إبداع جديد للمهندسة ندى كحول... سحر العاصمة بيروت رقيّ عصري فرنسي بخيوط ذهبية

بيروت – روزي الخوري 14 مايو 2020

وَسَط العاصمة بيروت له سحره المعماري، وأبنيتُه وبيوتُه تنعم بهذا السحر الاستثنائي. فالبناء العصريّ الذي يتبع نمطاً هندسياً خاصاً شُيّدت على أساسه أبنية العاصمة في السنوات الأخيرة، له جمالية فريدة، وهذا ما ينعكس على الهندسة الداخلية. إنه تصميم فريد ومبتكر وعصري تولّت المهندسة ندى كحول ابتكاره.


عادةً، تشكّل أبنية وسط المدينة تحدّياً لمهندسي الديكور لإظهار إبداعهم، كلٌّ وفق خطّه الهندسي. وهنا في هذه الشقّة متوسّطة الحجم، وضعت المهندسة كحول فنّها وجديدها في عالم الهندسة بتصرّف قاطنيه، فرسمت التفاصيل بخيوط واضحة منسجمة ومشعّة.

اللون الذهبي الذي شكّل الرابط بين الأجزاء كافة، ساهم في إرخاء جوّ الرفاهية الفرنسية والعصرية الأنيقة. ومن هنا نرى الجدران الجفصين التي تذكّر بعراقة القصور بلونها الأبيض الناصع، فمعظمها اكتست الجفصين وكأنه خشب محدّد بخيوط منمّقة.

وخدمةً لهذا الجوّ، استخدمت المهندسة كحول موادَّ فاخرة من الرخام والنحاس، مزجتها بإبداع وفنّ، فأكسبت المساحة فرادةً وجديداً هندسياً. وقد صمّمت قطعاً من الأثاث من مجموعتها "سكالي" المعروضة في الغاليري الخاصة بها في بيروت.

انفصل الصالون عن غرفة الجلوس بجدار مبتكر عبارة عن لوحة من الأونيكس الفاخر، وُضعت في إطار من النحاس، إلى جانب ألواح من النحاس مستطيلة يميناً ويساراً، توسّطهما جهاز التلفزيون. وهذا المزيج من الرخام بخيوط ذهبية والنحاس عكس على الصالونين جواً أنيقاً ومشعّاً.

غرفة الجلوس شغلها مقعد وثير من القماش الرمادي متّصل الأجزاء، ملقاة عليه قطعة من الفرو الرمادي. والطاولة في الوسط من المرايا المذهّبة، استراحت عليها قطع أكسسوار فاخرة من الأبيض والذهبي.


الصالون مقاعده عصرية من المخمل، أحدها رمادي وكبير، ومقعدان صغيران باللون الأسود ركائزهما من النحاس. أما في الوسط، فالطاولتان المستديرتان من الرخام، ركائزهما مذهّبتان. 

أمّا الرخام الذي كانت له الحصّة الأكبر من التصاميم الداخلية، فانتقل إلى غرفة الطعام. هنا الطاولة البيضاوية رخامية، وقد أخذت هذا الشكل تِبعاً للمساحة المستطيلة المخصّصة لها. جدارها عبارة عن أشكال مستطيلة بأحجام متفاوتة، وعُلّقت في وسطها خزانة غلّفها الرخام نفسه لوجه الطاولة. أما المقاعد حول الطاولة فهي من المخمل الرمادي، ركائزها مذهّبة. وبهذا بدا الجوّ في غاية الانسجام.

غرفة الطعام تطلّ مباشرة ًعلى التيرّاس الذي زيّنه الأونيكس أيضاً في طاولته الخارجية. هذه الجلسة لا تقلّ فخامةً وإتقاناً عن الداخل، بحيث اعتنت المهندسة كحول بأدقّ تفاصيلها، فالجلسة هنا تُغني عن نزهة في شوارع بيروت، إذ إنها تُشرف على الشوارع والأبنية وزُرقة البحر. مقاعد وثيرة كأنها صالون شغلت المساحة بلونها الرمادي وإطارها الأبيض، أمامها الطاولة المقسّمة إلى جزءين بألوان المقعد والأرضية من الخشب. وفي الزاوية المواجِهة، طاولة حولها المقاعد. ويطالعنا مقعد آخر مستطيل على شكل ديوان، ركيزته من الحجر وُضعت عليه أرائك رمادية وخلفه حوض من الشتول والأشجار.

وبالعودة إلى الداخل، في جناح غرف النوم، جلسة ثالثة عصرية ألوانها رمادية، لكنها داكنة أكثر من ألوان الصالونات. هنا مقعد كبير من القماش، إلى جانبيه مقعدان صغيران من الدان بالألوان نفسها. وفي الزوايا توزّعت قطع الأكسسوار من مجموعة المهندسة "سكالي"، مثل المصباح المذهّب الذي زيّن الركن. والطاولة في الوسط مقسّمة إلى أربعة أجزاء عليها أكسسوارات مبتكرة. الباب الفاصل الذي يقود إلى غرف النوم أبيض فيه لمسة ذهبية ناعمة، لعب دوراً تجميلياً.

المطبخ ناعم التصميم خزائنه السفلية بيضاء والعلوية من الزجاج مضاءة من الداخل، وقد امتزج معه الرخام الأسود الموشّى بخيوطٍ بيضٍ.

الحمّام اتّسم بكبر مساحته. باب من الزجاج يفضي إلى هذه المساحة الرحبة فيها اللون الأبيض والرخام طاغيان. وازدان حوض المغسلة والجزء العلوي بالرخام الداكن.

المواد الفاخرة من الرخام والأونيكس والنحاس والزجاج والخشب تداخلت بانسجام تام بخطوط هندسية فاخرة وناعمة في الوقت نفسه، فخدمت الجوّ المنشود: طراز عصري بخطوط فرنسية وأناقة مطلقة.