بارقة أمل بعد الاستئصال.. كل ما تريدين معرفته عن عملية ترميم الثدي

سناء دياب 03 نوفمبر 2020

هو ذلك الخطر المحدق بنا، الذي يدهم حياتنا، نحن النساء، من دون أن يقرع الأبواب، من دون صراحة في الأعراض. يسير نحونا ملتزماً صمته الخبيث قبل أن تدوّي صرخته في وجودنا، قبل أن يقلب كل مقاييسنا ويعيد خلط أوراقنا. هو سرطان الثدي، المرض الذي يزداد توغلاً في أوساطنا، والذي أصبح موضوع حديث الكثير من جلساتنا. لكن على الرغم من تلبّد غيومه، لا يبدو المشهد قاتماً، فثمة حزمة من نور تتسلل إليه عبر نافذة الأمل، وثمة حالات شفاء كثيرة. بل أكثر، بات في الإمكان إعادة الابتسامة إلى وجه المريضة والثقة إلى نفسها بإعادة ترميم ما فرض المرض استئصاله. ولتعرفي المزيد، تحدّثنا إلى الطبيب الاختصاصي في مجال الجراحة التجميلية والترميمية الدكتور رامي شقير.


- في أيّ سنّ يمكن إجراء عملية ترميم الثدي؟

يمكن إجراء العملية في كل الأعمار، علماً أن هذا يتبع عوامل ومعايير عدة، منها حجم الورم، ومدى حاجة المريضة إلى الخضوع للعلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة، وحالة المصابة عموماً. ومن الضروري مراعاة مسألة إمكانية عودة السرطان، وهو ما قد يحدث في بعض الحالات، علماً أن الورم قد يظهر مجدداً في منطقة الصدر أو خارجها. وتؤخذ كل هذه العوامل في الاعتبار قبل إصدار القرار بإجراء العملية أو عدمه.

- هل تُجرى عملية الترميم مباشرةً بعد الاستئصال؟

قد يقرّر الطبيب بالاتفاق مع المريضة إجراء الترميم العاجل أو الفوري، وهو ما يحدث غالباً في حال كان المرض ناتجاً من استعداد وراثي أو إذا كانت الحالة لا تحتاج بعد الاستئصال إلى علاج بالأشعة. كما يمكن تأجيل ذلك أو إجراء العملية على دفعات بناءً على طلب المريضة أو حسب ما تتطلبه حالتها الصحية.


- ما هي أنواع عمليات ترميم الثدي المعتمدة؟

تتبع في هذه الحالة تقنيات عدة يمكن اختيار إحداها بحسب ما تسمح به حالة المريضة، ومنها الترميم أو إعادة بناء الثدي من طريق استخدام نسيج من جسمها. وقد يؤخذ من منطقة الظهر أو البطن أو الأرداف. وتعد الاستعانة بأنسجة البطن الأكثر شيوعاً. ولهذا يشدّ الطبيب البطن ويقص الجلد الزائد مع الشرايين قبل زراعته في الثدي مع تأمين الاتصال بين الشرايين الجديدة وشرايين الصدر. وهي عملية دقيقة ويمكن أن يستغرق إجراؤها 6 ساعات. وعلى الرغم من ذلك، بدأت هذه الطريقة تصبح الأكثر انتشاراً.

ومن الطرق المعتمدة أيضاً زرع أكياس السيليكون. وهذه العملية أسهل من الأولى وتُجرى على مراحل إذا لم يكن على المريضة الخضوع للعلاج بالأشعة أو إذا كانت تتّسم بقوام نحيف. فهذا يعني أن جسمها لا يحتوي على أنسجة زائدة يمكن الاستعانة بها لترميم الثدي كما في العملية الأولى.

ومن الممكن في هذه الحالة اللجوء إلى بعض التقنيات التي تستخدم للحصول على صدر متّسق ذي جانبين متوازيين، ومنها تقنية رفع الصدر. كما يمكن إضافة الدهون إلى السيليكون من أجل تأمين أفضل مظهر ممكن.

أما إذا لم تكن أنسجة الصدر كافية لضم السيليكون، فيلجأ الطبيب الجرّاح في هذه الحالة إلى استخدام موسِّع النسيج أوالـ Expander الذي يوضع تحت طبقة العضل ويعمل على تكبيرها مع الجلد، ويملأه بالماء والملح مرة كل 10 أيام لمدة أشهر حتى الوصول إلى الحجم المطلوب. وبعد ذلك يُزال أنبوب التعبئة بعملية بسيطة تُجرى في العيادة. ومن الممكن في بعض الحالات الجمع بين إعادة البناء والسيليكون.

- كم تستغرق مدة الشفاء؟

تتراوح مدة الشفاء في معظم الحالات بين 4 و6 أسابيع. والأفضل ألاّ تقوم المريضة ببعض الأعمال التي يمكن أن تُحدث ضغطاً على منطقة الصدر مثل قيادة السيارة أو حمل الأوزان الثقيلة أو القيام بأعمال منزلية صعبة أو غير ذلك. ومن المهم أن تحرص على عدم ممارسة التمارين الرياضية لمدة 3 أشهر.


- إلى جانب تحسين المظهر، ما الفوائد التي يمكن أن تجنيها المرأة من عملية ترميم الثدي على المستوى النفسي؟

لا شك في أن هذا يساعدها على استعادة الثقة بنفسها. كما أنه يخفّف وطأة الصدمة والتوتر اللذين ينتجان من المعاناة مع مرض السرطان. بل إن هذا يساهم في زيادة إحساسها بأنوثتها وفي التخلص من الآثار النفسية السلبية للاستئصال.

- ماذا تقول لقارئات "لها" بهذا الخصوص؟

من المعلوم أن سرطان الثدي أصبح من الحالات المَرضية الشائعة حيث تُصاب به امرأة من كل ثمانٍ، ولا بد لي من أن أتمنى الشفاء والسلامة للجميع.

هل من أعراض جانبية؟

يمكن أن تواجه المريضة بعد الخضوع لعملية ترميم الثدي بالسيليكون بعض الأعراض المشابهة للعمليات الأخرى، علماً أن هذا لا يحدث إلا في 5 إلى 15% من الحالات. فقد يُحدث العضل والجلد ضغطاً على السيليكون، الأمر الذي قد يؤدي إلى الشعور بالألم. ومن الممكن أن يسبب هذا الضغط، إذا حصل، الالتهابات أو النزف. أما في حالة إعادة البناء من خلال أنسجة الجسم، فيمكن أن تتراوح نسبة حدوث أعراض مزعجة بين 5 و8%. وقد لا ينسجم النسيج الذي تمت زراعته مع أنسجة الصدر فيرفضه الجسم ولا تصل إليه كمية دم كافية، ما يسبّب تلفه. وهو ما يتعين على الطبيب أن يقدم شرحاً مفصلاً عنه للمريضة قبل إجراء العملية.