حوار مع إلسا زغيب

تقديم البرامج, سيمون اسمر, إلسا زغيب, برنامج ستوديو الفن

17 ديسمبر 2009

انتقلت مقدّمة برنامج «استوديو الفن» إلسا زغيب من التمثيل إلى التقديم عن طريق الصدفة. وقع الاختيار عليها فكانت مفاجأة سارّة لها، خصوصاً أنها التجربة الأولى لها في التقديم. لأنها خريجة مسرح ولأنها وجه جديد أحبته الكاميرا، اختارها الأستاذ سيمون دون غيرها، فألقى على عاتقها مسؤولية كبرى. الرهبة أمام الكاميرا ترافق إلسا في كل حلقة من البرنامج، لكن سرعان ما تزول خلال لحظات فتشعر بعدها بارتياح شديد. تعترف أن تقديم برنامج عريق ك «استوديو الفن» يعتبر مسؤولية كبرى، لكن في الوقت نفسه هي فرصة سنحت لها ولا تسنح لأي كان. في هذا اللقاء تحدثت عن طريقة اختيارها لتقديم البرنامج وعن وقع المفاجأة عليها وعن شعورها في اللحظات الأولى من التصوير مشيرةً إلى أن الوقوف على خشبة مسرح «استوديو الفن» أمام الكاميرات لا يشبه شيئاً آخر رغم مرورها بتجارب عديدة في التمثيل.

- لم تكن لك تجربة سابقة في التقديم قبل «استوديو الفن» كيف تم اختيارك لتقديم البرنامج؟
اتصل بي الأستاذ سيمون أسمر فيما كان يبحث عن مقدّمة للبرنامج، بعد أن أخبرته عني السيدة نادرة عسّاف. وكنت أعرفها لاعتباري تلميذة سابقة عندها في الرقص ولا نزال على اتصال. خضعت للكاستنغ أمام عدد من الأشخاص وسئلت بعض الأسئلة. وفي الختام سألني الأستاذ سيمون أسمر عما يشغلني فأخبرته أني أنتهي من تصوير مسلسل. فقال لي أن أعود بعد ١٥ يوماً لأخضع للتدريب لأني مقبولة.

- إلى أي مدى شعرت بالخوف والمسؤولية إزاء تقديم البرنامج الذي سبقتك في تقديمه إعلاميات ناجحات؟
خفت ولا أزال وأشعر بمسؤولية كبيرة لأن البرنامج ليس جديداً ينطلق معي بل له تاريخه المهم وقدمته إعلاميات مهمات وناجحات ومطلوب مني أن أكون على قدر المسؤولية. كانت الأمور أكثر سهولة لو أني أنطلق في برنامج جديد لا أقارن فيه مع أحد.

- لماذا برأيك، تم اختيارك تحديداً في ظل وجود عدد هائل من الإعلاميات؟
أعتقد أنهم كانوا يبحثون عن وجه جديد. كما أن الأستاذ سيمون أسمر يفضّل أن تكون المقدّمة خريجة مسرح لأنه يعتبرها مؤهلة أكثر لتأدية المهمة كو حركاتها على المسرح تكون مرتاحة أكثر وطبيعية.

- ما كان شعورك في اليوم الأول الذي صوّرت فيه الحلقة الأولى من البرنامج؟
خفت كثيراً في الليلة الأولى ولا يزال الخوف يرافقني في كل مرة أصعد فيها إلى خشبة المسرح لأقدّم. لكن لا شك أن الوضع تحسّن بعدها . كما أن الخوف لا يدوم إلا لحظات ثم أشعر بارتياح وأقدّم دون مشكلة.

- هل كنت تشعرين بارتياح أكبر في الحلقة الثانية؟
كنت خائفة أكثر في الحلقة الثانية لكن أجهل السبب. ثم زال الخوف بعد لحظات.

- كيف تعملين على تطوير نفسك من حلقة إلى أخرى، وهل تراقبين أداءك بعد تصوير الحلقة؟
أشعر بتحسّن كبير من حلقة إلى أخرى. كما أني ناقدة قاسية على نفسي وأراقب أدائي بعد كل حلقة وأنتقد نفسي بصرامة لأني لا أسمح بتكرار الخطأ نفسه. كما أني أرى الخطأ حيث لا يراه غيري.

- ما الفرق بين الوقفة أمام الكاميرات في التمثيل وفي تقديم برنامج ك«استوديو الفن»؟
التمثيل في التلفزيون لا يتطلب وقفة المسرح أمام الجمهور. إذا لا يوجد في مكان التصوير إلا فريق العمل. أما في المسرح فكان مطلوب مني أن أقف على خشبة المسرح أمام جمهور كبير كما في برنامج استوديو الفن لكن في الوقت نفسه تبقى وقفتي كمقدّمة في «استوديو الفن» مختلفة وفيها رهبة. لكن لا شك أن تجاربي السابقة وخبرتي أمام الكاميرات تساعدني على التعامل بشكل أفضل مع الوضع.

- أي نوع من البرامج تحلمين أن تقدمي بعد «استوديو الفن»؟
أنا سعيدة جداً ببدايتي كمقدّمة في برنامج «استوديو الفن» لأنه الأول من نوعه. هذا النوع من البرامج يستهويني فعلاً. لكن أعترف أن عندي عشق لتقديم البرامج التثقيفية نظراً لحشريتي في مجال الثقافة ورغبتي في اكتشاف أمور جديدة فيها. هو حلم يراودني وأتمنى أن يتحقق.

- ما الملاحظات التي تأتيك من المقرّبين حول أسلوبك في التقديم؟ وهل تأخذينها في عين الاعتبار؟
أهلي سعداء بي دائماً بطبيعة الحال. لكن عندما أسمع ملاحظات الجمهور ألاحظ دائماً تناقضاً في الآراء. في المقابل أسمع دائماً ملاحظات العاملين معي وتكون أكثر موضوعية ومهنية. وهي مختلفة غالباً عن آراء المشاهدين.

- هل تشعرين أنك مرتاحة مع نفسك في تقديم البرنامج ؟
أنا مرتاحة مع نفسي وأعرف أني سأرتاح أكثر مع الوقت عندما أعتاد على الوضع.

- بين التمثيل والتقديم، أيهما الأحب إلى قلبك؟
أحب الاثنين كثيراً ولا أستغني عن أي منهما.

- قلت في إحدى المقابلات الصحافية قبل الليلة الأولى من تقديمك البرنامج أنك تنوين أن تسألي الأستاذ سيمون أسر عن رأيه بك، ما كان رأيه عندما سألته؟
قال لي أن أسلوبي جيد جداً. كان راضياً عن أدائي وكل شيء كان إيجابياً.

- تنقلت خلال سنوات من عمل إلى آخر بين تعليم المسرح للأطفال والتمثيل وإدارة شركة تمتلكينها لتنظيم الحفلات والمناسبات  The Divas والتقديم، هل الفشل هو سبب التغيير أم أنها فرص تسنح لك وتستغلينها؟
لم أفشل يوماً في عمل قمت به أو تجربة خضتها في حياتي. في الواقع درست المسرح وعلّمت المسرح للأطفال بعد الجامعة لأنه اختصاصي والتمثيل من المجالات غير الثابتة في بلادنا وكنت مجبرة على تأمين وظيفة ثابتة بمصدر دخل ثابت لهذا اتجهت إلى التعليم. لكن كلًها مهن مرتبطة ببعض. كذلك قدًمت برنامج «صحة وسلامة» على قناة الجزيرة للأطفال وهو لا يشبه بشيء برنامج استوديو الفن لأني كنت أقوم بمقابلات في الاستوديو مع أطباء واختصاصيين. ثم عملت فترة في التمثيل فقمت بأدوار عدة منها «من أحلى بيوت راس بيروت» و«أرليت وإدوار » و«حواء في التاريخ» و«خادمات القصر».... أما بالنسبة لتأسيس شركة The Divas عام ٢٠٠٨ فالسبب في أني أعشق كل ما له علاقة بالعلاقات العامة وما يتطلب تعاملاً بلياقة مع الناس لأني أشعر أن هذا قريب من شخصيتي. كما أن مسألة كونها مصدر دخل ثابت لي يلعب دوراً أيضاً. ولكن أشعر أن كل ما قمت به في حياتي مرتبط ببعضه.

- عندما تشاهدين نفسك على الشاشة كمقدّمة للبرنامج، هل تجدين أنك تشبهين نفسك؟
صحيح أني أنتقد نفسي في التقديم والشكل باستمرار لكن أرى أن إلسا زغيب مقدّمة البرنامج ليست بعيدة عني.

- هل ترين أن شخصيتك تبرز في البرنامج؟
في كل مكان نكون فيه تبرز شخصيتنا.

- كيف تصفين شخصيتك؟
أنا جدية في أوقات الجد وأمزح في أوقات المزاح. روحي مرحة. لست خجولة لكني لست وقحة أيضاً.

- ماذا تعني لك تجربة تقديم برنامج عريق ك«استوديو الفن»؟
هي تجربة كبيرة جداً لي  وأنا سعيدة جداً بها. هي فرصة لا تسنح لأي كان. يكفي أن بدايتي في التقديم كانت مع الأستاذ سيمون أسمر في برنامج ك«استوديو الفن». 

- ما الذي قد يتغيّر في حياتك بعد هذه التجربة؟
لن يتغيّر شيء في حياتي أو في شخصيتي. لكن قد يلزمني ذلك أكثر بترتيب مظهري عند الخروج حتى في حياتي اليومية حيث لا يمكن أن أهمل شكلي لأن وجهي صار معروفاً.

- بعد «استوديو الفن» ما مواصفات العمل الذي قد تقبلين به؟
أنا أصلاً لا اقبل بأي عرض يقدّم لي وأضع شروطاً معينة ومواصفات. أختار الأفضل لي دائماً. من الطبيعي أن تقدّم لي عروض كثيرة بعد «استوديو الفن» وأتمنى أن يكون اختياري سليماً.

- من كانت الفضلى في تقديم «استوديو الفن» من اللواتي قدّمنه قبلك؟
كلّ من اللواتي قدّمن البرنامج قبلي تركت أثراً بأسلوبها. وكل لها ميزات خاصة بها.

- من الإعلامي أو الإعلامية الذي يعتبر مثالاً لك؟
ندرس أولاً في المسرح أن نأخذ من كل شخص دون أن نقلّد لنبتكر شخصية خاصة بنا. لذلك لا أتمثل بأحد. كثر من الإعلاميين يعجبونني بأسلوبهم ولكل منهم خصائص معينة تميّزه. وفي الوقت نفسه أنتقد كثيرين.

- هل تعتبرين نفسك ناجحة في تقديم «استوديو الفن»؟
لا يمكن أن أحكم على نفسي بعد بل أترك الحكم لغيري. كما أن نقدي لنفسي قاسٍ ودائماً أرى الشوائب حيث لا يراها آخرون وأسعى باستمرار إلى التطوّر والتحسين لأني أبحث عن الكمال باستمرار.