أمل الحسين في مسرحية 'مسيار كوووم':

مقابلة, المهرجان القومي للمسرح المصري, أمل الحسين, دراما سعودية

09 سبتمبر 2009

ترى المؤلفة والمخرجة السعودية أمل الحسين أن الدراما السعودية تأخّرت كثيراً عن اللحاق بالركب العام الذي يعيشه العالم رغم وجود بعض الإمكانات التي تؤهلها لأن تكون في الصف الأول. وتؤكد أن الجمهور النسائي في السعودية متعطّش للمسرح لاسيما أن خيارات الترفيه محدودة جداً وتكاد تتركز في الأسواق والتسوق. مجلة «لها» التقت الكاتبة أمل الحسين فكان هذا الحوار.

- ما فكرة مسرحية «مسيار كوووم» وعمّ تتكلم تحديداً؟
تدور أحداث المسرحية حول الزيجات الأخيرة التي انتشرت في المجتمع السعودي مثل المسيار، المسفار، الفرند وغيرها ومساهمة المرأة في انتشار هذه الزيجات عندما توافق عليها وتتزوج بهذه الطريقة.  

- دائماً أو غالباً يجد المخرج صعوبة في التعامل مع الممثلين، هل هذا ينطبق عليك؟
الحمدلله أني وفقت بفريق عمل متعاون ومتكاتف حتى أصبحنا كأسرة واحدة. هذا في ما يخص روح التعاون، أما في ما يخص مسألة العمل فقد أحبت كل ممثلة شخصيتها وهذا الحب جعلها تتشبع بها وبالتالي تتقن تأديتها. كما أنهن تقبلن التوجيهات بروح مرنة وعالية ليخرج العمل على أكمل وجه. كل هذه العوامل جعلت جو العمل صحياً للغاية، فمن مظاهر هبوط العمل الجو المريض المليء بالبلبلة والحدة على المستوى الإنساني، أما على مستوى العمل فعندما لا يحفظ الممثل نصه ويخرج عن النص ويميل للتهريج والاستخفاف يسقط العمل مهما كانت الفكرة جيدة .

- ما الذي يميز هذا العمل عن غيره؟ وما الفرق بين مسرحية «رابح الخسران» ومسرحية «مسيار كوووم»؟
من ناحية الإخراج فهذه أول مرة أخرج مسرحية. سبق أن عملت مساعدة مخرج. أما بالنسبة إلى الكتابة فموضوع «رابح الخسران» يختلف تماماً عن فكرة «مسيار كوووم»، علاوة على أن الأولى مكتوبة للرجال. فالأبطال رجال والجو العام رجالي، بينما مسرحية «مسيار كوووم» نسائية كاملة. في الحالتين استمتعت كثيراً بكتابتهما.

- هل حققت الجهة الإنتاجية الراحة لك كمخرجة وكاتبة عمل؟
كانت أمانة منطقة الرياض مثالية في تعاملها وهذا من العوامل المهمة التي جعلت العمل ينساب بهدوء وراحة، فكنا بعيدين تماماً عن التعقيدات والبيروقراطية المعروفة في بعض الجهات الحكومية.

- كيف ترين واقع الدراما السعودية الآن وخاصة في شهر رمضان؟
لا أعرف ما السبب الذي يجعل الجهات المنتجة تركز إنتاجها على شهر رمضان المبارك، علماً أن كثيراً من الأعمال لا تشاهد إلا بعد رمضان وذلك لانشغال الناس بأمور مختلفة.
وبالنسبة إلى الدراما السعودية، أرى أنها تأخرت كثيراً عن اللحاق بالركب العام الذي يعيشه العالم رغم وجود بعض الإمكانات التي تؤهلها لأن تكون في الصف الأول. وبالنسبة إلى البعض الآخر من الإمكانات فتتمثل في دخول دماء جديدة إلى الدراما السعودية خاصة في مجال الأفكار والقصص وطرق تناولها، بالإضافة إلى أهمية وجود المتمكنين العرب ذوي البصمة والتأثير في عالم الدراما خاصة في الأعمال الفنية مثل الإضاءة والموسيقى والمونتاج والإخراج، ليحتك بها العاملون المحليون ويكتسبوا المعلومات ويتبادلوا الخبرات. فبهذه الطريقة نحن نؤهل عاملين في هذا المجال ذوي خبرات متنوعة ومتعددة.   

- مَنْ مِن المخرجين تعجبك أعمالهم؟
كثيرون يأتي على رأسهم المخرج السوري حاتم علي.

- ما الفرق بين ماتكتبه المرأة والرجل للدراما، وهل تختلف الأطروحات التي يقدمها كل منهما عن الآخر؟
لا أتصور أن هناك أي اختلاف. الكتابة الجميلة والمحكمة هي التي يجب أن تفرض نفسها بصرف النظر عن كاتبها. هناك كتاب رجال وصفوا وضع المرأة العاطفي على سبيل المثال بمهارة عالية وحساسية ولم تستطع كثير من الكاتبات الوصول إلى هذه المرحلة، وهناك كاتبات وصفن وضع الرجل بحرفية لم يستطع كثير من الكتّاب بلوغها. 

- هل هناك مشكلات أو صعوبات تواجه الكتابة النسوية في الدراما أو المسرح؟
المشكلات حسب اعتقادي تتمثّل في إعطاء الفرصة. فرغم اقتناعي بعدم وجود فروق في مستوى الكتابة بين النوعين، أجد انحيازاً إلى الرجل على حساب المرأة. وقد سمعت أقاويل كثيرة حول هذا الأمر منها أن المرأة لم تتمكن بعد من أدوات الكتابة، كما يرى البعض أنها سوداوية وتميل إلى الحزن والهم. والواقع يؤكد غير ذلك فالمسلسلات المليئة بالضرب والصراخ والسوداوية من تأليف رجال.

- ماذا عن مشاريعك؟
مشاريعي كثيرة ومتعددة ونسأل الله التوفيق، وسأعلن عن كل عمل يقترب تنفيذه في حينه.

- ما علاقة الكتابة بالمزاج الشخصي؟
أظن أن المزاج الشخصي يخضع للحماس، فإذا كان لديك حماسة لإنجاز العمل ينسجم معك مزاجك، فضلاً عن أن الكتابة عمل مثل بقية الأعمال يجب أن تنجز خلال وقت محدّد.

- هل هذا العمل هو أول عمل لك إخراجياً؟
نعم وكانت تجربة ثرية ورائعة.

- هل هناك نية لاستمرار عرض المسرحية؟
نتمنى على أمانة منطقة الرياض أن تعطينا فرصة التمديد والوجود طوال العام، كما نأمل أن يكون هناك جهات داعمة لاستمرار المسرح فالجمهور النسائي متعطش للمسرح لاسيما أن خيارات الترفيه محدودة جداً وتكاد تتركز في الأسواق، بينما المسرح مكان مختلف تماماً كونه ترفيهياً وثقافياً معاً.

- نقص العنصر الرجالي في المسرحية هل أثّر فيها فنياً؟
النص هو المتحكم ونصنا لم يكن للرجل وجود فيه، لذا لم نتعثر في هذا العنصر وتجاوزناه بتحايل كما يفعل المسرح الرجالي بالتعامل مع العنصر النسائي.

 

  • كتبت نص مسرحية « مسيار كوووم» وأخرجتها أمل الحسين وتساعدها في الإخراج الفنانة أغادير السعيد. تشارك في التمثيل الفنانات منى شدّاد(الكويت)، أمينة القفاص(البحرين)، العنود حسين وغلا محمد وزهراء صالح(السعودية)، ويدير إنتاج المسرحية الفنان محمد التكروني.
  • تقدّم الفنانة منى شدّاد دور الفتاة التي تبحث عن زوج بأية طريقة، وتقوم الفنانة أمينة القفاص بدور الأم التي تعارض في البداية طريقة تفكير ابنتها في البحث عن زوج، إلا أنها ترضخ في النهاية ليأتي دور الخطابة أم سعود الذي تقدمه الفنانة العنود حسين والتي تهتم بالمادة أكثر من أي شيء آخر، ولديها خدمات 24ساعة تشمل الإيصال إلى المنازل.
  • طالبت النساء اللواتي حضرن مسرحية «مسيار كوووم»  التي عرضت طوال ليالي عيد الفطر في الرياض وفي مدينة ألعاب الحكيـــر الترفيهية، بعرضها على الرجال لأنهم الفئة المستهدفة، وطالبن أيضاً بزيــادة أيام العرض واستمرار المسرح النسائي طوال العام.