المرأة السعودية في المضمار العلمي... تفوّق وامتياز وبراءات اختراع

سناء دياب 12 أكتوبر 2020
لا يبدو تاريخ 23 أيلول (سبتمبر) يوماً عادياً في المملكة العربية السعودية. بل هو موعد استثنائي يعيد إلى الذاكرة عقوداً من تغييراتٍ وجّهت أشرعة البلاد نحو ضفّة الحداثة التي وصلت إليها في القرن الحادي والعشرين. وأكثر ما يلفت في هذا المشهد هو الدور الذي تؤديه المرأة في المجالات كافة، وخصوصاً مجال التخصّصات العلمية الأكثر تعقيداً. فقد أصبحت شريكة فعلية وفاعلة وأساسية في كل انقلاب على ماضٍ لم يُتح أمامها الكثير من الفرص. وها هي اليوم تؤدّي دورها في مسيرة التنمية على مستوى الإنجاز العلمي من أجل تحقيق رؤية 2030.


انقلاب في حياة المرأة

لا يمكن رؤية العام 2030 ومسيرة المجتمع السعودي أن تكتملا من دون توافر عنصر المرأة. هي القاعدة التي اتُّبعت في السعودية حيث حظّرت المراسيم الملكية التمييز بينها وبين الرجل في العمل، وخصوصاً في حالة الحَمل. كما ساوت بينهما في ما يتعلق بسنّ التقاعد وأتاحت لها الحصول على إجازة أمومة مدفوعة الأجر. وبات في إمكانها المشاركة في الحياة الاقتصادية والسفر والتنقّل من دون إذن من وليّ أمرها في حال تجاوزت عامها الـ21.

إذاً، تبدّلت حال المرأة السعودية بشكل جذري على مستوى الحقوق القانونية، واستفادت من الإصلاحات ملايين النساء. ولهذا أشاد تقرير البنك الدولي تحت عنوان "المرأة والأعمال والقانون 2020" بالمملكة، مع الإشارة إلى أنها احتلت الصدارة على لائحة البلدان التي أجرت إصلاحات على مستوى العالم. وهكذا لمعت أسماء كثيرة في كل المجالات، وخصوصاً على مستوى الاختراعات العلمية والطبية.

عالِمات بدرجة "ممتاز"

لم تغِب المرأة السعودية عن منصّات البحث العلمي وميادينه يوماً. وفي الألفية الثالثة، برز العديد من الأسماء في مراكز تتطلب التمتع بطاقات غير عادية.

الدكتورة ابتسام سعيد باضريس

هي عالِمة وباحثة تعمل في المركز الوطني للتقنيات متناهية الصِّغر في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. إلا أن قصّتها لا تتوقف عند هذا الحد لأنها أصبحت المرأة السعودية الأولى التي تم قَبولها في عضوية المنظّمة الأوروبية للأبحاث النووية. كما أنها الأولى التي حصلت على درجة الدكتوراه في المركز الوطني للرياضيات والفيزياء في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.


البروفيسورة سلوى الهزّاع

تولّت منصب رئاسة قسم العيون في مستشفى الملك فيصل، وهي تحمل لقب بروفيسورة في علم العيون. كما أطلق عليها المجلس العالمي للعيون لقب "طبيبة القارات الخمس"، ما يُعتبر سابقة في المملكة.


الدكتورة هند الجهني

هي أستاذة مساعِدة للكيمياء الفيزيائية في الكلّية الجامعية في جامعة تبوك. وتعتبر الباحثة الأكاديمية الأولى في السعودية التي تنشر بحثاً عن الكيمياء في مجلة علمية شهيرة.


الدكتورة حياة سندي

تُعد من أكثر نساء السعودية شهرةً، وهي باحثة وعالِمة شغلت منصب سفيرة النوايا الحسنة للعلوم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو". سُجِّلت لها العديد من الإنجازات العلمية، كان أبرزها اختراع مجَسّ للموجات الصوتية والمغناطيسية يساعد على مراقبة معدّلات السكر وضغط الدم لدى روّاد الفضاء.


الدكتورة سمر الحمود

حققت شهرة واسعة بعدما اختارتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية للانضمام إلى اللجنة العالمية لتحكيم الأبحاث العلمية في مجالها، أي جراحة أورام القولون والمستقيم. وفي موازاة ذلك، مُنحت في العام 2017 براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بعد توصّلها إلى ابتكار مركّبات تساهم في علاج الخلايا السرطانية من دون أي آثار جانبية.


الدكتورة سامية ميمني

لمع هذا الاسم في أوساط اختصاصيي الدماغ والأعصاب. فهي الجرّاحة السعودية الأولى التي اختارت هذا المجال. وفي هذا السياق، تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات واستطاعت أن تحول أكثر العمليات الجراحية صعوبةً إلى عمليات عادية بفضل اختراعها جهاز الاسترخاء العصبي الذي يساعد على التحكّم بالأعصاب الدماغية المُصابة بالشلل من أجل إعادة الحركة إليها. ولم تتوقف مسيرة نجاحها عند هذا الحد، بل سُجّلت لها براءة اختراع جهاز "مارس" الذي يساعد على الاكتشاف المبكر للسرطان.