُخذت من العروض، وتُبثّ من خلال شبكة Spotify الخاصة بالدار.

ويشار إلى أنها أعلنت قبل ذلك مبادرة لتشجيع النساء على الإبداع من المنزل، وأطلقت عليها تسميةCreators McQueen ، وتقوم المبادرة على أن تنتقي كل امرأة القطع المفضّلة لديها من ضمن مجموعة مختارة من الصور التي تعرضها العلامة بطريقة مبتكرة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

Kenzo

وبادرت علامة Kenzo إلى وضع برنامج أسبوعي يهدف الى الحد من الشعور بالملل لدى الأشخاص الذين يتبعون قواعد الحجر المنزلي بناءً على فكرة اقترحها وشجّعها مديرها الإبداعي فيليب أوليفيرا بابتيستا. وتتنوع نشاطات البرنامج بين الموسيقى وأنواع الفنون الأخرى وجلسات التثقيف والحوار وورش العمل، إضافة إلى مبادرة العلامة للتضامن الاجتماعي.

حزن وحِداد

طاول وباء كورونا الشائع عالمياً عدداً من الوجوه الشهيرة في عالم الموضة. فقد عاش هذا العالم حالة حِداد بعد إعلان وفاة مصمّم الأحذية الفاخرة الشهيرSergio Rossi إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وذكر موقع صحيفة Le Parisien الفرنسية أن الوفاة حدثت بعد أيام من نقل المصمّم إلى مستشفى في شمال إيطاليا. وبعد ذلك أُعلن عن رحيل المصمّمة التونسية ليلى منشاري التي عُرفت من خلال تزيينها واجهات متاجر دار Hermès الفرنسية العريقة. ونعتها الدار في بيان جاء فيه: "لم تتوقف ليلى أبداً عن إثارة إعجاب المارّة وفضولهم واستغرابهم، وذلك بعد أن حوّلت واجهات العرض إلى مسارح مزدحمة ونوافذ مشرّعة".


تبرعات

‏Bvlgari

قدّمت هذه الدار مبلغاً لـ Istituto Lazzaro Spallanzani الكائن في العاصمة الإيطالية روما، وغطّت بذلك تكاليف عمل فريقه بنحو 100 ألف يورو.

‏Dolce & Gabbana

تبرّعت لجامعة Humanitas بمبلغ لم يتم تحديده بهدف تقديم الدعم لأبحاث تُجرى فيها من أجل إيجاد علاج لفيروس كورونا.

‏Gucci

قدم ماركو بيزاري، الرئيس التنفيذي للدار، تبرّعاً بقيمة 100 ألف يورو إلى ثمانية مستشفيات في منطقة Emilia Romagna، وأصدر بياناً جاء فيه: "إن نظام الرعاية الصحية لدينا والذي يقاتل فيروس كورونا بتفانٍ شديد يستحق امتناننا ودعمنا جميعاً".

Hermès

قرر القيّمون على هذه العلامة مكافحة الفيروس من خلال التبرّع بمبلغ يصل إلى 5 ملايين يوان صيني لمؤسّسة Soong Ching Ling الخيرية الصينية.

‏LVMH

2.3 مليون دولار هو المبلغ الذي قدّمته هذه الدار للصليب الأحمر الصيني. كما صنّعت عبوات "جل" معقّم في معاملها المخصّصة لصناعة العطور وقدّمتها لعدد من المستشفيات ووفّرت ما يقرب من 40 مليون كمّامة للجهات الصحية الفرنسية.

Armani

تبرّع أسطورة الموضة الإيطالي جورجيو أرماني بنحو 1.4 مليون دولار أميركي للمستشفيات في مدينتَي ميلانو وروما، ولوكالة الحماية المدنية الإيطالية.

‏Donatella Versace

وصل حجم تبرّعها مع ابنتها "أليغرا" إلى 200 ألف دولار لمستشفى San Raffaele في ميلانو.

‏Ralph Lauren

تمكّنت هذه العلامة الفاخرة من المشاركة في الجهود الآيلة إلى إنقاذ حياة مئات آلاف الأشخاص من وباء فيروس كورونا المستجدّ. ولهذا قدّمت 250 ألف كمّامة جراحية و250 ألف بدلة طبّية.


كورونا يصيب الموضة... أزمات وانطلاقة واعدة

مع انتشار فيروس كورونا المستجد، أعلن عالم الموضة حالة التأهّب لدعم الطواقم الطبية التي تبذل أقصى جهودها من أجل علاج المرضى والحد من انتشار الوباء العالمي. وفي هذا السياق، قدّمت الدور الكبرى تبرّعاتها السخية، وفتحت علاماتٌ معاملها لصنع المستلزمات الطبية من الكمّامات إلى القفّازات فمواد التعقيم. لكن تأثير فيروس كورونا المستجد لم يقتصر على ذلك، بل أصاب بعض أكثر العلامات شهرةً في الصميم فأعلنت بدء أزمتها بإجراءات طاولت أعداداً كبيرة من موظفيها، ولم تتردّد أخرى في إطلاق اسم "كورونا" على مجموعاتها.


أزمة في دار Stella McCartney

وفق تقرير لموقع صحيفة Metro البريطانية، قررت مصمّمة الأزياء Stella McCartney التي وصفها بالمليونيرة وقف المئات من موظفيها عن العمل في ظل تأزّم الأوضاع نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد. وذكر أن ابنة السير بول ماكارتني التي تبلغ 48 عاماً والتي تدير الدار، منحت أكثر من 1400 موظف إجازة مفتوحة فيما أرغمت آخرين على القبول بخفض مرتباتهم الشهرية. وفي موازاة ذلك، كشف تقرير آخر لموقع Mail Online أن هذا القرار أزعج هؤلاء، ونقل عن أحدهم قوله إنه رأى في هذا إهانةً لهم، متّهماً المصمّمة التي اهتمت بإطلالة زوجة الأمير هاري، ميغان ماركل في يوم زفافها بأنها لم تُظهر أي نوع من الوفاء تجاههم. وأضاف: "ما فعلته سيئ وغير مقبول على المستوى الاجتماعي. كنا ننتظر منها ما هو أفضل من ذلك. لكنها لم تظهر الوفاء لنا". ولفت إلى أنها تأمل في الحصول على مساعدة من الحكومة، علماً أنها تمتلك 51 متجراً حول العالم، وقد أُقفل بعضها، وخصوصاً في نيويورك ولوس أنجليس ولندن بسبب إجراءات الحجر التي فُرضت على أثر انتشار الوباء العالمي.

‏Hermès إلى الحياة مجدداً

فيما تعيش الصين الانتقال التدريجي من مرحلة الحجر الصحي والمنزلي إلى الحياة شبه الطبيعية، يبدو أن أحد مرافقها تمكن من فعل هذا بملء طاقته: إنه متجر Hermès في مدينة غوانغزو. وأدهش هذا المكان الجميع بالحدث الذي شهده فيما البلاد تتعافى من ضربة انتشار وباء فيروس كورونا في ووهان. فقد استقبل أخيراً متجر العلامة الفرنسية الفاخرة زبائنه للمرة الأولى منذ ما يقرب من شهرين، وحقق رقماً قياسياً غير متوقع على مستوى المبيعات. وذكر موقع Women’s Wear Daily أن الأرباح وصلت إلى 2.7 مليون دولار، وهو ما لم يعرفه منذ تأسيسه في الصين. وشملت المبيعات الأحذية والأدوات المنزلية وقطع الأثاث، إضافة إلى حقائب Birkin التي تم عرض مجموعة محدودة منها. ويبدو أن هذه الظاهرة ترتبط وفق الخبراء بما يسمى Revenge Buying أو "الانتقام الشرائي".

مجموعة باسم كورونا من Bvlgari

أطلقت الدار العريقة أخيراً مجموعة مجوهرات خاصة بالعرائس، وأطلقت عليها تسمية "تشكيلة كورونا للخطوبة والزفاف"، وتضمنت عدداً كبيراً من القطع الثمينة التي تراوحت بين القلادات والخواتم والأساور، وتمت صياغتها من البلاتين بتصاميم بسيطة رُصّع بعضها بحبات الماس. وكانت دار الأزياء الشهيرة قد تبرّعت في وقت سابق بمبلغٍ كبير لم يتم الكشف عنه لمصلحة قسم الأبحاث في مستشفى لازارو سبالانزاني في العاصمة الإيطالية روما، وتم استخدامه من أجل شراء مجهر حديث ثلاثي الأبعاد للمساهمة في الأبحاث التي تجرى من أجل إيجاد لقاح لفيروس كورونا المستجد. ولاحقاً، شدّد جان كريستوف بابان، المدير التنفيذي لشركة Bvlgari ، على ضرورة تأمين الدعم للجسم الطبي. وجاء هذا خلال لقاء أُجري معه ضمن حلقة من برنامج The Insider بالعربي الذي يُعرض على شاشة تلفزيون دبي. وقال حينها إن هذه الأزمة هي الأولى من نوعها بعد تلك التي ضربت العالم إثر انتشار الأنفلونزا الإسبانية بين العامين 1918 و1919، مشيراً إلى أن أفضل ما يجب القيام به حالياً هو تقديم الدعم للجسم الطبي. وأضاف أن إعادة فتح متاجر الدار وتشغيل معاملها من جديد يتعلّقان بتطورات الأزمة والأمور التي يمكن أن تنجم عنها.

بداية نهاية Victoria Beckham

منذ ما يقرب من عامين، يتناول الكثير من التقارير الأوضاع المادية الصعبة التي تعانيها علامة الأزياء الفاخرة الخاصة بنجمة "سبايس غيرلز" السابقة فيكتوريا بيكهام. وأشارت بعض تلك التقارير إلى أن هذا قد يدفعها لإعلان توقفها عن إطلاق المجموعات التي تحمل توقيع Victoria Beckham، كما لفتت إلى أن زوجها نجم كرة القدم السابق دايفيد بيكهام تدخّل من أجل إنقاذها.

ويبدو أن هذه المساعدة لم تمكّنها من الصمود في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد التي أدت إلى تراجع مبيعاتها إلى حد كبير. وفي هذا السياق، كشف تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية أخيراً أن المصمّمة قد تعلن منح ما لا يقل عن 30 من العاملين لديها إجازة مفتوحة غير مدفوعة، وأن الآخرين قد يتقاضون 80% من رواتبهم فقط. وأكثر ما أثار ضجةً هو الخبر الذي أشار إلى أنها قد تطلب من حكومة بلدها التدخّل واستخدام أموال دافعي الضرائب لمساعدتها. وهو ما عارضه الكثيرون، خصوصاً أن ثروتها تصل، بحسب الصحيفة، إلى 335 مليون إسترليني، وأن سعر الفستان الواحد لا يقل عن 1500 دولار. وعلى أثر ذلك، تم تناقل أخبار تشير إلى أن الفنان البريطاني السير إلتون جون قدّم لها المساعدة لانتشالها من الأزمة.