مذيعة تلفزيون سما دبي سهاد القيسي

كأس دبي العالمي, إعلام عربي, سهير القيسي, قناة العربية, إعلامية, قناة سما دبي, سهاد القيسي, مراسلة , بشرى عبد الصمد, جيفارا البديري, قناة دبي الأولى, إعلام غربي

29 يناير 2010

عراقية الجذور، ايطالية الجنسية، عربية المذاق.
تعشق عملها التلفزيوني، تعمل في قناة «سما دبي»، بينما طموحها بلا حدود. سهاد القيسي التي تعمل في تلفزيون «سما دبي» كمراسلة ومحررة حدثتنا عن مشوارها منذ أن تركت بلاد الرافدين لتحملها السفينة من ايطاليا إلى دبي «لؤلؤة الخليج» كما تقول عنها، فماذا تقول أيضاً عن البداية؟
تقول سهاد القيسي: «نشأت وترعرعت في بلاد مابين النهرين  دجلة والفرات، وهو ما اكسبني الكثير من الهدوء والعذوبة والطيبة  ورائحة الأنهار وثوراتها أحياناً. أكملت دراستي وسافرت مع زوجي مباشرة إلى ايطاليا حيث عملت في البداية في مجال التمثيل، عندما شاهدني أحد أكبر المخرجين الايطاليين وطلب مني المشاركة في فيلم ايطالي اجتماعي. وبعدها تكررت التجارب في أفلام وثائقية واجتماعية، بعدها اتجهت للعمل كمراسلة لإحدى القنوات المحلية في إيطاليا، ثم قراءة نشرة الأخبار. وفي مرحلة تالية انتقلنا إلى دبي وعملت كمترجمة، ومنذ أكثر من عام بدأت عملي في قناة «سما دبي» مراسلة ومحررة أنقل النشاطات والمؤتمرات وكل ما يحدث في دولة الإمارات. وأنا سعيدة بعملي هذا الذي يجعلني أتعرف على كل ما يحدث في وقته.

- كيف تنظرين إلى ما حققته الفتاة العربية في مجال الإعلام حتى الآن؟
دخول المرأة العربية مهنة كانت شبه حكر على الرجال هو انجاز بحد ذاته. وهناك مسيرة رائدة وناجحة وطويلة لكثير من الإعلاميات العربيات، والمرأة العربية الإعلامية تحلت بالشجاعة النادرة لتكون على خط النار تنقل أخبار المعارك، ولا تخشى سقوط القنابل والموت في العراق وفلسطين ولبنان، قد تحولت من مراسل صحفي إلى مراسل حربي. وهناك أسماء كثيرة أولها أطوار بهجت التي ضحت بحياتها إيمانا منها بقضيتها، وبشرى عبد الصمد، وجيفارا البديري. ولا أنسى تغطية شقيقتي سهير القيسي من قناة «العربية» للانتخابات من مدينة الصدر وتنقلها في أحياء بغداد وسط خطورة الحرب الطائفية، وأسماء أخرى لإعلاميات يستحققن التقدير.

- هل تتطلع الإعلامية إلى آفاق أوسع وأرحب في المستقبل؟
بالطبع، لأن كل إنسان يتطلع الى الأفضل عبر التعايش مع المتطلبات العصرية وبناء قدراته وتطويرها وزيادة الخبرات والمهارات والبحث عن المزيد من الفرص في مجالات العمل المتعددة، كل ذلك من شأنه أن يؤدي إلى آفاق أوسع في سبيل سعادة الفرد وأسرته ودائرة مجتمعه الأكبر.

 - ما هي الطموحات والأمنيات التي تتطلعين اليها؟
الطموح مرتبط بتحديد الأهداف أولاً والعمل بآلية معينة لتحقيقه والإصرار هنا عامل أساسي. قد أحيد عن أهدافي في كثير من الأحيان وأغير مساري، لكن طموحي على المدى القصير هو برنامج يحمل أسمي على قناة «سما دبي» وان أقدم نشرة  الإخبار على قناة «دبي الأولى»، حيث اعتز بعملي في مؤسسة دبي للإعلام التي لها الحصة الأكبر من طموحاتي.
التعليم والعمل هما كالبوصلة التي توجه المرء في الاتجاه الصحيح إلا انه توجد معوقات للمرأة والرجل على حد سواء في ظل ما نعيشه من ظروف. وأعتقد أن المرأة المتعلمة والعاملة لها طموحات متعددة فهي صاحبة قرار خارج المنزل في العمل والشارع، ولكن عند دخولها بيتها يبقى طموحها تحقيق حياة سعيدة مع زوجها وأولادها حسب عادات المجتمع وتقاليده.

- لكل شخص جوانب إنسانية، هل تعطينا شيئاً من هذا الجانب؟
أخذت من والدي القوة والشجاعة والكرم والوفاء بالعهد، ومن والدتي الطيبة والإحساس بمعاناة الأخر والصبر. ومنذ طفولتي أتمتع بالبراءة والبساطة والصدق والغضب أحياناً، ولا أقول ما لا أفعل.

- بعد عملك في كل من إيطاليا ودبي، هل يختلف الإعلام العربي عن الإعلام الغربي؟
هناك فرق شاسع. كنت في إيطاليا كواحدة من أكبر دول صناعة الإعلام في العالم والبرامج الاستعراضية الضخمة، فهم مؤسسوا «الشو بزنس» أو صناعة الإعلام، بينما هنا كل شيء موجود من الأجهزة والتقنية والمال. انما هناك قصور كبير في المواهب  والحس الفني والعقول، ونحن لا نعي ذلك، هناك لخبطة لدينا والإعلام عندنا وظيفة وليس علما وفنا. نحن ما زلنا نؤسس برامج على أساس شراء كنبة وكرسي يجلس عليه الضيف ليجيب عن أسئلة مكتوبة سلفاً، وما زلنا نحتفي كل يوم وعلى جميع قنواتنا بولادة مغنٍ وكأنه معجزة وهو البشير الذي ننتظره لحل مشاكلنا العالقة، علماً أنه بإمكاني أن أمضي عمري وأنا أسمع لوديع الصافي ومحمد عبد الوهاب، وأشاهد ثروات مايكل جاكسون دون الحاجة الى شيء آخر فهذا هو غذائي الروحي الحقيقي.

- هل مشاركة النساء في مختلف نواحي الحياة تزيد أعباءها؟
المرأة تستطيع توزيع نفسها بين أكثر من اتجاه بكل دقة، فهي وحدها تستطيع ذلك، والله سبحانه وتعالى حباها بتلك المقدرة. وأرى انها تعتبر العمل عبئاً كبيراً وتقوم به مرغمة، ولا يأتي شيء من داخلها إلا أنها يجب أن تقوم به. والعمل يظل عبئاً عليها إن كانت لا تحبه، أما إن كان ما تقوم به من منطلق حبها وعشقها مهما كانت التحديات والأعباء، ولكن  تظل مهما وصلت تفكر في بيتها حيث تعتبر الروح الحقيقية له، فهي تضحي بكل ما لها من أجل تربية جيل سوي. وتتخلى في أحيان كثير عن آمالها وما تحب في سبيل دعم الرجل زوجها  وتوفير سبل الراحة له داخل البيت لينطلق هو في طريقه نحو مزيد من النجاح. ولكن هي في حاجة الى دعم ايجابي من الأسرة والمجتمع حتى تحقق أهدافها.

 - هل الفتاة الخليجية في حاجة إلى مشاركة اكبر لتعزيز مكانتها في المجتمع؟
لقد استطاعت المرأة الخليجية خلال السنوات العشر الأخيرة إثبات نفسها في كل الميادين من خلال حضور لافت. وحسبنا أن نراها تجوب المنتديات والملتقيات والمؤتمرات والمحافل الدولية بكل ثقة بعدما كنا نراها في السابق خلف زوجها مليئة بالذهب والمجوهرات وخلفها سبعة أطفال والشغالة حاملة أكياس التسوق. واعتقد أن هذه الصورة تغيرت إلى الأفضل، فدخلت المرأة مجالات عدة  وخاصة التعليم مما  وفر لها الكثير من الانجازات، اذ أصبحت المعلمة  والقاضية والمحامية والوزيرة والنائبة في البرلمان. ولكن ظلت محافظة على بيتها وزوجها وأولادها في كثير من الأحيان.

-  كيف تنظرين إلى العمل الإعلامي على مستوى الإمارات؟
الإمارات أصبحت محط أنظار العالم في كل شيء، فهي العروس الجميلة التي يود الجميع تقبيلها،  فما بالك الإعلام. وحين فتحت مدينة الإعلام سارعت كل المؤسسات العالمية الى الحضور، خاصة أن الإعلام أصبح يمثل سلاحاً فعالاً وسلمياً للدول المتطورة. واستطاع الإعلام الإماراتي أن يكون قاعدة مفتوحة على جميع القنوات وله دور في تعزيز ثقافة الحريات الإعلامية، بل أصبح من الضروري أن تنطلق القنوات ببثها من هنا. وبالنسبة إلي فعملي في الإمارات يمثل تجربة أتعلم منها يومياً درساً، لأني أجوب الإمارات لأنقل أحداثها، وأتعرف على من فيها وما فيها. فالإمارات هي قرية عالمية تقطنها خلاصة تجارب أكثر من مئة دولة والاختلاف يفيد الإعلامي خصوصاً أنني  مراسلة حالياً ومحررة وصحافية.

- ماذا أضاف لك تلفزيون دبي؟ وهل هناك برامج جديدة؟ وكيف ترين التحديات؟
أعمل في تلفزيون «سما دبي» كمراسلة  ومحررة لأكثر من برنامج واكتسبت الخبرة العملية والتعامل مع الأدوات الصحافية وكيفية التعامل مع أكثر من جنسية وهذا ما توفره لي تجربة مؤسسة دبي للإعلام. عندي فكرة برنامج جميلة، وأتوسم بإدارتي تقديرها والموافقة عليها، وأن لم يكن  فأتمنى أن أتجه الى تقديم الأخبار في «قناة دبي».
أما التحديات فهي كثيرة وموجودة، فأن تثبت جدارتك ومواهبك وان تحصل على الدعم الكافي من أصحاب الشأن ليسا بالأمر الهين.
أتحدى نفسي كل يوم، وكوني امتلك الموهبة والإحساس والمخزون الفكري والتجارب الصعبة التي أفخر بها، فقد زادني كل هذا بالقوة والعمق.

- ما هي الصعوبات التي تواجهه المرأة وخاصة في مجال الإعلام ؟
العقبات بوجه المرأة الإعلامية مختلفة أولاها السياسية، فحينما تكون المرأة قريبة من مراكز صنع القرار فالعقبات أمامها تكون أقل. هناك المعوقات الاجتماعية التي تحول دون أدائها الأمثل نظراً لاعتبارات عديدة تتعلق بالتمييز بينها والرجل. وأيضاً الموقف الاجتماعي تجاه طبيعة هذا العمل، وهناك المعوقات الاقتصادية، فلم يعد العمل يعتمد على المواهب والقدرات فحسب، بل أنه في حاجة إلى تأهيل وتدريب واحتضان ودعم. وقد تكون الأسرة أحد المعوقات، وليس من الرجولة أن يقف الرجل ضد مصلحة عائلته ويكون أنانيا ويقتني الانجازات لنفسه دون أن يكون للمرأة دور تثبت من خلاله ذاتها وكينونتها. بالنسبة إلي كتجربة شخصية، زوجي هو شريك داعم وفعال في أغلب قراراتي، يريد لي الخير ويساعدني. لا بل هو من يريد لي النجاح والتميز ليفخر بي، طبعاً أنا أتحدث عن رجل ولد وترعرع في ايطاليا وجذوره عراقية، وربما لهذا السبب تربيته مختلفة قليلاً. ولو كان الرجل عائقاً فيجب أن تتوصل المرأة إلى صورة للحل وان تحاول معه بكل السبل والطرق. الرجل هو نعمة ونعمة كبيرة جداً، وهو الذي يعطي الحياة طعمها. انه الأب والأخ والحبيب والصديق والشريك، هو القوة والأمان والحماية والعطف ورجاحة العقل.

- ماذا تعني لك الجوائز؟ هل هي إعلان للتفوق؟
المبدع دائما في حاجة إلى من يقدر جهده، فيمنحه دفعاً معنوياً ليواصل إبداعه. الكاتب والفنان والمبدع الحقيقي لا يلتفت الى الجوائز. بل ان حب الناس له يمثل الجائزة الحقيقية. وأهمية الجوائز تأتي من خلال مصداقية مانحيها، فقيمة الجائزة المادية تأتي بعد القيمة المعنوية.

- الغيرة ماذا تعني لك؟
الغيرة هي إحساس وأفكار تأتيك عندما تشعر بأن هناك تهديداً أو منافساً. وأنا مع غيرة الحب، فالمرأة تسعد بغيرة الرجل الذي تحبه وتختنق من غيرة الرجل الذي لا تحبه بعيداً عن غيرة الحقد أو الكراهية في العمل أو من امرأة جميلة، فهذا شي بغيض جداً، ومشاعر تقتل صاحبها.

 - من هم الأشخاص الذين تعتزين بهم ولهم بصمات في حياتك؟
أمي هي سيدة  النساء لما قدمته لنا بعدما توفي والدي. وقد تعبت وضحت وسهرت مثلما قال الشاعر العراقي عباس جيجان في قصيدة الأمامي: «طباعها من أطباع أرض الرافدين... شما قسي وإياها الوقت... تبقى أم الخير والست المصونة».