ثاليا درغام

مقابلة, ألبوم غنائي, موسيقى البوب, مايكل جاكسون, ثاليا درغام, راغدة درغام, موسيقى الفولك والبلوز, أميركان أيدول, الهيب هوب

29 سبتمبر 2009

في الرابعة بدأت تتعلم عزف البيانو وفي الثانية عشرة كتبت كلمات أغنياتها ولحّنتها وغنتها. سجّلت ألبومها الأول في الخامسة عشرة لكنها لم توزّعه في السوق بل أرادت أن يكون توثيقًا لتجربتها الأولى. رغم أنها وُلدت وترعرعت وتعيش في نيويورك فضّلت أن تطلق ألبومها الثاني في بيروت عاصمة بلدها الأم لبنان. إنها ثاليا درغام ابنة الصحافية راغدة درغام، وكما يقول المثل الشعبي  المصري«فرخ البط عوّام» تقول إن والدتها ربّتها على أن تكون حرّة ومسؤولة. رغم صغر سنّها تجدها شابة ناضجة لا تحب الصخب بل الهدوء. تستمع إلى أغنياتها فتظنّ أن كاتبها ذو باع لتفاجئ أن ابنة التسعة عشر ربيعًا  قرأت أفكارك لتخطها كلمات ولحنًا وموسيقى عذبة. « لها» التقت ثاليا درغام في بيروت وكان هذا الحوار.

- في التاسعة عشرة تؤلفين الموسيقى وتكتبين كلمات أغنياتك وتعزفين البيانو، عندما استمعت إلى أغنياتك لاحظت حزنًا. لمَ كل هذا الحزن؟
كثر يقولون  لي ذلك رغم أنني لست فتاة حزينة على الإطلاق. ولكن عندما أبدأ الكتابة أكون هادئة جدًا فتخرج الكلمات ببساطة على هذا النحو. وأنا طبعي هادئ عمومًا.

- لماذا اخترت موسيقى «الفولك بلوز» في الوقت الذي يشهد فيه عالم الموسيقى ميلا نحو موسيقى «البوب» أو «الهيب هوب» أو «البيت» وغيرها من أنواع الموسيقى الإيقاعية التي تعتبر موسيقى الشباب لأنها  تعبّر عن مرحلة الصخب التي يمرون بها؟
لا أدري، لم اختر موسيقى «الفولك بلوز». بل جاء الأمر بشكل عفوي وطبيعي. وأفكر اليوم في تأليف موسيقى إيقاعها أسرع لأختبر الاختلاف بين النوعين. ولكن الأمر يعود إلى أنني أعزف منذ سنتي الرابعة البيانو والذي تعتبر موسيقاه كلاسيكية وهادئة. وفي المقابل هناك الكثير من الناس يحبون الموسيقى الهادئة أكثر من «البوب». ففي نيويورك يستمع الناس إلى مختلف أنواع الموسيقى، لذا لا أظن أن موسيقى «البوب» أو الموسيقى الإيقاعية هي الغالبة، بل لا يزال هناك الكثيرون ممن يفضلون الموسيقى الهادئة كالبلوز.

- أصدرت ألبومك الثاني، من شجعك على تسجيل أغنياتك؟ وكيف كانت الخطوة الأولى؟
الألبوم الأوّل تضمن 12 أغنية وأنتجته عندما كنت في الخامسة عشرة فكان محاولتي الأولى وقتها لم يكن لدي النضج الكافي ولكن أردت توثيقه. فعندما ألفت 12 أغنية قررنا العمل بشكل احترافي. ذهبت إلى الأستوديو وأنتجته أنا وأمي ومدرّسة الموسيقى سيلفي ديغييه وهكذا كان، فسجلت الأغنيات وأنتجت ألبومًا لم أطرحه في السوق بل أردت أن يكون توثيقًا لأعمالي . كان الألبوم الأوّل جيدًا ولكن ليس مدهشًا، فقد كنت صغيرة. وبعد أن تطورت موسيقيًا وأصبحت أكثر نضجًا قررت تسجيل الألبوم الثاني وعرضه، لذا عملت على أن تكون أغنيات هذا الألبوم جيدة كلمات وألحانًا وعزفًا.

- لمَ لم تحاولي المشاركة في برنامج «أميركان أيدول» خصوصًا أنك موهوبة، ويساعدك على أن تختصري الطريق إلى الشهرة؟

البرنامج يركّز على الصوت الجميل جدًا، بينما بالنسبة إلي صوتي عنصر مكمّل للموسيقى التي أكتبها وأعزفها وليس أساسًا. وكما قلت  «أميركان أيدول» يبحث عن الصوت الرائع الذي يُطرب، أما صوتي فهو جيد وليس رائعًا، لذا لم أحاول أبدًا التقدم إليه لأني أعرف ماذا يريدون.

- تطرحين في  أغنياتك أسئلة عن العالم  وقلق الإنسان الوجودي، وكأنك صاحبة تجربة كبيرة رغم صغر سنك. من أين تستوحين هذه الأمور؟
لاحظت هذا الأمر أخيرًا، والناس يقولون لي آه هل مررت بكل هذه التجارب! الحقيقة أن كل ما أكتب لا علاقة  له بحياتي الشخصية، بل أعبّر عما يمر به الإنسان وأتخيل كيف يمر بهذه التجارب. موسيقاي ليست فقط تعبيرًا عما أشعر به وماذا فعلت ونتيجته، بل التحدث عن أمور لم أجربها وأخاف منها وأتحمس لها وأنا أكيدة أنها تحدث مع كل إنسان.

 

- من الملاحظ أن القلق من المستقبل يطغى على أغنيات ألبومك «فترة فاصلة» لمَ؟
ربما لأنني كتبت هذه الأغنيات في السنتين الأخيرتين لدراستي الثانوية وكنت وقتها أفكّر في دراستي الجامعية والمستقبل الذي ينتظرني. إنه قلق المراهق وأسئلته حول تكوين هويته الخاصة المستقلّة وما الذي يريد أن يكونه، فالانتقال من المدرسة التي يمكن القول إنها بالنسبة إلى كل تلميذ في العالم بيته الثاني الذي نشأ فيه وشكّل كيانه النفسي وشخصيته والانتقال إلى الجامعة هو حدث كبير في حياة كل إنسان لا سيّما المراهق. ولا أخفيك أن فكرة الذهاب إلى الجامعة والابتعاد عن المنزل سبّبا لي قلقًا من التغيير الذي سيحصل وهذا أمر طبيعي. فكلنا نفكّر في الغد لأننا نعيش في عالم متغيّر تفاجئنا أحداثه.

- تدرسين في الجامعة ولم تختاري بعد الاختصاص، هل ستدرسين الموسيقى؟
صحيح لم أختر بعد اختصاصي الجامعي، ففي النظام الجامعي الأميركي تختارين الاختصاص في السنة الثانية. أما الموسيقى فلن أدرسها بل أريد أن أنال إجازة في مجال آخر لأنني أؤمن بأن علي أن أُغني معرفتي. وأفكّر في دراسة الفلسفة لأنني لاحظت أن لدي ميلاً كبيرًا إليها وأستمتع بقراءتها، إذ أنني في كل مرّة أشتري كتابًا اكتشف أنه كتاب فلسفة وربما ساهمت القراءة في الفلسفة، وعن غير قصد، في تكوين وعيي الفكري، والنظر إلى العالم من وجهة نظر مختلفة. فضلاً عن أن هذا الاختصاص يجعلك تتنبهين إلى الكثير من الأمور من حولك .

- قلت إنك لن تدرسي الموسيقى في الجامعة بل تسعين إلى دراسة اختصاص آخر. هل تخافين من عالم الموسيقى؟
نعم. أريد أن أعيش حياة مستقرّة وآمنة والحصول على إجازة في اختصاص  يساعدني على ذلك، فصناعة الموسيقى غير مستقرة. وفي الوقت نفسه أريد أن آخذ قرارات صائبة في ما يتعلّق بموسيقاي، فعندما يكون لديك مصدر مادي من غير الموسيقى تصبح خياراتك حرّة ولا تخضعين لمساومات منتجي الموسيقى لأنك يائسة. كما أن الاختصاص في مجال آخر يغني معرفتك ويفتح أمامك خيارات كثيرة. واعتدت منذ أن كنت طفلة أن تسير المدرسة والموسيقى في خطين متوازيين، ومن الطبيعي أن أكمل على هذا المنوال أي أن أهتم بالموسيقى ودراسة اختصاص جامعي مختلف.

- ما هي الأهداف التي تصبين إليها؟ 
أحب أن أخطو نحو ما أصبو إليه بهدوء وروّية. فأنا أعزف الموسيقى التي أحبها والتي تسعدني في الوقت نفسه. وإذا استمتع بها الناس سأبقى أعزف وأغني، ولكن إذا لم يكن كذلك، سأكتفي ببهجتي وبالقلّة الذين يستمعون إلى موسيقاي، فأنا أسعى للحصول على شهادة جامعية تتيح لي فرصًا أخرى في الحياة بعيدًا عن عالم الموسيقى.

- كيف ترين حياة المشاهير؟ هل تخافين أن تصبح حياتك مثلهم إذا أصبحت مشهورة؟
لا أبحث عن الشهرة في الموسيقى لأن لدي أهدافًا أخرى في الحياة كما سبق أن ذكرت. لذا إذا حصدت الشهرة العالمية لن أتذمر ولكنني لن أسعى إليها. في الحقيقة لا أعرف ماذا يخفي لي المستقبل. وأظن أن حياة المشاهير صعبة جدًا وهم يتعرّضون للكثير من الضغوط  خصوصًا أن الصحافة الصفراء لا ترحمهم، وهم يضحون بالكثير من الأمور التي يعيشها الناس العاديون.

- رحل مايكل جاكسون ملك «البوب». كيف تنظرين إليه؟ 
كان عبقريًا وعرفت أخيرًا أنه في كل مرة كان يريد تسجيل ألبوم يكون في جعبته خمسون أغنية كتبها وكان يسجل 15 وتبقى 35 رائعة لم نستمع إليها، تخيّلي! وعندما أقول إن حياة المشاهير لا يحسدون عليها أعني ما أقوله، وخير دليل على ذلك مايكل جاكسون وما تعرّض له خلال حياته، رغم عبقريته.

 

- وُلدت وترعرت في نيويورك وأنت من أصول عربية. والدتك الإعلامية راغدة درغام المعروفة عربيًا وعالميًا وهي سيدة متشبثة بجذورها العربية وتقاليدها. هل تعاملك على هذا الأساس؟    
في مدينة كبيرة مثل نيويورك لا يمكن أن تربي طفلك على أن لا يكون لديه مكان في هذا العالم بل عليك أن تكوني حاسمة في تربيتك، فالإغراءات فيها كثيرة ووالدتي علمتني كيف أقاوم كل هذه الإغراءات. نيويورك مدينة تنضوي تحت فضائها ثقافات مختلفة من مشارب الأرض ومغاربها. بالنسبة إلي كانت الأولوية للمدرسة والعلم، فوالدتي علّمتني أن أضع العلم في أولوياتي ، وتقول لي دائمًا كلما ركزت واتبعت الأصول في ما تقومين به تحصلين على التوازن بين مدرستك أو جامعتك وهواياتك. وعلمتني كيف أنظم وقتي، وكنت ولا أزال قادرة على تنظيم وقتي وأستطيع القيام بما أريد لأن والدتي علمتني أن أكون حرّة ومسؤولة عن هذه الحرية، وأعرف كيف أتخذ قراراتي.

- أنت اليوم تسكنين في مهجع الطالبات بعيدًا عن والدتك التي قالت في حوار مع« لها» أن قمة سعادتها أن تراك ناجحة وعادلة. ألم يكن صعبًا عليك الانفصال عن والدتك والتواصل مع أشخاص جدد؟ 
كنت مستعدة لهذه الخطوة فأنا أعيش في أميركا وكل تلميذ في المرحلة الثانوية يعرف أنه سيصل إلى مرحلة الانفصال هذه، مما يعني أنني كنت مستعدة نفسيًا لهذه الخطوة. ولكني لا أزال أعيش في المدينة نفسها وجامعتي تبعد عن منزل والدتي مسافة 40 دقيقة، ومن الجميل أن يكون لديك مكانان في نيويورك ترتادينهما، ونلتقي طوال الوقت. ولكن لا أخفيك سرًا أنني أفتقد المنزل فالإنسان يشعر فيه بالراحة والأمان أكثر خصوصًا أن هناك من يهتم به طوال الوقت.

- هل لديك الإصرار على تحقيق هدفك كما والدتك؟ 
لا أستطيع أن أكون مثلها فهي امرأة قوية جدًا ولديها الإصرار والعزيمة خصوصًا إذا كانت مؤمنة بقضية ما وهذا تعلمته منها، ولكنني لا أزال يافعة لم أصل إلى مرحلة أكون فيها ثابتة في إصراري، فهذا يحتاج إلى وقت. وأنا أعود دائمًا إليها في اتخاذ قراراتي لأن لديها الخبرة وأصدق ناصحة لي.

- تطوّعت للعمل في أفريقيا مع مؤسسات خيرية. كيف كانت هذه التجربة؟
كانت تجربة مهمّة جدًا فقد تعرفت عن قرب إلى معنى أن يكون الإنسان فقيرًا وحاولت قدر المستطاع أن أقدّم لهؤلاء الناس شيئًا من خلال إمكاناتي المحدودة جدًا والمتواضعة جدًا. فأقمت حفلة خيرية عزفت فيها وحدي للمرة الأولى في نيويورك في منزل سفير ليختينشتاين، عاد ريعه لشراء باص ينقل الأطفال من المدرسة إلى المحميات الطبيعية  والذهاب في رحلة سفاري وتعليمهم الاهتمام بالطبيعة. فالتبرع بالمال الكثير لا يكفي، بل على الأشخاص الذين يتبرعون أن يعرفوا حاجات المجتمع وما يساعد على بناء الإنسان فيه. فأنا ساعدت بشيء بسيط جدًا ولكن أحدث تغييرًا كبيرًا بالنسبة إلى هؤلاء الأطفال. ليس عليك التبرع بالكثير بل يمكنك أن تتبرعي بما لديك، فمثلاً يمكن أن تنقلي علمك وتساعدي الناس على التعلّم وهذا لا يحتاج إلى مال بل إلى نيّة وإصرار على المساعدة مهما كان الشيء الذي تقدمينه بسيطًا وصغيرًا. لا يمكن الادعاء فقط بتغيير العالم دفعة واحدة بل يمكن البدء بأمور صغيرة قد لا يخطر في بال أحد  أن هؤلاء الناس يحتاجونها وهي من أولوياتهم. التغيير يكون خطوة خطوة.

- ما النوع الموسيقي الذي تستمعين إليه دائمًا؟
ليس هناك نوع محدد فأحيانًا تجدني أستمع إلى «البوب» وأخرى إلى «الهارد روك» ثم أجد نفسي أميل إلى الاستماع إلى «البلوز» والموسيقى الكلاسيكية والهادئة. فمثلا اليوم أستمتع بالاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا، مما يعني أنني أستمع إلى كل أنواع الموسيقى وبحسب الحالة التي أنا فيها. هناك فرقة في نيويورك اسمها «بيروت» والغريب أنها ليست معروفة هنا في بيروت، وأعضاؤها ليسوا لبنانيين. أحب موسيقاهم فهي مختلفة جدًا وأقدّر أفرادها فهم عباقرة يؤلفون موسيقاهم من الألف إلى الياء. أحب خوسيه غوندليز  والموسيقى الإلكترونية المعاصرة. الاستماع إلى أنواع عدة من الموسيقى يغني الثقافة الموسيقية.

- ذكرت أن أول حفلة عزفت فيها وحدك كانت في نيويورك في منزل سفير. أين قدّمت وتقدّمين موسيقاك اليوم؟
 قبل هذه الحفلة كنت أشارك في حفلات تنظّمها معلمة الموسيقى لتلامذتها، ومنذ ذاك الوقت أعزف في أماكن محددة في نيويورك.

- كيف كانت رد فعل أصدقائك؟  
مفاجئة، تلقيت المديح من أصدقائي وعبارات جميلة لم أكن أتوقّعها. فشقيق صديقتي الأصغر يستمع إلى موسيقاي ويقول لها إنني أضفت موسيقى ثاليا إلى قائمة الموسيقى المفضّلة لدي. شعور جميل أن يشجعك أصدقاؤك لا مجاملة، بل لأنهم معجبون بما تقدّمينه.

- هل صدر ألبومك الأوّل في الأسواق؟ 
لم أوزّع ألبومي الأول بينما الثاني نظّمت له حفلة توقيع في الفيرجين ميغا ستور في بيروت، لأنني هنا اليوم، وكانت فكرة جيدة أن أبدأ هذه الخطوة في بيروت فالمكان جميل جدًا فضلاً عن أن بيروت العاصمة التي ينطلق منها الفنانون الناجحون. فالجمهور اللبناني مستمع جيد للموسيقى الغربية وأنا متحمسة جدًا للتعرف إلى رد فعله.

- لماذا اخترت توقيع ألبومك في مركز الفيرجين ميغا ستور في بيروت بدلاً من نيويورك؟
فتحت فيرجين ميغا ستور في بيروت لي الأبواب وأنا مدينة وسعيدة الحظ لأنهم رحبوا بي واحتضنوني. والحمد لله كان التوقيع رائعًا وشعرت بأنني وسط عائلتي. الكل أُعجب بالألبوم وأنا سعيدة بانطلاقتي من بيروت.  ففي بيروت تنتشر الأخبار بسرعة مما يجعل توزيع الألبوم أسرع وأسهل،  فضلاً عن  أن اللبنانيين يعرفون بكل أنواع الموسيقى بل يعرفون الكثير من الأمور، ولديهم الخلفية نفسها، وهذا ما أحب في لبنان. وأنا أقدر الثقافة في لبنان وأسلوب حياة الناس فيه ويهمني رأيهم. أما في نيويورك فالأمر لا يخلو من الصعوبة ولم أحاول بعد، ولكن بعد أن أعود إلى نيويورك سأحاول أن أقوم بالأمر نفسه وأريهم أنني بدأت في بيروت، فالانطباع عن هذه المدينة في نيويورك أنها مدينة كوزموبوليتانية، وإذا عدت وقلت لهم إنني وقّعت الألبوم في بيروت سوف يأخذون الأمر على محمل الجد أكثر.

- ما الفارق بين بيروت ونيويورك؟
الأمر الذي لفت انتباهي في بيروت أن الناس يعرفون بعضهم، فأينما تذهبين ترين الوجوه نفسها وتشعرين بأنك في قرية فيها الكثير من الألفة والدفء. بينما نيويورك مدينة كبيرة جدًا ونادرًا ما تلتقين أناسًا تعرفينهم رغم أن لدي أصدقاء كثرًا، ويبدو أن كل شخص فيها يعيش في عالمه الخاص. صحيح أن الناس هناك تلتقي ولكن الفرد يشعر بالوحدة، بينما في بيروت هناك دائمًا أشخاص يحيطونك ويتحدثون عن الأمور نفسها ولديهم الاهتمامات نفسها رغم أنها مدينة كوزموبوليتانية. ومع ذلك هناك قاسم مشترك بين المدينتين هو أن الناس تحب اختبار الأمور الجديدة وتغيير الأمكنة، كما أن المدينتين تتغيران دائمًا.

- هل تنوين بعد نجاح ألبومك تصوير كليب خصوصًا أننا في عصر الصورة التي تساعد على الشهرة بسرعة البرق؟
الصورة مهمة جدًا، فأنا عندما أحب عملا موسيقيًا يصبح لدي فضول لرؤية صاحب هذا العمل والتعرف إليه وهذا طبيعي. ولكن لم أفكّر بعد في الموضوع، لننتظر أصداء الألبوم.

- كيف أصبحت علاقتك بالمطبخ اللبناني؟
هناك الكثير من الأطباق اللبنانية الشهية إضافة إلى وجود المطبخ العالمي كما نيويورك. واللبناني كريم ويدعوك دائمًا للأكل.

- بعيدًا عن الموسيقى ما هواياتك؟
اعتدت لعب كرة القدم مع فريق المدرسة وأحاول اليوم أن أنضم إلى فريق الجامعة. صحيح أنها رياضة ذكورية  ولكن في المدرسة كان الفريق يتألف من بنات وفتيان ، وهي هواية لا أخذها على محمل الجد بقدر ما هي للمرح.

- هل التسوّق من ضمن هواياتك؟
أجل أحب التسوّق، فمن الصعب أن تكوني في نيويورك ولا تكوني مدمنة تسوّق، فهناك الكثير من الإغراءات.

- ما هو نوع الموضة التي تفضلينها؟  
أميل إلى الملابس البسيطة والأنيقة والأنثوية وأحب هذا التوازن بين الصرعة والكلاسيكي الذي يناسبني، أحب أن أشعر بالراحة بما أرتديه.

- كم لغة تتكلمين؟
الإنكليزية لغتي الأساسية وأتكلم الفرنسية وأفهم اللغة العربية و للأسف لا أتكلمها، فمن الصعب أن تتقني العربية في نيويورك. ولكن سوف أدرسها السنة المقبلة لأحسن لغتي. والمرة المقبلة التي أعود فيها إلى لبنان أتمنى أن تكون لغتي العربية قد تحسنت.

- هل تستمعين إلى الموسيقى العربية؟
أحيانًا عندما أكون في المنزل أو برفقة والدتي حين نذهب إلى أماكن يضعون فيها موسيقى عربية. وأنا معجبة بالألحان التي تمزج الغربي والشرقي وأحب أن أكتشف هذا النوع الموسيقي.