الفنانة صفاء سلطان.. 'لو مثلت أنجلينا جولي ليلى مراد لانتقدوها'...

فيلم قصير, رشا شربتجي, ألبوم غنائي, صفاء سلطان, أنجلينا جولي, ليلى مراد, دراما سورية, مسلسل, مسلسل تركي

26 أبريل 2010

فنانة سعت عبر أدوارها إلى أنسنة الكلمات بشفافية عالية وبث الحياة فيها، واستطاعت أن تنسل من خلال كل دور تقوم بتأديته إلى قلوب المشاهدين بعفوية أدائها وبموهبتها التي تواصل صقلها باستمرار. فمع كل دور جديد كانت تثبت أنها فنانة حقيقية وأن حبها وعشقها للفن لم يذهبا هباءً. إنها الفنانة صفاء سلطان التي لم تتقوقع ضمن إطار معين لا بل تجاوز طموحها التمثيل إلى الغناء، وهي اليوم تسير على أرض صلبة ذخيرتها فيها ما حققت من نجاح عبر أعمالها المتنوعة... معها كان هذا اللقاء.


مسلسل غريب!...

-  من أين تنبع خصوصية مشاركتك في مسلسل «رجال مطلوبون» خاصة أنه العمل السوري الأول الذي يمتد تسعين حلقة؟
«رجال مطلوبون» مسلسل اجتماعي معاصر غريب من نوعه يقدم فكرة جديدة وسيعيش مع المشاهد على مدى تسعين حلقة متواصلة. وأرى أن مجرّد تناول قصة عالمية مصدرها مكسيكي أمر جديد على الدراما السورية، كما أن السيناريو مُترجم عن قصة عالمية لكن ضمن واقع عربي من صلب حياتنا الاجتماعية التي نعيشها يومياً بكل جوانبها إن كان على صعيد الحب أو المشكلات والعقبات التي تمرّ بنا دائماً.
 والعمل من إخراج سامر برقاوي وسامي جنادي وإشراف المخرج حاتم علي، ويجمع العديد من النجوم العرب. وأجسّد فيه شخصية فتاة مرحة تكون مفتاح الأمان و مجمع أسرار صديقاتها, تسافر من سورية إلى دبي للعمل في مركز تجميل هاربة من الظروف الاجتماعية والمادية. وما شجعها على السفر وجود حبيبها في دبي حيث يعمل. لكنها تُفاجأ بأنه يعيش حياة مادية بعيدة عما يسمى الحب. وقد اجتمعت في العمل مقومات النجاح وهو أمر بحد ذاته يعطينا اقتناعاً بأنه سيحقق حضوراً مهماً. ولكن يبقى المشاهد هو الحكم النهائي.

-  ماذا عن مشاركتك في مسلسل «يا صديقي»؟
أؤدّي في المسلسل دوراً له علاقة بقصة حب وتدور المشاهد ضمن طابع رومانسي يشوبه نوع من الجدية. وهو عمل عربي كبير من إخراج عمار رضوان وتأليف حافظ عرقوط، ويشارك فيه نخبة من نجوم مصر والخليج ولبنان وسورية مثل محمد رياض، مادلين طبر، وسيم الرحبي. وسيكون التصوير في الكويت ولبنان وأوكرانيا، وهو من إنتاج شركة global.


الفيديو كليب

-  ما حقيقة إصرارك على مشاركة ممثلين أتراك في تصوير فيديو كليب خاص بك؟ ففي البداية كان الحديث حول مشاركة «الأسمر» ومن ثم انتقل الحديث إلى مشاركة الممثل التركي جوكان تيب؟
الأمر عادي جداً، ولكن الصحافة جعلت منه موضوعاً تتحدث فيه بشكل غريب. فأنا فتاة تبحث عن مقومات نجاح عملها إن كان في الدراما أو في الغناء. والفكرة ببساطة هي مشاركة شخص مشهور في الكليب الذي سأصوره.

-  ما سبب التأجيل المستمر لألبومك الغنائي؟
أنا مشغولة حالياً بأمور أخرى، الموضوع مؤجل حالياً ريثما أنتهي من تصوير الأعمال الدرامية التي أشارك فيها. والمفارقة أنني كلما فكرت في العودة لاستكمال الألبوم أنشغل في التمثيل عبر عمل درامي جديد. الواقع أن الغناء بالنسبة إليّ عبارة عن هواية ولن أمتهنه، فهو عبارة عن طاقة أحاول تفريغها فقط ولكن عملي الأساسي سيبقى في التمثيل، فهاجس الغناء في داخلي ليس بحجم هاجس التمثيل, والدراما السينمائية والتلفزيونية أهم عندي من أي نوع آخر من الفنون.

-  من سينتج أغاني ألبومك؟
هي من إنتاجي الخاص، وهناك اتصالات للتعاقد مع شركة لتوزيع الألبوم فقط. وأعتقد أن هذا الأمر هو من الصعاب التي تواجهني لأن الكلفة الإنتاجية في مجال الغناء مرتفعة ما بين الكلمات والألحان والتوزيع والكليب، فكل ذلك بحاجة إلى شركة ورغم ذلك أقوم به وحدي ولكن «حبة حبة». وسيضم الألبوم  ثماني أغنيات منها ما هو باللهجة اللبنانية وباللهجة الخليجية، ولكنه لا يزال في حاجة إلى الكثير من العمل ليرى النور.

-  سبق أن قلت أنك اشتريت ست أغنيات وسجلتها، وكان من المُفترض أن تطلقي الألبوم في الأسواق قريباً، لكنك أجلت كل شيء من أجل ليلى مراد.
أكيد، فكل من حولي يعلم مدى حبي وإعجابي بليلى مراد فكيف إذا عُرض عليّ تجسيد سيرتها الذاتية؟ هذا يجعلني أؤجّل أي عمل من أجل تجسيد هذا الدور.

-  لمن كنت تغنين في البداية؟
منذ صغري كنت مولعة بأغنيات ليلى مراد وكنت أغنيها دائماً في حفلات الأقارب والأهل، وهذا ما أذهلني عندما عُرض عليّ تجسيد سيرتها الذاتية في مسلسل «أنا قلبي دليلي».

-  ما الخط الذي ستنتهجينه في الغناء؟ وما اللهجات التي ستحرصين على الغناء بها؟
إنه ليس موضوع خط وإنما هي فكرة أحببتها لكوني أمتلك صوتاً جميلاً إلى حدّ ما، ولا أعرف ما اللهجات التي سأحرص على تأديتها. الأمر مرتبط بالكلمات ومدى اقتناعي باللحن المُقدم.


ليلى مراد...

-  قبل تصوير شخصية ليلى مراد قلت لمجلة «لها»: ليلى مراد تشبهني ولكني أخشى الفشل... فما الذي دفعك لهذا القول؟
لا علاقة للفشل بالشكل أو غيره ولكن بطبعي أتوقع الفشل قبل النجاح كي لا أصاب بصدمة بعد تفاؤل كبير. وأعتقد أنه على أي إنسان توقع أسوأ الأمور كي يتجنّب أي صدمة في حياته إن كان على الصعيد الفني أو الإجتماعي.

-  بأي عين تنظرين إلى مشاركتك في عمل مصري؟
إنها خطوة يتمناها كل إنسان فكيف إن جاءت عبر بطولة مطلقة، فهو حدث رائع وجميل ولكن في الوقت نفسه يشعرك بالخوف لأن تلك الخطوة لم أتجهز لها نفسياً بشكل تام. لكني استطعت النجاح على الصعيدين الفني والدرامي.

-  يُفترض أن يفتح تجسيد عمل في القاهرة الأبواب أمامك للعمل هناك ويدفعك إلى فرض شروطك بشكل أقوى. هل حدث ذلك؟
أي فنان يدخل عالم الشهرة في بلد أعتبر أنه يخوض الطريق من أوله وكأنها البداية بالنسبة إليه وهي خطوة يحتاجها، ولكن كل خطوة أخرى أحققها في مصر تثبّت قدَميّ فيها بشكل أكبر. وبالفعل عرض علي الكثير من الأعمال ولكن ينبغي أن أهتم بالخطوة التالية وأن أركز على ماذا سأقدم لجمهور مؤلف من 80 مليون نسمة.

-  عبر تقديم السير الذاتية إلى أي مدى يمكن للممثل أن يُقلد، ومتى ينتهي التقليد ومتى تبدأ شخصية الممثل كممثل؟
العلاقتان مترابطتان ومكملتان لبعضهما بشكل عميق. فينبغي إقناع الناس بطريقة تقليدك الشخصية إن كان من خلال الحركات أو الصوت، ومن ثم عليك إيصال الإحساس الذي يراه المشاهد في الشخصية. وهنا يأتي دور الممثل في إيجاد صلة ما بين الحسّ والتقليد أو الشبه لإقناع المتلقّي بالشكل الأمثل.

-  ما سبب هجوم النقّاد على مسلسل «أنا قلبي دليلي»؟
الهجوم لم يكن على صفاء سلطان بشكل خاص. ليلى مراد إنسانة لها عظمتها في الشارع العربي عامة والشارع المصري خاصة وهي لا تزال في خلايا الناس. ولو أتت انجلينا جولي لانتقدوها. فالأمر له علاقة بحب الناس لليلى مراد وعدم تقبلهم لشخص آخر يمثل سيرتها الذاتية، فاختلطت الانتقادات بالعديد من الأمور، كل وفقاً لمزاجه. غير أن الذين شاهدوا العمل لأكثر من مرة وتمتعوا بالأداء الفني والإخراجي أشادوا به. وبالنسبة إليّ أرى أن العمل الناجح يتعرض للكثير من الجدل، ويكفيني اتصال الفنان عادل الإمام وتهنئته لي بنجاح المسلسل وقوله إنني استطعت تحقيق المعادلة الصعبة. كما نلت العديد من التكريمات عن هذا الدور. وهنا أقول إن الحاقدين لم يفلحوا في النيل مني وأنا موجودة بقوة في الساحة الفنية.


واقع المرأة

-  كيف تنظرين إلى واقع المرأة في الدراما السورية؟ وإلى أي مدى استطعت تجسيد هذا الواقع في ما قدمت من أعمال؟
الدراما السورية قدمت واقعاً هو طبق الأصل لواقعنا إن كان عبر المرأة أو الرجل أو واقع الشباب. ويبقى دوري كممثلة الالتزام بالنص وأن أكون بإدارة مخرج متمكن من أدواته. وأنا أثق بكتابنا ومخرجينا فلولاهم لما وصل نجاح الدراما السورية إلى ما هو عليه الآن.

-  ما الدور الذي يستفزك ويحرّضك؟ وما نسبة وجود سمات الدور المحرّض في أعمالك حتى الآن؟
كل دور أجسده هو محرض, فعلي أن أعيش مراحله بصدق. ويبقى الدور الرومانسي هو من أجمل الأدوار التي تحرض كل فتاة.

-  هل تعتبرين أن العلاقات الشخصية تمهدللفنان طريق العمل نوعاً وكماً؟
العلاقات الشخصية والعلاقات العامة مهمة أينما ذهبت. والبرهان على ذلك أن العلاقات العامة باتت تًدَرّس في الجامعات وبالتالي هي لها مكانتها بشكل عام، وتبرز أهميتها أكثر في وسطنا لأننا نعيش كفريق، فالفنان الناجح من يعيش على تواصل و محبة مع زملائه كلهم.


الكوميديا

-  ما سبب ابتعادك عن الكوميديا رغم أنك انطلقت منها عبر «مرايا»؟
أحن إليها كثيراً، وإذا عُرض علي دور كوميدي وأعجبني فلن أتوانى للحظة واحدة عن خوض غماره.

-  هناك من يرى أن الكوميديا صنف درامي درجة ثانية، فكيف ترينها؟
الكوميديا من أصعب أنواع الفن، فمن السهل أن تبكي الناس ولكن من الصعب أن تضحكهم. لكني لست مع كوميديا التهريج وإنما مع كوميديا تندرج ضمن المفهوم الدرامي. وقد كانت لي مشاركات عديدة ناجحة في الكوميديا عبر أعمال مثل «كسر الخواطر»، «مرايا».


السينما

-  سبق أن قلت «أتمنى أن أجسّد في السينما دور فدائية»، فماذا تغير من الحلم؟
لم يتغير شيء. فالفتاة الفدائية رمز حقيقي يحبه الناس. وهذه الشخصية تجمع بداخلها صفات عديدة كالقوة والإرادة والحب لأهلها وبلدها، وهي صفات تحلم أي فتاة بامتلاكها، وأعتقد أنها حلم كل فنانة.

-  سبق أن صرحت أنك تقرأين نص فيلم سينمائي، ماذا عنه؟
عرض علي أكثر من فيلم ولكن لا أستطيع التصريح حالياً حول الموضوع لأنه لم يتم حتى الآن توقيع عقد.

-  كيف هي علاقتك اليوم مع المخرجة رشا شربتجي؟
هي علاقة محبة وزمالة.

-  إلى أي مدى تشعرين بأن الرومانسية مفقودة في العمل الدرامي العربي عموماً والسوري خصوصاً؟
لا أوافقك الرأي، ففي كل عمل درامي للرومانسية حصتها الكبيرة. فهي من الأسس التي يرتكز عليها الكاتب في قصته، واعتقد أن الدراما قدمت قسماً كبيراً في هذا الجانب.

-  هل ترين أن النجاح الذي حققته الأعمال التركية المدبلجة سببه اللهجة السورية؟
تملك اللهجة السورية رواجاً كبيراً في الوطن العربي، وهي صفة حققت مع حضور الممثل السوري هالة للدراما التركية، والنتائج واضحة للجميع. وينبغي ألا ننسى وجود محطات تمتلك مشاهدة كبيرة ساهمت في جذب ملايين المشاهدين، ولكن لو لم يكن هناك براعة من فنانينا للقيت هذه الأعمال الفشل.

-  كثيرة هي الأعمال التي باتت تدخل عوالم أكثر جرأة فكيف تنظرين إلى هذه الجرأة؟ هل حقاً هي جرأة وغوص في عمق الواقع أم أنها علامة تجارية لتسويق العمل؟
لا نريد أن نعلم ما في نيّات القائمين على عمل أثير حوله الجدل أو ظهرت علامات الجرأة في مشاهده، وأقصد بالجرأة المواضيع التي لم يتجرأ أي عمل على تناولها سابقاً كما في «غزلان في غابة الذئاب» وغيره من الأعمال التي أعتبرها متميزة. وأنا أفضل النظر إلى نتائج العمل وما فائدة عرضه ومحبة الناس أكثر من البحث في نيّات أصحابه. ويبقى المسلسل الجيد جيداً، ففي النهاية هي تجارة لبعض الناس ورسالة فنية لآخرين.

-  هل تقبلين بتقديم الإغراء إذا عُرض عليك في عمل درامي تلفزيوني أو سينمائي؟
أنا فتاة تعيش ضمن أسرة محافظة تهتم بعاداتها وتقاليدها، وليس لي علاقة بما قد يقدمه الآخرون. فكل إنسان له حرية الاختيار، ولكن بالنسبة إليّ كانت قاعدتي الأولى لدى دخولي عالم الفن الحفاظ على عاداتي التي تربيت عليها والتي لن أتجاوزها مهما كانت المغريات وإن قُدِمت إلي ملايين الدولارات.

-  هل يمكن للنجومية أن توقع الفنان في شباك الغرور؟
أنا صفاء ذاتها التي تتكلم معك ومع أهلها ومع الناس كلهم بالأسلوب ذاته، فأنا لا أعرف الغرور والتكبر بل أتعامل مع الناس بطيبة. وأدعو الله دائماً بأن يُبعد عني التكبر والغرور. وعموماً أشعر بالرضا عن طباعي وإخلاصي لعملي.

-  هل تتمنين أن تصبح ابنتك ممثلة وتفتحي لها الطريق لخوض هذا المجال؟
كان لابنتي أملي مشاركات عديدة في «سبيستون» وغيرها، وهي تحب الفن ولكنها تقول لي إنها تهوى دراسة إدارة الأعمال. وفي النهاية لها حرية القرار.

-  أين الشائعة في حياتك؟ وكيف تتعاملين معها؟
لا تهمني لا من بعيد ولا من قريب، و«التطنيش» هو الحل الأمثل لكل شائعة أسمعها...