الفنانة السورية يارا صبري

شائعة / شائعات, فنجان الدم, دراما سورية, نبيلة عبيد, كتابة السيناريو, الشهرة , موقع / مواقع إلكترونية, يارا صبري, الأدوار المثالية, سليم صبري, ثناء دبسي, ريما فليحان, الأعمال الإجتماعية, ماهر صليبي, صناعة السينما والتلفزيون, أفضل ممثلة, أعمال خليجية,

26 أكتوبر 2009

رغم تخوفها الدائم من تهمة استغلال نجاح أسرتها الفنية، استطاعت أن تثبت موهبتها من خلال أعمالها وأدوارها. هي الفنانة يارا صبري ابنة الفنان سليم صبري والفنانة ثناء دبسي، والتي وضعت نصب عينيها منذ بداياتها في مسلسل «شجرة النارنج» إلى آخر أعمالها «قلوب صغيرة»، أن الفن رسالة يجب تأديتها وليس بحالة ترفيهية هدفها تحقيق الشهرة فقط. وها هي تترجم مبدأها هذا عبر البحث عما يطور مسيرتها في عالم الفن شكلاً ومضموماً، بالتوازي مع حرصها الشديد على الاهتمام الخاص بأسرتها.
من هنا، شاركت في كتابة سيناريو آخر أعمالها «قلوب صغيرة» الذي تهجس بأفكاره وبمشروعها الكتابي هذا منذ فترة طويلة، دون أن تنسى إبقاء نافذة توصلها بجمهورها كما هو عبر موقعها الإلكتروني كي تعرف آراء الناس الحقيقية والبعيدة عن المجاملة من جهة وتعبر عن نفسها من جهة أخرى. في حوارنا مع الفنانة يارا صبري دار الحديث حول الأسرة وآخر أعمالها ومشاريعها الفنية ووجهات نظرها المختلفة، وكانت البداية من عملها الرمضاني «قلوب صغيرة»:

- آخر أعمالك مسلسل «قلوب صغيرة» هو من تأليفك مع صديقتك ريما فليحان. كيف بدأت فكرة العمل؟
لديّ الكثير من الأفكار التي أردت معالجتها وقد تبلورت أكثر بعد لقائي بالكاتبة ريما فليحان، وقد تعاونا لترجمتها إلى العمل الدرامي «قلوب صغيرة»، وهذا العمل بداية لمشروع فني نستمرّ به معاً إن شاء الله.

- ما الجديد الذي قدمته في هذا العمل مقارنة بالأعمال الاجتماعية المطروحة هذا العام في الدراما السورية؟
للعمل محاور اجتماعية عديدة إذ يبحث في هموم وقضايا اجتماعية ضمن رؤى مختلفة فيها الكثير من الواقعية والحياتية. وقد عالجنا الكثير من الموضوعات وتناولنا ظواهر اجتماعية سلبية عالجتها أعمال درامية سابقة على استحياء وقد ترجمت عبر العمل بأسلوب درامي صحيح بعيد عن المجاملة.

- هل اشترطت أن تكوني بطلة عملك هذا؟
لم اشترط ذلك على الإطلاق لكنني جسدت شخصية قريبة من الواقع بشكل كبير، تمنيت على الدوام نقلها إلى عالم الفن، إذ هناك نساء يقدمن لأسرهن ومجتمعهن الكثير في الحياة ولم أر على الشاشة أبداً هذا العطاء.

- ما رأيك في ظاهرة الفنانين مديري شركاء الإنتاج الذين يفرضون أنفسهم على معظم أعمال الشركة؟
إذا كان ذاك المدير في المكان المناسب فما المانع من ذلك، أما إذا كان مفروضاً على العمل وفي المكان الخطأ فهذا هو الغريب.

- هل يشجعك زوجك الفنان ماهر صليبي على الإخراج، وهل من عمل مشترك بينكما مستقبلاً؟
في الوقت الحاضر لا يوجد أي مشروع بيننا. سابقاً جمعت بيننا بعض التجارب المسرحية كما في مسرحية «فوتوكوبي» وبالنسبة إلى الإخراج حالياً لا يوجد أي فكرة بالتوجه إليه، لكن لا أعلم إن كان سيحصل في المستقبل. فأنا لديّ التزام بالعائلة وبعملي الفني والإخراج يحتاج إلى تفرّغ كامل. وبالنسبة إلى تشجيع زوجي فإن ماهر يشجعني على أي شيء أحبه.

- هل تخافين من الزمن وأن تصبحي في سن يبتعد فيها المخرجون عادة عن الفنانات؟ وهل اتجاهك إلى الكتابة نوع من التخطيط المسبق؟
اتجاهي إلى الكتابة كان بدافع رغبتي في أن أحكي عن أمور لم يتطرق إليها أحد وكي يكون لي كامل الحرية في ما أقوله، وهذا لم يكن ليتحقق إلا إذا كتبت أنا، وهكذا كان مسلسل «قلوب صغيرة». فما قمت به ليس تخطيطاً وإنما الكتابة راودتني منذ وقت بعيد. وأودّ القول إن لكل مرحلة عمرية أدوارها التي تناسبها ولا أخاف من الزمن.

- علمنا عن مشاركتك في المسلسل المصري «البوابة الثانية» مع نبيلة عبيد حيث تجسدين شخصية امرأة فلسطينية تعيش في مصر، كيف تم ترشيحك لهذا الدور؟
اعتذرت عن تلك المشاركة ولم يغرني الدور لأنه لن يحقّق لي أكثر مما حققته هنا، وما سيضيفه لن يكون أفضل مما هو مطروح عليّ هنا. لكن في البداية رغبت في دخول التجربة كنوع من زيادة الخبرة والمعايشة لتجارب مختلفة، وعندما اطلعت على الدور لم يغرني واعتذرت دون حرج.

- شاركت العام الماضي في مسلسل «أولاد القيمرية». كم يؤثّر العرض المشفر على العمل وجماهيريته؟
لا أحب الأعمال المشفرة لأن الجهد سيضيع، فمن الضروري أن يراني الناس في عمل فني شاركت فيه ومن المهم بالنسبة إلي معرفة صدى أعمالي عند المشاهد، خصوصاً أن ردة فعل الناس هي الأهم عندي. لكن نتيجة ظروف الإنتاج نضطر لقبول شروط المحطات المشفرة والتي لاشك تؤثر على العمل وجماهيريته.

- لامك البعض على مشاركتك في مسلسل «رفيف وعكرمة» أنت والفنان مازن الناطور أيضاً، هل أنت نادمة على عملك هذا؟
لست نادمة على هذا العمل أو على غيره فليس من طبعي أن أندم، كما أنني لا أرى ما يستدعي الندم في «رفيف وعكرمة»، فهو عمل لطيف قدم كوميديا خفيفة تحترم المشاهد والعائلة. وكتجربة فنية هو عمل كغيره من الأعمال والتجارب التي يخوضها الفنان.

- لماذا لم ينجح العمل؟ هل كان المكتوب شيئاً وظهر بشكل آخر؟
قد تختلف الرؤية بين ما هو مكتوب وأسلوب الإخراج لكن وفي كل الأحوال توقيت العرض لم يكن جيداً ولم يشاهده الناس كما أن العمل لم ينتقد على المستوى الشعبي. انتقده بعض النقاد من خلال وجهات نظر خاصة، لكن برأيي العمل كوميدي خفيف ويحمل مقولات جميلة عبر حلقاته المتعددة.

- هل أنت نادمة على عدم عملك في مسلسلي «ليس سراباً» و«فنجان الدم»؟
اعتذرت عن «فنجان الدم» دون قراءة النص، رغم أنه يهمّني جداً العمل مع المخرج الليث حجو. ولا يمكنني القول أني نادمة لأن ظرفي الصعب حال دون المشاركة. وبالنسبة إلى «ليس سراباً»، فهو عمل جيد لكن الدور المطروح علي لم يكن ضمن دائرة طموحي وهذا أمر خارج عن إرادتي ولا أفكر في الموضوع. ومن جهة ثانية لا يمكنني أن أقوم بأكثر من عمل فني في الوقت نفسه لأن وقتي موزع ما بين شغلي وعائلتي.

- حصلت على تكريم خاص من لجنة صناعة السينما والتلفزيون عن أعمالك لعام ٢٠٠٣، ونلت جائزة أدونيا كأفضل ممثلة لعام ٢٠٠٤. ماذا يعني لك التكريم؟ وهل هناك محسوبيات في هذا المجال؟
لم أفكر بالمحسوبيات في حياتي كلها، وأن يكرم الفنان على جهد قدمه لا يجوز أن يكون في دائرة المحسوبيات. ربما هناك من يستحقّ التكريم ولم يكرم، لكن الحالة الأخيرة لا يجوز أن تلغي الأولى. وبكل الأحوال يعطي التكريم الحافز للممثل كي يقدم أحسن ما عنده، إذ يمدّه بدفع معنوي، فأنا أشتغل لأني أحب عملي ولا أعمل كي أنال التكريم.

- هل تضعين خطاً أحمر على بعض الأدوار؟ وهل رفضت أدواراً بسبب ما تحويه من إثارة؟
الحقيقة لم يعرض علي أحد أدواراً تحوي الإثارة وليس عندي أي خط أحمر على تلك الأدوار. كفنانين واجبنا أن نقدم عبر الفن هذه النماذج لأنها موجودة في مجتمعنا، وأتمنى أن يراني أحد المخرجين بأدوار مختلفة وليس عندي مانع إن كانت ضمن الأصول، ودون أن ننسى أهمية الأداة الفنية التي تنقلها، ففي السينما يتاح المجال أكثر من التلفزيون وفيها الجرأة المقبولة أكثر من التلفزيون الضيف الدائم في المنزل حيث هناك حالات لا يمكن تجاوزها عبره.

- لم نرك في أعمال خليجية كغيرك من الفنانات، هل السبب أنك وجه غير مطلوب خليجياً أم أنك لا تحبين هذا النوع من الأعمال؟
بالعكس أنا مطلوبة خليجياً ومنذ زمن بعيد. وقتها كان المطلوب المشاركة باللهجة الخليجية البعيدة عن لهجتي ولم أشارك لهذا السبب، وليس عندي أي مانع من المشاركة إذا توافر دور يشدّني في عمل عالي المستوى.

- كنت ضيفة شرف في مسلسل «أهل الراية»، هل تفوّق هذا العمل على باقي الأعمال الشامية التي قدمت في الموسم الماضي؟
لا لم يتفوّق على باقي الأعمال الشامية لكنه عالج قضية الشرف ومعاناة المرأة في المجتمع الشرقي وهذا ما شدّني إليه.

- في «بكرى أحلى» ظهرت في دور كوميدي جميل جداً، كيف استطعت تجسيد دور كوميدي بهذا النمط مع أنك بعيدة عن هذا النوع من الأعمال؟
كل إنسان يملك اللمسة الكوميدية، كما أني أحب هذا اللون من الأعمال وقمت بشخصية إنسانية تتعرّض لمواقف ظريفة خلال المعاناة التي تعيشها. ولا ننسى أن النص كان مكتوباً بطريقة رائعة.

- هل صحيح أن ملامحك الجديّة تجعلك بعيدة عن تلك الأدوار وعن أدوار أخرى كفتاة الهوى، أو الفتاة اللعوب؟
قد تكون الملامح أحد الأسباب التي حاصروني بها في بداياتي بنموذج الأدوار الجديّة وقد ظلمت نسبياً في تكريسي للأدوار المثالية أنا ومجموعة من بنات جيلي، لأنه بعدها بفترة أتت أجيال فنية تناسب أدوار الفتاة اللعوب أو فتاة الهوى أكثر منّا حالياً، وقد دخلنا فترة العمل الصعب للنساء.

- يجدك البعض جديّة زيادة عن اللزوم إلى حد أنهم يعتقدون أنك لا تضحكين إلا في المناسبات، هل أنت فعلاً كذلك؟
لماذا يكون مطلوباً مني أن أمشي ضاحكة! أنا بطبعي هكذا لكن إذا أدّيت الأدوار الكوميدية فإن الكثيرين يستغربون مقدرتي على الأداء. وباعتقادي ليس للملامح أي علاقة بالأمر. مثلاً الفنان فارس الحلو ممثل كوميدي بامتياز مع أن ملامحه في منتهى الجدية.

- ما رأيك في المخرجات السوريات؟
لا أحب الفصل ما بين المرأة والرجل في المهنة الإبداعية. وعلى  العموم أرى أن المخرجات السوريات على قلّتهن يقدمن إبداعات مثمرة.

- نجاح زواجك الفني طوال تلك السنوات هل له علاقة بشخصية كل منكما أم له علاقة بكونكما من وسط فني واحد؟
نجاح أي علاقة ترتبط بالأشخاص أنفسهم فهي شراكة بكل معنى الكلمة، لها علاقتها المباشرة بتفهم كلا الطرفين لظروف الآخر، وطبيعة الأشخاص وكيف يفهمون الأسرة والشراكة.

- أبعدتك عائلتك عن المعهد العالي للفنون المسرحية خوفاً عليك من دخول طريق الفن الصعب، لكنك دخلت الوسط. ماذا تفعلين حيال ذلك مع أولادك، هل تشجعينهم أم ترهبينهم من هذا الوسط؟
الحقيقة أن أهلي لم يشجعوني على الطريق الذي اخترته، لأنهم عاشوا في الزمن الصعب للفن ومن حقهم أن يخافوا عليّ لأنهم جرّبوا المعاناة التي كان يعيشها الممثل حتى يتمكن من العمل والحفاظ على نفسه. أما الآن فالوسط الفني أسهل بكثير من أيام رواد الفن الأوائل. ومن جهتي لا أمانع أن يعمل ابني في الوسط الفني، لكني أوجهه بأن هذه المهنة ليست للتسلية والشهرة فقط وأعلّمه كيف يبدأ وكيف يقدم روحه بالشكل السليم لأن العمل الفني رسالة يجب أن يعرف كيف يوصلها وكيف يؤمن بها.

- هل أنت أم حازمة، وكيف تستطيعين التوفيق بين منزلك وبين عملك؟
الحزم ضروري في بعض الأحيان، فهناك أمور حياتية يجب التوقف عندها وتربية الطفل من أصعب المسؤوليات. ومن الضروري أيضاً حصول الحوار مع الأولاد وإشعارهم بأهمية آرائهم. كما أني أعتبر أن الأولوية دائماً للأسرة والبيت ففي النهاية هما الملاذ النهائي الآمن مهما كانت النجاحات المهنية، فعندما يكبر الفنان يفقد ألقه ويلجأ إلى أسرته مهما عمل ونجح. وأحاول من جهتي ألا يطغى جانب على جانب في حياتي، وأعمل على المحافظة على ألقي كأم وكزوجة وكممثلة في الوقت نفسه.

- هل أعطتك عائلتك الفنية التركيبة السحرية للمحافظة على زواجك الفني كون والديك الفنانين من أقدم الثنائيات الفنية المرتبطة في الوسط؟
لكل تجربة خصوصيتها ولا يمكن تعميمها على الآخرين، ولا قاعدة تصلح للجميع.

- في بداياتك ولسنوات حافظت على نمط واحد من الظهور على الشاشة، لكن ومنذ سنوات بدأت بمرحلة التغيير في شكلك من حيث الماكياج واللباس والشعر، ما سبب هذا التغيير؟
بشكل عام قد يكون من الضروري للفنان أن يغير مظهره، وبالفعل بقيت لسنوات عديدة على النمط نفسه إلى أن حاولت التغيير بدءاً من عمل «الفصول الأربعة» بالشكل والأداء والأدوات، وكان التغيير لأمور فنية عديدة وغيرها.

- هل تمنيت لو كانت لديك ابنة لتكون صديقتك بالمستقبل؟
لا.

- أنت تعيشين في بيت ذكوري مع زوجك وولديك. هل يتمسكون بآرائهم ضدك أحياناً؟
أنا المدلّلة في البيت ويراعونني كثيراً، وليس عندي أي مشكلة في هذا الموضوع.

- هل تزعج ماهر قلة أدواره الفنية مقارنة مع أدوارك؟
على الإطلاق، لأن له مشاريعه الفنية أيضاً فهو متّجه نحو المسرح، وكل موسم يخرج عملاً مسرحياً، فهو يعمل في المكان الذي يحبه وهذا هو هواه، إضافة إلى اتجاهه إلى الإخراج التلفزيوني حالياً عبر مسلسل «مرسوم عائلي».

- لماذا لا نراكما في ثنائيات فنية كباقي الأزواج من الفنانين؟
ولماذا علينا أن نعمل ضمن ثنائيات فنية؟

- ما قصة شائعة طلاقك من زوجك ماهر التي سمعناها وقرأناها في الإنترنت، هل من أحد أطلق تلك الشائعة، أم ماذا؟
شائعة سمعناها كما سمعها الآخرون.

- كيف كان صدى هذه الشائعة عليكما وعلى ولديكما؟
ضحكنا عندما سمعنا بها...