عبده شاهين: سأخرج من عباءة "شاهين" في "لا حكم عليه"

03 ديسمبر 2020

استمر الممثل اللبناني عبدو شاهين في السير على درب "الهيبة" وصولاً الى جزئه الرابع، المسلسل الذي فتح له باب النجومية التي يستحقها عن جدارة، من دون أن يكتفي بالتدثّر بعباءة "شاهين"، الشخصية التي شهدت نقلة نوعية في "الرد"، إذ في باله من الأدوار ما يحقق له المزيد من التألق في عالم الدراما. في حواره مع "لها"، يكشف عبدو شاهين الكثير عن شخصية "شاهين" والتطورات الحاصلة عبر الأجزاء، كما يتحدّث عن كواليس عمله الجديد مع الفنان السوري قصي خولي.


- بمَ يختلف الجزء الرابع من "الهيبة" عمّا سبقه من أجزاء؟

الاختلاف الرئيس هنا يكمن في "تطريز" الشخصيات الأساسية، إذ أصبح لكلٍ منها عالمها الخاص وكيانها شبه المستقل، لكن من دون أن تنفكّ عن الخطوط الأخرى طبعاً. مثلاً، شخصية "شاهين" في "الرد" باتت على ما هي عليه نتيجة الأجزاء الثلاثة السابقة، حيث كان يتّسم بطابع حنون وقاسٍ في آن معاً، فعانى من الضياع والاضطراب النفسي في علاقته مع أبناء عمّه ووالده، أما في الجزء الرابع من المسلسل فباتت لـ"شاهين" عائلته الخاصة وهدف يسعى إليه، لذا تخلّص من حالة الضياع وأصبح رجلاً صارماً في قراراته.


- ماذا عن أداء "شاهين" في الجزء الرابع وما قيل عن المبالغة فيه؟

لا بد من توضيح فكرة أن "شاهين" في الموسم الرابع بات أشبه بالمجنون، اذ تحوّل من التوتر والعصبية والضياع الى حالة من الجنون، فهو لم يعد منقسماً بين واجبه تجاه والده وأبناء عمّه، كما لم يعد يعاني للوصول الى "منى" التي يحبّها، لكن مقتل والده قبل أن ينعم بتمضية وقت طويل معه بعد خروجه من السجن، جعله مهووساً بمطلب واحد، ألا وهو الثأر له. بعد كل ما حدث، الشخصية فقدت أعصابها وأصابها مسّ من الجنون، لذا ضرب "شاهين" عرض الحائط بكل ما تربّى عليه ليثأر لوالده.

والسؤال هنا: هل أخطأ "شاهين" في بعض ردود فعله؟ الحلقات المقبلة ستحمل لي وللجمهور الجواب الشافي، حول هذه الشخصية التي تعاني وحدة قاتلة، فهو بلا عائلة، والرجال من حوله موظفون يتقاضون أجوراً من دون أن ينتموا إليه... لم يعد لـ"شاهين" أي ملاذ آمن يلجأ إليه، سواء زوجته، أو والدته القاسية المجرّدة من الحنان.

- هل تخاف من أن تتلبّسك شخصية "شاهين"؟

منذ الجزء الثاني من "الهيبة"، وأنا خائف من أن أصبح فعلاً "شاهين"، لا سيما أن المسلسل استمر عرضه لسنوات طويلة من دون أن أقدّم خلالها أدواراً أخرى، فالتعوّد قد يحدّ من قدرات الممثل، فتصدأ أحياناً... لكن بحكم خبرتي الطويلة في المسرح إذ شاركت في 12 عملاً مسرحياً، تبقى أدواتي عرضةً للتغيير، وينقصني العمل الجديد الذي يحمل لي شخصية جديدة تُخرجني من عباءة "شاهين".

- لكنْ أي الأجزاء هو الأحب إليك؟

الجزء الأول بالتأكيد، فله مكانة خاصة عندي، وكان البوابة التي عبرتُ منها الى النجومية، فهذا العمل نقلني باحترافية من المسرح الى الدراما التلفزيونية، علماً أنني شاركت قبله في مسلسلات عُرضت على الشاشة الصغيرة، لكن دوري فيه كان الأكبر مساحة وأدّيته باحتراف، ما أفسح في المجال أمامي لإظهار قدراتي في التمثيل. أما شخصية "شاهين" في الجزء الثاني من "الهيبة" فكانت الأهم، إذ برز فيها الجانب العاطفي والرومانسي بوضوح، وهذا أضفى مزيداً من التنويع على الشخصية، لا سيما أنه عاش قصة حب في قالب عشائري، هي الأبعد عن شخصيتي الحقيقية.

- مع مَن نجمات "الهيبة" أحببت العمل أكثر؟

يمكنني القول إن العمل مع أيٍّ من الزميلات له ما يميزه، لكن بصراحة العمل ممتع مع النجمة نادين نسيب نجيم، فقد تعاونّا من قبل في مسلسل "نص يوم"، وكان مساحة التعاطي بين شخصيّتينا في باكورة "الهيبة" أكبر، وكنا نصوّر مشاهدنا بارتياح.


- ومع أيٍ من الفنانات تفضّل العمل؟

ندى بو فرحات، كارول عبود وديامون بو عبود.

- لفتني تحيّزك الى الأكاديميين...

لا أتحيّز الى الأكاديميين، بل أتعاطف مع ما يعانونه من شح في الفرص والأبواب الموصدة أمامهم. أنا أدرك تماماً حاجات الدراما كصناعة وسوق، ولا أدفن رأسي في الرمال، لكن لا يمكننا تجاهل أن العقلية الأكاديمية لديها المنهجية والقدرة على الاختلاف في كل دور. ولأكون واضحاً، الدراسة لأكاديمية لا تصنع ممثلاً، ولكن هناك من يحمل الاثنتين معاً: الأكاديمية والموهبة، ولا ينال الفرصة التي يستحقها.

- علمت أنك تشارك في بطولة "لا حكم عليه" إلى جانب الفنان السوري قصيّ خولي، حدّثنا عنه؟

استكمالاً لما كنا نقوله، أقدّم في "لا حكم عليه" شخصية "أكرم" التي استفزّتني في الدرجة الأولى لألعبها، لأنها مختلفة وبعيدة كل البعد عن شخصية "شاهين" في "الهيبة". وسيكون الدور مرتبطاً جداً بالشخصية التي يقدّمها النجم قصيّ خولي، علماً أننا تعاونّا من قبل في مسلسل "بنت الشهبندر".

- تشارك في بطولة الانتفاضة الشعبية في لبنان التي انطلقت في 17 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، كفنان ما الذي يجعلك تنغمس في هذه الأمور؟

أولاً، أنا مواطن لبناني يعمل ممثلاً، ولست ممثلاً يحمل الجنسية اللبنانية، لذا فإن الانتماء يتقدّم على كل ما عداه. نعيش في بلد يعاني من الفساد في كل القطاعات، ما أوصلنا الى الحضيض، فماذا ننتظر؟! ثلاثون سنة من السرقة ونهب أموال الشعب والشعارات الخادعة والفتنوية كافية ليثور هذا الشعب مطالباً بالتغيير، ومندّداً بالفاسدين في محاولة لبناء البلد. أما بالنسبة الى كوني ممثلاً، فلا أؤمن بأن دور الفنان يقتصر على تجميع علامات الإعجاب "اللايكات"، بل هو يحمل رسالة نبيلة من واقعه عن واقعه. أضف أن الفنان لديه كل أسباب الثورة، تخيّل أن لا مسرح قومياً في لبنان، وميزانيته أصغر من تكلفة مأدبة لأي زعيم، أليس هذا معيباً بحق وزارة الثقافة؟ وهنا لا بد من الإشارة الى أن ممثلين كثراً تخلّوا عن دعم الثورة لحسابات تتعلق بالسياسة والإنتاج الفني، كما أن بعضهم تعاطى مع الثورة كسجادة حمراء.

- سأختتم بسؤال عن التغيير الذي طرأ على عبدو شاهين منذ عام 2017 حتى الآن.

أصبحت أكثر ثقةً وثباتاً ومرونة. كنت في رحلة بحث طويلة عمّا أؤمن به، إلى أن وصلت الى المفاهيم والقناعات التي احملها وأدافع عنها.