وعد... صدق من قال إن الفنانين حقاً مجانين

التمثيل, المهرجان القومي للمسرح المصري, أصالة نصري, مروان خوري, ألبوم غنائي, أنغام, موعد عمل, نورت مع أروى, برنامج ترفيهي تلفزيوني, كركلا, تلفزيون أبو ظبي, برنامج حواري تلفزيوني, اللهجة المصرية, شركة روتانا, مسرحية, اللهجة اللبنانية, اللهجة الخليجية,

26 أبريل 2010

«اللي معانا ييجي واللي مش معانا يولّي»... هذا ما تقوله الفنانة السعودية وعد عندما تتحدث عن سياسة بعض المهرجانات العربية التي تُشرف عليها وتتولاها شركات الإنتاج الغنائي، حيث تفرض كل شركة نجومها على حساب الجميع. ورغم اقتناعها بهذه الحقيقة، تفضّل أن تنتج لنفسها وترفض الإنضمام إلى شركة تحتكرها وتشاركها تعب ومجهود السنين... هي بصدد إصدار أغنية خليجية جديدة، لكن هذه المرة بلهجة سعودية محليّة بحتة تقول عنها إنها «سعودية من الألف إلى الياء». وتنوي أيضاً تقديم اللهجتين المصرية واللبنانية في عملها المقبل، وبعد الإنتهاء من مشاركتها في مسرحية «زايد والحلم» تتفرّغ لأغنيات الألبوم. ماذا تقول وعد في هذا الحوار؟

- صوّرت أخيراً كليباً لأغنية جديدة. ماذا عن التفاصيل؟
هي أغنية جديدة منفردة سعودية من الألف إلى الياء، من كلمات الأمير خالد بن سعود وألحان عبدالله البريكان. تمّ تصويرها في بيروت مع المخرج روي شكري الذي يخوض معي أول تجربة له في إخراج الكليبات، وقد اعتاد مني الناس دائماً التعامل مع مخرجين جدد. أتمنى أن تلاقي استحسان الناس.

- ماذا عن اللهجة، هل هي سعودية بحتة؟
نعم هي باللهجة المحلية وهذه المرة الأولى التي أقدّم فيها هذا النوع من الغناء، وعنوانها «هذا اللي باقي».

- بأي معنى «هذا اللي باقي»؟
(تضحك) هي تعني «هذا اللي ناقص».

- للوهلة الأولى يعتقد المرء أنك تعنين أن «هذا اللي باقي من الذكريات مثلاً أو من الحب الخ...»؟
صحيح، لكن الأغنية تحكي موضوعاً مختلفاً وأتحدث فيها من منطلق قوة وثقة بالنفس، بمعنى «بعد ناقص تشوف حالك علي».

- هل هو تمرّد على الرجل؟
(تضحك) كلا هو ليس تمرداً، بل هي حالة معينة عالجناها في أغنية من ضمن عشرات الأغاني التي تحكي عن الحب والعلاقات والإنفصال أو الصلح الخ...

- بالنسبة إلى التصوير، لماذا لا نراك تقصدين الأسماء المعروفة على صعيد إخراج الكليبات؟
سأتحدث بصراحة دون لفّ ودوران. أولاً أنا من ينتج أغنياتي لأني لست مع شركة معينة. بينما الأجر الذي يتقاضاه هؤلاء المخرجون كبير ويصل في أحيان كثيرة إلى حدّ المبالغة. لست في وارد مهاجمة المخرجين أو التقليل من قيمتهم، لكني شخصياً أرى أنهم يتقاضون أكثر مما يستحقون.
بينما «المونتير» الذي يتولّى الـ Editing (جمع المشاهد) يبذل جهداً أكبر من المخرج وعمله أهم بكثير، في الوقت الذي نرى فيه مخرجين ينظّرون وهم لا يملكون أساساً أي شهادة. لهذا أنا أفضّل أن أتعامل مثلاً مع طلاب جامعيين أو متخرّجين، لكنهم على الأقل يعرفون الكادرات التي يجب اتخاذها ونوعية الإضاءة المطلوبة والتقنيات وكل ما له علاقة بالتصوير، فتجدينهم يعرفون كيف يتحدثون مع مدير التصوير مثلاً عن دراسة ووعي وليس مجرد أسماء رنانة لأناس لا يعرفون شيئاً ويتفلسفون علينا ويريدون الحصول على مبلغ خيالي... «يعني على شو؟».
 بينما أستطيع بهذا المبلغ أن أُثري الكليب بأمور أخرى كالديكورات وتقنيات الصورة. وحتى لو كنت مع شركة إنتاج ستكون سياستي هي ذاتها، لأنه في النهاية عملي الذي أطلّ من خلاله على الناس وصورتي هي التي ستُنتقد. فلولا وجود مدراء تصوير ومدراء فنيين مهمين إلى جانب عمل «المونتير»، صدقيني المخرج لا يستطيع أن يقوم بشيء وحده.

- ما تقولينه صحيح، لكن هؤلاء الأشخاص يعملون جميعهم ضمن فريق واحد يقودهم مخرج معين. بالتالي لا نستطيع إلغاء دور المخرج.
بالتأكيد نحن لا نلغيه ولا يمكن الإستغناء عن المخرج، لكن المخرج الذي يجب أن نتعامل معه هو الذي يملك التقنيات من خلال الدراسة. ما عنيته في حديثي أني ضدّ المبالغة لدى بعض المخرجين الذين يعتقدون أن الحياة لا تكتمل من دونهم. تخيلي أني في إحدى المرات، إتفقت مع مخرج على تصوير كليب. وفي يوم التصوير المتفق عليه لم يحضر، فاضطررنا إلى الإستعانة بمدير التصوير الذي تولى الإشراف على العمل بدلاً من أن نُلغي، وذلك بعد أن كان كلّ شيء محجوزاً وكنا قد وصلنا إلى موقع التصوير مع كل فريق العمل.

- من هو هذا المخرج؟
(تضحك) لا جواب. أفضّل عدم ذكره.

- أنت شخصياً تولّيت إخراج أحد كليباتك الذي صوّرته في الولايات المتحدة الأميركية. حدثينا عن هذه التجربة؟
هي لم تكن تجربة إخراج بكل ما للكلمة من معنى، لكنه كان كليباً بسيطاً جداً ولا يحتاج إلى فلسفة، بل فقط إلى مدير تصوير جيد ومصمم رقصات محترف، كوننا صوّرناه في الشارع كأننا في جولة سياحية لا أكثر. كانت المشاهد جميلة جداً وأجمل ما فيها أنها طبيعية وعفوية. لهذا لا أقول عن نفسي مخرجة، لكن صودف أنه في الفترة التي أردت أن أصوّر فيها كان هناك زحمة تصوير في لبنان والكلّ منشغل.

- بما أنك ذكرتِ موضوع الإنتاج، لماذا لست ضمن أي شركة؟
بداياتي الغنائية كانت مع شركة «فنون الجزيرة» التي رعت انطلاقتي وأنتجت لي أول أعمالي، لكني انفصلت عنهم بطريقة وديّة ودون خلافات بعد أن أصبحت ملكاً للفنان راشد الماجد. وبعد ذلك تلقّيت عروضاً مختلفة من أكثر من شركة، لكني لم أشعر بأن أياً منها يناسبني. مسألة الإنتاج لا تتعلّق بدفع المال فقط بل تشمل أموراً كثيرة وهذا ما لم ألمسه في أيّ من هذه العروض، رغم أني أحترم هذه الشركات ولست في وارد التقليل من أهميتها.

- مثل أي شركات؟
تلقيت عروضاً مثلاً من «ميلودي» و«روتانا» وغيرهما.

- ما سبب الرفض تحديداً؟ هل هو احتكار الكليبات على محطة واحدة أم عقود إدارة الأعمال التي صارت تفرضها الشركات في الفترة الأخيرة؟
عقد إدارة الأعمال هو من الأسباب الرئيسية التي جعلتني أرفض. لأني شعرت بأن الفنان يصبح من الرعاع، فيقولون لهم «يلا روحوا وغنوا وخلاص»... هذا لا يجوز، إذ هناك مثلاً أماكن لا تناسبني ولا أريد أن أغني فيها، أو فنان لا أريد أن أشترك معه في حفلة! فكيف سأقبل بهذه الشروط التي تُشعرنا وكأننا في مدرسة!

- لكن حسب علمنا هم لا يفرضون على الفنان حفلات معينة بل كلّ الحكاية أنهم يتقاضون نسبة من مداخيل الفنان لتعويض أموال الإنتاج بعد أن أصبح سوق مبيعات الألبومات ضعيفاً في كل مكان ولا يدرّ أي أرباح للشركة؟
صحيح، لكن من وجهة نظري أنه يحق للشركة أن تفرض هذه العقود أو أي شروط تريدها على الفنانين الذين تتعاقد معهم في بداية مشوراهم، أي عندما تكون راعية إنطلاقتهم وسبب شهرتهم ونجوميتهم، فيصبح من حقها أن تأخذ النسبة التي تريدها حتى ولو وصلت إلى 50 في المئة. لكن عندما تتعاقد مع نجم معروف سبق أن بذل جهداً وتعباً لسنوات ليصبح ما هو عليه اليوم، كيف تأتي شركة لم تصرف عليه فلساً بعد لتشاطره أرباح هذا التعب! هذا ليس عدلاً برأيي. يعني ماذا فعلوا لهذا الفنان كي يأخذوا من مداخليه هذه النسب؟

- هل من أسباب أخرى؟
هناك طبعاً الإحتكار، إضافة إلى عدم المصداقية. أشعر بأنهم يميّزون أناساً عن آخرين بناءً على مصالح أو محسوبيات... فتجدين مثلاً كليباً صُوّر لفنان معين بمبلغ خيالي بينما آخر صُوّر بمبلغ زهيد لا يُمكن معه أن نضمن كليباً ناجحاً أصلاً، بينما يكون هذا الفنان في نفس نجومية الأول وليس أقلّ... هذا تفريق ولا يجوز لأنه يجب على الشركة أن تخدم الكلّ سواسية. وما أقوله ليس من باب التنظير بل من منطلق الواقع الموجود ومن خلال معايشتي لعدد كبير من هؤلاء الفنانين. أو تجدين مثلاً حملات إعلانية ضخمة لألبوم عادي لا يستحق، فقط لأن المغني هو فلان، بينما آخرون بالكاد نجد لهم لافتة في الطريق... فقلت لنفسي «بلا وجع راس».

- هل تقصدين شركة «روتانا»؟
أقصد الكلّ.

- ألم تحصل مفاوضات مع شركة «بلاتينوم»؟
بلا وكنا على طريق أن نتعاون معاً قبل فترة، لكن حصلت بعض الأمور التي أخّرت ذلك، ولم نتحدث بعد ذلك في الموضوع.

- أمور مثل ماذا؟ خلافات؟
كلا أبداً. كان يفترض أن نُصدر ألبوماً قبل أن أبداً تجربة التقديم التلفزيوني. لكني وللأسف تعاونت مع شعراء كتبوا الأغنيات ثم اختفوا، بمعنى أنهم لم يمنحوني التنازلات الرسمية كي أتمكن من إصدارها رغم أني دفعت كلّ المستحقات. قانوناً لا يمكن إصدار أغنية دون أرواق رسمية بطبيعة الحال، ما اضطرني لتأجيل الألبوم لأن عدد الأغنيات نقص.

- ما السبب كي يقوم الشعراء بذلك؟
لا أعرف.

- أيُعقل أنك لا تعرفين؟
حقيقة لا أعرف ولا أريد أن أتحدث كالناس الذين لا يثقون بأنفسهم فيقولون «فلانة قد تكون حرّضتهم ضدّي» أو «إنني محاربة» وهذا الكلام... أنا أؤمن أن من له نصيب في شيء سيحصل عليه مهما كان.

- ماذا حصل مع «بلاتينوم»؟
طلبت شركة «بلاتينوم» أن نؤخّر إصدار ألبوم كامل لأنهم كانوا منشغلين بإصدارات أخرى، وذلك كي لا تتضارب الإصدارت في وقت واحد. وبعد ذلك حصل موضوع الشعراء الذين اختفوا ومضى الوقت دون أن نعود لنتحدث مجدداً.

- هل تحضرين حالياً ألبوماً جديداً؟
نعم وسيكون من إنتاجي.

- هل تشعرين بأنك قادرة على المنافسة عندما تُنتجين لنفسك وتواجهين شركات عملاقة تملك محطات تروّج من خلالها للفنانين المتعاقدين معها إضافة إلى الدعم الإعلامي الكبير لهؤلاء؟
دون شك هو أمر صعب لكن في الوقت ذاته هناك حسنات للموضوع. لأني مقتنعة بالخط الذي وضعته لنفسي. ولو اضطررت أن أغيّر فقط لأكون أكثر شهرة أو لتصدر لي شركة ألبوماً وتضع صوري على الطرق، فلا أريد كل هذا الفن، لأنه لن يعني لي شيئاً إذا تنازلت عما أنا مقتنعة به. لهذا أفضّل أن أنتج لنفسي، لكن لا مانع طبعاً من التعاون مع إحدى شركات الإنتاج لتوزيع العمل.

- قلتِ إن هناك حسنات لموضوع إنتاجك بنفسك رغم التعب. لكن من أبرز سيئاته عدم وجود الفنانين في المهرجانات الكبرى التي تنظمها شركات الإنتاج أو تتولى تصويرها...
(تُقاطعني) كل المهرجانات صارت قائمة على المحسوبيات، فتجدين فنانين ليس لهم جمهور كبير أو أنهم ليسوا نجوماً حقيقيين، فقط لأنهم مع هذه الشركة. وتأتي مشاركتهم على حساب آخرين مطلوبين بكثافة للحفلات والمهرحانات لكنهم مغيّبون. «اللي معانا ييجي، واللي مش معانا ما له مكان».

- لهذا نسأل، ألا تشعرين بضرورة وجودك في شركة كي تضمني هذه المشاركات خصوصاً أن انطلاقتك كانت أساساً من خلال مهرجان ضخم هو مهرجان «أوربيت»؟
كنت أتضايق سابقاً لأني كنت اعتقد أن التقصير مني. لكني اليوم اعتدت على الموضوع بعدما لمست أن كل الحكاية هي مجرد محسوبيات، وأدركت أني لست المُذنبة أو المُخطئة.

- لكن من الطبيعي أن تفرض كل شركة نجومها طالما أنها قادرة على ذلك؟
طبعاً هذا حق مشروع ومن الطبيعي أن تروّج كل شركة لفنانيها لهذا لم أعد أزعل.

- ماذا عن ألبومك الجديد؟ هل لنا أن نعرف بعض التفاصيل؟
بدأت بتحضير مجموعة من الأغنيات الخليجية إن شاءالله وأتعاون فيه مع الأمير خالد في أغنية ثانية إضافة إلى الأغنية المنفردة، إضافة إلى محمد بو دله ونبيل غانم ومنصور الواوان وعبدالله القعود وغيرهم. كل ما أستطيع قوله أنه سيحمل أنماطاً جديدة بالنسبة إليّ لم أغنّها سابقاً.

- أي سيكون الألبوم خليجياً بالكامل؟
كلا، بل أتعاون أيضاً مع مروان خوري وسأغني باللهجتين اللبنانية والمصرية.

- ما رأيك بظاهرة انتشار الأغنية الخليجية بأصوات غير خليجية أخيراً؟ من نجح فيها ومن فشل؟
الظاهرة موجودة منذ زمن طويل نظراً إلى خصوصية وتفرّد الأغنية الخليجية. أما عن أبرز الأصوات التي غنّت هذه اللهجة هناك ذكرى بداية التي أبدعت لا بل إنها تفوّقت صراحة على الخليجيين، وأيضاً أصالة وأنغام. ومن الجيل الجديد أنا معجبة كثيراً بيارا التي أدّت الخليجية ببراعة.

- نراك اليوم في العمل المسرحي «زايد والحلم». كيف تمّ الإتفاق خصوصاً أنك تخوضين مع كركلا أول تجربة مسرحية إستعراضية لك؟
وافقت دون تردد بمجرد أن تحدثوا معي في الموضوع. حتى أني أبرمت العقد دون مراجعة محاميّ الخاص رغم أني لا أوقّع أي شيء دون مراجعته وأخذ رأيه. بعد التوقيع أرسلت إليه العقد ليطّلع عليه فقال لي: «والله شو!»... كركلا إسم رائع ويشرّف أي فنان التعامل معهم، فكيف إن كان العمل عن الشيخ زايد رحمه الله. وبصراحة العلاقة مع الكلّ رائعة وجعلوني أشعر بأني واحدة منهم أو من عائلتهم، كذلك الفنان عاصي الحلاني. العرض الأول كان في أبو ظبي وقد تشرّفت بالغناء من كلمات الشيخ زايد في المسرحية. وبعد بيروت نسافر لعرض العمل في دول عديدة إن شاءالله.

- لماذا اختاروا «وعد» تحديداً رغم أن لا تجارب تمثيلية لك؟
(تضحك) ولماذا لا يختارونني؟ مع أني أفضّل أن تتوجهي بالسؤال إليهم لكن لا ننسى أنهم في حاجة إلى وجه خليجي، إضافة إلى أن المسرحية ليست درامية وتتطلب قدرات في التمثيل بل هي إستعراضية وتعتمد أكثر على الغناء. وفي مطلق الأحوال أنا سعيدة جداً بالتجربة وأدرك أنها ستكون إضافة لي.

- قدمت العام الماضي برنامج «ليالي السمر» على شاشة تلفزيون أبو ظبي. لكن البرنامج استمرّ في الموسم الثاني مع ميس حمدان. لماذا؟
لأني انسحبت من البرنامج بسبب مشاكل كثيرة حدثت. خلال تصوير آخر حلقة من الموسم الأول والتي استضفنا خلالها الفنان نبيل شعيل، كان القيّمون على البرنامج يطلبون مني توقيع عقد لمتابعة تصوير الموسم الثاني، لكني رفضت. أولاً كنت أريد أن أعرف وقع البرنامج على الناس قبل المضيّ في حلقات أخرى، لأنه خلال مرحلة التصوير لم تُعرض أي حلقة بل جرى ذلك لاحقاً.
 أما السبب الثاني والأبرز فكان رفضي التعامل مع الشركة التي كانت تتولّى تنفيذ الإنتاج. للأسف لم يكن هناك مصداقية، إضافة إلى التقصير الفاضح في تنسيق مواعيد الفنانين. ويهمّني أن أوضّح أن الخلاف كان مع الشركة المنتجة وليس مع القيمين على تلفزيون «أبو ظبي». كنت أجلس مثلاً فترة طويلة في الاستوديو أنتظر الفنان الضيف، ليس لأن الفنان تأخر بل بسبب إنعدام التنسيق والإحترام للوقت. لكن كل هذا مقبول أمام انعدام المصداقية وعدم تنفيذ أمور كثيرة في العقد. بكل تواضع هم خسروني وهذه المرة الأولى التي أتحدث فيها عن هذا الأمر. لكن في النهاية، البرنامج نجح معي أولاً، لهذا لا يهمّ من سيقدمه من بعدي لأنه في الأساس ناجح.

- نلاحظ دخول المطربات عالم التقديم التلفزيوني، وكان آخرهنّ أروى على «ام بي سي». ما رأيك في هذه التجارب؟
لم أشاهد كلّ حلقات برنامج أروى بل شاهدت قسماً منها وبشكل خاص الحلقة الأولى التي استضافت أحلام. كانت حلقة مميزة وقد بدت فيها أروى مذيعة متمكنة تعرف كيف تسأل وكيف تطرح المواضيع المختلفة وكأنها مقدمة برامج محترفة تطلّ على الشاشة منذ سنوات. وأحلام أيضاً كانت رائعة، لهذا كانت الحلقة دسمة.

- أتقولين هذا من باب المسايرة؟
لو كنت أُساير لاكتفيت مثلاً بالقول إنها جيدة. لكن حقيقة كانت متمكنة. صحيح أننا كمطربات نطلّ دائماً على التلفزيون في مقابلات وحفلات، لكن التقديم مختلف كلياً. وبما أني خضت التجربة أعرف تماماً عمّا أتحدّث. هذه تجربة ليست سهلة مطلقاً.

- أذكر أني قرأت لكِ حواراً قلت فيه أنك صُدمت بتصرفات بعض الفنانين الذين التقيتهم في الكواليس خلال تصوير البرنامج. مثل ماذا؟
(تضحك) صحيح. البعض لديه انفصام في الشخصية. أنا أعرف أن للفنان مزاجاً خاصاً أحياناً، لكني اكتشفت أن من يصف الفنانين بالمجانين مُحقّ. أي لهذه الدرجة الإنفصام والمزاجية! تجدينهم في الكواليس أُناساً متعجرفين ويتحدثون بفوقية مع الناس وحتى مع المعجبين الذين يتحرّقون ليلتقطوا معهم صورة! لكن كل هذا يختفي فجأة بمجرد أن يقول المخرج «أكشن»، فيضعون قناع البراءة والطيبة ويصبحون أقرب إلى الملائكة... كل هذا رأيته أمام عينيّ، لهذا أقول إني صُدمت لأني لا أتحمّل أشخاصاً كهؤلاء. بصراحة أكثر، هناك فنانون كنت أعشقهم لكني كرهتهم عندما تعرّفت إليهم عن قرب.

- لهذه الدرجة؟
نعم وأحياناً أكثر. حتى أن بعضهم كان يلجأ إلى الصراخ إذا حصل تأخير بسيط وكأن الاستوديو تحت أمره والكلّ موظفون عنده! لكن عذراً، الإطلالة التلفزيونية في البرنامج كانت مدفوعة والفنان يتقاضى أجراً محترماً جراء مشاركته، أي هذا عمل ويجب احترامه وأيضاً أن نتحمّله إن حصل أمر ما. ثم ما الداعي لهذه العجرفة أساساً؟ كنت أشعر أحياناً بأني أشحذ منهم عندما أطلب منهم أن يغنوا، تخيلّي... «طيب شو جايي تعمل، تطبخ مثلاً؟».

- طبعاً لن تذكري أي إسم؟
(تضحك) طبعاً لا، ليس خوفاً من أحد بل فقط إحتراماً لمحبي هؤلاء الفنانين. لكن من جهة أخرى هناك فنانون فاجأوني بطيبتهم وشخصيتهم. أنغام مثلاً، لم اكن أتخيّل أنها بهذه الروح الطيبة والأخلاق العالية والرقيّ في التعامل مع الناس إلى درجة أن ليت الكلّ مثلها. أصالة أيضاً، حقيقة هي إنسانة رائعة وحلقتها كانت من أجمل الحلقات التي صورناها. نبيل شعيل أيضاً سُعدت كثيراً بلقائه ومهما قلت عنه لن أفيه حقّه.

- هل كنت تشترطين الموافقة على أسماء الفنانين المشاركين في البرنامج؟
ليس بمعنى الإشتراط لكن هناك أسماء رفضت استضافتها. لأنه لا يمكن أن أمثّل على الناس وأدّعي أني منسجمة مع غناء فنان معين وهو ينشّز طوال الوقت... بل كل من استضفتهم كانوا فنانين حقيقيين وأصواتهم مميزة.

- هل رفضت أسماء معينة لأسباب شخصية؟
كلا، لأني لست على خلاف مع أحد أساساً.

- لم ألمس في كلامك حماسةً لخوض تجربة التقديم مرة أخرى؟
الموضوع لا يتعلّق بالحماسة بل بمدى شعوري إن كانت التجربة المقبلة ستكون أهم مما قدّمته. إذا خضت التجربة ثانيةُ، لا بدّ أن يكون ذلك في برنامج جديد يحمل فكرة وأسلوباً جديدين، وإلاّ لماذا سأكرر نفسي. عرضوا عليّ أخيراً المشاركة في تقديم حلقات «تارتاتا» لكني اعتذرت رغم إعجابي الشديد بالبرنامج. لم أشعر صراحة بأنه سيضيف إليّ شيئاً كما أني لن أُضيف إليه أي شيء. فأنا لست مذيعة أساساً وسبق أن شاركت فيه كمطربة ضيفة.