منى زكي..عشت إحباطاً وفراغاً

حنان ترك, فيلم قصير, أحمد السقا, غادة عادل, أحمد حلمي, سلمى المصري, كريم عبد العزيز, منى زكي, شريف منير, منة شلبي , سامية فهمي, خالد يوسف , عمرو سعد , وحيد حامد , هند رستم, ممثلة مصرية, يسري نصرالله, آسر ياسين, الوسط الفني, مهرجان القاهرة السينمائي ا

19 يناير 2010

غياب طويل منذ فيلم «تيمور وشفيقة»، وعودة مكثفة بثلاثة أفلام هي «احكي يا شهرزاد» الذي أثار الهجوم ضدها و«ولاد العم» الذي اتهمه البعض بالمبالغة، و«أسوار القمر» الذي لم يُعرض بعد. وما بين الغياب والعودة كانت صامتة لا تتحدث، فلم يكن لديها، كما قالت لنا، ما تتحدث عنه، خاصة أنها لا تحب الظهور بلا داعٍ، لكن تلك الفترة التي لم تتحدث فيها كانت كما اعترفت لنا كانت صعبة، عاشت فيها إحباطاً وفراغاً.
نتحدث عن النجمة منى زكي التي فتحت لنا قلبها واعترفت بالكثير، فتكلمت عن علاقتها بالسقا وكريم عبد العزيز وحنان ترك، ولم تتردد في أن تعترف بأنها بلا صداقات حقيقية في الوسط الفني، ورفضت اتهامها بتجاوز الخطوط الحمراء، وفجرت مفاجأة بعثورها أخيراً على عمل سيجمعها بزوجها أحمد حلمي، وتكلمت عن رفضها العمل مع خالد يوسف والمقارنة بمنة شلبي، وشرطها لتقديم قصة حياة هند رستم على الشاشة، وحياتها بعيداً عن الأضواء أيضاً، ماذا تقرأ وكيف تحافظ على رشاقتها؟ وما هو العناء الذي طلبت من زوجها أن يخلصها منه؟

- فيلمك الأخير «ولاد العم» تناول علاقة مصر بإسرائيل، لكن هناك من يرى أن هذه الأفلام أصبحت موضة قديمة، ما رأيك؟
لا أوافق على هذا الرأي، فلابد أن نتذكر دائماً صراعنا مع إسرائيل، خاصة أن الجيل الجديد لا يعرف شيئاً عن العدو، وربما ينسى البعض أن إسرائيل عدو لمصر والدول العربية، ويظنون أنها عدو لفلسطين فقط. لذلك لابد أن نقدم هذه الأعمال حتى يتعلم شبابنا ويأخذ حذره، خاصة بعد تزايد حالات زواج شباب مصريين وعرب من إسرائيليات ينفذن المخطط، ويأخذن هؤلاء الشباب للعيش في إسرائيل فينسون أوطانهم.

- ضمن أحداث الفيلم تترددين في مساعدة الضابط المصري للإيقاع بزوجك الضابط الإسرائيلي، الى درجة أنك طلبت عدم إيذائه، ألم تخشي من عدم تعاطف الجمهور معك بسبب هذا الموقف؟
هذه الزوجة كانت تحب زوجها وعاشت معه سبع سنوات كاملة، كان يهتم بها ويدللها ويعاملها بشكل مختلف عن طبيعة الرجل الشرقي، فهو يساعدها في رعاية أبنائها ويهتم بهم، لذلك اطمأنت معه. كما كانت وحيدة ليس لها في الدنيا سوى زوجها وأبنائها، وكان دائماً يشعرها بأنها ضعيفة جداً ولا تستطيع العيش بعيداً عنه. وورغم هول صدمتها عندما اكتشفت هويته، لم تستطع أن تشارك في إيذائه، هذا بالإضافة الى عدم ثقتها بأن الضابط المصري يستطيع مساعدتها، ولذلك كان التردد طبيعياً والجمهور اقتنع به في سياق الأحداث.

- هناك اتهام لأبطال فيلم «ولاد العم» بإظهار إسرائيل بلداً نظيفاً وجميلاً، هل قمتم بالتصوير في تل أبيب؟
لا طبعاً، صورنا في جنوب أفريقيا، وهي بلاد ساحرة طبيعتها جميلة، وأصبحت من أشهر أماكن التصوير في العالم، حتى أن معظم الأفلام الأجنبية يتم تصويرها هناك لوجود أماكن تشبه أميركا وأوروبا. لذلك وقع اختيار المخرج شريف عرفة عليها لتصوير مشاهد تل أبيب، وكان من المستحيل تصوير المشاهد في إسرائيل، والقصد الحقيقي من إظهار تل أبيب نظيفة هو تحفيز الجمهور على الاهتمام ببلادنا وتطويرها.

- هناك بعض الجمل والمواقف التي أبرزت الشعب الإسرائيلي متطوراً، وأظهرت إسرائيل تسودها العدالة بعيداً عن الوساطة التي تسود العالم العربي!
لم يكن هذا بهدف تجميل صورة إسرائيل ولكن بهدف إبراز طريقة الصهاينة في الترويج لأنفسهم ولبلادهم، وفي الوقت نفسه أظهرنا تناقض كلامهم وكذبهم.

- هناك أحداث في الفيلم مبالغ فيها، من بينها سهولة تسلل الضابط المصري كريم عبد العزيز الى الموساد الإسرائيلي، مما جعل البعض يرى هذه التصرفات كوميدية، فما ردك؟
ليست مبالغة كما يدعي البعض، وذلك وفقاً لتأكيد رجال المخابرات الذين أكدوا لي شخصياً أنهم كانوا يقومون بأشياء ومواقف أكثر من ذلك بكثير، ولكنهم للأسف ممنوعون من الحديث عنها إلا بعد مرور ٢٥ عاماً، وبعدها سوف يكتشف من هاجم الفيلم أننا لم نبالغ. لكن المخابرات المصرية فعلت من أجل مصر أكثر من ذلك. ومن انتقد سهولة دخول الضابط الى شبكة الموساد لم يلتفت إلى أنه لم يستطع الخروج سالماً، واكتشفنا في النهاية أنه كان مجرد تخطيط من الضابط الإسرائيلي (شريف منير) لاصطياده.

- كيف صورت مشاهد الأكشن والمطاردات وكيف تعاملتِ مع الطفلين؟
مشاهد الأكشن التي تحدثت عنها اعتبرها أسهل المشاهد في هذا الفيلم، خاصة أننا تعاملنا في جنوب أفريقيا مع مجموعة من الخبراء البارعين في تصوير الأكشن، وكل هذه الصدمات التي أبرزتها الأحداث كانت مصطنعة، وكنا نقوم بها أنا والطفلان. وعندما اصطدمت السيارات وانفجرت كنا خارجها، وبعيداً عن ذلك. فالأكشن تخصص فيه شريف منير وكريم بشكل يفوقني، أما الطفلان فكانا في غاية الذكاء وكان التفاهم بيننا سهلاً لأنهما موهوبان.

- هل أزعجك تسويق الفيلم باسم كريم عبد العزيز؟
هذه مقاييس السوق ولا تفرق معي أبداً، ولم أشغل نفسي بترتيب الأسماء أبداً، وما يهمني هو الجمهور الذي يدخل الفيلم ويخرج يتذكر دوري. والحمد لله ردود الفعل كانت جميلة جداً على دوري وأدوار زملائي، وهذا في نظري النجاح الحقيقي.

- البعض قارن بين موقفك السلبي في فيلم «ولاد العم»، وموقف منة شلبي الوطني في مسلسل «حرب الجواسيس». ألم تخشي هذه المقارنة؟
المقارنة لا تجوز بيني وبين منة شلبي  لأن الدورين مختلفان وطبيعة العمل مختلفة، فأنا لا أقوم بدور مناضلة سياسية وليس لي علاقة بالسياسة، وإنما لعبت شخصية امرأة حاولت وفقاً لقدراتها المحدودة أن تنتصر لوطنها وتعود إليه، وهو دور يتناول الحالة الإنسانية. أما منة شلبي فقامت في المسلسل بدور «سامية فهمي»، وهى مناضلة ووطنية لها ظروف أقوى بكثير من ظروفي، فهى صحافية ومثقفة تشتغل بالسياسة، ولكن «سلوى» ست بيت بمؤهل دبلوم، لذلك أرفض مقارنة دوري بدور منة شلبي.

- هذه التجربة الرابعة التي جمعتك بالفنان كريم عبد العزيز، ما الذي يجذبك للعمل معه؟
كريم إنسان طيب جداً وتلقائي وخفيف الظل، ويستطيع أن يجعلني أضحك بلا  توقف. ومع أنه يقدم أفلاماً جميلة وناجحة يحبها الجمهور، فإنه لم يستطع أن يُظهر الجانب الكوميدي في شخصيته حتى الآن.

- هل هي دعوة منك له لينافس زوجك الفنان الكوميدي أحمد حلمي؟
لا بد أن يبادر كريم عبد العزيز بتقديم فيلم كوميدي يختلف عن طبيعة الأفلام الاجتماعية التي تضم بعض المواقف الكوميدية الخفيفة. أما أحمد حلمي فهو كوميديان رائع، ولكن على الجانب الآخر في الحياة العادية حلمي لا يكون «كوميديان» طوال الوقت بعكس كريم عبد العزيز الذي يُضحكني طوال الوقت.

- وما السر في النجاح الذي تحققه أعمالك مع الفنان أحمد السقا؟
هناك كيمياء غريبة بيني وبين أحمد السقا، ولن تصدقوني عندما أقول لكم إنني أعرف ما يريد أن يقوله حتى قبل أن ينطقه، وهو كذلك. فنحن نتفاهم بمجرد النظر، وهذا التفاهم يظهر على الشاشة ويلحظه الجمهور.

- لماذا لم يجمعك عمل مع زوجك أحمد حلمي طوال هذه الفترة؟
لا أعرف السبب ولكن كثيراً ما ننتظر هذه الفرصة، وللأسف حتى الآن لم تأت. لكنه يتمنى مثلي أن نجد السيناريو الذي يسمح بوجودنا معاً في دورين مناسبين لكل منا، ولا أخفي عليك اننا نتلقى عروضاً كثيرة ولكن للأسف لا تكون مناسبة، لذلك نرفضها حرصاً على الجمهور الذي يحترمنا.

- قدمت مع أحمد حلمي مجموعة من الإعلانات، فهل اختلف شعورك أثناء الوقوف معه أمام الكاميرا عن أي فنان آخر؟
بالفعل تغمرني سعادة كبيرة جداً عندما أكون في انتظار اليوم الذي نصور فيه مشاهدنا في إعلان السيارات، وطوال فترة تحضيري قبل التصوير أكون سعيدة لأنني سوف أقف أمام حلمي. ولا أخفي عليك أنه يجمعنا تفاهم كبير جداً أمام الكاميرا، وهذه نعمة كبيرة بالإضافة إلى التفاهم الذي يجمعنا في المنزل.

- وما حقيقة وجود مسلسل تلفزيوني يجمعكما في رمضان المقبل؟
هناك فكرة لمسلسل مميز جداً نشارك في بطولته، ولكن الحقيقة أنه لن يلحق العرض في شهر رمضان المقبل لأنه مازال في مرحلة الكتابة ويحتاج الى وقت طويل، وقد يكون جاهزاً للعرض في رمضان بعد المقبل.

- الملاحظ أنك تغيبين عن الكثير من المناسبات الاجتماعية في الوسط الفني، هل تفتقدين الصداقة داخل الوسط؟
بمنتهى الصراحة ليس لي صديقات من الوسط الفني بالمعنى الحقيقي للصداقة، وصديقاتي جميعهن من خارج الوسط، وبالتحديد البنات اللواتي نشأت معهن وتعرفت عليهن منذ أن كنت في السادسة من عمري. ولكن في المقابل أحاول أن أحافظ على علاقة الزمالة الطيبة مع زملائي، فالصداقة صعبة في الوسط الفني، ولم استطع تحقيقها حتى الآن. وبالمناسبة أنا أكثر فنانة تعاونت مع نجمات جيلي ولا أرفض مشاركة أي منهن في الأعمال الفنية.

- كانت هناك صداقة تربطك بالنجمة حنان ترك وتردد أخيراً أن العلاقة بينكما تراجعت بعدما تحجبت، هل هذا صحيح؟
هذا الكلام غير صحيح وليس لي شأن بحجاب حنان ترك، فكل إنسان حر في اختياراته. كما أنني لست وصيةً على أحد لأفرض رغبتي عليه. وعلاقتي كما أوضحت جيدة جداً بحنان ترك وجمعتنا مكالمة هاتفية منذ أيام قليلة، ونطمئن على بعضنا وعلى الأولاد باستمرار.

- هل شاهدت حنان فيلمك الأخير «ولاد العم»؟
اتصلت بي لتهنئني بعد أن سمعت ردود الفعل الإيجابية على الفيلم، ووعدتني بأنها ستذهب الى السينما لمشاهدته  لتخبرني عن رأيها. وبالمناسبة حنان ترك وقفت بجواري مؤخراً عقب هجوم البعض عليّ بسبب فيلم «احكي يا شهرزاد» وهنأتني على الفيلم، ودعمت موقفي جداً وهذا موقف جميل منها.

- خطواتك السينمائية تبدو غير مفهومة، فمرة بطولة فيلم يحمل اسمك مثل «احكي يا شهرزاد»، ومرة أخرى بطلة أمام كريم عبد العزيز في «ولاد العم»، ثم بطلة مطلقة من جديد في فيلم مثل «أسوار القمر»!
في الواقع أنا دائماً أسعى وراء الدور الجيد سواء كان هذا الفيلم لي أو لنجم آخر معي، ففي فيلم «أسوار القمر» كان من المقرر أن يشاركني اثنان من الوجوه الجديدة، لكن بعد ذلك فكرنا مرة أخرى ورشحنا عدة ممثلين آخرين كان من بينهم عمرو سعد وآسر ياسين، والاثنان أديا دوريهما بشكل رائع.

- فيلمان في عام واحد «احكي يا شهرزاد» في موسم الصيف و«ولاد العم» في موسم العيد، هل هذا تعويض عن فترة غيابك بعد فيلم «تيمور وشفيقة»؟
عشت فترة طويلة من الإحباط بسبب الفراغ الذي كنت أعانيه خلال توقفي عن العمل، ولكن كنت مضطرة للجلوس في المنزل، وكنت أمضي وقتي في رعاية ابنتي «لي لي» وزوجي، فهو كان مشغولاً في هذه الفترة في تحضير فيلمه، وبصراحة لم أكن سعيدة مما أثر على علاقاتي بمن حولي. لذلك فكرت في أن أبحث عن مشروع أشغل نفسي به، وفتحت شركة الإنتاج، بالإضافة الى اهتمامي بالقراءة. وبدأت أقرأ نوعيات جديدة من الكتب لم أقرأها من قبل مثل علم النفس والسياسة والطب البديل.

- بمناسبة الحديث عن شركة الإنتاج، هل لجأت اليها كمشروع تجاري؟
أولاً شركة الإنتاج ليست لي بمفردي فهي شراكة بيني وبين صديقتي المخرجة غادة سليم. وكما قلت لك لجأت الى هذا المشروع في البداية لكي أشغل وقت فراغي في عمل مهم ويكون له علاقة بالفن، ولكن لم يكن هدفي أبداً التجارة. وفي البداية حققت الشركة الهدف المطلوب منها وانغمست في العمل، وانشغلت بمجموعة من البرامج التي انتجتها  الشركة، ولكن بعد ذلك وجدت نفسي ابتعد عن المشروع بعض الشيء لأنني شعرت بأنها ليست مهنتي واكتشفت أنني لا أحب الإنتاج،  لذلك أصبحت أتابع الأمور من بعيد.

- وهل فكرت في الإنتاج لنفسك؟
لم أضطر لذلك، فأنا أتلقى عروضاً كثيرة من شركات إنتاج مختلفة، فالمنتج ليس هو المشكلة ولكن الأصعب أن أجد العمل الجيد، وهو أمر يحتاج إلى الصبر وعدم التسرع.

- واجهت موجة كبيرة من الهجوم عليك في فيلم «احكي يا شهرزاد» بسبب بعض المشاهد التي اعتبرها البعض جريئة بالمقارنة بأعمالك السابقة، هل هذا يعني أنك قررت تغيير اختياراتك الفنية، وهل يمكن أن تعملي مثلاً مع المخرج خالد يوسف الشهير بجرأة أفلامه؟
لم أجد في فيلم «احكي يا شهرزاد» مشاهد ساخنة أو جريئة كما يدعي البعض، كما لم أقدم مشهداً ساخناً واحداً ليهاجمني أحد عليه، لذلك كنت أتعجب من هذه الأقاويل، خاصة أن فيلم «احكي يا شهرزاد» يمكن تصنيفه أنه فيلم جاد للمؤلف الكبير وحيد حامد ومخرج مهم مثل يسري نصر الله، لذلك أرفض أن يعتبر البعض هذا الفيلم خطوةً تجاه الإغراء كما يقولون. أما بالنسبة الى المخرج خالد يوسف فلا أحب التحدث عنه ولا عن أفلامه.

- هل ترفضين المشاركة في بطولة أحد أفلامه إذا طلب منك ذلك؟
طبعاً، أرفض التعامل مع المخرج خالد يوسف والظهور في أي فيلم له لأنني لا أحب المنطق الذي يفكر به، كما أن طريقتي الفنية مختلفة تماماً عن طريقته.

- أفهم من كلامك أنه لا تزال لديك خطوط حمراء؟
لا بد أن تكون الممثلة قادرة على تقديم كل الأدوار وكل المشاهد مادامت هذه المشاهد ضمن سياق الدراما، الا ان عندي خطوطاً حمراء لا يمكن أن اتعداها، فهناك بعض المشاهد التي أرفضها، وهذا ليس شيئاً مميزاً لديّ أفخر به وليس عيباً عند فنانة أخرى تقبل هذه المشاهد، فكل فنانة لها حساباتها واقتناعاتها.

- غادة عادل شاركت في لجنة تحكيم «مهرجان القاهرة السينمائي» هذا العام وقبلها الفنانة داليا البحيري. أين أنت من المشاركة في لجان تحكيم مهرجان بلدك السينمائي؟
تلقيت عروضاً كثيرة للمشاركة في لجان التحكيم بالمهرجانات السينمائية المختلفة، ولكنني دائما أرفض ليس لانشغالي بأعمال فنية كما يظن البعض، ولكن الحقيقة أنني أجد اني حتى الآن لا امتلك الخبرة التي تؤهلني للقيام بهذا الدور لأنني أجد أن اسمي ما زال صغيراً وأعمالي قليلة، وتجاربي أقل من أن تجعلني أحكم على مجهودات وإبداعات لصناع سينما من مختلف أنحاء العالم، لذلك أعتذر عن هذا الدور لأنني أجد أن الوقت مازال مبكراً.

- شاركت في حملة إعلانية لإحدى شركات مستحضرات التجميل، فهل تحرصين على التأكد من جودة المنتج الذي تعلنين عنه؟
بالفعل لا أقبل الإعلان على أنه مكسب مادي فقط، ولكن قبل كل شىء لا بد أن أتأكد بنفسي من جودة الأشياء التي أقوم بالترويج لها لأنني أضع في اعتباري ثقة الناس الذين يعتبرونني تحبني وتعتبرني قدوة لهم وواحدة منهم، لذلك يتبعني كثر  منهم ويصدقون ما أقوله، وأنا لا أقبل أن أخدعهم أو أساعد أحداً في ذلك، والجودة شرط أساسي. أما الإعلانات فهي فكرة مشروعة يقبلها نجوم العالم ولا أجد فيها خسارة بل هى مكسب بكل المقاييس.

- وهل قررت مقاطعة مسلسلات السيرة الذاتية بعد الهجوم على مسلسل «السندريلا». الذي قدمت فيه مشوار سعاد حسني؟
مسلسل «السندريلا» لم يفشل، وأنا قبلت هذا المسلسل بسبب الجوانب الدرامية والإنسانية في حياة هذه النجمة الرائعة التي أحب فنها الملايين دون أن يعرفوا شيئاً عن حياتها ومعاناتها وأشياء كثيرة أبرزها المسلسل، لذلك أجد في أعمال السيرة الذاتية أهمية كبيرة لأجيال لا تعرف أشياءً كثيرة عن أشخاص تحبهم. وأنا لم أقاطع مسلسلات السيرة الذاتية ولكن أقبلها بشرط أن تكون حياة هذه الشخصية مليئة بأحداث درامية تستحق ذلك.

- تحدث البعض عن مشروع مسلسل يتم تحضيره عن حياة ملكة الإغراء هند رستم، هل تقبلين هذا الدور إذا عرض عليك؟
هند رستم رمز كبير من رموز السينما المصرية، وهي سيدة جميلة بكل المقاييس قدمت مجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية الناجحة، ولم تجد لها منافساً في الجمال والدلال والموهبة، ويشرفني تقديم مسلسل عن حياتها. ولكن للأسف لا أعرف أشياءً كثيرة عن حياتها الشخصية، ويبقى الشرط الأساسي أن تكون في حياتها الإنسانية جوانب درامية وأحداث تستحق عرضها ليستمتع بها الجمهور.

- وما هي حكايتك مع دورات التمثيل الأميركية، هل تجدين انك ما زلت في حاجة الى الدراسة؟
لا أجد في ذلك عيباً، فالنجوم في الغرب لا يتوقفون عن الدراسة في أي مراحل عمرية، بل يحرصون على الدراسة لتدريب حواسهم وتنشيط أحاسيسهم. ولذلك أجد نفسي طوال الوقت في حاجة الى الدراسة، ومؤخراً تلقيت دورة تدريبية على يد آل باتشينو. وهذه الدراسات أشعر أنها تجعلني أكثر استمتاعاً بالتمثيل. وقد تابعت دورة في أميركا للاستعداد لتصوير فيلم «أسوار القمر»، خاصة أنني أقوم بدور فتاة اسمها «زينة» تفقد بصرها وتصبح كفيفة، وهذه المشاهد ليست سهلة وتحتاج الى دراسة.

- بعض النجوم خاضوا تجربة تقديم البرامج، ألا تفكرين في التجربة؟
للأسف ليس عندي هذه الموهبة وأجد أنها مهنة جميلة، فرغم كوني درست في كلية الإعلام أنا لا أجيد سوى التمثيل وهو كل حياتي، ولا أحب أن أقحم نفسي في مجالات أخرى.

- كثير من الناس لا يعرفون أنك بدأت التمثيل وأنت طفلة، حدثينا عن البداية؟
بدأت التمثيل وعمري اثنا عشر عاماً أمام الفنان الكبير محمد صبحي في مسرحية بعنوان «بالعربي الفصيح»، وكان هو مخرجها. حصل ذلك عن طريق الصدفة، فقد اصطحبني أهلي الى المسرح لنشاهد المسرحية لأنني كنت من عشاق الفنان محمد صبحي وما زلت طبعاً، وعندما شاهدني طلب مني اجراء تجربة، وعندما اختبرني وجد أنني موهوبة، وأصر على أن أكمل معه المسرحية. وفي الحقيقة هذه التجربة كانت بمثابة أول دراسة فنية حصلت عليها في حياتي من فنان كبير مثله، ولذلك أعتبر ان محمد صبحي صاحب فضل كبير عليّ.

- كانت هناك معارضة من والدك الذي رفض أن تكوني ممثلة، فكيف تغلبت على ذلك؟
والدي سمح لي بخوض التجربة الأولى على مسرح الفنان محمد صبحي، لاقتناعه بأن الأمر كان صدفة وأنني سوف أخوض التجربة ثم أتركها مثل أشياء كثيرة نجحت فيها، ثم مللتها وتركتها. وبعد أن انجزت دراستي التي تعادل الثانوية العامة ألحقني والدي بالجامعة الأميركية، ولكنني تركتها والتحقت بمعهد الفنون المسرحية. ثم اكتشف والدي غيابي عن الجامعة ومنعني من الذهاب الى المعهد وبعدها التحقت بكلية الإعلام، ثم فوجئت بالمخرج إسماعيل عبد الحافظ يبحث عني وحصل على رقم هاتفي من الفنانة رانيا فريد شوقي زميلتي في المعهد. وبالفعل شاركت في بطولة مسلسل «العائلة والناس» أولى تجاربي في التلفزيون.

- تقولين إن هناك أشياء تعلقت بها ثم تركتها، مثل ماذا؟
نعم كثيراً ما أتعلق بأشياء وألعاب وهوايات وأظن أنها ما كنت أبحث عنه، ولكن بعد فترة معينة من النجاح فيها والتعود عليها أجد نفسي انشغل بأشياء أخرى بعيدة عنها. مثلاً  كنت أمارس الجمباز والسباحة، وكنت بارعة فيهما. ثم مارست التنس فتعلقت بها فترة وتركتها، ولكن يبقى التمثيل أجمل هواياتي وأطولها عمراً بعد أن أصبح بيننا حالة عشق.

- ما الوصفة التي تعتمد عليها منى زكي للحفاظ على رشاقتها؟
الرياضة هي الحل السحري لأغلب مشكلات الرشاقة وهي الضمان الوحيد للحصول على جسم رشيق، والأهم من ذلك الحفاظ على الشباب واستمرار الصحة. لذلك أحرص دائماً على السير قرب المنزل لفترة طويلة، هذا بالإضافة الى حرصي على الذهاب الى قاعة الرياضة لمدة ستة أيام في الأسبوع. ولكن في الحقيقة هذا الجدول لا يسير بانتظام طوال العام، ففي الأيام التي أكون ملتزمة فيها بتصوير فيلم جديد، أكتفي بالذهاب الى قاعة الرياضة مرتين في الأسبوع. أما المشي فهو شيء أساسي في يومي، بالإضافة الى كوني غير «أكيلة» وأحرص على تناول الطعام الصحي والمفيد.

- وما هى علاقتك بالحيوانات خاصة أنني أعرف عشق حلمي للكلاب؟
كان لدينا أربعة كلاب ومجموعة سلاحف وأرانب وطيور كثيرة، ولكنني وجدت أن الأمر مرهق، خاصة أن رعاية الكلاب صعبة جداً، وكنت أضطر لأن أطبخ لها يومياً الأرز واللحوم والعظام. لذلك طلبت من حلمي أن يرحمني من هذا العناء، وبالفعل اكتفينا بكلب واحد وعصافير ومجموعة من طيور اليمام.

طبيبة ومهندسة وممثلة
«عندما كنت صغيرة كنت أُخبر من حولي أنني سوف أصبح طبيبة، ولا أعرف سر حبي لهذه المهنة. وبعدها بفترة كنت قد قررت أن أصبح مهندسة ديكور، وكنت أرى أن هذه المهنة هى الأجمل في العالم، فهي ممتعة جداً، وفيها فن. ولكن بعد حصولي على ما يعادل الثانوية العامة حصلت على مجموع كبير يؤهلني لدخول كلية الطب، التي كنت أحلم بها وأنا صغيرة، ولكن في هذا الوقت تركت الطب لأن قلبي وعقلي تعلقا بالتمثيل، ولم يكن هدفي يوماً أن أصبح مشهورة وموجودة تحت الأضواء، فقد كنت أحب التمثيل في حد ذاته».

تغيير بسبب الشهرة
«الشهرة جعلتني أكثر صبراً وخبرةً بالدنيا، وأصبح لدى قدرة على نسج علاقات اجتماعية أفضل من قبل بكثير، خاصة أنني في البداية كنت خجولة لأنني عشت فترة طويلة من طفولتي خارج مصر، وكنت أتعامل مع الناس بعد عودتي على طريقة الأجانب ولا أجيد فن التعرف على الناس. فأنا عشت بين إنكلترا وأميركا والكويت، ولذلك كان البعض يعتبر هذا تكبراً مني. فكل هذه الأمور استطعت بفضل الشهرة والخبرة التخلص منها، وأصبحت أجيد التعامل مع الجمهور الذي يحبني وأحبه».

تاريخ ضائع
«مؤخراً أصبحت أحب القراءة وأحرص عليها، خاصة بعد انتشار البرامج التي تستضيف كثيراً ممن يزعمون أنهم رواد الفكر والثقافة فيما يقومون بدس أفكارهم التي في الغالب تكون موجهة أو مدفوعة بأهداف معينة تجعلها تشوه الحقائق. لذلك أصبحت ألجأ الى الكتاب والقراءة حتى لا يفرض عليّ أحد أفكاره، خاصة أنني أرى أن كل واحد منا يجب أن يكون معتمداً على عقله ليختار ما يقتنع به ويطبقه. وقرأت مؤخراً كتاباً بعنوان «تاريخ ضائع» لكاتب أردني يتحدث عن تاريخ الإسلام، وكيف يضيع هذا التاريخ يوماً بعد الآخر، بما فيه من طب وهندسة وغيرهما من علوم برعنا فيها، مما جعل العالم ينسى أن الحضارة الإسلامية نجح روادها في التقدم والابتكار والاكتشاف في مجال الطب والهندسة والزخرفة والرياضيات والمعمار، ولكن الغرب أخذ هذه الكنوز، وقام بتطويرها لينسى العالم أن المسلمين هم أصحابها. هذا الكتاب أكثر من رائع وتعلمت منه الكثير».