ندى ابو فرحات

جوائز, السينما السورية, التمثيل, المهرجان القومي للمسرح المصري, جائزة الموريكس, نجوم السينما, قناة ال.بي.سي, الموركس دور, ندى ابو فرحات, ممثّلة لبنانيّة

24 سبتمبر 2009

على الصفحة الأساسية للموقع الإلكتروني الخاص بها تقرأ عنها أنها تعيش الحياة بسكون وطاقة وإبداع... الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات، تنتقل من المسرح الى السينما الى التلفزيون بكل ما يتطلّب ذلك من طاقة، ساعيةً إلى تعزيز أدائها التمثيلي دون أن تتوقف عند دور بطولة أو دور ثانوي بل عند الشخصية والموضوع. ورغم ذلك لا تعتبر نفسها ممثلة قوية بل «لا يزال ينقصني الكثير». تحدثت أبو فرحات إلى «لها» عن طموحاتها وهواجسها في مجال التمثيل في لبنان.


-
حالياً أنت منهمكة بتصوير أعمال جديدة، ما هي؟
أصوّر مسلسلين في الوقت نفسه. مسلسل «سارة» من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي، وبطولة سيرين عبد النور ويوسف الخال ويوسف حداد ومجدي مشموشي ووداد جبور... أما الثاني فهو مسلسل «ضحايا الماضي» من كتابة كلود أبي حيدر وإخراج طوني فرج الله ومن بطولتي الى جانب طلال الجردي ونخبة من الممثلين والممثلات.

- على ماذا تحرصين أكثر، المشاركة في المسرح أم التلفزيون أم السينما؟
أحب الأنواع الثلاثة. لكن للمسرح رهبته، وأشتاق إليه لأنه ينعش في داخلي التمثيل الطبيعي والعفوي دون تصنع.. أتجرد على المسرح من جميع المشاكل، وهو يحتاج الى تمرين للصوت والحركة الجسدية، ويتطلب طاقة من الفنان. أما عندما أعمل في السينما فأعي القيمة الثمينة لهذا المجال، فهو «الفن السابع». في حين أتسلّى بالعمل على الشاشة الصغيرة، هو مصدر للمادة، أهتم بمظهري الخارجي فيه والملابس ولا شعور بالمسؤولية الفعلية.

- تحلمين بالجمع بين الغناء والتمثيل والرقص، هل تحضرين لأي عمل استعراضي؟
أحب الأعمال الإستعراضية. وأنا حالياً أحضر نفسي لها أي أنني أتمرن على الغناء والرقص، أسعى لثقل نفسي بالثقافة الفنية عبر سماع الموسيقى وحضور الأفلام وقراءة المسرحيات. فلم يتح لي المجال لذلك في مرحلة سابقة، حيث أعطيت وقتاً كثيراً للأعمال على شاشة التلفزيون فيما هو مجال تجاري. لكن في رحلات السفر أدركت أهمية استقطاب الفرص للتطور في مجال التمثيل، والتعرف الى انواع مسرحيات مختلفة، والى موسيقيين في مجالات عدة، واطلعت على عالم مخرجين سينمائيين، حتى أنني أفكر بمتابعة دروس الإخراج cinématographie. أعيش حالياً فترة من التحضير الثقافي.

- ساد التوتّر خلال عملك في مسلسل «الينابيع» علاقتك مع المخرجة كارولين ميلان، هل لا زال الوضع على حاله؟
لقد أنهينا الموضوع في ما بيننا وتحدثنا عن ذلك رغم التلاسن الذي حصل بعدما سمعتها تتكلم عني، وقد أزعجني هذا الشيء. لكننا تفاهمنا وقد كان ذلك نتيجة لضغط العمل.

- هل تكرّرين تجربة العمل معها؟
لا أعلم.

- هل من مخرجين محدّدين ترتاحين للعمل معهم؟
أرتاح للمخرجين إيلي حبيب، فيليب عرقتنجي، ايلي أضباشي، سمير حبشي، نادين لبكي رغم أنني لم أعمل معها. ومسرحياً أحب أعمال لينا الخوري التي أعتبرها ذكية وحساسة وجريئة، ونضال الأشقر، وجواد الأسدي ولم أعمل معه ايضاً، والمخرج التونسي لطفي عاشور الذي اتفقنا على العمل معاً.

- من يلفتك من الممثلات اللبنانيات؟
أحب وجود الممثلتين رولا حمادة وكارمن لبس على الساحة الفنية فهما تتميزان بالمصداقية في التمثيل، والمصداقية هي سر التمثيل الناجح. أحب كارول عبود وقد اشتقت لظهورها على شاشة التلفزيون. ومن الفنانين أحب فادي ابرهيم ويورغو شلهوب ويوسف الخال وجورج خباز.

- قلت لو عرض مسلسل «نضال» على غير شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال، لما كنت حصلتِ جائزة «الموركس دور»، لماذا؟
نعم وهذا امر طبيعي لأن المؤسسة اللبنانية للإرسال تنظم هذا الحدث ويحقّ لها التركيز على الأعمال المعروضة على شاشتها. لكني مع فكرة أن يتمتع هذا الحدث بشمولية أكبر فتصبح هذه الجائزة من حق الممثلين أو الفنانين الذين لا يظهرون على شاشة هذه المحطة أيضاً.

- يتحدث بعض الممثلين عن محسوبيات في الجائزة، ما رأيك؟
في كل شيء وفي كل مكان يوجد محسوبيات حتى في المهرجانات العالمية مثل Cannes. المهم الا تكون الجائزة هدفاً للممثل بل الهدف هو الوصول الى مرحلة ينظر فيها المشاهد الى أعماق الممثل. فقد نلت أربع جوائز عن أفضل ممثلة في مهرجانات دبي عام 2007، والجزائر والهند عام 2008، وسلوفانيا عام 2009، إضافة الى الجوائز التي نالها فيلم «تحت القصف» والتي بلغت 23 جائزة، وأشعر بأنه لا يزال ينقصني الكثير في مجال التمثيل.

- لم ينل فيلم «تحت القصف» أي جائزة في لبنان، لماذا؟
بالفعل نال الفيلم 23 جائزة في الخارج ولم ينل اي جائزة في لبنان. أعتقد أن كل ما في الأمر هو أن لجنة جائزة «الموركس دور» تأخذ في الاعتبار فسح المجال أمام جميع الفنانين في العالم العربي لنيل الجائزة بدورهم. أما الفيلم فقد قدرته الصحافة اللبنانية كثيراً وأخذ حقه...

- ماذا عن النقابات ذات الصلة في لبنان، هل يمكنها ان تنظم أحداثاً فنية؟
أتمنى أولاً أن تتّحد النقابتان. ففي لبنان يوجد نقابة الفنانين المحترفين وترأسها الفنانة سميرة بارودي ونقابة ممثلي المسرح والسينما والتلفزيون والاذاعة ويرأسها الممثل انطوان كرباج. أسأل لماذا؟ أنا مثلاً غير منضمة الى أي من النقابتين لأنني لا أعرف الى أي منهما أنضم؟ على هاتين النقابتين الإتحاد من أجل تسليط الضوء على مشكلة الفنان اللبناني خاصة في ما يعود إلى أجره. فما يتقاضاه الممثل في لبنان «صفر» ومن غير المسموح ان يتقاضى فقط هذا المبلغ. وإذا فضحت هذا المبلغ لما عاد أحد يطلبني للعمل...إنها كارثة، فأجر الممثل اللبناني يساوي «كيلو بطاطا».

- إلى ماذا تردّين مشكلة المردود المادي لدى الممثل اللبناني؟
أردّ المشكلة الى المبالغ الضئيلة التي تدفعها محطات التلفزيون لشراء الحلقة التلفزيونية. لكن لا يجوز دفع المبالغ الباهظة على برامج التسلية مثل «ستار أكاديمي» بدل تعزيز الإنتاج التمثيلي المحلي (الدرامي أو الكوميدي) الذي يشكّل مدعاة للفخر. فـ«ستار أكاديمي» كغيره من برامج التسلية ناجح نظراً للمبالغ الضخمة التي تنفق عليه. لو أنفِقت هذه المبالغ على المسلسلات الدرامية اللبنانية لوصلنا الى مستوى الإنتاج السوري. تقدم مستوى التمثيل في سورية يعود إلى الدور الذي تلعبه الدولة في هذا المجال، فأصبح مدخول الممثل مرتفعاً وأصبحت الأعمال المحلية تشكل مورداً للإعلانات بالنسبة إلى المحطات التلفزيونية. أما في لبنان فيعرض العمل نفسه من محطة لأخرى عشرات المرات فيما نكون قد تقاضينا عنه مرة واحدة. ولا يهتمّ المنتجون بإنتاج أعمال جديدة نظراً إلى عدم توافر الأموال.

- ما المعايير التي تدفع على أساسها الأجور؟
فعلاً لا فكرة لديّ عن المعايير لكني أعرف أنها مشكلة. أجر الممثل الجديد، لمجرد لعب دور البطولة، يعادل ثلاثة أضعاف ما يأخذه ممثل كبير في الخبرة والسن.

- هل تتوقعين أن تقدّمي من جديد عملاً ناجحاً مثل «تحت االقصف» أم أنه كان دور عمرك؟
طبعاً أتوقع نجاحاً آخر، فانا حتى الآن لا اعتبر نفسي ممثلة قوية بل أتميز في بعض الأدوار. لكني لا أبرع مثلاً في الكوميديا أو حتى في جميع الأعمال الدرامية. والجوائز التي نلتها كانت عن بعض الاعمال التي برعت بها في «مسلسل نضال» و«تحت القصف» إلا أنه ينقصني الكثير من العمل لأطوّر نفسي.

- من المعروف أنك من الممثلات الجريئات. كيف تعرفين عن الجرأة في التمثيل؟
نعم أنا جريئة في بعض المواقف لكني أيضاً جريئة في البكاء والضحك. فالجرأة في التمثيل هي أن ينسى الممثل نفسه ويكون صادقاً في تأدية شخصيته. أنا منفتحة على الأدوار الجريئة وفق ما يفهمها المجتمع لكن بالنسبة إليّ من غير المسموح أن تظهر الممثلة عارية على شاشة التلفزيون. فيما يختلف الوضع في السينما والمسرح حيث يختار المشاهد ما يريد. أما جمهور التلفزيون فلا يتقبل أكثر من مجرد قبلة. على سبيل المثال أذكر عملي مع المخرج ايلي اضباشي ضمن حلقة من «قصتي قصة» بعنوان «شغف»، تحكي عن مطربة لبنانية تسعى من خلال علاقة ما الى جمع المال لمسيرتها الفنية، فقدمت العمل لأنني أرتاح إلى المخرج اضباشي ولأن الهدف كان التركيز على هذه الناحية من الشخصية كما أنه عرض في وقت متأخّر.

 درست ندى ابو فرحات التمثيل في كلية الفنون في الجامعة اللبنانية. بدأت عملها التمثيلي منذ سنتها الجامعية الأولى في مسلسل «العاصفة تهب مرتين»، وبعد أدوار مختلفة قدمت دورها في مسلسل «نساء في العاصفة» عام 1996. أحبت العمل المسرحي فكان من أشهر أعمالها مسرحية «3 نسوان طوال» للمخرجة نضال الأشقر. وكان لفيلم «البوسطة» الذي شاركت فيه للمخرج فيليب عرقتنجي إنتشار كبير وجوائز عديدة. بعدها رأت في دور «ميريم» الذي قدمته ضمن مسلسل «نضال» الفرصة لتخطو نحو الأمام في مسيرتها الفنية حيث نالت جائزة «الموركس دور» لأفضل ممثلة عن هذا الدور. ولأن حبها للمسرح لا يتوقف، عملت جاهدة لتحضير دورها في مسرحية «حكي نسوان» للمخرجة لينا خوري. وبعد حرب تموز/يوليو 2006 على لبنان، طلبها المخرج فيليب عرقتنجي لتشارك الممثل جورج خباز البطولة في فيلم «تحت القصف» الذي نال بدوره رواجاً وجوائز تجاوزت البلاد. يذكر من أعمالها الأخرى مسلسل «فيفتي فيفتي» عام 2008 للمخرج ايلي غريب، ومسلسل «الينابيع» ومسرحية «قدام باب السفارة الليل كان طويل» للمخرجة نضال الأشقر... وتواصل ندى أبو فرحات العمل لإغناء نفسها بالثقافة الفنية من أجل أن تعكس الحالات الاجتماعية المختلفة في شخصيات متنوعة.