رامي صبري: أستشير زوجتي في اختياري لأغنياتي... وابناي لا يفكران في الغناء

القاهرة – محمود الرفاعي 13 أكتوبر 2020

يعيش الفنان رامي صبري حالة من النشاط الفني، بعد إطلاقه أغنيته الجديدة "حياتي مش تمام"، بعد أسابيع على طرحه لألبومه الغنائي الجديد "فارق معاك"، وهو نتاج تعاونه الفني مع شركة "نجوم ريكوردز". في حواره مع "لها"، يتحدث صبري عن كواليس أغنيته وألبومه الجديد، ويكشف سبب اختياره أغنية "فارق معاك" عنواناً للألبوم، واعتماده على أغنيات "الإيفيه" مثل "بتاع بنات" و"أنا بابا"، كما يوضح حقيقة انفصاله عن شركة "روتانا" التي تعاون معها العام الماضي، ويبيّن دور زوجته في نجاحه، وموقفه من اتجاه ابنيه إلى الغناء.


- لماذا طرحت أغنية "حياتي مش تمام"؟ وكيف كانت ردود فعل الجمهور عليها؟

اعتاد الفنان عزيز الشافعي أن يعرض عليَّ كل فترة عدداً من الأغنيات، وكان بينها أغنية "حياتي مش تمام"، التي أُعجبت بفكرتها ومضمونها، خاصة جملة "ده أنا خاصمت الشوارع اللي مشينا فيها عشان يهدى بالي وأرتاح م الآلام مبسمعش الأغاني ولا بيشغلوني المشاعر"، فأحببت أن أقدّمها بأسلوب جديد ومختلف تماماً عن الأعمال المطروحة في السوق الغنائي، لذا أرسلتها الى الفنان جلال الحمداوي ليتولّى توزيعها الموسيقي برؤية جديدة، وقد تفاعل الجمهور مع الأغنية وحققت نجاحاً لم أكن أتوقعه.

- هل هي الأغنية الوحيدة التي عُرضت عليك؟

لا، فالشافعي عرض عليَّ في الوقت نفسه أغنية "زي ما أنتي"، التي غنّاها الفنان عمرو دياب في ما بعد.

- ألم تقلق من طرح أغنيتك بالتزامن مع طرح عمرو دياب لألبومه الجديد "سهران"؟

أبداً، فأنا أحب عمرو دياب وأحترمه، والسوق كبير لدرجة أن يستوعب كل الأصوات والمواهب الغنائية، وقد تخطّيت اليوم مرحلة الخوف من أي شخص، وأكثر ما يهمّني هو جمهوري.


- كيف كانت التحضيرات لألبوم "فارق معاك"؟

بدأت التحضير للألبوم منذ أيلول/سبتمبر الماضي، وركّزت أولاً في اختيار الجمل اللحنية التي سأعتمدها في الألبوم، ثم عقدت جلسة عمل مع الموزعين الموسيقيين، جلال الحمداوي وتميم وطارق توكل، لتشكيل صورة نهائية عن الألبوم، إلى أن اخترنا الأغنيات الـ12 المطروحة في الألبوم، والتي استغرق تسجيلها حوالى خمسة أشهر، سافرت بعدها إلى تركيا من أجل تسجيل أصوات الآلات الموسيقية والعازفين هناك، ومن ثم سلّمت الماستر إلى الشركة المُنتجة لكي تهتم بتصوير البوستر والدعاية وتُحدّد موعداً لطرح الألبوم.

- أي أغنية في الألبوم بدأت العمل عليها أولاً؟

"حكاية حبنا" كانت أول أغنية يتم ضمّها الى الألبوم، وهي من أقرب أغنيات الألبوم الى قلبي، وهنا لا بد من أن أشكر الشاعر أمير طعيمة على كلمات الأغنية الرائعة، والموزّع الموسيقي المبدع طارق توكل.

- على أي أساس تختار أغنيات ألبوماتك؟

ألبوم "فارق معاك" يتضمن 12 أغنية كنت قد اخترتها من بين 20 أغنية، فحين أبدأ العمل على أي ألبوم غنائي، أحرص على جمع كل الأغنيات التي يقدّمها لي زملائي المطربون، ثم أنتقي منها الأغنيات التي تشبهني وتعكس ذوقي الفني، أما أهم المعايير التي أختار على أساسها أغنياتي، فهي أن تكون فكرتها جديدة ولم تُطرح من قبل، وإيقاعاتها ذات سرعات مختلفة عن تلك المعتمدة في ألبوماتي السابقة، فلا بد من أن تنال ألبوماتي إعجاب الجمهور.

- هل يتدخل رامي صبري في اختيار أفكار الأغنيات؟

معظم الأغنيات التي طرحتها طوال مسيرتي الفنية هي من أفكاري، أو تكون مشروع فكرة وأقدّمها للشاعر لكي يكتب على ضوئها. وإذا استمعتَ الى ألبومي السابق، تجد أن أغنيتَيّ "الراجل" و"بنسي نفسي" من أفكاري، حتى الألبوم الجديد، نصف أغنياته من أفكاري.

- ألم تخَف من التعامل مع شاعرة جديدة مثل هالة علي في أغنية "أنا بابا"؟

بصراحة، لم أكن أعرف الشاعرة هالة علي قبل الاستماع لأغنية "أنا بابا"، من خلال الملحن والفنان عزيز الشافعي، الذي أرسل إليّ الأغنية عبر تطبيق "واتس آب"، لأن الأغنية ليست من ألحاني، وقد أمضيت أوقاتاً طويلة في العمل عليها حتى اقتنعت بها وتآلفت معها، وظللت لفترة أُمرّن صوتي عليها إلى أن أحببتها، وقررت ضمّها الى الألبوم، وقد كانت من أفضل أغنياته، وأول أغنية حققت النجاح مع الناس قبل طرح الألبوم، ولا بد من أن أشكر هالة على الأغنية وأشّجعها على الاستمرار في الكتابة وتقديم أغنيات جديدة وناجحة.

- بعدما سجّلت كل أغنيات الألبوم مع عازفين أتراك، هل تطمح الى نشر موسيقاك خارج المنطقة العربية؟

بالطبع، فأي مطرب يتمنّى أن تصل موسيقاه الى دول الغرب، وأحلم بأن يتحقق هذا الأمر يوماً ما، فبالاجتهاد والسعي الدائم يصل الفنان الى مبتغاه، لكن هدفي الرئيس من تسجيل أغنياتي في تركيا هو التجديد والتغيير، وأن أكون مختلفاً عن باقي زملائي المطربين، فجميع المغنّين في مصر يتعاملون مع نفس العازفين، لذا أحببتُ أن أُقدّم من خلال أغنياتي في ألبوم "فارق معاك" شكلاً جديداً يُطرب المستمعين.

- من صاحب فكرة بوستر الألبوم؟

من البداية، اتّفقتُ مع شركة الإنتاج "نجوم ريكودز" على تقديم بوستر دعائي بأسلوب جديد يجذب كل من يشاهده، ووقع اختيار الشركة على المصوّر البريطاني دان كينيدي، هو مصور عالمي صوّر معظم نجوم العالم والمشاهير، وخلال جلسة التصوير ركّزنا على أن تكون الصور مُبهجة وذات ألوان صيفية فرِحة، وأعتقد أننا وُفّقنا في ذلك، إذ حقق البوستر الدعائي نجاحاً وكان سبباً رئيسياً في نجاح الألبوم بمجرد طرحه عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أغنية "أنا بابا".

- لماذا اخترت أغنية "فارق معاك" عنواناً للألبوم مع أنها حزينة وتتحدث عن الخيانة، ولم تستعن بالأغنيات السريعة مثل "أنا بابا" و"بتاع بنات"؟

أختار الأغنية عنوان الألبوم وفقاً لمزاجي، ففي ألبومي السابق اخترت أغنية "الراجل" عنواناً له لأنني رأيتها تتناسب معه، وهذا العام وجدت أن "فارق معاك" من الأغنيات المهمة في الألبوم، وتستحق أن تكون عنواناً له، كما أن الناس يحبّون دائماً الاستماع الى أغنياتي الهادئة مثل "غمضت عيني" و"فاكر زمان" و"جوايا هتعيش" و"مسألتنيش" و"برتاح" و"أنا بنسي نفسي"، وأنا أتفاءل بالأغنية ذات الموسيقى هادئة.

- لماذا أصبحت تنجذب الى الأغنية ذات "الإيفيه" مثل "الراجل" في ألبومك السابق، و"بتاع بنات" و"أنا بابا" في ألبومك الجديد؟

لا بد لنا من الاعتراف بأن الحياة تتغير من حولنا، والأذواق تتجدّد دائماً، والأجيال تكبر وتستمع إلى أشكال وجمل لحنية وأفكار جديدة ومبتكرة، والآن أصبحت الكلمة المؤثّرة هي التي ترسخ في أذهان المستمعين، ولم تعد تجذبهم الأغنيات العادية التي تتحدّث عن الحب والرومانسية. ومن خلال تجربتي مع تلك الأغنيات في السنوات الثلاث الماضية، أرى أنها حققت نجاحاً باهراً، بدايةً من أغنية "الراجل" مروراً بأغنية "أهدّ الدنيا"، وصولاً الى "أنا بابا" و"بتاع بنات"، فجملة "أنا بابا" أصبحت لازمة يرددها الجميع في كل المناسبات.

- ما الذي استفاده رامي صبري من توزيع جلال الحمداوي الذي يُعد من أفضل موزّعي الشرق الأوسط؟

كانت الاستفادة متبادلة بيني وبين جلال حمداوي، فأنا استفدتُ من موسيقاه الرائعة والتي تجذب الأُذن المصرية، لأنها مختلفة تماماً عن التوزيعات الموسيقية التي يتولّاها الموزّعون المصريون، أما الحمداوي فقد استفاد مني بتعريفه على عدد كبير من المطربين الزملاء لكي يستعينوا به في أعمالهم، حيث استعان تامر حسني وأصالة نصري ومصطفى حجاج بموسيقاه وتوزيعاته في أعمالهم الغنائية الجديدة.

- ما سبب انفصالك عن شركة "روتانا" بعد أن انضممت إليها عقب انتهاء عقدك مع شركة "مزيكا"؟

كنت قد تعاقدت مع شركة "روتانا" عام 2018، ونصّ العقد على إنتاج أغنيتين، وقد قدّمناهما بالفعل، وهما "الناس بتبان في الشدّة" و"أهدّ الدنيا"، التي حققت نجاحاً مدوّيّاً وقت طرحها، وباتت تُغنّى في كل المناسبات السعيدة في مصر، وبعد انتهاء العقد فضّلت التعاقد مع شركة "نجوم ريكوردز".

- ما رأيك في الانتعاشة التي تشهدها حالياً صناعة الألبومات، وهل تتوقع أن تستمر؟

سوق الموسيقى تتغير بين ليلة وضحاها، كما أن أذواق المستمعين تتجدّد مع كل أغنية يستمعون إليها، والجمهور يطلب من مطربه المفضّل أن يجدّد أسلوبه في الغناء ويتطور مع تطوّر العصر، ليبقى محافظاً على مكانته في قلوبهم، وأنا سعيد بالانتعاشة التي يشهدها عالم الألبومات اليوم، ومن الرائع أن نستمع إلى عشرات الألبومات الغنائية الجديدة.


- هل تفضّل طرح الألبوم الغنائي الكامل أم الأغنية "السينغل"؟

لكل منهما مميزاته وعيوبه، فالألبوم الغنائي الكامل مهم لأي مطرب، لأنه يبني من خلاله مكتبته الغنائية، والألبوم يبقى في ذاكرة الناس لفترات طويلة. أما الأغنية المنفردة فأصبحت ضرورية جداً، في ظل كثرة المطربين، والمنافسة المستمرة بينهم لتقديم الأفضل، فإنجاز الألبوم الغنائي يتطلب مدة زمنية طويلة لا تقل عن عام ونصف العام، أما الأغنية "السينغل" فيمكن طرحها كل شهرين، ويتزاحم الجمهور على سماعها لفترة زمنية قصيرة، ومن ثم ينساها.

- كيف كان شعورك بعد أن أحييت أولى حفلاتك الغنائية في المملكة العربية السعودية؟

غمرتني السعادة، فهذه الحفلة من أهم حفلاتي الغنائية، ولحظة وصولي إلى المملكة العربية السعودية، استقبلني القائمون على الحفلة بحفاوة، وتفاعل الجمهور بحماسة مع أغنياتي القديمة والجديدة التي قدّمتها طوال وصلتي الغنائية، وكان يردّدها معي. وأتمنى أن أُحيي حفلاً ثانياً في السعودية، كما أشكر الهيئة العامة للثقافة والترفيه، وعلى رأسهم المستشار تركي آل الشيخ وعبدالله مخارش، على حُسن الاستقبال واهتمامهم الشديد بالحفلة.

- هل تستشير زوجتك في اختيارك لأغانيك؟

دائماً ما أستشيرها في أعمالي الغنائية الجديدة، لأنها تقول رأيها بصراحة ولا تجاملني أبداً، كما لعبت زوجتي دوراً كبيراً في نجاحي.

- هل يميل ولداك إلى الغناء؟

ميولهما بعيدة عن الغناء، فـ"علي" يحب الرسم وموهوب في هذا المجال، أما "عمر" فيعشق كرة القدم.