نجوم الغناء في مصر والمغرب العربي..
فنان / فنانون, عمرو دياب, أم كلثوم, وردة الجزائرية, هشام عباس , علي الحجار, هاني شاكر, نورت مع أروى, مدحت صالح, فريد الأطرش, حلمي بكر , اعتزال, محمد الحلو, محمد ثروت, محمد عبد الوهاب, التقدم في السن, زيزي عادل, محمد العزبي, علاء عبد الخالق, فاطمة الق
22 فبراير 2010فاطمة القرياني: الفن ليس مرتبطاً بسن معينة كما هي حال كرة القدم
تقول المطربة المغربية فاطمة القرياني التي تتخذ من دبي مقر إقامة لها، إن أي «مطرب لا يفكر في الاعتزال طالما كان معطاء لفنه ولجمهوره، كما أن الفن ليس مرتبطا بسن معينة كما هي الحال لنجوم كرة القدم! أما من يفكر في الاعتزال فبالتأكيد له أسبابه الخاصة به، كأن يمر بظروف عائلية أو صحية أو خلاف ذلك. وأنا شخصياً هذه الفكرة غير واردة عندي الوقت الحالي، رغم اقتناعي بأن كل شئ له بداية ونهاية. ولا اعتقد أن أي فنان وهو في قمة نجاحه يقرر فجأة الابتعاد إلا لظروف قهرية للغاية».
وعن وجود مطربين كبار في السن في الساحة، تقول القرياني انهم بمثابة أهرام، وعطاؤهم الكبير يزداد بمرور الأعوام. وكل من في الساحة اليوم مازالوا تلاميذ في مدارسهم الفنية ذات العراقة والأصالة».
محمد العزبي: المطربون يعتزلون بفعل فاعل وأتمنى العودة
ويقول الفنان الشعبي الكبير محمد العزبي: «لم أعتزل ولكن حسابات السوق هي التي أبعدتني، وأتمنى أن أجد الفرصة للعودة، وخصوصاً أنني ما زلت قادراً على الغناء وما زالت أغنياتي تذاع على كل الإذاعات. ولكن حسابات السوق الآن لا تعترف بالصوت ولا بالقدرات وإنما بالرقص والقفز!». ويضيف العزبي: «لا أعترف بأن هناك سناً لاعتزال المطرب، ومن يملك صوتاً جميلاً يبقَ صوته جميلاً. وحتى مع مرور الزمن يكتسب الصوت في كل مرحلة جمالاً وبريقاً خاصاً، وابتعاد المطربين يكون دائماً لأسباب أبعد من الشيخوخة أو ضعف الصوت وإنما يكون دائماً بفعل فاعل، وهو تحكم السوق والموضة في الغناء».
هشام عباس: لا أفكر في الاعتزال نهائياً والنجومية لا تتراجع أمام التقدم في العمر
أما هشام عباس فيقول: «أنا شخصياً لم أفكر في الاعتزال نهائياً، ولكن أحياناً يضطر المطرب للتوقف رغماً عنه أو للتقليل من إنتاجه الغنائي، لأنه لا يجد ما يرضيه. فمثلاً محمد الحلو وعلي الحجار ومحمد ثروت وآخرون، عدم وجودهم بشكل مكثف يرجع الى أسباب كثيرة، منهاأنه لا يوجد الملحنون الذين يستطيعون أن يقدموا هذه الأصوات الأصيلة من جديد، وبشكل لائق، وإن كنت أتمنى أن يحاول هؤلاء الانتشار مرة أخرى، فهم سينجحون ويجدون إقبالاً عليهم في الحفلات.
أما مسألة النجومية وتراجعها مع تقدم المطرب في السن فهي أمر غير صحيح، وأكبر دليل عمرو دياب وهاني شاكر، فنجوميتهما تزداد كلما تقدم بهما العمر. لكن ما يتغير مع تقدم العمر هو طريقة الغناء أو اختيار المطرب للكلمات التي تناسب سنّه».
ويضيف هشام عباس: «رغم ذلك على كل مطرب أن يأخذ في اعتباره غدر الزمن، ويؤسس عملاً الى جانب الغناء حتى يضمن مستقبله».
الاعتزال قَدَرُ كل موهبة غنائية تستنفد نفسها، وتصل الى نهاياتها. وقدر الفنانين الذين يمنعهم التقدم في العمر من متابعة عملهم، لكن هناك من المطربين من ينسحبون وهم في أوج عطائهم؟ فهل يرى المطربون ان هناك سِنّاً معينة للاعتزال؟
وهل يعتبرون ان اعتزال المطرب وهو في قمة نجوميته أفضل له من أن يستمر الى مرحلة قد تتلاشى فيها تلك النجومية؟ علامات استفهام عديدة واجهنا بها نجوم الغناء من كل الأجيال فكانت هذه الإجابات.
نبدأ مع نجوم مصر والمغرب العربي.
زيزي: سأعتزل إذا شعرت بالتقصير تجاه زوجي وأبنائي
أما المطربة زيزي فتقول: «لا أعلم إن كنت سأعتزل ذات يوم، وإن كنت أرى أن المطرب يجب أن يعتزل في حالة فشله فقط. وبالنسبة الى المطربة يمكن أن تعتزل إذا شعرت بأنها مقصرة مع زوجها وأولادها، ولا تستطيع التوفيق بين عملها كمطربة ومسؤولياتها كزوجة وأم. وأنا اذا كنت في قمة النجومية وقدمت أعمالاً ناجحة ووجدت أن بيتي يحتاجني أكثر سأعتزل. ومع ذلك فهناك مطربات كثيرات حققن المعادلة الصعبة واستطعن أن يوفقن بين البيت والعمل».
وردة: لم أستطع تحمّل ألم البعد عن الغناء
في البداية تقول المطربة وردة إنها لا تعترف بما يسمى الاعتزال فنياً، وأن الفنان لا يمكنه أن يعتزل، بل هو مطالب بالعطاء الفني ما دام قادراً على ذلك ولديه الإمكانات الصحية للعمل والاجتهاد والسعي وتطوير نفسه. وتوضح أن الفترة التي توقفت فيها عن الغناء كانت بأمر الأطباء نتيجة لظروفها الصحية. وتضيف: «ألم البعد عن الغناء كان أقوى من آلام القلب التي كنت أعانيها، وأنا لم تراودني يوماً فكرة الاعتزال الفني مهما واجهت من مشاكل أو صعاب، ومنذ بدايتي كنت أعرف أنني خُلقت لهذه المهمة، ولا بد أن استمر في أدائها الى آخر لحظة وخصوصاً أن الجمهور متقبل لذلك، ويطلب مني الاستمرار».وتلفت الى ان «بعض المطربين قد يضطرون للاعتزال لأنهم لا يتماشون مع روح العصر الذي يعيشونه ولا يطورون أنفسهم. قدرة المطرب على تطوير نفسه تزيد عمره الفني، وتبقيه دائماً قادراً على الوجود وتصنع له الفرص».
حلمي بكر: أتوقع اعتزال نصف المطربات خلال خمس سنوات
أما الموسيقار حلمي بكر فيقول: «كل شيء في الوسط الغنائي الآن تغير. في الماضي كانت المطربة تتمتع بقدرات صوتية تؤهلها للغناء حتى الموت ولا تعتزل. لأن خامة صوتها قوية وحقيقية وبالتالي كان العمر الافتراضي للمطرب أو المطربة طويلاً. أما الآن فأتوقع أن يعتزل نصف المطربات الموجودات خلال السنوات الخمس المقبلة بعد أن تبدأ آثار عمليات التجميل التي جعلتهن مطربات في الزوال، لأن المطربات الآن يعتمدن على خامة الجسم وليس على الصوت، وهي بعوامل السن والطبيعة والعمليات التجميلية خامة عمرها أقصر من الصوت، إلى جانب أن خامة الصوت لديهن منتهية الصلاحية من الأساس».
ويضيف: «يتحمل الجمهور جزءاً كبيراً من مسؤولية استمرار فنان معين أو اعتزاله، لأنه إذا رفض مطرباً معيناً أو أحب مطرباً لفترة، ثم تخلى عنه لا يجد هذا المطرب سبيلاً سوى أن يترك الساحة، ولكن إذا ساند الجمهور مطرباً وأحبه يمنحه القدرة على الاستمرار والعطاء والبقاء».
ويختم: «بعض المطربين دخلوا عالم الغناء بحثاً عن الشهرة والمال، وبالتالي يكون استمرارهم أو اختفاؤهم مرهوناً بتحقيق ما يبحثون عنه. وعندما تتراجع مكاسبهم المادية قد يفكرون في الاعتزال».
مدحت صالح: الصوت الذي لا يتأثر بالعمر عليه أن يستمر
يقول المطرب مدحت صالح: «المطرب اذا وجد ما يستطيع أن يقدمه فلابد من استمراره، واذا لم يجد شيئاً جديداً ومحترماً لابد أن يعتزل. أنا لا أستطيع أن أغامر بالاعتزال وأنا في قمة نجاحي، وهذا الأمر يرجع الى المطرب نفسه. إذا كانت لديه القدرة على العطاء فلا بد أن يستمر، وكل سن ولها كلمات تُغنى، ولا يجوز لمطرب أو مطربة تجاوز الخمسين عاماً أن يخرج علينا بكلمات شبابية، وعندما نشاهد المطربين الكبار يغنون في كل مكان فهذا يجعلنا نتأكد أكثر أنه لا توجد سن للاعتزال ما دام الصوت لم يتأثر».
أروى: عبد الوهاب اعتزل غناء المسارح وتفرّغ للتلحين
تقول المطربة أروى أن التفكير السليم يقتضي أن يعتزل الفنان وهو في قمة النجاح، لأن هذا اليوم سيأتي دون شك مهما فعلنا، بمعنى أن الفنان سيجلس في بيته يوماً ما سواء كان ذلك برضاه أو غصباً عنه. ومهنة الفن حسب أروى هي مهنة غير باقية، أما موهبة الفن فهي لا تزول، لأنه حتى لو اعتزل الفنان وتوقف عن إحياء الحفلات، فهو سيبقى يغني في جلساته الخاصة للأصدقاء وللأهل. لأن محبة الفن هي كالإدمان ومن الصعب جداً أن نتركها بشكل نهائي. أما عن التوقيت الذي يجب أن يعتمده الفنان للإعتزال، فهو بالطبع ليس مرتبطاً بسنة أو زمن محدد، بل يجب أن يُؤخذ القرار عندما يشعر الفنان أن أداءه بدأ بالتراجع مثلاً أو صوته تغيّر. والدليل على ذلك ما فعله الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب الذي اعتزل في سنة معينة غناء المسارح، وذلك عندما شعر أن أداءه بدأ يتغيّر وأن نوعية الجمهور اختلفت. لكنه في الوقت ذاته تفرّغ للتلحين وللألبومات الغنائية. وعن كبار الفنانين الذين تقدموا في السن، تقول أروى أن ظهورهم من وقت لآخر ليس خطأ ولا عيباً، شرط ألاّ يغنوا طبعاً وهم بالكاد قادرون على الكلام، وشرط ألاّ يتسبب هذا الظهور بشفقة الناس عليهم.
علاء عبد الخالق: المطرب ليس لاعب كرة ليعتزل
ويقول المطرب علاء عبد الخالق: «كلمة اعتزال لا تُطلق على المطرب لأنه ليس لاعب كرة، فالغناء ليس فيه اعتزال. والاعتزال للمطرب يكون في حالة واحدة، وهي مرض شديد لا قدر الله يمنعه من الغناء فهي الحالة الوحيدة لتوقف المطرب عن العطاء. وما يؤكد ما أقوله إن المطربين الكبار استمروا في الساحة الغنائية حتى آخر يوم في حياتهم مثل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وغيرهم.
وأنا لا أؤمن بفكرة الاعتزال، وطالما أعطاني الله الصحة والعافية فلا أستطيع التوقف عن الغناء. وربما يكون حضوري أقل من زمان بحكم كساد الإنتاج الغنائي عموماً.