نجوم الفن يغنّون بيروت بحرقة قلب

فرح جهمي 11 سبتمبر 2020
بعد الانفجار الكارثي الذي هزّ مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب (أغسطس)، وتسبّب باستشهاد أكثر من مئتي شخص وإصابة الآلاف بجروح بليغة وتشوّهات عميقة، وألحق خسائر فادحة في الممتلكات، أطلق عدد كبير من نجوم العالم العربي والغربي مبادرات لدعم المنكوبين مادياً ومعنوياً.


بعد حملات التبرّع التي أطلقتها مجموعة من الفنانين عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أكمل النجوم اللبنانيون والعرب تضامنهم مع الشعب اللبناني من خلال طرح أغنيات عن بيروت الجريحة، على أن يعود ريعها لصالح الجمعيات الأهلية التي تقدّم كل الدعم لأهالي الضحايا.

"ما في صباح الخير يا بيروت"

كان المطرب عاصي الحلاني أول النجوم اللبنانيين الذين عبّروا عن حزنهم وغضبهم من الكارثة التي حلّت بلبنان من خلال أغنية "على مين متكلين"، وهي من ألحانه وكلمات ‎طليع حمدان، وهاجم من خلالها المسؤولين اللبنانيين ودان فسادهم الذي أدخل البلاد في أزمة اقتصادية خانقة. وعبّر النجم القدير وليد توفيق عن الألم الذي يعتصر قلبه، وأنشد بصوت حزين أثناء عزفه على العود كلمات أغنية بعنوان "ما في صباح الخير يا بيروت"، ورافقه بذلك الشاعر نزار فرنسيس.

"صلّوا لبيروت" لتنجو من الظلم

وبحرقة قلب، تضامن النجم اللبناني سعد رمضان مع أبناء بلده بأغنية "آخ يا بيروت"، وهي من كلمات مازن ضاهر، ألحان صلاح الكردي، وتوزيع إيليا ناسطا. واعتبر نجم "ستار أكاديمي" أن الأغنية من أكثر الأغاني التي غنّاها بوجدانه طوال مسيرته الفنية، متمنياً أن تزول هذه الغمّة ويعود لبنان أقوى مما كان.

ولم يكتفِ النجم جوزيف عطية بمساعدة الشبان في رفع الأنقاض وتنظيف الشوارع والبيوت المنكوبة، بل قدّم بصوته الشجيّ أغنية "صلّوا لبيروت"، وهي من كلمات أحمد عصام وألحان روبير الأسعد، ووصف من خلال كلماتها المسؤولين اللبنانيين بـ"الظالمين"، ووثّق بفيديو كليب مؤثر أقسى المشاهد للحظة انفجار مرفأ بيروت وما خلّفه من دمار وأضرار جسيمة.


وحرص الملحن والمغنّي اللبناني صلاح الكردي، على مواساة الشعب اللبناني بمصابه الأليم بكلمات أغنية مؤثرة جداً، حملت عنوان "سامحنا يا لبنان"، وهي من كلماته وألحانه. أما الفيديو كليب فقد نفّذه وائل زياده وهاني دندشي، ونقل لقطات من تظاهرات الشعب اللبناني في ساحة الشهداء، بالإضافة الى مشاهد من الانفجار والدمار الهائل.

"ابني حلو وعيونو عسلية" لمواساة والدة ضحية

واستعان شاعران بكلمات والدة الضحية حمد العطار المصدومة بينما كانت تبحث عنه في المستشفيات ووصفته على إحدى شاشات التلفزة بعبارة "حدا شفلي ابني؟ هوي حلو ومليح وعيونو عسلية وقلبو طيب". وتناقلت كلماتها الصادقة والعفوية وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، واستلهم الشاعر فارس إسكندر، كلمات الأم المفجوعة وكتب أغنية حزينة بعنوان "ابني حلو"، واكتفى بنشر الأغنية على "يوتيوب" مع صورة لوالدة الشاب الشهيد التي أبكت كل من سمعها.

كذلك فعل الشاعر علي الأخرس الذي قرّر تجسيد وجع هذه الأم في أغنية "بو عيون عسلية" التي قدّمها النجمان مروان وحسام الشامي.

وكان الشاعر الأخرس قد نشر أغنية بصوت رامي سليقة مباشرةً بعد انفجار مرفأ بيروت بعنوان "والله بكّتنا بيروت" وحققت انتشاراً واسعاً عبر الـ"سوشيال ميديا"، وتضمنت مقاطع الفيديو كليب صوراً من الحادث المأسوي ومشاهد قاسية للضحايا والجرحى والدمار.

الشاب خالد وناصيف زيتون وبيروت الجميلة

وفي سياق متصل، فاجأ مغنّي الراي الشاب خالد محبّيه بأغنية خاصة بموسيقاه الجزائرية وأهداها الى العاصمة بيروت بعنوان "جميلتي بيروت"، وهي من كلمات الشاعر أحمد مرزوق، وألحان محمد يحيي وتعاون مع الـ "دي جي" Rodge، وأعلن من خلالها تضامنه مع المنكوبين وعبّر عن مشاعره الصادقة تجاه بيروت التي وصفها بأنها "مليئة بالحياة"، مؤكداً أن أرباح الأغنية والفيديو كليب المرافق لها ستُقدَّم للصليب الأحمر اللبناني.


كذلك أطلق النجم السوري ناصيف زيتون أغنية جديدة حملت اسم "بيروت"، وهي من كلمات الشاعر يحيى الصالح وألحان أحمد بركات وأهداها الى العاصمة الموجوعة بعد الانفجار الضخم الذي أرهقها، ووثّق أصعب اللحظات التي رافقت الانفجار وما عاشه المواطنون من مشاهد صادمة ومؤلمة.

أيضاً قدّمت المطربة رنا سماحة، كليب لأغنية جديدة تحمل عنوان "تعيشي يا لبنان"، تضامناً مع الشعب اللبناني، وهي من كلمات أحمد حسن راوول، وألحان سامر أبو طالب، وتوزيع عمر إسماعيل.

وطرح عدد من فناني الوطن العربي، أوبريت غنائياً باسم "لا بيروت"، شارك فيه الفنان أيمن زبيب، والفنانة أمينة من مصر، والفنان همام إبراهيم من العراق، والفنانة زين عوض من الأردن، وآخرون، وهي من كلمات عماد الأسعد، وألحان سليم سلامة، وتوزيع حمزة الغازي.


"في حزن وسع المدى" تسيطر على المشهد اللبناني الكئيب

وبُعيد حصول انفجار مرفأ بيروت، لجأ العديد من النجوم في العالم العربي إلى ترجمة المأساة من خلال الاستعانة بأغانٍ مميّزة للسيدة فيروز والنجمة ماجدة الرومي منها "لبيروت" و"رجعي يا بيروت" و"يا ست الدنيا يا بيروت" و"يا بيروت" وغيرها من الأغاني التي صدحت بها أصوات متنوعة، من بينها المغنية ماريتا الحلاني التي أعادت غناء "لبيروت" وأرفقتها بلقطات ومشاهد من المدينة بعد الانفجار.

وأهدت المطربة كارمن سليمان أغنية "بحبك يا لبنان" بصوتها الى الشعب اللبناني، واصفةً إياه بالمحبّ للحياة وصانع البهجة.

في حين كان لأغنية "في حزن وسع المدى" لنجمة "آراب أيدول" صابرين نجيلي وقعها في المشهد اللبناني، وهي كانت قد قدّمتها في العام 2018، من كلمات الشاعر نزار فرنسيس، وتم تداولها بكثافة لما تحمله كلماتها من أسى يتماهى مع فداحة الكارثة التي حلّت ببيروت.