عاصي الحلاني: عشت أصعب أيام حياتي مع كورونا

القاهرة - محمود الرفاعي 31 ديسمبر 2020

كشف "فارس الغناء العربي" الفنان عاصي الحلاني أنه عاش أياماً عصيبة مع انتشار فيروس كورونا في العالم، والذي أُصيب به هو وأفراد عائلته ورفض الإعلان عن ذلك وقتها. "لها" التقت الحلاني خلال وجوده في القاهرة، ودار بينهما حوار صريح تحدّث فيه عن تفاصيل ألبومه الجديد، وكشف عن سبب تصوير أغنية "بعشقك" في منزله ومع أولاده وزوجته، وما تعلّمه خلال فترة الحجر الصحي، وإمكانية تقديمه أغنية مع ولديه ماريتا والوليد، كما تطرّق الى أمور أخرى.


- لماذا رفضت الإعلان عن إصابتك بفيروس كورونا؟

لم أكن راغباً في الكشف عن إصابتي بهذا الفيروس اللعين، لأنني لا أهوى إثارة الضجة من حولي، ولو لم يكشف ابني الوليد عن ذلك الأمر في إحدى المقابلات التلفزيونية، بسبب طيبة قلبه، لما كان أحد قد علم بتفاصيل إصابتنا.


- ما الذي شعرت به خلال فترة الإصابة؟

لا أحبّذ التحدّث عن تلك الفترة، وأكتفي بالقول إنها كانت فترة عصيبة ومرّت بسلام.

- ما أصعب اللحظات التي مررت بها أثناء فترة تفشي وباء كورونا المستجد؟

في الأيام الأولى لتفشّي جائحة كورونا في العالم، واتخاذ قرار بغلق المطارات، ووقف الرحلات الجوية، كانت زوجتي كوليت وابناي دانا والوليد في العاصمة الفرنسية باريس، وكنت أنا وابنتي ماريتا في منزلنا بالعاصمة بيروت، فطلبتُ من زوجتي والأولاد العودة سريعاً إلى بيروت خوفاً من منع السفر لمدة طويلة، وعادوا في آخر رحلة طيران بين باريس وبيروت، لكن ظللنا متباعدين عن بعضنا البعض لمدة 16 يوماً للاطمئنان على صحتهم، بعد خضوعهم لتحاليل الـ pcr والفحص الطبي، والحمد لله ظهرت نتائج التحاليل سالبة، ومنذ ذلك اليوم لم نعد نفترق أبداً، وأمضينا فترة الحجر المنزلي معاً في الغناء وممارسة الرياضة.

- هل اقتربت من أسرتك أكثر خلال فترة الحجر المنزلي؟

أنا بطبعي أحب كثيراً المكوث مع الأسرة، ولكنني أضطر للسفر فأبتعد لأيام وأسابيع عن المنزل بسبب حفلاتي، وفي النهاية البيت مقدّس بالنسبة إليّ، فالمجتمع الشرقي يختلف كثيراً عن المجتمع الغربي في ما يتعلّق بالتماسك الأسري، فمهما انشغل الأب والأم بالعمل يعودان الى المنزل للمّ شمل العائلة. مثلاً، في الغرب حين تبلغ الفتاة أو الشاب سنّ الـ 18 يستقل كلٌ منهما بحياته، بخلاف الشاب والفتاة في المجتمع الشرقي، واللذين لا يستقلّان بحياتهما إلا مع الزواج، وإذا بقي الشاب عازباً يستمر في العيش في منزل العائلة، فالآباء والأمهات العرب ينظرون إلى أبنائهم على أنهم أطفال مهما تقدّموا في السنّ، فأنا حتى رحيل أمي وأبي كانا يعاملانني كطفل، وأنا اليوم أعامل أولادي بالطريقة نفسها.

- ما الذي تعلّمته خلال فترة تفشي جائحة كورونا؟

نشكر الله على النِّعم التي أغدقها علينا ولم نكن نشعر بها، فكلٌ منا كان يرى أن الخروج والسفر والترحال وزيارة الأهل والأصدقاء أمر عادي، ولكن بعد جائحة كورونا تعلّمنا أن أي أمر يقوم به الإنسان مهما كان بسيطاً، لا بد من أن يشكر الله عليه، فإذا أراد الخروج من منزله لقضاء حاجة ما، يستمر في التفكير في ما سيفعله خوفاً من التقاط العدوى بفيروس لعين لا يُرى بالعين المجردة. أصبحنا اليوم غير قادرين على احتضان أقاربنا وأصدقائنا خوفاً عليهم من المرض، فمهما بلغ علم الإنسان ورغم صعوده الى القمر والمريخ، يبقى عاجزاً عن الصمود أمام فيروس خفي.

- لماذا وافقت على المشاركة في احتفالات نصر أكتوبر في مصر لهذا العام؟

مَن منّا لا يحب المشاركة في انتصار العرب العظيم، نصر أكتوبر؟! فالمشاركة في تلك الاحتفالات شرف وفخر لأي فنان عربي، ويجب ألّا تقتصر على المطربين المصريين وحدهم، بل من الضروري أن تشمل جميع الفنانين العرب.


- كيف جاءت فكرة أحدث أغانيك "أيوه يا مصريين" التي أهديتها لمصر احتفالاً بانتصار أكتوبر؟

بينما كنت في لبنان، اتصل بي مدير أعمالي المنتج الفني شريف ضياء، وعرض عليَّ فكرة الأغنية، وبمجرد سماع كلماتها وافقت على غنائها، وتقديمها هديةً الى شعب مصر الأصيل، وهذه ليست المرة الأولى، فقد سبق أن قدّمت عدداً من الأغاني المصرية الوطنية، مثل: "ست الستات يا مصرية"، و"مصر العظيمة"، و"كبيرة يا مصر"، و"نسايم حرية"، والأغنية من كلمات أحمد علاء الدين، وألحان سامر أبو طالب، وتوزيع زووم، وتقول كلماتها: "للشعب المصري سلاماتي لأصحابي وأهلي وإخوتي، مبحسش بينكم بالغربة عشرتكم فرقت في حياتي، للشعب المعروف بشهامته ورجولته وطيبته وجدعنته... عدّيتوا الأيام الصعبة، صعب عليكم قيامته".

- هل تعلم أنك من أكثر المطربين اللبنانيين غناءً لمصر؟

هذا شرف كبير لي، فلمصر مكانة كبيرة في قلبي، وأنا أحبّها كثيراً. مصر تستحق هذا وأكثر، ومثلما أقول في أغنيتي الشهيرة "كبيرة يا مصر"، مصر دوماً كبيرة وعظيمة برجالها وجيشها وبقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسي.

- كيف تأثرت بانفجار مرفأ بيروت؟

كلنا تأثرنا، ولم نصدق ما حدث، "بحس حالي إني بحلم"، لقد مررنا بمحن كثيرة في لبنان، ورغم كل المصاعب نحن مؤمنون ببلدنا. ما حدث لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب اللبنانية التي عاصرتها في طفولتي، فمنذ عام 1975 إلى يومنا هذا، ولبنان يعاني من ويلات الحرب وما تخلّلها من محطات مأسوية كاستشهاد رئيس الوزراء رفيق الحريري، وتهديد إسرائيل المستمر للبنان، ومسلسل الاغتيالات... الشعب اللبناني محكوم بألّا يعيش بأمان، وإذا لم يقع حدث أمني أو كارثة، يشعر اللبناني بأن هناك خطأً ما. ثمة ضريبة يدفعها الشعب اللبناني من عدم الاستقرار والهدوء.

- لماذا أجّلت طرح ألبومك الجديد؟

ألبومي كان من المقرر أن يُطرح في الأسابيع الأخيرة التي سبقت حلول شهر رمضان الكريم، ولكن مع تفشّي جائحة كورونا، وازدياد أعداد المصابين بالفيروس، كان لا بد من تأجيل طرح الألبوم بالاتفاق مع الشركة، وبعد الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت، اضطررنا لتأجيله لبعض الوقت.

- ما هي تفاصيل ألبومك الجديد؟

ألبومي الجديد يرضي كل الأذواق العربية، لأنه يضم كل اللهجات العربية، اللبنانية والمصرية والخليجية والعراقية، وطرحت منه حتى الآن أغنيتين، هما "بعشقك" وهي أغنية مصرية من كلمات بهاء عبد العظيم وألحان محمد عيبة، وصوّرتها بطريقة الفيديو كليب في منزلي مع أفراد عائلتي، وأحببتُ أن أُظهر فيها كيف أمضي فترة الحجر الصحي في المنزل مع زوجتي وأبنائي، والأغنية الثانية لبنانية بعنوان "رجعتيني لبدايتي"، ويتضمن الألبوم أغاني عدة تعاونت فيها مع الشاعر الكبير نزار فرنسيس، والشاعر العراقي عادل العراقي، علماً أنني استغللت فترة الحجر المنزلي في استبدال بعض الأغنيات وتعديل موسيقاها وتوزيعها.

- لماذا تهتم دائماً بالأغنية العراقية في ألبوماتك الغنائية؟

الأغنية العراقية كنز، والتراث العراقي مليء بالأغنيات الشعبية الجميلة التي لا بد من أن يستمع إليها جميع العرب، وبين الحين والآخر أرغب بالبحث والتفتيش في هذا الكنز، فمن قبل قدّمت أغنية "يا طير"، وأصبح الجميع يطلب سماعها مني في مصر ولبنان، وأخيراً قدّمت "بويا محمد"، وهي أغنية رائعة أحببتها حين استمعت إليها بصوت إلياس خضر، الذي أعتبره من أفضل المطربين في العراق، إضافة الى ذلك فالعراق بلد غني بالأصوات الرائعة، يأتي على رأسهم أخي وصديقي الفنان كاظم الساهر، والفنان ماجد المهندس الذي أحب صوته وتعجبني أعماله الغنائية.

- يرى البعض أن برامج اكتشاف المواهب فقدت بريقها... ما رأيك؟

من قال هذا؟ هذا الكلام غير صحيح بدليل أن كل هذه البرامج تلقى نسبة مشاهدة عالية، وأصبحت متنفساً مهماً لكل المواهب، والمشاركة فيها كبيرة جداً.


- ما الفارق بين تجربتك مع "ذا فويس" للكبار وتجربة انضمامك الى "ذا فويس كيدز"؟

تجربتي مع "ذا فويس" كانت مميزة، وأنا أجد متعة في التعامل مع المواهب من الكبار، ولا شك في أن التعامل مع الصغار له طعم مختلف، لكنه رائع جداً.

- كيف ترى خطوات ماريتا؟ وهل سيجمعك بها وبالوليد عمل فني قريباً؟

ماريتا تشق طريقها الذي اختارته بنفسها، وأنا أقدّم لها دائماً النصح، وهي تملك الموهبة والشخصية القوية، وبالتأكيد سيجمعني بماريتا والوليد عمل حين أجد فكرة جيدة، وكلاماً له معنى ومضمون.

- هل ما زلت تمارس الفروسية رغم الإصابة التي تعرّضت لها أخيراً بسبب الخيل؟

بكل تأكيد، فأنا أعشق الخيل، وسأظل أمارس الفروسية مدى الحياة، والحادث الذي تعرّضت له ما هو إلا قضاء وقدر، والحمد لله شُفيت منه تماماً، وقبل أيام رُزقت إحدى خيولي بمهر جديد أطلقنا عليه اسم "صقر العاصي".