'فوق جروحي' لنوال الزغبي

نوال الزغبي, فارس إسكندر, إيلي ديب, قناة ال.بي.سي, موقع / مواقع إلكترونية, برنامج ستار أكاديمي, الملحن سليم سلامة

07 أبريل 2010

فما هو موقف زوجها إيلي ديب؟
بعد إطلالة نوال الزغبي الأخيرة في برنامج «ستار أكاديمي» على شاشة «ال بي سي»، وتأديتها الأغنية الجديدة «فوق جروحي» (من كلمات فارس اسكندر وألحان سليم سلامة)، أثيرت على موقع «فايس بوك» وفي الصحافة المكتوبة،  زوبعة من الأقاويل والردود والتعليقات، التي انقسمت بين مؤيّد ومعارض للموضوع الذي حملته الأغنية. والملفت أن أصحاب «الرأي الوسط» لم يظهروا هذه المرة، لأن المؤيّد كان مؤيداً بقوة، والمعارض عارض بشدّة. فالموضوع ليس عادياً، لأنه رسالة من أم تخاطب زوجها الذي انفصلت عنه مطالبة إيّاه بترك أولادهما يعيشون معها، ومن تغنّي «الحكاية» ليست فنانة عادية أيضاً، بل صلتها بالقصة وثيقة جداً لأنها عاشتها والناس كلهم عرفوها. ويقول كلام الأغنية:
«مش رجولة إنك تاخد مني روحي، مش بطولة منك تمشي فوق جروحي، بدك ترحل عادي بس تركلي ولادي، بترجاك تخلّيهن، شو ذنبن تأذيهن، جايي تحاربني فيهن، أنا كرمالن ضحّيت، علّمتن حبك مني، نارك حوّلتا جنّة، لكن ما تحلم إني، فيك بيجمعني بيت، ناطر قلبي يركع تَ تحسّ بالقوة، غصبن عني إِرجع، هاي هيّ الأبوّة؟ طفلك تِحرق دمو، وتبعد عنو إمّو»...
مما لا شكّ فيه أن الشاعر فارس اسكندر كان بارعاً في صياغة الكلام ضمن قصة سيدة مُعذّبة تعبّر دون شك عن حال كثيرات، كما أن اللحن الذي وضعه سليم سلامة أتى مكمّلاً وكأنه رداء خاص خيط لشخص ولا يمكن أن يرتديه آخر... ما يعني أن الأغنية كأغنية هي بالفعل مميزة، لكن الجدل كان حول أن تغنّيها نوال الزغبي شخصياً، لأنها ستُعتبر بذلك كمن يستعطف الجمهور من خلال مخاطبتهم في «يوم الأم» بلغة الأم المكسورة والمعذّبة التي انفصلت عن زوج «قاس وشرير» لا يكفيه ما عانته معه كسيدة، بل يريد أيضاً أن يحرمها أولادها. والكلّ يعلم طبعاً ما حدث مع نوال بعد إعلان انفصالها عن إيلي ديب.

لكنها ليست في حاجة إلى تقديم هذه الأغنية لأنها حصلت أصلاً على حق حضانة أولادها من خلال القرار الذي صدر عن المحكمة الروحية التي تبتّ في موضوع طلاقها. بالتالي هي ليست أماً محرومة لأن الأولاد يعيشون معها بالفعل، ومن يراهم مرة كل أسبوعين هو والدهم. ولكانت نوال ربما بدت أكثر صدقاً فيما لو قدّمت هذه الأغنية في وقت سابق، أي قبل الحصول قانوناً على حقّ الحضانة وليس بعده. بعض المقالات أشارت إلى أن نوال كانت لتؤثّر أكثر بالناس، لو أنها قدّمت في «يوم الأم» أغنية خاصة بوالدتها التي صار معروفاً أنها على خلاف معها منذ مدة طويلة. كما أن من أبرز الإنتقادات التي طالت الأغنية أنه كان يمكن لنوال أن تغني هذا الموضوع ولكن بأسلوب مختلف وأقلّ قساوة وليس في هذا الشكل المباشر والواضح.
من جهة أخرى، برزت مقالات وأقاويل أخرى تؤيّد موضوع الأغنية على اعتبار أنه ليس عيباً ولا خطأً أن يغني الفنان مواضيع عاشها في الحقيقة ويتوجه من خلالها برسالة إجتماعية في قضية إنسانية يعاني منها كثيرون. وقد شهد موقع «فايس بوك» نشاطاً غير عادي في الكتابة والتعليق على هذا الموضوع، وقد نشط أعضاء صفحة معجبي نوال بنقل كل المقالات التي كُتبت، سواء السلبية منها أو الإيجابية، وطبعاً التعليق عليها للدفاع عن نوال. كما أنهم أنشأوا صفحات جديدة خصيصاً لدعم الأغنية ومن خلال تسمية الصفحة «فوق جروحي».
هذا من جهة. ومن جهة أخرى، تساءل البعض عن موقف الأولاد نفسهم وهم يسمعون والدتهم تغني لوالدهم بهذا الأسلوب، فضلاً عن سؤال حول موقف إيلي ديب وردّ فعله إزاء الأغنية. لكنه رفض الردّ عندما اتصل به الصحافيون مُكتفياً بمقولة «لا تعليق».