جيانا عنيد: نعاني أزمة في النصوص والأدوار

بيروت - «لها» 19 ديسمبر 2020

على الرغم من انهماكها في التصوير والتحضير لأعمالها الدرامية، لا سيما انشغالها حالياً بقراءة دورها في الجزء الثاني من مسلسل "مقابلة مع السيد آدم"، تخصّص الممثلة الشابة جيانا عنيد بعض وقتها لـ"لها" لتجيب عن أسئلة حول وقوفها أمام أستاذها الممثل غسّان مسعود من خلال أحد أدوارها الجديدة، وتكشف عن تعاملها مع الشخصيات منذ لحظة قراءتها على الورق وصولاً الى قبولها أو رفضها، كما تعبّر عن مشاعرها بعد 4 سنوات على خوضها تجربة قصّ شعرها في مسلسل "خاتون"، وتتطرق في حديثها إلى أهمية رقص التانغو في حياتها.


- أخبرينا عن الأعمال التي تشاركين فيها في الموسم الحالي والشخصيات التي تجسّدينها، خصائصها وتفاعلها في بنية العمل...

انتهيت في الصيف الماضي من تصوير شخصية "لينا" المشارِكة في بطولة الفيلم السينمائي "حكاية في دمشق" إلى جانب غسان مسعود ولجين إسماعيل. هذه الشخصية هي الحامل الرئيس للحب والباحث عنه، إذ تعكس طيبة أهل دمشق القديمة، لا سيما منطقة "باب شرقي"، والحنان والتفاؤل والأمل رغم كل ما مرت به هذه البقعة في الحرب. من صفات "لينا" أيضاً، أنها هادئة وحنونة، خصوصاً أنها ترعرت في كنف جدّتها التي ربّتها. ولكنها الآن وحيدة، تبحث عن شريك حياتها، متمسكةً برفضها الارتباط بمن لا يشبهها في مبادئها وطريقة تفكيرها، إلى أن تبدأ التعقيدات التي تواجهها في رحلة بحثها.

بصراحة، كنتُ بحاجة ماسّة لتقديم شخصية بهذه المواصفات بعد التوتر الذي أحدثته في نفسي شخصية "عتاب" التي جسّدتها في مسلسل "مقابلة مع السيد آدم"، والتي أواصل حالياً قراءة دورها في الجزء الثاني من هذا العمل، حيث نواكبها في القرارات التي ستتخذها بعد طول انتظار وتحمّل المشقّات في ظل الظروف الصعبة التي قسّمت حياتها رغماً عنها، فسارت الأمور بعكس ما كانت تتمناه، فآخر ما كانت تريده بعدما أتمّت دراستها للهندسة، أن تجلس في منزلها وتنتظر زوجها المشغول بعمله، وتعكف على تربية ابنتها بمفردها.


- ماذا عن مسلسل "قيد مجهول"؟

لا يمكنني حالياً الكشف عن تفاصيل هذا المسلسل، وأكتفي بالقول إنني انتهيت منذ بضعة أيام من تصوير مشاهدي فيه، علماً أنه مسلسل قصير مؤلف من 8 حلقات وسيُعرض على إحدى منصّات العرض.

- كيف ترين تأثير منصّات العرض الإلكتروني في الدراما التلفزيونية من حيث الشكل والمضمون؟

ثمة فارق واضح بين أعمال منصّات العرض وأعمال الدراما التلفزيونية من حيث نوعية العمل من مختلف جوانبه، ولا سيما

لجهة الذكاء في تقديم المنتج، وهذا مؤشر على أن هناك خاسراً بين الطرفين في نهاية المطاف.

- تقفين في مسلسل "مقابلة مع السيد آدم" أمام الممثل غسان مسعود كزميل، علماً أنه كان أستاذك في المعهد... صفي لنا هذه المفارقة؟

لعبت شخصية "ليدي ماكبث" خلال عرض تخرّجي في المعهد العالي للفنون المسرحية بإشراف الأستاذ غسان مسعود الذي لطالما كان بالنسبة إليّ بوصلة في بحر التمثيل الواسع، وقيمة من قيم المسرح. كيف لا وله كل هذا الانتماء؟ اليوم، وبعد مضي ثماني سنوات على تخرجّي في المعهد، أنا سعيدة بالوقوف أمام أستاذي للعب دور البطولة في فيلم سينمائي طويل، علماً أن رهبة الأستاذ والطالبة لا تزال مستمرة الى هذه اللحظة. له مني كل الحب والاحترام على الصعيدين الإنساني والفني.

- اعتذرتِ عن عملين وفق معلوماتي... لماذا؟ أو بمعنى أدق، ما هي معايير الرفض والقبول لديك؟

لدى تخرّجي، كنت أعتبر أن الدور هو المعيار الأوحد، ولكن بعد مرور 8 سنوات، أدركت أن العمل كاملاً هو أيضاً معيار لا يقل أهميةً عن الدور، اذ يجب أن يتمتع بشروط تؤمّن الحد الأدنى من الاحترام اللازم والمتابعة الجماهيرية المطلوبة. فأن تشارك في مسلسل بدور مهم ولكن غير متابَع، هو جهد ضائع، لذا يجب الالتفات الى كل مكونات العمل الإنتاجية والفنية على حد سواء، بداية من النص، مروراً بالملابس والإضاءة والماكياج، وصولاً الى الإخراج لمعرفة رؤية المخرج.

- بعد مرور نحو ٤ سنوات على تصوير مسلسل "خاتون"، كيف تنظرين الآن إلى قصّ شعرك كلياً... وهل تفعلينها مجدداً من أجل دور يتطلب ذلك؟

عندما اتّخذت القرار بقصّ شعري كاملاً من أجل شخصية "خديجة" في مسلسل "خاتون"، ظننت أنني سأعيش هذه التجربة وأختبرها بمفردي، ولكن للحقيقة، هذه الخطوة قدّمت لي الكثير، وأنا سعيدة لأن الناس والجمهور شاركوني فيها، وأنها أثّرت فيهم، لدرجة أنني ما زلت الى اليوم أتلقى أسئلة عن هذا الدور.

أما من ناحية الإقدام على هذه الخطوة مجدداً، فأنا أفضّل التنوع والتجدّد في أدواري، ولكن لا مانع طبعاً من خطوة جريئة وجادّة مشابهة، إذا كان الدور يتطلّبها. سأخبرك شيئاً، أنا أعتقد أن السر يكمن دائماً في النص الدرامي، فلا أجمل للممثل من قراءة نص يستفزّه ويحمّسه لاستحضار كل أدواته وكل مخزونه من تجربته ودراسته الأكاديمية، فيضعه في حالة تأهّب لتجسيد الدور الموضوع أمامه. وأظن أن هذا الأمر هو الهم الشاغل لجميع الممثلين والمخرجين والمنتجين في الوقت الحالي، لأننا نعاني أزمة واضحة في النصوص منذ فترة غير قصيرة، الأمر الذي يؤدي حُكماً الى أزمة أدوار مهمة.


- تعلّمتِ رقص التانغو مدة 7 سنوات... ماذا يعني لك هذا النوع من الرقص؟ وهل تبحثين عن توظيفه في أحد الأدوار مستقبلاً؟

من أهم ميزات المعهد أنه يعمل على اكتشاف أدوات الطالب وتطويرها من كل الجوانب، كالليونة، والقتال المسرحي، والإيقاع، والغناء، والرقص.

بدأت دراسة التانغو في المعهد وعملت على تطويرها بعد تخرّجي. أظن أنه سوف يكون له توظيف مهم بالنسبة إليّ كممثلة في يوم من الأيام ولكنني لست مستعجلة، المهم أن تأتي التجربة في وقتها، عندها ستُخرِج ذاكرتي العضلية والانفعالية كل تفصيل تعلّمته. كما يحمل التانغو فلسفة إذ تستطيع أن تبني بكل حركة مثل الغانشو أو البوليو أو السكادا، لوحات تحمل إسقاطات ومعاني كثيرة.