ميريام فارس: روتانا عجزت عن حرماني المهرجانات الكبرى...

ميريام فارس, مصطفى قمر, أماني السويسي, غسان شرتوني, شركة روتانا, قناة روتانا خليجية

15 سبتمبر 2009

«أفكّر بمشروع تجاري يضمن مستقبلي من غدر الزمن». هذا ما قالته الفنانة ميريام فارس بجدّية تامة في حوار أجريناه معها قبل أيام بعد إنتهاء تصوير كليبها الجديد «إيه اللي بيحصل». فهي تدرك حجم المعاناة التي يعيشها الفنانون في لبنان بعد تقدّمهم في السنّ، حيث لا ضمانات ولا من يكترث لأمرهم. وتواصل ميريام تجهيز أغنيات ألبومها الجديد الذي تتعاون فيه مع أسماء بارزة، والذي قد يتضمّن أيضاً أعمالاً لمنصور الرحباني وإيلي الشويري.

- نسألك بدايةً عن الفيديو كليب الأخير الذي صوّرته لأغنية «إيه اللي بيحصل»؟
الأغنية من ألبومي الأخير «بتقول إيه» ومن كلمات محمد رحيم وألحانه وتوزيع جان ماري رياشي، وصوّرتها من فترة قريبة جداً مع يحي سعادة على أن تصدر على شاشات التلفزة في الحادي والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر أي في عيد الفطر إن شاء الله. إستعنت بمدرّبة الرقص البريطانية بوليت مينوت التي تعاونت مع العديد من النجوم العالميين مثل ماريا كاري وريهانا وفيكتوريا بيكهام وغيرهّن. زرتها في لندن وباشرنا التمرينات هناك، ثم حضرت خصيصاً إلى بيروت وتابعنا التمرين وكانت موجودة معي أثناء التصوير.

- لكنك محترفة في ما يخصّ الإستعراض، لماذا استعنت بمدرّبة؟
صحيح أني أتمرّن كثيراً ومنذ أن كنت صغيرة جداً، لكن لا بدّ للمرء أن يتعلّم كلّ يوم شيئاً جديداً ويتطوّر ويطوّر موهبته. هي صمّمت الخطوات والمشاهد الإستعراضية في الكليب، وكلّ شيء فيه جديد وأبدو مختلفة.

- آخر ثلاثة كليبات صوّرتها كانت دون مشاهد راقصة. هل شعرت أنك بحاجة إلى العودة إلى الصورة التي عرفها عنك الجمهور؟
الخط الذي اتّخذته لنفسي بات معروفاً لدى الناس، ورغبت سابقاً في التغيير فصورت كليبات دون رقص، هذا صحيح، وكان الطابع الرومانسي هو الغالب في «أنا مش أنانية» و«إيام الشتي»، مع أن كليبي الأخير «بتروح» تضمّن مشاهد رقص لكنها كانت قليلة جداً، واليوم أعود لأسير في الخط الذي رسمته لنفسي منذ البداية.

- حقق كليب «أنا مش أنانية» نجاحاً كبيراً لجهة الصورة الجديدة التي ظهرت من خلالها فيه. لكن انتقادات كثيرة طالته وقيل إنه مستنسخ من فيلم كوري. ألهذا السبب لم تجددي تعاونك مع المخرجة ليلى كنعان؟
كلا، سأتعاون مجدداً مع ليلى قريباً. ولا ننسى أن تعاوني مع وسام سميرة كان مميزاً ونجحت معه في أكثر من كليب مثل «واحشني إيه» و«حقلق راحتك»، وكان من الطبيعي أن أكرر تعاوني معه في الكليبات التي صورتها في فرنسا، وأقصد طبعا قبل تجديد تعاوني مع يحي سعادة.

- نحن لا نشكك بعمل وسام سميرة، لكن هناك اعتقاد سائد بأنك ابتعدت عن ليلى كنعان بعد الذي قيل عن استنساخها مشاهد الكليب من فيلم كوري؟
كلا، هذا غير صحيح. في اعتقادي الشخصي إن كل ما نراه في الكليبات مستوحى من أعمال أخرى، ويشبه ما نعيشه يومياً ونراه في تفاصيل حياتنا والكتب التي نطالعها. ليس خطأ أن يتأثر المرء بالأمور التي يراها، لكن الخطأ في ألا يوصلها بشكل صحيح. عندما تكون الفكرة قد وصلت بشكل لائق وأنيق وأحبها الناس، فهذا دليل على أنها نجحت بغضّ النظر عن أي أمر آخر. أنا لم أتأثّر بأي من هذه الأقاويل، وكنت معجبة كثيراً بالنتيجة وصورتي كانت رائعة مع ليلى.

- ماذا تحضّرين في الفترة الحالية؟
باشرت تحضير ألبومي الجديد وقد اخترت عدداً كبيراً من الأغنيات وسجلت قسماً منها. وأنهيت أخيراً تسجيل أغنية مغربية، وهو لون غنائي أؤديّه للمرة الأولى.

- كيف تمكّنت من أداء اللهجة؟
(تضحك) الحمدلله وُفّقت أخيراً في مسألة اللهجة بعدما تمرّنت عليها طويلاً، فهي لهجة صعبة إلى حدّ ما وغير مستهلكة في دول المشرق العربي.

- لماذا اخترت أغنية مغربية بالتحديد؟
معروف أني غنّيت أكثر من مرة في المغرب، وبصراحة عشقت الفنّ المغربي وأحببته وتأثرت بثقافته. وبالمناسبة الفنّ المغربي متشعّب إلى حدّ كبير وفيه ألوان غنائية عديدة ورائعة، عندما تسمعينها للمرة الأولى تشعرين بأنك تدخلين منطقة عذراء فيها كنوز كثيرة. اللون المغربي الذي اخترته واحد من عشرات الألوان الخاصة بالمغرب، لكني أفضّل عدم إعلان تسميته حالياً قبل أن تصدر الأغنية. سمعته للمرة الأولى في لندن في إحدى المسرحيات مع فرقة تدعى «أفريكا أفريكا»، وأعجبت به كثيراً لكني لم أعرف ماهيته، إلى أن سمعته مرة جديدة في مراكش فقررت أن أقبل على تجرية الغناء بهذا اللون. ربما هي مخاطرة لا أعرف، لكنها تجربة رائعة وأنا شخصياً أعلّق عليها آمالاً كبيرة لأني من الأساس معجبة بها.

- ماذا عن الأغنيات الأخرى في الألبوم؟
من المبكّر التحدّث عن تفاصيل العمل، لكن أستطيع القول إنه منوّع ويضمّ أغنيات مصرية ولبنانية وخليجية.

- بعد النجاح الذي حققته مع أغنية «مكانه وين الخليجية»، ألم تفكّري بتقديم ألبوم خليجي كامل أسوة بعشرات المغنّيات؟
بصراحة كلا، لأني أعتقد أن النجاح الذي حققته أغنية «مكانه وين» يوازي لا بل يتفوّق على نجاح ألبومات كاملة طُرحت في الأسواق. أنا أفضّل أن أقدّم أغنية واحدة ناجحة على أن أقدّم ألبوماً قد تنجح منه أغنية أو اثنتان. وبعد نجاح هذه الأغنية، ازداد اقتناعي أكثر وأكثر بما أفكّر فيه فلم أشعر بأني في حاجة إلى تقديم ألبوم كامل لأصل إلى الجمهور الخليجي، رغم أني أتمنى ذلك. لكن ألبومي المقبل سيضمّ أكثر من أغنية خليجية.

- لا بدّ أن نتحدّث عن الفيلم السيمائي الذي صوّرته بعنوان «هالة والملك» (إعادة لمسرحية السيدة فيروز)، الذي أحبّه البعض وآخرون انتقدوه. هل يمكن القول «ميريام فارس قبل الفيلم وبعده»؟
(تضحك وتقول بصوت خافت) لا أعرف صراحة. إلا أن كثراً من الناس قالوا إن الفيلم نقلني إلى مرحلة جديدة ومختلفة، وقال آخرون إنه ثبّتني أكثر على الساحة، وغيرهم قالوا إنه إضافة إلى مسيرتي... لهذا أفضّل أن يحكم الناس لا أنا.

- لماذا انخفض صوتك؟ خجلاً؟
(تضحك) كلا، لكني أتحدث من الصباح. أما عن الفيلم، فإن كلّ شخص سجّل رأياً خاصاُ به والآراء كانت متنوّعة. لكن أكثر ما أسعدني أني لم أسمع أحداً يقول أن تجربة الفيلم أعادتني إلى الوراء، وهذا هو الأهم.

- لكن في نهاية المطاف قدمّت عملاً للرحابنة ووقفت إلى جانب فنانين كبار. هل بتّ مضطرة لإعادة حساباتك في ما يخصّ إطلالاتك المقبلة بعد هذه المسؤولية؟ وهل ستغيّرين أسلوبك الغنائي مثلاً أو تظهرين بصورة جدّية أكثر؟
بالتاكيد لا، لأن القيّمين على الفيلم اختاروني كما أنا ولمسوا لديّ الموهبة وقدرتي على تنفيذ مشروع من هذا النوع، فلماذا سأغيّر؟ سوف أبقى بصورة الشابة «المودرن» والمتطوّرة، والمتمسّكة بعاداتها الشرقية في وقت واحد. (تضحك) يعني «ما رح صير مدام سرسق» (تعبير لبناني يشير إلى السيدة الأرستقراطية).

- أين أصبح مشروع غنائك من أعمال الفنان الراحل منصور الرحباني؟
لا يزال قائماً، لكني بانتظار الإجتماع مع أولاده للإتفاق نهائياً كونه توفي رحمه الله. أستطيع تقديم الأغنيات في أي وقت، لكني شديدة الحرض على الإجتماع بهم قبل ذلك، لأني مهتمة كثيراً بسماع رأيهم وأن يكونوا معي في الاستوديو أثناء التسجيل. لكنهم منشغلون حالياً بمسرحية «صيف 840» التي يعيدون تقديمها تحيةً لمنصور الرحباني.

- أي لن تصدر الأغنية في ألبومك؟
لم نقرر بعد، قد تصدر في الألبوم أو منفردة لا أعرف.

- وماذا عن العمل مع الفنان إيلي شويري؟
سوف نلتقي قريباً بإذن الله.

- عُرف إيلي شويري بالأغنيات الوطنية، هل يمكن أن يكون تعاونك معه في أعمال مماثلة؟
لا نزال في مرحلة التحضير ولم يتم تحديد أي شيء بعد.

- بشكل عام أنت مع تجديد الأعمال القديمة؟
طبعاً وتجربتي السينمائية لم تكن سوى تجديد لمسرحية «هالة والملك» للرحابنة والسيدة فيروز. لا أجد مانعاً من تجديد أي عمل خصوصاً إن كان بمثابة تحية للعمالقة الكبار كمنصور وغيره من المبدعين، وأيضاً اذا كان النص المسرحي يتناسب مع وضعنا الحالي في ما يخصّ السياسة أو المجتمع.

- الكلّ يُجمع على أن النصوص المسرحية للرحابنة تتناسب مع كل المراحل!
صحيح مئة في المئة، إن شاهدتِ مسرحية قديمة لهم تشعرين وكأنها كُتبت في هذا العام لما فيها من إسقاطات وهذا أكبر دليل على إبداعم وتميّزهم ونُدرة ما قدّموه. وحقيقة هذا ما شعرت به عندما طالعت سيناريو «هالة والملك» ووجدته يطابق زمننا الحالي وكأنه كُتب عام 2009، هذه هي مدرسة الرحابنة.

- كُثر يقولون أن لبنان ليس سوى أغنية فيروز الجميلة؟
هذا صحيح، وأسمع هذا الكلام من كل أصدقائي غير اللبنانيين الذين يخبرونني أن أهم ما يحملونه معهم إلى بلادهم هو ألبومات السيدة فيروز. أشعر بالفخر عندما أسمع هذا الكلام أنا وكل لبناني آخر، وإن أرادوا التحدث عن لبنان يقولون: «بلد السيدة فيروز»، وهذا ما يجعلنا نفخر بها وبكلّ أفراد عائلة الرحباني.

- لكن للأسف نجومنا الكبار ومُبدعونا من الذين رحلوا أو الذين لا يزالون على قيد الحياة، أوضاعهم المادية صعبة جداً. هل تنظرين إليهم وتخافين من الغد لأنك فنانة ولأن الفنان لا يملك أي ضمانات؟
طبعاً هذا مؤكّد. أنظر إليهم وأشعر بالحزن وليس فقط بالخوف. من المؤسف أن نرى فنانين وشعراء ومبدعين أصبحوا في حالات مماثلة عندما كبروا، وهذا ما يجعل الفنانين الشباب يفكّرون بوعي أكثر تجاه المستقبل، بعيداً طبعاً عن المقارنة أو التشبيه بقيمة الفن الذين قدّموه والذي نقدّمه نحن أبناء الجيل الجديد. لكن وضع الفنان اللبناني والعربي صعب لأنه لا توجد أي ضمانات له، بغضّ النظر عن ظروف كلّ واحد منهم.

- عندما يكبر الفنان تصبح حفلاته ونشاطاته الفنية أقلّ وهذا طبيعي جداً، لكن أين دور الدول في رعاية الفنانين الكبار وأين دور النقابات لتحصيل حقوق النشر التي تكفي وحدها بعيش كريم لكل فنان؟
ما تقولينه صحيح، لكن للأسف ما باليد حيلة رغم أن كثراً طالبوا بدعم النقابات كي تتمكن من فرض القوانين، كما طالبوا الدولة بتنظيم عمل النقابات الفنية وتحصيل حقوق الفنانين خصوصاً الذين رفعوا إسم لبنان وشكلوا صورته الحضارية، لكن شيئاً لم يُنفّذ.

- لهذا السبب بات الفنان يلجأ إلى إقامة مشاريع بعيداً عن الفن كي يضمن مستقبله ومستقبل أولاده؟
طبعا وهناك نماذج كثيرة على ذلك بحيث صرنا نرى كبار الفنانين يعملون في العقارات أو يؤسسون مطاعم أو منتجعات سياحية، وهذا حقّ مشروع طالما أن لا أحد يكترث للوضع الذي يمكن أن يؤول إليه الفنان متى ابتعد عن الأضواء ولو قليلاً. أنا شخصياً أفكّر بإقامة مشروع ما مستقبلاً لهذا الغرض.

- وكأنك تقولين ان جيل الشباب فقد الأمل؟
(تضحك) كلا، ليس هذا. لكن بدلاً من أن ننتظر إستفاقة المسؤولين، لنفكّر بطريقة عملية أكثر ونضمن مستقبلنا.

- هل لمست هذه المعاناة في لقاءاتك مع أي من الفنانين الكبار؟
طبعاً، ومنهم الفنان إيلي شويري على سبيل المثال الذي يناديني «بنتي» تماماً كما في الفيلم وأنا أعتزّ بذلك بالتأكيد. يسعى دائماً إلى تمرير رسائل مهمة إليّ فيقول لي باستمرار: «انتبهي على حالك وما تتخلّّي عن أهلك، وانتبهي على قرشك». كل هذا يجول في رأسي رغم أنه لا يقول لي ذلك مباشرة، بل يلفت نظري بطريقة ذكية وأبويّة.

- قد تصبحين بخيلة إن سمعت النصيحة؟
(تضحك) كلا طبعاً، أنا أمقت صفة البخل، مع الإشارة إلى أن موضوع الإنتباه لا علاقة له بالبخل بل بالوعي والتفكير الصحيح. الحمدلله الكلّ يعرف أني لست بخيلة أبداً.

- الفنانة أماني السويسي انتقدت فيلمك السينمائي وقالت إنك لم تقنعيها بدورك في الفيلم؟
لم أقرأ هذا التصريح، لكن لكل شخص رأيه. أنا لا أستطيع أن أفرض على كلّ الناس أن يحبّوا ما أقدّمه، لكن يكفيني أني تلقيت الكثير من التهاني ونجوم كبار أثنو على أدائي، إضافة إلى الإعلاميين الذين تحدثوا بإيجابية وقالوا إني نجحت في الإمتحان.

- وكأنك تلمّحين إلى أن ما تقوله أماني لا يهمّك لأنها فنانة زميلة؟
كلا أبداً لم أقل ذلك.

- هل من فنانين اتصلوا بك وأبدوا رأيهم سواء سلباً أو إيجاباً؟
نعم، وأذكر منهم الفنان مروان خوري الذي اتصل وهناني. أيضاً الفنان القدير وليد توفيق الذي أبدى سعادته بما قدّمته، إضافة إلى عدد كبير من الممثلين الذين فاجأوني صراحة بهذا التشجيع الكبير، خصوصاً القديرة منى واصف التي قالت في حقّي كلاماً رائعاً إلى درجة أنها صدمتني. دريد لحام قال إن فيّ شيئاً من سعاد حسني ومن شادية. هذه شهادات رائعة أعتزّ بها ولا يمكن أن أنساها.

- طالعنا في بعض الصحف المصرية مقالات ذكرت أن الفيلم يحمل الكثير من الإسقاطات السياسية التي تصبّ في مصلحة المحور السوري - الإيراني؟
(تضحك) «أوف لهالدرجة». لا يمكن أن يكون هذا الرأي صائباً مع احترامي لمن كتب، لأن المسرحية كُتبت قبل سنوات طويلة ولم يكن هناك ما يُعرف بالمحور السوري - الإيراني. وعندما قدّمنا الفيلم بقي السيناريو هو نفسه ولم نغيّر شيئاً. لهذا ليس لديّ ما أقوله عن هذه النقطة سوى أن ما كُتب لم يكن عن دراسة.

- أنت اليوم من أهم الفنانات في شركة «ميلودي»، ولم يعد خافياً على أحد موضوع المنافسة الشديدة إن لم نقل الحرب مع شركات الإنتاج الأخرى
خصوصاً روتانا. هل هناك فنانون يدفعون ثمن هذه الحروب؟
(تبتسم) أنت تطرحين السؤال على الشخص الخطأ لأني بعيدة عن هذه الأجواء.

- بعيدة أو مسالمة؟
أحياناً أفضّل أن أبقى بعيدة وأتفرّج على ما يحصل.

- لماذا لا تعرض محطة روتانا كليباتك؟
لأني لست في شركة روتانا.

- لكنها تعرض كليبات ليارا ونانسي ورويدا عطية وغيرهنّ من الفنانات والفنانين من خارج روتانا أيضاً؟
ربما يعتمدون هذه السياسة لأنهم في مرحلة التفاوض مع هذه الأسماء ويريدون ضمّها إلى الشركة، ولا أعرف نية روتانا تجاهي، هم أحرار.

- نانسي على سبيل المثال أعلنت صراحة أكثر من مرة أنها لا يمكن أن تنضمّ إلى روتانا، أي إنتهت مفاوضاتها مع روتانا ورغم ذلك تستمر المحطة في عرض أعمالها. لماذا إذاً إستبعاد ميريام فارس؟
ربما لأني في «ميلودي» لا أعرف، لكني لا أستطيع التفكير نيابة عنهم كما أني لست في حرب معهم، والموضوع لا يشغل بالي كثيراً صراحة.

- يارا أيضاً في «ميلودي» وتطلّ في برامج روتانا وموجودة في كلّ حفلاتهم. أي هناك استبعاد واضح منهم لإسمك؟
لا أعرف، وهم يفعلون أكثر من ذلك أيضاً.

- مثل ماذا؟
(تصمت)

- لا تريدين التحدث في الموضوع؟
«يعني»، لكن ربما غسان شرتوني يعرف أكثر.

- أنت شاركت سابقاً في مهرجان «هلا فبراير» (من تنظيم روتانا) مما تسبب بزعل بعض فنانات روتانا اللواتي اعتبرن أن الشركة فضّلتك عليهنّ. ما الذي تغيّر؟
حقيقة لا أعرف. لو حللنا ما يحصل سيكون لدينا ألف حجة وربما كذا أو كذا. كل ما أستطيع قوله إني لست في روتانا، كما أني لا أجد نفسي صراحة فيها بل في «ميلودي» أكثر لأن صورتها شبابية وتناسبني وتتماشى أكثر مع أسلوبي الغنائي.

- لماذا اخترت «ميلودي» وليس «روتانا»؟
شعرت بأن «ميلودي» ستقدمني بطريقة أفضل لأن صورتها تتماشى مع أسلوبي في الغناء كما قلت، وأيضاً لا ننسى مسألة الحصرية التي ليست موجودة في «ميلودي»، وأنا شخصياً يهمّني الإنتشار، حتى أن «ميلودي» لا تعارض ظهوري على شاشة روتانا لأنها محطة تثق بنفسها. وأنا حقيقة لا أعتبر نفسي على عداوة مع روتانا.

- دون شك تطالعين في الصحف أو تسمعين من زملائك الفنانين عن مشاكل مادية في روتانا. هل تقولين اليوم «الحمدلله لم أنضمّ إلى روتانا»؟
(تضحك) مهما قلت سيعتقدون أني أشمت، لأن هناك أزمة مالية في كل العالم أثرت على كل الشركات، لكننا نسمع أكثر عن ما يحصل في روتانا لأنها الشركة الأكبر. اخترت «ميلودي» من الأساس ومقتنعة تماماً لأني نجحت معها. وهذا الاقتناع لا علاقة له بالمال ولا بأي ازمة ممكن أن تحصل.

- كونك خارج روتانا هل تعتقدين أنك حُرمت من الحفلات والمهرجانات الكبيرة منها قرطاج مثلاً؟
لو كنت مديرة شركة روتانا لكنت دون شك سعيت إلى إبراز نجوم الشركة في المهرجانات التي أنظّمها. لكني أزعل من بعض التصرفات من جانب الشركة كمثل الضغط على متعهدي الحفلات لاستبعادي.

- أي هناك استبعاد؟
أفضل أن يجيب غسان شرتوني. لكن روتانا حاولت فعلا إستبعادي من حفلات عديدة منها حفلة مع فارس كرم.

- الفنانة قمر قالت عنك كلاماً كثيراً منه أنك تسببت بمشاكلها مع غسان شرتوني وجمال مروان؟
لم أقرأ هذه التصريحات وليس لديّ ما أقوله أو أردّ من خلاله.

- هل صحيح أن والدتك تعرّضت لوعكة صحية؟
صحيح لكنها اليوم بخير والحمدلله وخرجت من المستشفى. خففت حفلاتي في الفترة الأخيرة لأني أردت البقاء إلى جانبها وكنت متضايقة نفسياً لأن وضعها كان خطيراً. لكني أشكر الله كلّ يوم وقد تعافت وأصبحت بخير. وبالمناسبة، سُعدت أخيراً بالغناء في حفلة خاصة من تنيظم مؤسسة «كاريتاس» الخيرية لصالح مخيّم الأطفال الذي تقيمه المؤسسة كل عام في بلد. وهذا العام اختاروا لبنان واختاروني لمشاركتهم هذه المناسبة، وقد سعدت بها كثيراً وبالغناء للأطفال الذين أتوا من كل أنحاء العالم، وأيضاً بوجود أطفال مؤسسة ال SOS وشخصيات مهمة مثل السفير النمساوي بما أن «كاريتاس» نشأت أساساً في النمسا.

- سمعت أن فناناً إيرانياً إقتبس من أغنيتك «واحشني إيه»؟
(تضحك) كلا هو لم يقتبس بل أخذ الأغنية كما هي، لحناً وتوزيعاً وأيضاً في تصوير الكليب حيث تقوم بدوري عارضة أزياء. وكلّما أشاهده على «اليوتيوب» أضحك، لأنك تسمعين في الكليب المؤثرات الصوتية ذاتها (أي صوت السيارة السريعة). أما الفارق الوحيد فهو أن الكلام ليس بالعربية، ويستطيع أي شخص الدخول إلى موقع «يوتيوب» ويراها. قد يحزن الفنان عندما يرى أعماله تُستنسخ، لكن لو لم تكن الأغنية ناجحة لما كان حصل الأمر.