عبد المحسن النمر

مقابلة, السينما السورية, عبد المحسن النمر, ممثّل سعودي

23 سبتمبر 2009

عبد المحسن النمر هو أحد أشهر الممثلين السعوديين وأكثرهم حضوراً على الشاشات الخليجية. حقق حضوره بصمة خاصة لتنوع ادواره واختلاف الشخصيات التي يؤديها، لأنه يرفض تكرار نفسه ويبحث دائما عن دور مختلف يقول شيئاً جديداً.
يعترف بأنه محظوظ في الأعمال السينمائية الخليجية لكنه يرفض المشاركة في أفلام مصرية لأن دور الفنان الخليجي غالباً ما يكون هامشياً وقد يسيء الى خليجيته بسبب نوعية الدور الذي يسند اليه. التقيناه فتحدث بعفويته المشهودة وصراحته المعهودة.

- حضورك السينمائي لافت في الفترة الأخيرة، حدثنا عن هذه التجربة.
كنت محظوظاً بخوضي ثلاث تجارب سينمائية خليجية، وهي «العقاب» فيلم إماراتي و«ظلال الصمت» في السعودية وفيلم «الدائرة» وهو برأيي أنضج فيلم خليجي بمشاركة كوكبة من نجوم الخليج، وعرفت من خلاله اللعبة السينمائية بشكل صحيح.

- هل تفكر في دخول السينما بشكل أوسع من خلال البوابة المصرية؟
لا شك أن السينما المصرية مهمة على مستوى العالم العربي لكنها ليست ضمن طموحاتي الحالية. أنا أطمح الى تقديم عمل سينمائي يحمل هويتي الخليجية. وأعتقد أن العناصر الإبداعية الفنية السينمائية المصرية مكتملة في مصر ولا تحتاج الى  قدراتي الفنية. ومع ذلك إذا وجدت عملاً مصرياً يصل إلى مستوى طموحي وكان دوري مؤثراً وايجابياً في أحداث العمل وليس هامشيا كعادة المشاركات الخليجية فلن أتردد في المشاركة.

- ما زالت إجابتك مبهمة.
بصراحة، لم تعجبني تجارب زملائي الفنانين الخليجيين سواء كانت لنجوم من الكويت أو السعودية. فالنمط الذي قدموه في السينما المصرية يستفزني جداً، وقد ترك أثراً سلبياً لدي. دور الفنان الخليجي في الأعمال المصرية مقزز وسلبي وهامشي الى درجة تشويه صورة الفنان الخليجي، فهو غالباً تاجر فاشل همه الترف والتبذير... لا يمكن لي أن أشارك بهذا اللون من الأعمال مهما كانت المغريات من شهرة أو مال.

- بالصدفة أم نتيجة رغبة خضت تجربة التقديم التلفزيوني من خلال برنامج  «القرار»  مع محطة «أم بي سي»؟
الأمر أتى بالفعل صدفة ولم أكن أخطط لتقديم برنامج تلفزيوني. فقد رشحني الأخوة القائمون على محطة «أم بي سي» وتحديداً الشيخ وليد الابراهيم صاحب المحطة الذي أكن له كل تقدير واحترام. وظهرت في البرنامج كممثل وعلى طبيعتي وليس كمقدم، واستمتعت كثيرا بهذه التجربة.

- يقال إن عبد المحسن النمر يستمتع بضرب الفنانات؟
(يضحك) أبداً والله  هذا غير صحيح. والمشاهد التي تتطلب مني عنفاً أقللها أو استبدلها.

- معقول يا عبد المحسن كيف؟
بعض الفنانين عندما يجد في العمل مشهد صفعة أو ضرباً للفنانة يصر على تقديمه حتى يكون مشهداً حقيقياً، أما أنا فأحاول استخدام تقنية الصوت كي لا تمتد يدي على إحداهن حتى لو كان مشهداً تمثيليا. وأنا في عمري كله لم أصفع أحداً بشكل حقيقي لأنني لا أقدر أن أمد يدي على أي إنسانة أياً كانت، فأنا أحترم المرأة وأقدرها وأعاملها برقيّ، فكيف أسمح لنفسي بضربها؟

- ما رأيك في جرأة بعض الفنانات الخليجيات في الفترة الأخيرة؟
أنا مع الجرأة التي تخدم العمل وتقدم بشكل محبب ولست مع الوقاحة. الدراما الخليجية في حاجة إلى جرعة من الجرأة بشرط ألا تتجاوز الخطوط الحمر ولا تدخل في المحظور. الجرأة ليست غاية بذاتها، وما تقدمه بعضهن جرأة من أجل الجرأة. وهذا خلط بين الجرأة والوقاحة. وهو يرجع في كل الحالات إلى اقتناعات الفنانة ومدى مسؤوليتها واحترامها لذاتها ولجمهورها.

- هل رأيت فنانات وصلن الى منطقة المحظور في الفن؟
نعم للأسف. بعضهن أصبح لديهن توجه الى الجرأة الساخنة من ناحية اللبس و الستايل وتقديم لشخصيات شاذة جداً في المجتمع. خاصة في الأعمال التلفزيونية التي تقدم في شهر رمضان يفترض بالفنانات أن ينتقين أدوارهن بشكل راقٍ ومميز، ويبتعدن عن الشخصيات المرفوضة في المجتمع خاصة في رمضان بحكم قدسية الشهر وروحانيته. فمثلاً في مسلسل «رسائل من صدف» حاول الكاتب والمخرج أن يقدما إيحاءات للمشهد بعيداً عن تجسيده، وهذا الشيء أسعدني وأتمنى أن يحذو حذوهما بقية المخرجين.

- هل حدث وتنازلت عن أجرك؟
أحياناً أتنازل عن أجري المادي بدافع المجاملة أو الصداقة التي تربطني بالمنتج أو إذا كان الدور يعجبني كثيراً.

- لماذا لم تخض تجربة الإنتاج كبقية زملائك؟
خضت تجربة الإنتاج لكن باستحياء، فأنا شريك في مؤسسة إنتاجية قدمت الكثير من الأعمال الدرامية في المنطقة الشرقية في السعودية، ولم أكن حريصاً على أن أمثل في هذه الأعمال وأخذ دور البطولة كالبعض لأن هذا النقص لا يوجد في شخصيتي، كذلك العروض كثيرة والحمد الله. لذلك حاولت فسح المجال لفنانين قليلي الحظ كثيري الموهبة للمشاركة في هذه الأعمال، وسأعلن عبر «لها» أنني سأقدم عملاً من انتاجي العام المقبل لمحطة كويتية.

- أمام كثرة العروض ألا تخشى زعل البعض في حال الاعتذار؟
بالفعل. لضيق الوقت لا أستطيع أن ألبي كل العروض التي تأتيني فمثلا كلمتني الكاتبة العزيزة وداد الكواري للمشاركة في أحد أعمالها ووافقت، لكن بعد أن وجدت نفسي مرتبطاً بأكثر من عمل ولا أستطيع أن أنسق بينها كلها أرسلت لها «مسج» بالاعتذار لكن لم ترد علي، وشعرت بأنها أخذت على خاطرها مني. لكن أنا صادق جداً مع نفسي ولا أحب أن أشارك في عملين في الوقت نفسه حتى أعطي كل عمل حقه على أكمل وجه.

- كيف وجدت مشاركتك مع النجم عبد الحسين عبد الرضا؟
العمل معه متعة كبيرة وإضافة لكل فنان، فهو مدرسة فنية متميزة، وأتمنى أن تكرر تجربتي مع هذا العملاق.