تجتمع الحِرفية العالية والرومانسية الجميلة في مجموعة المجوهرات الراقية من بوشرون Boucheron، وتحمل اسم تأمّل Contemplation. أُنجزت هذه المجموعة في زمن الحجر والخوف من كورونا، وقد كانت فرصة للعودة إلى الينابيع، أي الطبيعة الرائعة. وتقول المديرة الإبداعية لدى الدار كلير شوان، في حديث خاص أجريناه معها عبر تطبيق "زوم"، إنها مجموعة "تقطف قطعة من السماء، وتتبع حركة السحاب وتساقط الأمطار كي تلتقط اللحظة في عبورها بنقاء أول".

تتضمّن مجموعة Contemplation نحو 67 قطعة مجوهرات هي الأكثر حميميةً بين التي صمّمتها كلير شوان. إنها قطع تلتقط رقصة الضوء، وصفاء السماء، وتساقط المطر… تقول شوان: "الفكرة الإبداعية وراء هذه المجموعة تتمثّل في الإضاءة على جمالية اللحظات الأكثر بساطةً في حياتنا مثل مرور الغيوم وتحليق الطيور… فلنأخذ وقتنا ونتأمّل في الطبيعة وحركتها من حولنا، وهو ما سيمنحنا السلام والهدوء". وتضيف: "عمل الجواهري هنا يقوم على إيقاف الوقت في مساراته المختلفة، ولتكن اللحظة أزليّة حتى عندما لا تكون كذلك في جوهرها، وتجسيدها في قطعة… لقد تعمّدنا أن نلتقط في هذه المجموعة الجمال العابر للطبيعة من أجل الحياة". وتؤكد شوان التي غادرت باريس وحجرت نفسها وعائلتها في منزلها في قلب الطبيعة في البرتغال، أنها استمتعت بلحظات الهدوء في الطبيعة ووسط العائلة، وكانت تعمل عن بُعد وبقيت على تواصل دائم مع فريق عملها حتى إنجاز المجموعة.  

كان فريديريك بوشرون يعشق الطبيعة وقد استوحى منها كلّ مجوهراته. وأرشيف الدار خير دليل على عشقه الأبدي للطبيعة. تشرح شوان: "لقد بحثتُ في أرشيف الدار مراراً وتكراراً، وهو أرشيف غنيّ وواسع ومتنوّع. وقد وجدت فيه الكثير من القطع المستوحاة من الطبيعة ومن الآرت ديكو والفنّ الحديث… كذلك فإن التقنيات المستخدمة في تنفيذ قطع الأرشيف عبر السنين، متعدّدة وجميلة. إنه أرشيف ينهل من ينابيع عدّة، وهو ما صنع غناه وتنوّعه". وتضيف: "بوشرون عالم واسع وغنيّ من التقنيات الفريدة والتصاميم الباهرة، وهو ما يعطينا فسحة أكبر للإبداع".   

تبدو قطع المجموعة كأنها تتنفّس وترتجف فوق البشرة: هنا الماس سحابة تشكّل دوائر على عقد لا ثقل له، وهناك شذرات ماسية لامعة تتشكّل كحلم، كرفوف الطيور المغادِرة وقطرات الصمت الطويل. في هذه المجموعة، يدعونا أول صائغ مجوهرات تواجد في ساحة فاندوم الشهيرة، مركز صنّاع المجوهرات في باريس، يدعونا إلى إعادة التواصل مع حواسنا من أجل تقدير ما هو أثمن من الجوهرة، ألا وهو اللحظة الحالية. 

جرّبت شوان كلّ قطع المجموعة، وعندما تسألها عن القطعة المفضّلة لديها، تُجيب بأن لكلّ قطعة في نفسها وقعاً عاطفياً خاصاً. وعندما تصرّ على جواب، تقول إنها تعشق ثلاثاً: "قطرة من السماء Goutte de Ciel ونافذة على السماء Fenêtre Sur Le Ciel وغيمة من الماس Neige de Diamand». لكنها ومع جوابها هذا الذي تنتزعه منها بقوّة الإصرار، لا تجدها إلا فخورة بكلّ قطعة صمّمتها لهذه المجموعة الشاعرية بامتياز.