الفنانة ميسون أبو أسعد

السينما السورية, عبد المحسن النمر, بسام كوسا, دراما سورية, باسم ياخور, تيم حسن, ممثلة سورية, سلافة معمار, هوليوود, مكسيم خليل, لورا أبو أسعد, ميسون أبو سعد, نجوم الفن, رامي حنا, الدبلجة إلى الإنكليزية, كاريس بشار, ندين تحسين بك, المعهد المسرحي , مسلس

14 يناير 2010

نشأت الفنانة ميسون أبو أسعد في كنف أسرة فنية متميزة. وكونها عاشت الخوف الدائم من أن يلاحقها هذا الأمر، فقد أصرت على بناء شخصية فنية مستقلّة وسعت إلى بلورة ملامحها بالعمل والجهد المبني على موهبتها والمعلومات الأكاديمية والعلمية التي تلقتها في المعهد العالي للفنون المسرحية. انتظرت ميسون أبو أسعد فرصتها دون أن يأخذها هم الوجود فقط، ووصلت في النهاية إلى ما طمحت إليه عبر مجموعة من الأدوار المتميزة التي تحقق أحلامها في مجال الفن التمثيلي. ومن دورها الأهم في مسلسل «عن الخوف والعزلة» كانت بداية حديثنا...

- شاركت في مجموعة أعمال هذا الموسم، ما هو العمل الأهم الذي تعتبرينه بمثابة النقلة النوعية في حياتك الفنية؟
كل ما قدمته هذه السنة يعتبر مختلفاً خصوصاً أنني شاركت بمجموعة أدوار متنوعة وجميعها لها فعالية خاصة في النص الدرامي ولا يمكنني أن أفضل عملاً على آخر، «عن الخوف والعزلة»، «فنجان الدم»، «قلبي معكم»، «آخر أيام الحب»، «على قيد الحياة»، كلها أعمال مهمة بالنسبة إليّ.

- قدمت في مسلسل «عن الخوف والعزلة»، دوراً جميلاً لفتاة رومانسية تقدس الحب لكنها تخطىء في اختيار شريكها، هل يشبهك هذا الدور إلى حد ما؟
أبداً لا يشبهني ولو كنت مكان «بسمة» لا يكون اختياري بهذا الشكل، لكن هذا هو السياق المكتوب للشخصية وهذا هو خطها الدرامي، الرومانسية حالة جميلة وتقديس الحب حالة خاصة لكن الاختيار بالنسبة إلي حالة مختلفة تماماً لأن الاختيار يرتبط بشخصية الإنسان ككل وبموقفه من الحياة.

- هل تعرضت في حياتك الشخصية لخداع ممن تحبين، وعلى أي أساس يتم اختيارك للشريك؟
لا لم أتعرض في حياتي لخداع وليس عندي أي صدمات كبرى تذكر. أما على أي أساس يتم الاختيار لمن أحب فلا يمكنني أن أجزم سلفاً قبل أن تكون الحالة واقعية.

- خرج كل من مسلسل «قلبي معكم» ومسلسل «عن الخوف والعزلة» قليلاً عن الخط السائد هذا العام من ناحية الدراما التي تحاكي العشوائيات والمجتمع الخاص بها، هل تقصدت عدم المشاركة في تلك الأعمال لتحقيق نوع من التفرد؟
لم أتقصد ذلك بل كان هناك فرصة معروضة عليّ لأن أشارك في أعمال أعجبتني فشاركت.

- كذلك شاركت في مسلسل «آخر أيام الحب» للمخرج وائل رمضان، لكن العمل لم يحظ بالكثير من المتابعة، ما السبب؟
لا أعلم كيف يتم اعتماد المعايير التي ينجح بها عمل ويفشل آخر، وشخصياً لم أتمكن من متابعة العمل وانما لدي شعور بأن الناس تابعوا كل العمل خصوصاً أنه تحدث معي الكثيرون عنه وأبدوا إعجابهم بالقصة وهذا يعني أن الجمهور تابعه. ومن ناحية أخرى فحتى الآن ليس لدينا معايير دقيقة للجزم بنجاح عمل أو فشله، فوجهات النظر مختلفة ومتباينة تجاه أي عمل فني.

- على أي أساس جاءت اختياراتك للأعمال الفنية هذا العام؟
كانت النصوص الدرامية جيدة، كما أنني حاولت نوعاً ما ألا أكرر نفسي. وقد أتاحت السيناريوهات المعروضة علي هذا الأمر، فالشخصيات كانت مكتوبة بشكل جيد والأعمال كانت متميزة.
أما مخرجو تلك الأعمال فكانوا أناساً مبدعين وظرفاء في تعاملهم، وعلى هذا الأسس وافقت على هذه الأعمال.

- في الوقت الذي كرّست كنجمة من نجوم الفن هذا العام، لم نلحظ وجوداً لأختك الفنانة لورا أبو أسعد، ما السبب؟
شاركت لورا مع المخرج رامي حنا هذا العام، وأيضاً في مسلسل «تحت المداس». وقد حاولت أن تخفف ظهورها. ومن جهتي لا أرى هذا الاختيار سلبياً، وفي النهاية الأمر يعود لها، فمن حق أي فنان أن يأخذ استراحة من فترة الى أخرى ولأكثر من سبب.

- هل تقصدتما عدم الظهور معاً؟
عملنا معاً في نفس العمل في مسلسل «على قيد الحياة»، وإذا لم نظهر معاً فذلك مصادفة ليس إلا.

- أرجىء عرض مسلسل «فنجان الدم» لعام كامل. هل حقق العمل بعد عرضه ما حققه المسلسل البدوي «صراع على الرمال» العام الماضي؟
أعتقد أن فنجان الدم حقق النجاح وهو عمل مهم على أكثر من صعيد، ففيه دراما غنية وقد أحبه الناس وكانوا في حالة انتظار له. وأعتقد أنه نجح ولفت الأنظار رغم طغيان الأعمال الاجتماعية وحضورها الواسع.

- أنت من الفنانات الشابات اللواتي شققن طريقهن في الفن خطوة بخطوة، لكن بعض الفنانات انطلقن نحو النجومية كالصاروخ ومازلن في تلك المرتبة من الشهرة، ما السبب؟
لا يمكنني التحدث عن غيري، وما يهمني شخصياً أن أشتغل حتى أجد النتيجة المطلوبة في عملي. من جهتي أفضل ألا أقفز فوق المراحل أو أسبق الأمور وأرغب في أن يأخذ كل شيء وقته اللازم حتى يصبح ثابتاً وليس مجرد فورة أو موضة.

- صرحت سابقاً أن المشاركة في مجموعة أعمال في العام الواحد شيء من التنازل الذي لا يجوز في الفن ونراك هذا العام في أكثر من مشاركة، هل غيّرت مفهومك بغية تحقيق حضور أكبر  في الساحة؟
لم يكن التصريح بهذا الشكل. وقلت وقتها إنني لست مع المشاركة في حالة التكرار، وإذا استطاع الفنان أن يقدم فروقاً في الشخصيات وتمايزاً فلماذا لا يشارك في أكثر من عمل؟

- هل وصلت إلى اقتناع بأن النجومية تحتاج إلى التحرك والشهرة؟
حسب المرحلة التي أصل إليها والمعطيات المحيطة، فإن وصلت الفنانة مثلاً إلى النجومية قد لا تحتاج إلى أعمال كثيرة وقد يكفي عمل متميز حصل مع الفنانة سلافة معمار. وأعتقد أنني في مرحلة أحتاج فيها لأن أعمل أكثر من عمل واحد حتى يكون لي وجود متميز.

- ظهرت العام الماضي مجموعة أعمال جديرة بالمشاركة ومع ذلك لم تشاركي وهذا العام شاركت في أكثر من عمل، ما سبب هذا التحول المفاجئ في قراراتك؟
منذ أن تخرجت وضعت لنفسي شروط الاختيار ولم أرغب في أن أعمل كيفما كان حتى أنني لم أؤخذ بمسألة ضرورة الحضور. لذلك أخذت وقتي وتمهلت حتى أصل إلى ما أريد.

- إلى أي مدى ساهم وجود أختك الفنانة لورا أبو أسعد قبلك في إغناء تجربتك الفنية؟
منذ أن كنت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية تخوفت من هذا الأمر وكان عندي رفض شديد لأن تساعدني أختي لورا في الفرص الفنية، وفضلت أن أبذل جهدي وأصل إلى شخصية فنية لها استقلاليتها. وبالفعل وصلت إلى درجة أخافتني بأن تختلط الأمور ويفهم حضوري الفني على انه نتيجة الدعم لا موهبة وكان قراري أن يكون لي شخصية مستقلة وأصل بيدي وجهدي. ومن جهة ثانية لابد للورا أن تغني تجربتي الفنية في جوانب أخرى وليس بالدعم.

- كيف تقيمين تجربة أختك الفنية وهل تنتقدينها في بعض الأدوار التي جسدتها؟
في عائلتنا لا نتجاهل بعضنا البعض ونحكي عن السلبيات كما الإيجابيات، وأنا أحترم تجربة لورا بشكل كبير خصوصاً أنه لم تساعدها الظروف وشقت طريقها بقوة وإرادة.

- هل تتناقشان في الأدوار المعروضة عليك وهل تقبلين برأيها؟
في البدايات لم أكن أسألها، ومن المؤكد أننا نحتاج دوماً لمن يكون معنا خصوصاً أن مجالنا يفترض التعاون لكن على العموم الدور الجيد يكون واضحاً مثل عين الشمس.

- هل تعملين في شركة الإنتاج التي أسستها مؤخراً ولماذا لم نرَ عملاً باسم الشركة هذا العام؟
لا لم أشتغل بها كما كانت لورا منشغلة بالتصوير في الفترة الماضية، أما الشركة فهي في طور التأسيس وقد نفذت أعمالاً كثيرة في مجال الدبلجة، أما الأعمال الدرامية فهي قيد الدراسة مبدئياً.

- هل ساهم عملك في دبلجة المسلسلات التركية في تقديمك بشكل أكبر للجمهور؟
لا أعلم، لكن أعتقد أنني توبعت من خلالها خصوصاً أن مشاركاتي فيها كانت واسعة ومن المحتمل أنها جلبت لي الشهرة خصوصاً أن الصوت من الأشياء المهمة جداً في عالم التمثيل.

- من هو الفنان الذي ارتحت أكثر بالعمل معه وكذلك الحال مع فنانة من الوسط؟
الحمد لله كل من عملت معهم وجدت الراحة والإنسجام معهم، والفنان عندما يرتاح مع من حوله فإنه يحصل على نتائج مهمة في عمله.

- كيف تتعاملين مع مظاهر الفساد في الوسط الفني إن كان النميمة أو مشكلات التنافس والغيرة غير الشريفة، وهل تعرضت لذلك مؤخراً؟
كنت سعيدة مع الزملاء الذين تعاملت معهم ولم تحصل أي حالة سلبية ولا أنتبه لكل هذه الأمور. وخلال السبع سنوات التي عملت فيها في الوسط الفني لم أعط الاهتمام لما يقال، فالتركيز على العمل أكثر جدوى عندي من التلاسن والانشغال بأمور كهذه.

- فضلت في لقاء سابق الكوميديا على غيرها من أنواع الدراما لكن لم نرك في تلك الأعمال، هل السبب أن ملامحك لا تؤهلك للعب أدوار كوميدية؟
لا أظن ذلك وهذا الكلام ليس دقيقاً. هذه السنة لم يكن هناك أصلاً أي عمل كوميدي رغم أن الناس بحاجة إلى تلك الأعمال لأن حياتها مليئة بالضغوط على الصعيد الشخصي والصعيد العام.

- ألا تخافين من تحديدك ضمن أدوار الفتاة الرومانسية الرقيقة؟ وما هو الدور الذي تطمحين الى أدائه؟
بشكل عام لم تنحصر أدواري في الشخصيات الرومانسية بل كانت متنوعة، فدوري في مسلسل «فنجان  الدم» مختلف عن دوري في مسلسل «آخر أيام الحب». وأنا لست مع تكريس الممثل في أي لون مهما كان، لذلك كنت حريصة على المشاركات المختلفة التي أبعدتني عن التقولب، فظهرت بأكثر من شخصية وأداء. وأتمنى ألا يراني المخرجون ضمن قالب واحد ولون واحد، خاصة أن لديّ القدرة على التلون والتعدد في الأداء.

- هل هو عام الحظ بالنسبة الى ميسون، وهل تعتبرين هذا الموسم موسم ولادة النجمة ميسون أبو أسعد؟
كنت محظوظة لا أنكر ذلك وقد صبرت ونلت، وأعتبر ذلك ثمرة انتظار واختيارات صعبة.

- ما رأيك في ما عرض من أعمال هذا العام؟ وما هو العمل الذي أحببته ولم تعملي فيه؟
الأعمال كانت متميزة جداً وحصدت متابعة جيدة. وأعجبني مسلسلا «سحابة صيف» و «زمن العار».

- من هم نجوم العام؟
رأيت ممثلين وممثلات متميزين ولم تنحصر الحالة بممثل أو ممثلة. لكن لابد من القول ان سلافة معمار مثلاً قدمت جهداً رائعاً ومتميزاً في مسلسل «زمن العار»، وكذلك الفنانة كاريس بشار في أكثر من دور لها هذا العام، والفنانة ندين تحسين بك. ومن الشباب ولفتني بسام كوسا وتيم حسن وباسم ياخور ومكسيم خليل.

- ما هو العمل الأكثر تكاملاً هذا العام؟
لا يجوز أن أصدر أحكاماً والناس والجمهور هم الأكثر مشروعية في هذه الأحكام.

- هل تابعت شيئاً من الدراما المصرية أو الخليجية وهل هناك تقدم في هذا المجال؟
وجدت أن الدراما العربية ككل تتطور وتتحسن مفرداتها بشكل دائم إضافة إلى تطور عناصرها بشكل عام، وقد وجدت أن كوادرها تزداد وتتطور بتطور تلك الأعمال. وقد دهشت بحق بأداء الفنان عبد المحسن النمر وأوجه له تحية بهذه المناسبة، فتجسيده لشخصية الشاعر الحر الحالم بالفروسية في مسلسل «فنجان الدم» كان رائعاً. كما أن النجمة يسرا كانت مبدعة بحق في مسلسل «خاص جداً»، والفنان باسم ياخور في مسلسل «حرب الجواسيس» وغيرهم من الفنانين. أما الأعمال الدرامية فكان مسلسل «ابن الأرندلي» أفضلها.

- هل أنت مع الارتباط الفني وماذا عن حياتك الشخصية؟
ليس عندي أي شرط مسبق تجاه الموضوع لا من ناحية إنسانية ولا من ناحية عمله في الوسط الفني. فهناك من يرتبط من الوسط الفني فينجح بشكل كبير وبالعكس. والزواج الفني كغيره من الزيجات قد يكتب له الفشل أو الاستمرار مدى الحياة. وفي النهاية على الإنسان أن يبحث عن الشخص الذي يتفاهم معه قبل أي شيء آخر.

- ما هو مستقبل الدراما السورية؟
إذا بقيت الدراما السورية ملتزمة بقضايا معاصرة فإنها تضمن النجاح.

- هل ترين أن خريجات المعهد المسرحي هن الأحق بالعمل الفني؟ وماذا عن الفنانات النجمات اللواتي دخلن الفن عن موهبة؟
ليس خريجوا وخريجات المعهد المسرحي الأحق ومجال الفن واسع جداً، وحتى في هوليوود عاصمة الفن فنانون غير أكاديميين. فالفن ليس حكراً على الدارسين وهو مجال مفتوح للجميع وإن كان المعهد يساهم بشكل كبير في تعلّم آلية التناول للأدوار والشخصيات، لكنه ليس الوحيد الذي يشرع الدخول إلى عالم الفن رغم أنه في غاية الأهمية اذا أدرك الفنان استثمار خبراته إلى جانب موهبته...