روعة ياسين: تمنيت العمل في «صراع على الرمال»...

ملكات / ملكة جمال, تلفزيون الآن, السينما السورية, روعة ياسين, ممثلة سورية, مسلسل سوري

15 سبتمبر 2009

فنانة بدأت حياتها الفنية آتية من عالم الجمال فهي ملكة جمال البادية، وذلك دفعها إلى البحث في عالم جديد له مفرداته الخاصة وأدواته، ولم تقف عند ذلك بل تجاوزته نحو المحاولات الجدية لصنع بصمة خاصة، فهي مجتهدة وحاضرة عبر الكثير من الأعمال السورية المتميزة، تتلون في أداء شخصياتها ورغم ذلك تعتبر أنها لم تحظَ بفرصتها الحقيقية بعد، ففي داخلها الكثير لتجسده عبر عمل درامي ودور متميز يلفت الأنظار ويحقق النقلة النوعية لها، رغم هدوء روعة الخارجي تملك داخلها قلقاً طالما حاولت التخلص منه دون فائدة، وكأن قدر الفنان هو القلق وعدم الإحساس بالأمان، كي يكون العامل الأكثر تحفيزاً له نحو البحث الفني من جهة والإنساني من جهة أخرى. التقينا الفنانة روعة ياسين وكان معها الحديث الآتي. 

- شاركت هذا العام في مسلسل «الخط الأحمر» في دور مريضة إيدز، مع أن البعض أعتقد أن روعة ستبتعد عن الأدوار الجريئة هذا العام؟
دوري ليس جريئاً وبعيد كل البعد عن الجرأة، على العكس الشخصية في الجزء الثاني من «حاجز الصمت»، تنقلب كلياً وتصبح إنسانة أخرى وامرأة مختلفة في حياتها وعلاقاتها ومواقفها ومشاعرها.

- هل بدأت تخرجين من دائرة أدوار المرأة اللعوب؟ هل بات المخرجون يسندون إليك شخصيات جديدة؟
لا أدري لماذا تؤخذ عني هذه النظرة رغم أن أدواري متنوعة ولا تنحصر في أدوار المرأة اللعوب.

- هل توحي ملامح وجهك بالقوة حتى أسند إليك أخيراً هذا النوع من الأدوار؟
يجمع الكثيرون على أن ملامحي تساعدني على تجسيد الأدوار المتناقضة إذ يمكنني توظيفها في أكثر من لون درامي وأكثر من شخصية شريرة كانت أو طيبة، قوية أو ضعيفة. لكن صدف أن قمت في مسلسل «أيامنا الحلوة» بدور امرأة لعوب، وهو أول عمل لي ضمن هذه الأدوار، واستغربت وقتها كيف رشحني المخرج هشام شربتجي لهذا الدور. وبالفعل نجحت فيه، وعلى ما يبدو تلك الشخصية أسست ليسند إليّ المخرجون أدواراً مشابهة.

- شاركت في الجزء الثاني من المسلسل الكويتي «عقاب»، ماذا عن هذا العمل وما هي طبيعة دورك؟
عرض علي العمل، لكنّ ظروفاً عديدة حالت دون مشاركتي فيه.

- هل سبب انتقائك للأعمال الخليجية هو تقاسيم وجهك الواضحة والقريبة إلى الفتاة العربية الأًصيلة، أم أن الموضوع يتم عن طريق المعارف؟
لا يمكنني الكلام عن نفسي، والآخرون أكثر دقة في التقويم. ويعود اختياري إلى القائمين على صناعة تلك الأعمال الفنية، وأتصور أنهم يعرفونني من خلال أعمالي الفنية المتعددة، لأنه ليس لدي أي معارف أو علاقات شخصية من شأنها أن تفيدني في هذا السياق. وحتى في سورية لم أقم بعمل فني على مدى سيرة حياتي الفنية يعتمد على الصداقات والمعارف.

- هل تميلين إلى العمل في الأعمال الخليجية بسبب الأجر الأعلى؟
الأعمال الخليجية أجرها ليس عالياً، كما أن عدد الأعمال التي شاركت فيها ليست كثيرة إلى حد تلفت النظر، فهي أربعة أعمال أو خمسة ليس أكثر، وشاركت فيها كونها تجربة جديدة ومختلفة بالنسبة إليّ، بالإضافة إلى جمهور جديد يتابعني.

- هل تتفقين مع البعض على أن سبب اختيار الفنانات السوريات للأعمال العربية هو الجمال بالدرجة الأولى؟
لا ليس الجمال دائماً، بل هناك معطيات عديدة لاختيار الفنانة، والاختيار الأهم للفنانة السورية يتم على أساس الحرفية العالية للأداء والتقنية عند الممثل السوري، والأعمال الدرامية خير مؤشر لذلك.

- كيف استطعت تخطي حاجز اللهجة في الأعمال الخليجية؟
معظم الأدوار التي جسدتها في الأعمال الخليجية كانت كمواطنة سورية، كما أن غالبية الأعمال كانت باللهجتين الخليجية والسورية. وعلى الدوام هناك من يساعدنا ضمن مجموعة العمل، والجدير ذكره أن اللهجة الحلبية أكثر صعوبة من اللهجة الخليجية، وقد جسدت أكثر من عمل باللهجة الحلبية بكل يسر.

- ماذا عن العمل في مصر؟ هل هو حلم بالنسبة إليك؟
يمكن أن تكون بالنسبة إليّ تجربة جديدة وخاصة في مجال السينما التي تبقى في ذاكرة الناس.

 

- من تعتقدين أنه استفاد من ظهوره في الدراما والسينما المصرية من السوريين ومن أخفق في ذلك؟
لا أحب تقويم تجارب الآخرين ولا التعليق عليها، لكن بالمجمل جميع التجارب كانت ناجحة.

- ترافق ظهورك الفني مع العديد من الشائعات التي كانت تطالك باستمرار، هل أصبحت أكثر معرفة في التعامل مع هذه الأقاويل، وما سبب كثرة الشائعات من حولك؟
كيف يمكنني التعامل معها، فهي أساساً حالة سلبية فماذا يمكنني فعله حيال شائعات تتحدث مرة عن زواجي ومرة أخرى عن طلاقي وأكثرها عن علاقات حب تربطني بأشخاص أعرفهم وآخرين لم أسمع بهم.

- هل تأخذين بكلام المخرج حرفياً، أم أنك تتدخلين في تفاصيل أدوارك؟
قد يكون لي وجهة نظر خاصة بالدور وتفاصيله وأقدمها بكل هدوء وطريقة تبتعد عن الاستفزازية حتى يتاح الوصول إلى صيغة تفاهم مشتركة حول الدور، وأحياناً ألتزم حرفياً بما يقدمه المخرج لي.

- من هي نجمة سورية، ومن هو نجمها؟
لا أستطيع الإجابة، وكل فنان يسعى إلى تحقيق حضوره وأخاف إن ذكرت البعض أن أظلم الآخرين، مثلاً أحب أمل عرفة، كاريس بشار. أحب أدوار جمال سليمان، منى واصف، وغيرهم من الفنانين السوريين المتميزين والذي لا مجال لذكرهم الآن.

- هل تزعجك الأعمال التي يشترك بها عدد كبير من الفنانات الشابات، وهل صحيح أن ثمة مشكلات كثيرة تحدث في هذه الأجواء؟
أبداً لا أنزعج من ذلك، قد أتضايق لدور لم يكن مشغولاً بشكل جيد، وأحياناً كثيرة أقرأ نصوصاً فأرى أدواراً مع ممثلين لا يستحقونها، وإن كان هناك مشاكل فأنا بعيدة عنها كل البعد

- هل تعرضت لسرقة الأدوار، وكيف تتعاملين مع هذا الموقف، وفي أي الأعمال والأدوار تم ذلك، ولمن أسند الدور؟
أكيد حصل معي سرقة أدوار وكم من مرة بعد توقيع العقد أفاجأ بوجود من يصور الدور نفسه، ولا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك، أما الأعمال والأدوار فلا أحبذ ذكرها.

- هل أنت مقصرة من ناحية العلاقات الشخصية الفنية، والتي يراها البعض أساس العمل الفني والحصول على الأدوار؟
كل فنان يرى الحالة من منظوره الشخصي، أنا أحترم كل الناس وتربطني بالجميع علاقة محبة وأبتعد عن الشللية والمشاكل ولا يمكنني أن أتخذ أصدقاء من أجل الشغل. وقد يكون لدي أصدقاء كثر داخل الوسط الفني، لكن الأمر لا يتعلق بالأدوار أو الفرص الفنية.

- لماذا لم نرك في دور بطولة مطلقة في عمل سوري حتى الآن؟ ما الذي ينقص روعة لتلعب دور البطولة؟
لا أحد يسألني هذا السؤال وليوجه إلى غيري. لكن بالعموم فالطابع المميز للدراما السورية أنها دراما جماعية تعتمد على بطولات مجموعات وليس أفراد. ومن المؤكد أن كل فنان يتمنى أن يكون له مساحة ليثبت أنه ممثل له أدواته الخاصة والمتميزة، ومن جهة أخرى أتمنى ذلك لأنه لدي الكثير في داخلي ولم يخرج بعد.

- هل تقبلين أن تمثلي دوراً ثانوياً بطلة عمل لا تجدينها مؤهلة لهذا الدور، وهل حصل معك ذلك سابقاً؟
طبعاً حصل معي ذلك لأكثر من مرة فاعتذرت عن العمل.

 

- ما هو الدور الذي مثلته غيرك وتمنيت لو كان لك، وما هو العمل الذي تندمين على المشاركة فيه؟
هناك أعمال لم أعمل بها وأحببتها، وهناك أعمال أخرى تمنيت لو عملت فيها، فنحن بشر ولا بد أن بداخلنا نوع من الأنانية. والشيء الوحيد الذي يعزيني أن العمل مشغول بشكل جيد، ومن المؤكد أن هناك مخرجين أتمنى العمل تحت إدارتهم كالمخرج حاتم علي، وتمنيت لو شاركت في مسلسله «صراع على الرمال»، خصوصاً أن الكثيرين يحبون وجودي في الأعمال البدوية فالمزعج أن الناس يريدونني في هذه المواقع والمخرجين يتجاهلون ذلك.

- ما هو أصعب موقف جعلك تنفرين من الوسط الفني وتفكرين في الاعتزال؟
لم أفكر ولن أفكر في الاعتزال. صحيح تحصل معي مواقف تزعجني أثناء العمل في اتجاهات مختلفة لكن لم يحصل أن فكرت فيه.

- هل تحبين دخول تجربة الدوبلاج خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته الأعمال التركية المدبلجة للهجة السورية، وما رأيك في تلك الأعمال؟
التجربة حلوة وناجحة لم أشارك بها ولا أعرف تقويمها من الداخل، لكني تابعتها ووجدتها ممتعة وإن أتتني الفرصة لا أمانع خوضها.

- عارضت عائلتك عملك الفني في البداية، هل تندمين على دخولك المجال الفني، وكيف أثر عملك الفني على أخواتك في البيت؟
أبداً عائلتي لم تعارض دخولي الوسط الفني، لكن كانت تخاف علي وكانت معي في كل خطوة تتابعني وترعاني. وبالنسبة إلى تأثيري على العائلة ليس لي أي تأثير رغم أن لي أختاً تحب الفن وكان لها مشاركات في الطفولة في برامج الأطفال، وعندما كبرت دخلت المجال وبدأت تعمل فيه بشكل جدي.

- هل تعرضت لفشل في علاقة جدية بسبب كونك فنانة، إن كان من عائلة العريس أو من عائلتك؟
طبعاً والسبب عائلة العريس. أنا لست ضد الارتباط لكن أتمنى أن يقبلني الجميع كما أنا، فحياتي مرتبطة بالفن ولن أترك عملي الفني لأتزوج وأجلس في البيت.

- هل تشجعين إحدى أخواتك على دخول المجال الفني؟ وماذا تنصحين الراغبات في ذلك؟
لا أشجع أحداً على دخول الوسط الفني لكن من يحب دخوله فلا أتدخل في شأنه. فهي مهنة متعبة وفيها شحن أعصاب وأحياناً ظلم، أما إذا كان هناك موهبة فيجب استثمارها.

- بعد عملك في أوساط فنية مختلفة، هل تجدين الوسط الفني السوري مختلفاً عن غيره من الأوساط الفنية العربية الأخرى؟
لم أر فرقاً كبيراً بين الأوساط العربية الفنية، فالمعايير تقريباً متشابهة وآلية الشغل أيضاً وإن اختلفت فيها قليلاً الدراما السورية.

- هل حصلت على فرصتك الحقيقية في العمل الفني، وما هي تلك الفرصة التي تتمنينها؟
أكيد لم أحصل على فرصتي التي تحقق لي النقلة النوعية والمتميزة في حياتي الفنية، وفرصتي التي أتمناها هي دور عربي في المجال التاريخي أو عن حياة امرأة عربية متميزة بأعمالها وإنجازاتها.

- هل تفضلين الانضمام إلى فريق عمل معين من مخرج وكادر، ومن هو هذا الفريق؟
لا يوجد اسم معين، أو مخرج معين، بل أحب العمل مع الجميع، وأحب أن أعيش كل التجارب الفنية والأساليب الإخراجية، خصوصاً أنه لدينا أسماء لامعة في عالم الإخراج وغيره.

- قلت مرة أنك مستعدة لترك العمل الفني في سبيل الزواج، هل مازلت على كلامك؟
لا أتصور أني قلت هذا الكلام ولا يمكن أن أترك العمل الفني من أجل الزواج.

- كثيراً ما نطالعك في المناسبات الاجتماعية، هل أنت من محبي الظهور، وهل يزيد ذلك رصيدك كفنانة؟
على العكس، أنا أكثر الفنانات غياباً عن المناسبات الاجتماعية، ومن النادر أن أظهر فيها، فأنا بطبعي بيتوتية بكل معنى الكلمة وكثير من الدعوات لا ألبيها.

- سمعنا عن ارتباط جديد منذ أشهر، لماذا لم يتم شيئاً رسمياً إلى الآن؟
لم يحصل ارتباط وعلى ما يبدو لا يوجد نصيب بيننا.

- قلت أنه من خارج الوسط الفني. هل الزواج من الوسط الفني يربك عائلتك؟
لا على الإطلاق، لا يربكني ولا يربك عائلتي وكل حالة لها ظروفها الخاصة.

- هل يمكن أن تقبل روعة بزوج على قد الحال، أم أن الوضع المادي من أولوياتك؟
الوضع المادي ليس من الأولويات بالنسبة إليّ، لكن لا يمكنني الارتباط بشخص كما يقال تعبان الحال كما أنني لا أشترط أن يكون مليونيراً، وإنما أن تكون حالته المادية مقبولة.

- في لقاء سابق لك مع إحدى المجلات، ورداً عن سؤال عما تبحثين قلت عن الأمان، هل وجدت الأمان الآن أم أنك ما زلت في رحلة البحث، وما الذي يشعر روعة بالأمان في حياتها؟
على ما يبدو من الصعب جداً أن أشعر بالأمان، ولم يعطني الفن كما أعطيته ومازلت في حالة البحث عن تلك الحالة من الأمان.

- كيف تمضين يومك خارج إطار العمل؟
دائماً أنا في البيت مع أهلي وأسرتي وأخوتي وليس لدي أي نشاطات خارج البيت.

- إذا تركت لك حرية الاختيار ما الذي تحبين تغييره في روعة؟
العصبية والتسرع...