كارول سماحة تغني لوديع الصافي

حفل غنائي, كارول سماحة, عبد الحليم حافظ , كازينو لبنان, فيروز, وديع الصافي, محمد عبد الوهاب, طوني حنا

24 فبراير 2010

«نفاد البطاقات بشكل كامل قبل يومين»... هي عبارة اشتقنا أن نسمعها عن حفلة غنائية في بيروت، بعد أن راجت موضة جمع نجمين أو ثلاثة في صالات الفنادق الكبرى وبيع التذاكر للناس بألف وألفي دولار أميركي للتذكرة الواحدة، الأمر الذي أبقى الناس في بيوتهم وجعلهم يبدون وكأنهم «يقاطعون الحفلات».
إلاّ أن النجمة كارول سماحة التي اختارت منذ البداية أن تغني للناس ومع الناس، أحيت حفلاً غنائياً مبهراً في صالة السفراء في «كازينو لبنان» التي غصّت بمحبي كارول الذين توافدوا من مختلف المناطق وأيضاً من تونس وبلدان مجاورة، مع الإشارة إلى أنها نادراً ما تحيي حفلات في لبنان، والسبب «المافيا الفنية» المُسيطرة بحسب تصريح سابق لمجلة «لها». المهم أنها غنّت في تلك الليلة وكانت ملكة على المسرح بكل ما للكلمة من معنى، وشدت بصوتها الرائع على مدى ساعتين أبرز أغنياتها القديمة والجديدة منها «أضواء الشهرة»، «اتطلّع فيي هيك»، «علي يا علي»، «حدودي السما»، «ما بخاف» وغيرها الكثير، فضلاً عن أغنيات لبنانية تراثية وشعبية لفيروز وطوني حنا.
أما المفاجأة فكانت أنها أبدعت عندما غنّت لعبد الحليم حافظ «زيّ الهوا»، وصدمت الكلّ بتقديم أغنية «عندك بحريّة يا ريّس» لوديع الصافي (ألحان محمد عبد الوهاب) التي تتطلّب قدرات صوتية كبيرة وعالية جداً إلى درجة يصعب فيها أن تُغنى إلاّ بصوت رجل.
لكن كارول غنّتها بجرأة وإتقان لتكون المرة الأولى التي نسمع فيها الأغنية بصوت مطربة! كانت سعيدة، وغنّت بحبّ كبير وكأنها في شوق دائم إلى تمرين أوتار حنجرتها ولكن أمام الناس وللناس، وتمكّنت من اللحظة الأولى لصعودها على المسرح من جذب الجمهور وشدّه نحوها وباتجاه غنائها إلى درجة تعب فيها من التصفيق والهتاف طوال الوقت.
كانت تلك المرة الأولى التي أتابع فيها حفلاً لكارول، غير أنني فوجئت حقيقة بحضورها الآسر على المسرح وقدرتها على الغناء المتواصل لأكثر من ساعتين بالحماس ذاته دون أن يتعب صوتها أو يتراجع أداؤها ولو لدرجات بسيطة، وأن تُبقي في الوقت ذاته على تفاعل الناس معها ومع أغانيها.
أما التحدي الأصعب فهو تنفيذ أغنياتها على المسرح، لأن معظمها مُوزّع موسيقياً بآلات غربية. والعارف يُدرك طبعاً كم أنه من الصعب تنفيذ التوزيع الغربي في الحفلات الحيّة مع فرق موسيقية عربية بآلات شرقية أو الجمع بين النوعين. لكننا لم نشعر بذلك خلال الحفل، ما يدلّ على أن كارول محترفة فعلاً وشديدة الحرص في كلّ ما يخصّ عملها... لهذا لم نعد نستغرب كيف نجحت في الشعبي والرومانسي والكلاسيكي والتراثي وحتى الطربي. مبروك كارول.