أوما ثورمان

عطور للنساء, جيفنشي, التمثيل, فكاهة, طلاق, أوما ثورمان, العالم العربي, خيانة, مواقع الزواج الإلكتروني, المرأة العربية / نساء عربيات, النجومية المبكرة, الحضارة الإسلامية, الشهرة , الحظ , إيثان هاوك, عدم الإحترام, الأنانية , كوينتن تارانتينو, جائزة أوس

01 أكتوبر 2009

هبّت النجمة الأميركية أوما ثورمان من مقعدها الوثير في الفندق الباريسي الفخم، تستقبلك بحفاوة حارّة، ثم تستأذنك بإشعال سيجارة، «التدخين عادة سيئة... ولا أحبّ أن أروّج للعادات السيئة!». تبتسم، ثمّ تشعل سيجارتها وتعود الى مقعدها، بفستانها الأسود الأنيق ذات الثنيات الدرامية المتعددة. تضع رِجلاً فوق رجل، وتستهلّ الحديث عن الشرق وأديانه، فهي مهتمّة بالحضارات المتعدّدة وما قدّمته للإنسانية. على الطاولة أمامنا، قارورة العطر الجديد من جيفنشي Givenchy الذي ستمثّله ثورمان، هذا العطر الذي كان مناسبة اللقاء، لكنّ الحديث تشعّب وتطرّق الى مواضيع أخرى من حياة الممثلة الشابة المثقّفة، كالزواج والطلاق والخيانة وغيرها... ليست أوما ثورمان امرأة جميلة فحسب، هي أيضاً ذكية وذكاؤها ذو عمق إنساني، مصقولة بالتجارب الشخصية المختلفة، منها المفرحة، ومنها المؤلمة. وهي لا تتوانى في هذا اللقاء عن الإعتراف والبوح، كأني بها تحمّل حوارها هذا رسائل مختلفة من وحي تجاربها الى المرأة العربية. فلنقرأ.

- هل تعلمين أنك محبوبة جداً في العالم العربي؟ هل لمستِ ذلك في زياراتك السابقة إلى الشرق؟
(تضحك) شكراً لكِ. لقد عدتُ للتوّ من زيارة خاصة إلى لبنان حيث كنت في وداع والد خطيبي أرباد بوسون، وهو فرنسي عاش في لبنان سنوات طويلة وأحبّ هذا البلد بكل جوارحه. ورغم أن المناسبة حزينة فقد وقعت في غرام هذا البلد الصغير المميّز بتنوّعه الحضاري الفريد. كذلك زرتُ الأردن واستمتعت بمعالمها الأثرية.

- ماذا تعرفين عن المرأة العربية؟
لم ألتقِ يوماً امرأة عربية إلا استلطفتها! النساء العربيات مميزات حقاً. إنهنّ خفيفات الظلّ، مثقفات، مطلعات وأنيقات أيضاً. لكنني في الوقت نفسه أدعم مطالبة النساء العربيات بحقّهن في التعليم والعمل والقيادة وتبوؤ المراكز الإدارية العليا والمشاركة في الحياة السياسية الخ...

- هل غيّرت أحداث ١١ أيلول/سبتمبر رأيك في العرب؟
عندما وقعت حادثة ١١ أيلول/سبتمبر المشؤومة كنت حاملاً في شهري السادس وعلى أهبة التحرّك في سيارتي إلى مدينة نيويورك. وكنت في ذلك الوقت مهتمّة جداً بالتعرّف إلى الحضارة الإسلامية، وقد قرأت عنها كتاباً أول. وعندما ذكرت وسائل الإعلام تورّط أسامة بن لادن وربطته بالتطرّف الإسلامي، إستطعت أن أفهم أكثر الصورة المكتملة للحادثة، أكثر من غيري من الأميركيين. إن حادثة ١١ أيلول/سبتمبر هي خطيئة لا تُغتفر بحقّ مدنيين أبرياء. وكلّ أشكال العنف والمجازر التي تُمارس بحقّ مدنيين في أقطار العالم المختلفة، هي جرائم لا يمكننا أن نسامح مرتكبيها. وفي الوقت نفسه، من المؤسف حقاً، لا بل أنها لمأساة كبرى أن نفشل في إقامة حوار بين الحضارات المختلفة، ونفشل في الإستماع بعضنا إلى البعض وفي محاولة فهم إختلافاتنا، فيلجأ بعضنا إلى الإرهاب وارتكاب الجرائم الفظيعة وسيلة للفت النظر إلى قضيته ووجوده. وكأننا به يقول: «إسمعوني.. أنظروني.. حاولوا أن تفهموني».

- واضح أنك لستِ غريبة عن الحضارة العربية ولا عن حقيقة العلاقات المعقّدة بين الشرق والغرب؟
لقد قرأتُ كتباً عدة عن الحضارات المختلفة بينها الحضارة الإسلامية، خصوصاً أن والدي هو عالم أديان متخصّص في ديانات منطقة الهند والتيبت. وقد أخذت عنه عشقه للتعرّف الى الديانات الأخرى. وسنحت لي الفرصة من خلال حياتي في أميركا، بلاد التنوّع، أن أكون محاطة بأشخاص من الديانات السماوية الثلاث المسيحية واليهودية والإسلام. فتعلّمت أن الأنبياء جميعاً وردوا في الكتب المقدّسة الثلاثة بطرق مختلفة، وهذا لا يبرّر مطلقاً الخلافات التي يفتعلها البعض بين هذه الديانات! الواقع يفاجئني، أن ما يجمع بين هذه الأديان الثلاثة أكثر بكثير ممّا يفرّق بينها.

- عشتِ حياة مكثّفة، بتجارب متعدّدة، ما هي الخبرة التي تعلّمتها ويمكنكِ أن تتشاطرينا إياها؟
لقد تعلّمت الكثير الكثير، لكنني لم أتعلّم ما يكفي لإشباع حشريتي! تعلّمتُ أن حسّ الفكاهة هو أفضل علاج لأحزاننا ومشاكلنا. أتسلّح بالضحك لكي أحافظ على تفاؤلي الدائم. وتعلّمت أيضاً أن حبّ الآخر هو مسؤولية كلّ منّا.

- صغيرة، حلمتِ بالتمثيل والنجومية والشهرة كيف استطعتِ أن تحقّقي أحلاماً راودتك طفلةً، أهو الإصرار أم الحظ أم أن كثافة الأحلام تجعل منها واقعاً؟
(تبتسم) لا أعلم، لا بدّ أنني محظوظة جداً. فقد حالفني الحظّ وأثمرت جهودي ومثابرتي على العمل، شهرة ونجاحات عالمية. وأتمنى أن يدوم ذلك فلا يفارقني الحظ يوماً!

- هل مازلتِ تحلمين؟
حلمتُ، وأحلمُ وسأحلم. لأن الأحلام تمنّيات تفتح الطريق إلى الواقع الجميل. لكنني لا أخفي عنكِ أنني أخاف أحياناً أحلامي، كما أخاف التوقّعات الكبيرة التي تتركها فينا أحلامنا فلا نعود نرى حقيقة الأمور وتختلط علينا خياراتنا وقراراتنا. كذلك أخاف من أن يكون الإفراط في الحلم نوعاً من الجشع أو الطمع. لذا ترينني أكتفي في نهاية المطاف بتمنّي الأفضل.

- بعد تجربتَي طلاق، هل ما زلتِ تؤمنين بالزواج؟
لا أريد أن أحتسب زواجي الأول، لأنها تجربة غير ناضجة خصوصاً أنني ارتبطت بزوجي الأول (الممثل الإنكليزي) غاري أولدمان ولم أكن قد تجاوزت بعد العشرين عاماً. لقد كان زوجي الأول رجلاً لطيفاً، لكن زواجي به لم تُكتب له الحياة، لأسباب كثيرة ومعقّدة. زواجي الثاني من (الممثل الأميركي) إيثان هاوك كان أكثر جديّة وقد أثمر طفلين رائعين هما مايا- راي وليفون- روان. وكان طلاقي منه صعباً جداً جداً إلى حدّ فاق كلّ توقعاتي. لذا أخذني الكثير من الوقت كي أعيد بناء حياتي. لم يكن طلاقي بالأمر السهل. والأصعب انه كان عليّ أن أكمل حياتي كأم عزباء، مُلقاة على عاتقها مسؤولية تربية طفليها بمفردها من دون أي دعم معنوي، خصوصاً من الشخص الذي كانت تعتقدأنه يهتمّ بأمر طفليها بالقدر نفسه الذي تهتمّ بهما. لقد كانت تلك المرحلة صعبة ومؤلمة أكثر مما توقّعت. لكنني فخورة بأنني استطعت وطفليّ أن نجتازها بأمان.

- لكنكِ لم تجاوبي عن سؤالي: هل ما زلتِ تؤمنين بالزواج؟
ما زلتُ أؤمن بالزواج! ولمَ لا أفعل؟! لقد احتفل والداي أخيراً بذكرى زواجهما الأربعين، علماً أن زواجهما هذا هو الثاني لهما. فقد كان كلّ منهما متزوّجاً في شبابه الباكر، قبل أن يجد الواحد الآخر في لقاء رومانسي رائع. لو تعرفين كم يُكمّل أحدهما الآخر، وكم يصلّي أحدهما للآخر ويخاف عليه ويدعمه بكلّ جوارحه، لا يمكنكِ إزاء ذلك إلا أن تزدادي إيماناً بالزواج. لكن مفهوم الوفاء لم يعد في أيامنا هذه موجوداً، وهذا مؤسف ومدمّر للزواج مهما كان الرابط الذي يجمع بين الزوجين، قوياً. لا أعتقد أن الكثير من الأزواج مستعدّ للتضحية بمغريات الحياة من أجل نجاح زواجه. عندما تختارين أن تسلكي مع شخص معيّن طريق الزواج، يمكنكِ أن تأملي أن يكبر حبّكما معكما، لكن لا يمكنكِ أبداً الجزم كيف سيتحوّل هذا الحبّ مع الوقت، وأيّ شكل سيتخّذ مع تراكم السنوات. يمكنكِ أن تحبّي زوجكِ، لكن لا يمكنكِ أن تسيطري على ما سيصبح عليه غداً. جُلّ ما في وسعكِ فعله هو أن تكتفي بحبّه، وتأملي. كل آمالك وتمنّياتك عاجزة عن تغيير المسار الذي ستؤول إليه علاقتكما. الزواج مبنيّ على الكثير من جهد الطرفين وعملهما الدؤوب على تمتين العلاقة، والكثير الكثير من الحظ!

- ذقتِ طعم الخيانة الزوجية، هل الخيانة طبيعة في الرجل أم ضعف أم حقد مستتر؟
(تجيب بمرارة)، لا أعرف. من جهتي، كنت مخلصة كل الإخلاص.

- بعض النساء يسامح خيانة الرجل، لكنكِ لم تفعلي الى أن آلت قصّتك وإيثان هاوك الى الطلاق؟
أحياناً أشعر بالقدرة على أن أتفهّم خيانة الرجل وأسامحه، لكن علينا أن نعرف قبلاً الدافع وراء هذه الخيانة: أهو عدم الإحترام، أم الأنانية أم النزوة أم الحماقة أم الإرادة الضعيفة.

- أهي كبرياؤك كامرأة جميلة ومشهورة حالت دون مسامحتك خيانة زوجك، ففضّلتِ الطلاق على طيّ الصفحة ومتابعة الطريق؟
تسامحين الرجل الذي يطلب المسامحة، لا يمكنكِ أن تسامحي رجلاً لا يريدكِ أن تسامحيه. فعل فعلته عن سابق إصرار وتصميم. لا أريد أن أتحدّث بالسوء عن والد إبني وابنتي. إنه اليوم يعيش حياة زوجية سعيدة ولديه طفل، وأتمنى له كلّ السعادة. لنَقلْ ان كلّ ما حدث، كان من أجل الأفضل. هذا ما أرادته له الحياة. امرأة أخرى كانت في انتظاره، وكان عليه الرحيل... وكأن كلّ ما حصل مكتوب!

- عملتِ كثيراً مع المخرج كوينتن تارانتينو حتى أثيرت الأقاويل حول علاقتكِ به. ما هي حقيقة العلاقة التي تجمعكِ به؟
تارنتينو مخرج مجنون مبدع حتى التطرّف، لديه أسلوبه الخاص والمميّز، وقد أثمر تعاوننا أعمالاً رائعة. أما الأقاويل التي تحدّثت عن قصّة حبّ جمعتنا، فهي لم تتعدّ يوماً كونها شائعات لا أساس لها من الصحّة.

- حصلتِ على جائزة Golden Globe عن دورك في المسلسل التلفزيوني Hysterical Blindness لكنك لم تحصلي على أوسكار حتى اليوم، رغم أنك رشّحتِ لجائزة أفضل دور ممثلة مساعدة عن دوركِ في فيلم Pulp Fiction وأفضل ممثلة عن دورك في فيلم Kill Bill. ما هو العمل الذي قدّمته وشعرتِ بأنكِ تستحقين عليه جائزة أوسكار؟
لا أختار الأعمال التي أقوم بها على أساس إمكان فوزها أو عدم فوزها بجائزة أوسكار. أنا فنانة تختار أدوارها بشغف وحبّ، بغضّ النظر عن الجوائز. إذا حالفني الحظ، وفزتُ ذات يوم بمحبة الجمهور والنقّاد، ستكون الجائزة لي بمثابة كلمات التشجيع والتحفيز للإنطلاق قدماً... ولكن لا يمكنني العيش في انتظار ذاك اليوم! عليّ أن أكمل طريقي الفنّي بكرم من يعطي ولا ينتظر شيئاً في المقابل.

- هل صحيح أن جوائز الأوسكار غير منصفة، وتأتي دائماً متأخرة عندما تفوق شهرتنا الجائزة؟  
هذا صحيح في بعض الحالات، وغير صحيح في حالات أخرى. في بعض الأحيان، يعطى فنان جائزة أوسكار على أدواره السابقة التي حققت نجاحات كبيرة ولم تفز بجائزة، أو على مجمل مسيرته الفنّية الناجحة. لا يمكنني توقّع جوائز الأوسكار، كما لا يمكنني أن أتذمّر من حجبها عنّي. تأتي عندما تأتي، وما عليّ سوى أن أكمل طريقي الفنّي بالشغف نفسه الذي بدأت به.

- ما جديدك؟
منهمكة بتصوير فيلم جديد يحمل عنوان Percy Jackson أقوم فيه بدور Méduse شخصية أسطورية من الميثولوجيا الإغريقية. دوري الجديد لذيذ ويتطلّب منّي أن أبقي شعري على سجيّته كي تعشّش فيه الأفاعي! (تضحك). إنه دور مسلٍ في فيلم مغامراتي إستثنائي. 

-  لا شكّ في أن دور أزياء كثيرة عرضت عليك أن تمثّلي عطورها، لماذا وقع اختياركِ على دار جيفنشي Givenchy تحديداً؟
عندما كنتُ في العاشرة من عمري، أهدتني أمّي فيلماً سينمائياً رائعاً لنحضره معاً على جهاز الفيديو، وهو فيلم Diamands sur Canapé. أذكرُ أنني بهرتُ بقصّة الفيلم وترفه وأناقة أبطاله التي تحمل توقيع المصمّم هوبير دو جيفنشي مؤسس دار جيفنشي Givenchy. وبتمثيلي اليوم عطر Ange ou Etrange Le Secret أشعر أن حلمي صغيرةً، بالأناقة المترفة والجمال البريء الطاهر قد تحقّق. إنه حقاً لامتياز، لا بل لشرف كبير أن أمثّل داراً عريقة في عالم الأزياء والعطور ومستحضرات التجميل مثل دار جيفنشي.

- ماذا تقولين في عطر Ange ou Etrange Le Secret؟
هذا العطر يشبهنا كثيراً نحن النساء، لأنه يجمع، مثل كلّ امرأة منّا، بين النقيضين. عطر بأسرار كثيرة يحاكي فينا المرأة البريئة الشفافة ذات الشخصية الطفولية، كما المرأة المتمرّدة المعارضة ذات الشخصية الفذّة. عطر تعشقه النساء، شخصياً أجدني مدمنة وضعه يومياً وفي كلّ مناسبة.

- كلمة أخيرة...
أتمنى أن تكون لي زيارة قريبة لدبي مع فريق عمل جيفنشي Givenchy، للقاء النساء العربيات وتبادل الأفكار والخبرات.


  • ولدت الممثلة الأميركية أوما ثورمان في ٢٩ نيسان/أبريل ١٩٧٠
  • اشتهرت في أفلام Dangerous Liaisons 1988 و Pulp Fiction 1994 و Gattaca 1997 و Kill Bill 2003-2004 وعُرفت خصوصاً بأعمالها تحت إدارة المخرج كوينتن تارنتينو
  • حصلت على جائزة Golden Globe لأفضل ممثلة عن دورها في المسلسل التلفزيوني Hysterical Blindness ورشّحت للجائزة نفسها عن دورها في فيلم Kill Bill. كذلك رشّحت لجائزة أوسكار أفضل دور ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم Pulp Fiction
  • مرّت بتجربتي طلاق، الأولى من زوجها الأول الممثل الإنكليزي غاري أولدمان (١٩٩٠-١٩٩٢) والثانية من زوجها الثاني ووالد طفليها مايا-راي وليفون-روان، الممثل الأميركي إيثان هاوك (١٩٩٨-٢٠٠٤)
  • مخطوبة حالياً من رجل الأعمال الفرنسي-السويسري أرباد بوسون، صديق عارضة الأزياء إيل ماكفرسون سابقاً
  • تمثّل دار جيفنشي Givenchy عن عطرها النسائي الجديد Ange ou Etrange Le Secret