كمّامة الصمت

فاديا فهد 22 يوليو 2020

ثمّة وقفة صمت، وقفة مع الذات. خلف كلّ كمّامة فَرضها علينا الوباء المستشري... ثمّة حاجز بسماكة حائط فاصل، يحول دوننا والعالم الخارجي الذي عرفناه سابقاً. خوف، حزن، حذر، ملل، ضيق... وكمّامة تكمّ كلّ رغبة في الحياة، في التواصل مع الآخرين، أو في إطلاق ضحكة رنّانة، أو ترداد أغنية سعيدة تُدخل البهجة الى النفوس الكئيبة. كأننا تغيّرنا، نال منّا الهلع، فحوّلنا الى كائنات متوحّدة منغلقة على ذاتها... تأكل، تشرب، تنام... وتخاف. وإذ تحيط بك أخبار الموت من كلّ حدب وصوت، تفكّر مليّاً: من أنا؟ ما الذي صنعته في السنوات الماضية؟ هل أنا كائن اجتماعي؟ هل أحتاج إلى كلّ هؤلاء الأصدقاء المتملّقين؟ هل أنا كائن اجتماعي؟ هل أحتاج فعلاً الى كلّ ما تحويه خزانتي من مكنونات ثمينة على الموضة؟ من كنتُ قبل الكورونا؟ ومن صرتُ بعدها؟ أسئلة وجودية، أسئلة مقلقة... والوقت داهم، ولا أجوبة.


نسمات

العمر الجَهِم، والصيف الكئيب،

وأشجان الأيام الرتيبة الممزوجة

بالحزن والخوف...

كأنها النهاية تلفّنا بأستار المغيب...

أم هي بداية لقصّة جديدة نكتبها

ذات فجر طريّ، بحبّ لا يذوي.