نجوم الغناء في الخليج... متى يعتزلون
حسين الجسمي, محمد عبده, نايف البدر, عبدالله رشاد, مرام, هاني شاكر, محمد منير, حربي العامري, فيروز, محمد عمر, عبد الكريم عبد القادر, اعتزال, تيسير عبدالله, وديع الصافي, حمد العامري, فاضل المزروعي, محمد التركي, يوسف العماني, أبو بكر سالم, أحمد الجميري,
22 فبراير 2010

حمد العامري: لا أرى عيباً في اعتزال الفنان وهو في قمة نجاحه
يقول المطرب الإماراتي حمد العامري: «سمعنا أخباراً عديدة عن مطربين قرروا الاعتزال، وربما البعض الآخر يحدد فترة لاتخاذ هذا القرار. أنا أرى أن من حق كل زميل وزميلة أن يتخذ قراره وقتما يشاء، ولا أرى عيباً في أن يعتزل الفنان وهو في قمة نجاحه، بدلا من أن يعلن ذلك وهو منكسر، بدليل اعتزال الفنان الإماراتي علي بن روغه وهو في قمة نجاحه وتألقه. ولاشك أن الساحة الغنائية في الإمارات والخليج افتقدته كثيراً. واعتقد أن من الفنانين من يعلن الاعتزال على أساس ان الغناء فيه "حرمانية" ويتعارض مع الدين، ومن أجل مخافة الله عز وجل، فيقرر الانسحاب من الساحة».
وعن رأيه في بعض الفنانين الكبار الموجودين في الساحة الغنائية قال: «لا شك أنهم رموز، ومازال لديهم العطاء الكبير، ولهم جمهور عريض في عالمنا العربي».

حربي العامري: الفنان المتجدِّد لا يعتزل
يرى المطرب حربي العامري أن «أي فنان اذا كانت لديه قاعدة عريضة من الجماهير تحبه وتذهب وراءه أينما كان، وكان قادراً على المزيد من العطاء، من الصعب أن يعتزل في قمة نجاحه، اللهم إذا تعرض لظرف طارئ يجعله يفكر في الاعتزال. وهنا لابد وأن يتقبل جمهوره ما اتخذه من قرار، وبالتالي سيكون سعيداً بالاعتزال وهو في قمة النجاح، بخلاف إذا ما قرر التواري في وضع مختلف. ومن هنا أؤكد انه على أي فنان أن تكون لديه بوصلته الخاصة به، فإذا ما أدرك انه أقترب من الإفلاس الفني، بمعنى أنه لم يعد لديه ما يقدمه لجمهوره وأن شعبيته بدأت تنخفض، فلا بد أن يفكر على وجه السرعة في الاعتزال. والفنان المتجدد الذي يحافظ على شعبيته ليس مرتبطاً بسن معينة، بدليل أن الساحة الغنائية على مستوى عالمنا العربي فيها الكثير من المطربين الكبار في السن كأمثال هاني شاكر ونجاة الصغيرة ومحمد منير من مصر، وهم لا يزالون في قمة نجاحهم، كذلك وديع الصافي وفيروز في لبنان، ومحمد عبده وعبادي الجوهر وأبوبكر سالم من الخليج. ويقيني أن وجودهم حتى الآن في الساحة الغنائية ضروري جدا للأجيال المختلفة».

المطرب تركي: قرار الاعتزال يعود لحرية وقناعة الفنان نفسه
يؤكد الفنان تركي أن الفن رسالة جميلة لا وقت ولا حدود لتركها ما دام الفنان قادراً على الإبداع والتواصل مع جمهوره ونقل رسالته على الشكل المطلوب.
و يعد نفسه من الفنانين الذين يرفضون اعتزال الفن وهو في قمة النجاح، ولكن يظل هذا القرار حرية شخصية للفنان نفسه الذي باستطاعته بت الموضوع، بعيداً عن مسألة السن التي لا تُعد مقياساً لاعتزال المطرب وتخليه عن فنه الذي طالما ثابر من أجل تحقيقه.
ويقول تركي: «في اعتقادي أن المطرب كلما كبر في السن أبدع وتألق سواء في أدائه أو في اختياراته للكمة الشعرية والجملة اللحنية المناسبة، لذا أعتبر هذا الموضوع مسألة شخصية في المقام الأول تخص المطرب نفسه».

تيسير عبدالله: حسين جاسم اعتزل عندما كان «نجم النجوم» وصباح مثال إعلامي سيء
يعتبر الإعلامي تيسير عبدالله أن الإعتزال ضروري جداً للفنان متى تقدّم في العمر وحصلت تغييرات فيزيولوجية في صوته، وذلك كي تبقى الصورة في أذهان الناس والتاريخ أكثر إشراقاً، بالتالي تستمر ناجحة ومبهرة، بينما إذا تغيّر صوت المطرب مثلاً وأصبح ضعيفاً فإنه يسيء إلى تاريخه إن استمر وهو يغنّي. ومن الأمثلة الحيّة التي اعتزلت وحافظت على نفسها، يذكر عبدالله كلاّ من المطربتين نجاة الصغيرة ورباب. وهو يؤكّد في الوقت ذاته أنه فيما لو حافظ الفنان على صوته وظلّ قادراً على العطاء، فما الذي يمنع من أن يغني ومنهم مثلاً السيدة فيروز التي لا تزال كما نعرفها مع أنها لم تبتعد في شكل نهائي.، وأيضاً الفنانة وردة والمطرب القدير وديع الصافي الذي تخطى الثمانين لكنه ما يزال يمتلك صوتاً جباراً.
أما صباح فهي حسب عبدالله مثال سيء في هذه الناحية لأنها تُكثر من حضورها الإعلامي. ويقول عبدالله إن قرار الإعتزال قرار صعب ومرّ بعد أن يكون الفنان قد عاش سنوات من المجد والتألق والعلاقات وحب الناس، لهذا من الصعب حقيقة أن يتخلّى عن كلّ هذا في لحظة قرر فيها أن يعتزل. لهذا، إن من يتخّذ مثل هذا القرار هو بالفعل شخص جريء وشجاع وصادق مع نفسه أولاّ وأخيراً. أما لجهة أن يقتنع الفنان مثلاً أنه يحب أن يعتزل لأنه قدراته باتت تضعف، فهو أمر نادراً ما يحصل خصوصاً أن أغلب الدوائر البشرية المحيطة بالفنانين العرب هي دوائر منافقة لا تقول الحقيقة كي نحافظ على رزقها مع هذا الفنان. ومن الأمثلة التي يذكرها عن نجوم خليجيين اعتزلوا وهم في قمّة النجاح والتألق، كلاّ من المطرب الكويتي حسين جاسم الذي اعتزل عندما كان "نجم النجوم الخليجيين" في السبعينات، والفنان عبد المحسن المهنى الذي توارى تماماً عن الأنظار وهو شقيق الملحن المعروف يوسف المهنا.

حسين الجسمي: مع الاعتزال في قمة النجاح
«أنا أؤمن بأهمية توقيت أعتزال المطرب الذي لا بد ان يفعل ذلك وهو في قمة نجاحه حتى يظل نجما خالدا في عيون محبيه الذين يحترمون قراره لأنه وصل إلى مرحلة الاكتفاء الفني ولم يعتزل مجبراً بسبب ظروف طارئة، أو لأنه لم يعد لديه جديد يقدمه أو فقد القدرة على تجديد لونه الفني مع مرور الزمن. أنا مع الفنان الذكي الذي يستطيع أن يحافظ على نجوميته و فنه حتى بعد اعتزاله».
أضاف: «متى ستعتزل ؟ ربما يرى المطرب ان هذا سؤال افتراضي وأتصور ان الجواب مرهون بظروف حياته وطريقة تواصله مع جمهوره، فكثير من المطربين استمروا في فنهم حتى ماتوا. وكثر من نجومنا توقفوا عن الغناء لتعرضهم لظروف قاهرة الجواب إذاً يعود الى الفنان نفسه، وربما هو من علم الغيب. فليس هناك قرار بالاعتزال ولكن هناك ظروف شتى تحكم».
وأكمل الجسمي: «بالنسبة الى نجاح بعض النجوم الكبار في السن في الاستمرار دون ان يفقدوا رصيدهم الفني او محبة الناس فنحن نعتبرهم قدوتنا في هذا الوسط ونستمد منهم المعرفة والخبرة والنصيحة لأنهم معلمونا وأساتذتنا وكل يوم نتعلم منهم ، فعلا كثر الله خيرهم».

محمد عمر: من المستحيل اعتزال المطرب وهو في قمة النجاح
يقول المطرب محمد عمر أنه ضد فكرة اعتزال المطرب وهو في قمة نجاحه وتوهجه الفني طالما لا توجد لديه مبررات منطقية وأسباب قهرية تؤدي به الى اتخاذ هذا القرار، لا سيما وهو لا يزال قادراً على العطاء ومواصلة المشوار الذي بدأه. وذلك بغض النظر عن مسألة السن التي لا تعدُ عائقاً صعباً أمام الفنان. ولا يعتقد أن هناك وقتاً محدداً لاعتزال المطرب إلا بوجود سبب قهري كالعجز والمرض. «أنا كما ذكرت سابقاً لا أحبذا هذه الفكرة ولا أؤيدها من الأساس لأن الفن لا يُقيد بعمر أو وقت محدد لتركه أو الابتعاد عنه».

نايف البدر: السن ليس لها دور في عطاء الفنان ومحمد عبده أكبر مثال على ذلك
يقول الفنان نايف البدر: «أنا لا أؤمن باعتزال المطرب وهو في قمة نجاحه وتألقه الفني، ولكن أحياناً توجد بعض الظروف التي تجبر صاحبها على اتخاذ القرارات الصعبة التي لا داعي للخوض في مجملها أو تفاصيلها». ويشير الى أن الفنان أو المطرب يظل صاحب رسالة قيمة يجب عليه المواصلة والمثابرة لإيصالها الى أكبر شريحة من الناس. والفنان غير ملزم بوقت أو سن معيين محدد لترك الفن الذي من خلاله قدم نفسه للجمهور الذي أحبه وأحب فنه. ويلفت الى أن فنان العرب محمد عبده أكبر مثال على ذلك، وهو لا يزال في قمة عطائه رغم تقدمه في السن، لذلك أنا ضد هذا القرار طالما لا توجد أسباب جوهرية كمرض أو ظروف إنتاجية صعبة.

علي عبدالله: أفرح عندما أرى نجوماً متقدمين في السن يواصلون تألقهم
«إذا كان الفنان محافظاً على نجاحاته لا بد أن يستمر في عطائه الفني لأنه محبوب ومطلوب. وأنا أؤمن بأن الفنان لابد ان يعتزل وهو في القمة على عرش نجوميته حتى يتذكره جمهوره بالخير، وأنا سوف اعتزل وأنا في قمة نجاحي لكن ما زال الطريق طويلا أمامي لأني لا أزال شابا.
يضيف: «أتصور أن على الفنان ان يفكر في الاعتزال إذا لم يعد لديه جديد يقدمه لجمهوره. وحقيقة اني أفرح كثيراً عندما أرى نجوماً كباراً في السن يواصلون تألقهم الفني، ولعل أبرزهم خالي الفنان القدير عبد الكريم عبد القادر، الله يعطيه الصحة والعافية، وغيره من النجوم القادرين على التميز والعطاء رغم مرور الزمن وهذا شيء رائع».

الاعتزال قَدَرُ كل موهبة غنائية تستنفد نفسها، وتصل الى نهاياتها. وقدر الفنانين الذين يمنعهم التقدم في العمر من متابعة عملهم، لكن هناك من المطربين من ينسحبون وهم في أوج عطائهم؟ فهل يرى المطربون ان هناك سِنّاً معينة للاعتزال؟
وهل يعتبرون ان اعتزال المطرب وهو في قمة نجوميته أفضل له من أن يستمر الى مرحلة قد تتلاشى فيها تلك النجومية؟ علامات استفهام عديدة واجهنا بها نجوم الغناء من كل الأجيال فكانت هذه الإجابات.
نجوم من الخليج.
مرام: لست مع اعتزال الفنان في أوج نجاحه
«أنا لا أؤمن بأن على الفنان ان يعتزل وهو في قمة نجاحاته لأنه ما زال مطلوباً فنياً وجمهوره يطالبه بأن يكون موجوداً لكي يستمر في فنه وغنائه. وأعتقد انه على الفنان ان يعتزل إذا لم يجد شيئاً يستحق أن يقدمه لجمهوره أو إذا شعر بأنه بدأ يكرر نفسه ولا يطور اسلوبه وانتاجه. هنا أنصحه بأن يفكر جيداً في قرار الاعتزال خاصة في ظل المطربين وقلة الشركات المنتجة. فقد صار غاية في الصعوبة الاستمرار دون أن يغطي المطرب تكاليف ما ينتجه من ألبومات». وتضيف مرام: «النجوم الكبار في السن هم منارات الفن الذين ما زالوا مصرين على أن يقدموا كل ما هو جديد ومميز لجمهورهم. وهم كالمعادن الثمينة لا تصدأ مع الزمن بل تزداد بريقاً وألقا. ونحن في الخليج لدينا كوكبة من النجوم الذين يملكون أصواتاً ماسية نفخر بها، أمثال عبد الكريم عبد القادر وأبو بكر سالم ومحمد عبده وأحمد الجميري».

يوسف العماني: لن أعتزل إلا عندما يطلب الجمهور ذلك
«بصراحة يجب على المطرب ان يعتزل إذا شعر بأنه لا يستطيع أن يقدم جديداً لجمهوره أو أنه غير متجدد في ما يقدمه من انتاج، لأنه لا بد لمطرب اليوم أن يساير كل ما هو جديد من ألوان غنائية وألحان مميزة. وحتى الكلمات لا بد ان تكون عذبة بأفكار غير مكررة ليكون المطرب قريباً من ذوق المستمع».
وأضاف: «أنا شخصياً لا أفكر في ان أعتزل الغناء إلا عندما يطلب مني الجمهور أن أجلس في البيت لأن الفنان الحقيقي لا يعتزل إلا لظروف خاصة وغالباً ما تكون صحية. وبهذه المناسبة أحيي كل نجم كبير في السن ما زال يصارع موجة الغناء السائدة ليحتفظ بروحه ويقدم أعماله الأصيلة. وتحية حب لنجوم مثل محمد عبده وأبو بكر سالم وعبد الكريم عبد القادر وغيرهم. هؤلاء تاريخ حافل بالنجاحات ومازالوا على قمة الأغنية الخليجية».

عبدالله رشاد: الفن يبقى حياً داخل الفنان
يرى المطرب عبدالله رشاد أن الطرب يعدُ من الرسائل السامية التي لا يستطيع أحد التعبير عنها إلا الفنان نفسه، لذلك يظل الفن داخل الفنان لا يذهب عنه ولا يموت حتى لو اتخذ عن اقتناع قرار الابتعاد النهائي عن مجال الفن الذي طالما أبدع فيه وأحبه. ويؤكد أن مجال الفن تحديداً لا يخضع لمعايير وأسباب زمنية معينة تجبرالفنان على الاعتزال. ويُعد الفنان أكثر عرضة للعديد من المشاكل الإجتماعية والشخصية التي من الممكن أن تُعجل في اتخاذه خطوة حاسمة، ولكنه يظل إنساناً مرهف الحس، الفن بداخله أبداً لا يموت مهما كانت الأسباب والظروف.

فاضل المزروعي: الاعتزال سلاح ذو حدَّين
يؤكد المطرب الإماراتي فاضل المزروعى أن «هناك بعض المطربين الذين يتخذون قرار الاعتزال بجدية بعد الأحساس بأنه لم يعد لديهم ما يقدمونه من جديد يضيف إلى رصيدهم الفني، وهناك البعض الآخر يقدم على الإعتزال بعد أن يكتشف فجأة أن الغناء يتعارض مع عقيدته خاصة ما يقدمه من الأغاني العاطفية والرومانسية وما يصاحبها من رقصات لبنات شبه عاريات. وهنا لاغبار على ما اتخذوه من قرار للإعتزال. أما من يقرر الاعتزال فجأة بنية إستمالة الجمهور مع نزول ألبوم أو كليب جديد، فهنا لي وقفة مع هؤلاء، وأقول إن قرار الإعتزال في تلك الحالة سوف يكون سلاحاً ذا حدين. فاذا استخدم الفنان هذا «الترمومتر» ليقيس به مدى تعلق جمهوره به، فإنه أما ان يتراجع عن قراره اذا وجد ان الناس متعلقون به، واما ان يجد نفسه في مأزق حقيقي اذا تبين له أن الجمهور لم يستجب. وهنا اذا عدل عن قراره سيكون منكسرا للغاية والخيار الآخر يكون أن يتمسك بقرار الإعتزال وأنا أرى أن قرار اعتزال أي مطرب وهو في قمة نجاحه أفضل بكثير من الانسحاب بعد التراجع».
وعن وجود مطربين كبار في الساحة يرى المزروعي أن الحديث عن «هؤلاء مثل الحديث عن الأثار الخالدة كالأهرام على سبيل المثال، بدليل أنه لا يوجد عربي واحد لا يعرف هذه الأصوات الشامخة أمثال محمد عبده وصباح فخري ونور مهنا وابو بكر سالم وهاني شاكر وفيروز وعفاف راضي».