ساشا دحدوح: في لبنان قتلوا آمالنا وأصبحنا أجساداً بلا أرواح

حوار: هنادي عيسى 09 سبتمبر 2020

خاضت ساشا دحدوح أكثر من عمل في مجال الفن والإعلام، فقدمت البرامج وغنّت وشاركت في عدد من الأعمال الدرامية اللبنانية، وتستعد حالياً لتصوير مسلسل جديد من بطولة دانييلا رحمة، معتصم النهّار وعمّار شلق، وذلك بعد نجاحها في مسلسل "أولاد آدم" الذي عُرض في رمضان الماضي. كما تخوض ساشا حالياً تجربة جديدة عبر شاشة تلفزيون "الجديد" من خلال برنامج "صباح اليوم"، فماذا تقول عن هذه التجارب في هذا الحوار مع "لها"؟


- بدت كلماتك مؤثّرة في برنامج "صباح اليوم" بعد الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت، ماذا تقولين عن هذا الحدث الأليم؟

تعجز الكلمات عن التعبير عن الألم الذي أشعر به نتيجة الكارثة التي حلّت بلبنان إثر الانفجار الذي دوّى في المرفأ وخلّف خسائر في الأرواح والممتلكات. لقد قتلوا الأمل الذي في داخلنا وأصبحنا أجساداً بلا أرواح. أمي أُصيبت بجروح في الانفجار، لكن تبقى إصابتها بسيطة مقارنةً بمن فقد أهله أو أولاده أو عزيزاً على قلبه. أدعو الله أن يلهمنا الصبر. وأتأسّف لغياب الدولة القادرة على تحقيق العدالة ومعاقبة الجُناة.

- وقّعتِ أخيراً عقدَ عملٍ جديداً، ما هي تفاصيله؟

بالفعل وقّعت عقداً مع شركة "آيغل فيلمز" للمشاركة في المسلسل الدرامي الجديد DNA، وهو يتناول قصة واقعية ومثيرة للجدل ومؤثّرة ستجذب المشاهدين، من بطولة دانييلا رحمة ومعتصم النهّار وعمّار شلق، وهذا العمل مؤلف من عشر حلقات وسيُعرض على إحدى المنصّات الرقمية، والتصوير يبدأ خلال أيام.

- ما هو دورك في مسلسل DNA؟

أعتبر أن شخصيتي في هذا العمل مختلفة إذ أقدم دور معالجِة نفسية اسمها "هادية" وشخصيتها كاسمها هادئة، وأعتبر هذا الدور تحدّياً جديداً في مسيرتي، وقد التقيت مع عدد من صديقاتي اللواتي يعملن معالجِات نفسيات وساعدنني على تقديم الشخصية من مختلف جوانبها، وأتمنى أن ينال المسلسل ودوري فيه إعجاب الناس.


- بعد بدء مشاركتك في البرنامج الصباحي "صباح اليوم" على شاشة "الجديد"، أطلقت صرخة أصابت قلوب المشاهدين، هل تعمّدتها أم أتت عفوية؟

في الواقع، عندما انتشرت صور البرّادات الفارغة لعائلات لبنانية ليس لديها كسرة خبز، تأثرت كثيراً إذ شاهدتها قبل ليلة من برنامجنا الصباحي وتضايقت جداً. أنا عادةً في حلقتي التي تُعرض يوم الخميس، أحرص على مد المشاهدين بجرعة من التفاؤل فأتناول موضوعاً جميلاً كحفل موسيقي أو حدث مميز، لأن كيل الناس قد طفح. لكن عندما رأيت الصور، لم يكن بوسعي إلا أن أُعلّق عليها، فالوضع صعب على الجميع، حتى نحن الذين نزاول عملنا لا نعرف ما الذي يمكن أن يحلّ بنا في وضع مماثل، وفي ظل الضغوطات التي تُمارس علينا، قلت إن من واجبي الحديث عنها، خصوصاً أنني في "الجديد" أملك مساحة واسعة من الحرية.

- هل صحيح ما كُتب من أنكم في "صباح اليوم" لا تتقاضون كمقدّمين ومقدّمات أجراً مقابل عملكم؟

هذا الكلام ليس صحيحاً على الإطلاق، وللأسف تم تداول هذا الخبر في أكثر من موقع، ولنسلّم جدلاً بأنني لا أتقاضى أجراً لقاء عملي، فما الذي يمكن أن يستفيد منه مَن يروّج لمثل هذه الأخبار؟

- هل شجّعك التفاعل الذي عرفته "صرختك" على الغوص أكثر في الأمور الاجتماعية والإنسانية في برنامجك؟

كما سبق وذكرت، لم يكن الأمر مخطّطاً له. ما أشعر به سأقوله وبتلقائية، وعندما أتقصّد ذلك سيكون الأمر مصطنعاً.

- هل تفكرين في الهجرة من لبنان؟

نعم، وأقولها بكل صدق. في الماضي لم أكن أفكّر بالهجرة، وكنت متمسّكة ببلدي وأرضي، أما اليوم فأُفكر بالأمر جدياً. لديّ عائلة، والأم عادةً تحمل همّ رسم مستقبل أولادها وتوفير الأمان لهم. لا أزال ألتقط أنفاسي، ولكنني أفكّر بالهجرة كما الكثيرين.

- أين الجديد في برنامج "صباح اليوم"، وكيف تعملين حتى تتميز حلقاتك؟

الجميل في البرنامج أنه يُعرض سبعة أيام، ويتولى كلٌ من الزملاء الستة تقديم حلقته بأسلوبه الخاص وبطريقته المميزة مع الضيوف الذين نختارهم. وبالنسبة إليّ، الفقرة الأعزّ على قلبي في حلقتي هي "هنّ"، ففيها أستضيف سيدات غير معروفات أحياناً، لكن لكل واحدة بصمتها في خدمة المجتمع بمبادرات فردية، كما أحاول في نهاية كل حلقة أن أضيف اللمسة الفنية فأتواصل مع الفنانين لتحسين مزاج الناس رغم أن النشاطات الفنية متوقفة.

- شاركتِ في رمضان الماضي بمسلسل "أولاد آدم"، هل تلقيت انتقادات حول دورك فيه؟

النقد يساعد الفنان، وعموماً لا يمكن إرضاء كل الناس إذ هناك إعلاميون متخصّصون في النقد، وأنا أرحّب بانتقاداتهم، وأتعامل معها بإيجابية كبيرة وآخذها في الاعتبار، لكن هناك من ينتقد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة مؤذية، ونحن بشر ونتأثر عندما تمسّ بعض الانتقادات بشخصية الفنان وكرامته، فبعض المتابعين لا يفرّقون بين التمثيل والحقيقة ويتعاطون مع الدور الذي يقدّمه الممثل على الشاشة وكأنه حقيقة، ويوجّهون إليه الإهانات والشتائم إذ إن البعض اعترض على سرقتي لصديقتي في المسلسل وكأنني سرقت فعلاً واتّهموني بالخيانة وبأنني غير جديرة بالثقة، فحاولت أن أوضح لهم أنني أمثّل وأن الشخصية التي أقدّمها في مسلسل "أولاد آدم" لا تشبهني، وأننا نصادف مثلها في المجتمع، لكنهم للأسف لا يقتنعون ويواصلون هجومهم.

- هل قبلتِ بالدور فور أن عُرض عليك أم شعرت بالقلق من شخصية "سلمى"؟

شعرت بالقلق لأن مضمون الدور جريء جداً. "سلمى" هي امرأة تعمل في الليل ولديها زبائنها، ولذلك عندما قرأت النص خفت...

- من المعروف أن بعض المنتجين والمخرجين يحصرون الممثل بأدوار معينة، ألا تخافين من أن تُفرض عليك أدوار مشابهة لشخصية "سلمى" في "أولاد آدم"؟

طبعاً أخاف من ذلك، لكن هذا الأمر يعود إلى خياراتي كممثلة، فأنا لا يمكن أن أقبل بدور شبيه بـ"سلمى" لمجرد أنني لم أتلقَّ عروضاً أخرى، فأنا يهمّني التنويع، وهذا ما سأقدمه في مسلسل DNA.

- هل ترين أن فرصتك الحقيقية كممثلة تحقّقت في مسلسل "أولاد آدم" أم في أول أعمالك "بيروت سيتي"؟

كل عمل أو دور جديد يشكّل فرصة للممثل، ولكن الجمهور تعرّف إليّ من خلال مسلسل "بيروت سيتي"، وفيه قدّمت شخصية تشبه شخصيات عدد كبير من نساء المجتمع، وفي "أولاد آدم" أدّيت دوراً جريئاً في المضمون، لذا تم تسليط الضوء عليه.

- كيف كانت أجواء التصوير في زمن "كورونا"؟

اتّخذنا كل الاحتياطات اللازمة والضرورية للوقاية من المرض، وقد حجرنا أنفسنا في موقع التصوير بعدما أجرينا كل الفحوص المطلوبة، والحمد لله الأجواء في الكواليس كانت رائعة وعائلية، لكن أثناء التصوير كان المخرج الليث حجو صارماً في حضّنا على إخراج أفضل ما لدينا من إمكانات أمام الكاميرا.

- كيف تصفين علاقتك بدانييلا رحمة؟

أعرف دانييلا رحمة من أيام مسلسل "بيروت سيتي"، وقد أصبحنا صديقتين مقرّبتين، وأنا كسبت دانييلا كشخص طيب ومُحبّ ويفكر بغيره قبل نفسه. دانييلا إنسانة نظيفة قلباً وقالباً.

- هل الأجواء بين الممثلين مختلفة عما هي عليه بين مقدّمي البرامج؟

بالتأكيد، لأن البرنامج مهما طالت فترته فهي لا تتعدّى الساعات، بينما في التمثيل نعمل لساعات طويلة إذ كنا أحياناً نصوّر لأكثر من 12 ساعة، وهذا يولّد جواً من الإلفة فيصير الفريق جزءاً من حياتنا.

- في مسلسل "بيروت سيتي" أدّيت شخصية أم عزباء، وهذه حالك في الواقع، هل تشعرين أن المسؤولية كبيرة تجاه ابنتيك؟

أعتقد أن المسؤولية كبيرة على عاتق الأم والأب، فحتى لو لم يعد هناك عقد زواج قائم بين الطرفين تبقى الأم لها دورها والأب له دوره، وأنا وطليقي نتواصل من أجل مصلحة ابنتينا.

- هل تعيش ابنتاك معك؟

نعم، وهما في سنّ الخامسة.


- نعود إلى الوراء، ماذا تقولين عن تجربتك في عالمَي الأزياء والجمال؟

بدأت في هذا المجال عندما كنت في السابعة عشرة من عمري بتشجيع من أهلي وأصدقائي، وقد انتسبت إلى وكالة نتالي فضل الله لعرض الأزياء وعرضتُ في بدايتي لكبار المصمّمين العرب، ثم انتقلت إلى عالم تصوير الإعلانات، لكن هذه التجربة أصبحت ورائي الآن.

- كيف تصفين تجربتك في مسابقة ملكة جمال لبنان منذ 12 عاماً؟

كانت تجربة جميلة جداً أفادتني كثيراً وعقدت من خلالها صداقات متينة مع كثير من المشترِكات، وقد أدخلتني هذه المسابقة في مرحلة جديدة وحصلت على لقب الوصيفة الثالثة.

- أخيراً، ماذا تقولين عن تجربتك في برنامج "ديو المشاهير"؟

بصراحة، كانت تجربة جميلة مع أنني خرجت من الحلقة الثانية وقد تفاجأت مثل الناس، لكنها كانت حلوة وسعُدت بها، والحمد لله صوتي لاقى إعجاباً من الناس، لكنني لا أفكر بخوض مضمار الغناء إلا من خلال دور تمثيلي استعراضي، وأتمنى أن تُتاح أمامي هذه الفرصة.