صابر الرّباعي.. يستوقفه جورج وسّوف بأدائه الطربيّ

نجوى كرم, شيرين عبد الوهاب, صابر الرباعي, أصالة نصري, فضل شاكر, جورج وسوف, حسين الجسمي, وردة الجزائرية, شركة روتانا, ذكرى سنوية

26 مايو 2010

تربّع على عرش إمارة الطربي العربيّ وجسّد في فنّه التلاقح الثقافي بين الحضارات والأجيال من خلال تشرّبه للّون الطربي والكلاسيكي وتأقلمه مع جيل الشباب. إن غنّى الكلاسيكي يطربك وإن غنّى الشعبي يفرحك وإن غنّى الموّال يستخرج الآه من فؤادك. فنّان بامتياز في أدائه، في سمعه، في حسن اختيار أعماله. والأهمّ من كلّ ذلك مايسترو بأخلاقه... إنّه صابر الرّباعي الذي يروي سبب خلافه الأخير مع شركة روتانا ويسلّط الضوء على أصوات يتشرّف أن يقترن بها فنيّاً وأصوات لا يسعه أن يتجاهلها.


- مع التحضير لألبومك الغنائي تجوب عدداً كبيراً من الدول العربيّة بهدف التنويع وإرضاء مختلف الأذواق. أي من الدول العربيّة لم يرضها صابر بفنّه  إلى اليوم؟
الخليج العربي لم أعطه بعد حقّه. قدّمت الأغنية الخليجيّة ولكن ليس بالعدد الكافي رغم نجاح أغنياتي الخليجيّة في الألبوم الأخير.  ومن واجباتي الفنيّة تجاه جمهوري تدعيم اللّهجات اللبنانيّة والمصريّة والتونسيّة في فنّي.

- أغنية «عالطاير» من أجمل الأغاني اللبنانيّة واستطعت من خلالها أن ترضي ذوق الشعب اللبناني بأدائك للّون الطربي الكلاسيكي وفي الوقت نفسه للّون الجبلي. ما هو سرّ نجاحك في لبنان؟
علاقتي بالشعب اللبناني ليست بعلاقة أغنية بل علاقة سنوات وسنوات. أحبّوا فنّي وسمعوا أغانيّ الرومنسيّة وغيرها. أحبّوا صابر بأدائه لمختلف الألوان. أدّيت الكثير من الأغاني اللبنانيّة ولكن أغنية «عالطاير» أعطت رونقاً وزادت إشعاعاً علاقتي بالشعب اللبنانيّ.

- هل ترى أنّك أرضيت الجمهور اللبناني بأدائك اللّون الجبلي أكثر من الكلاسيكي؟
أعتقد أنّ الجمهور اللّبناني أحبّ صابر في مختلف الألوان.

- في الخليج لديك جمهور لا بأس به استطعت أن تنال إعجابه. في المقابل ليس من السهل أن يتمكّن الفنّان الخليجي من الدخول إلى تونس هذا البلد المعروف بمدرسته الفنيّة العريقة. هل حقّق صابر الإنتشار الخليجي بفنّه التونسيّ أم بعد غنائه للّون الخليجي؟
الأغنية الخليجيّة دعمت حضوري في الخليج  ولكن الجمهور الخليجي اكتشف صابر من «برشا برشا» و«سيدي منصور» وزادت عمليّة الدعم  مع غنائي أغنية «أتذكّرك» الخليجيّة في الألبوم الأخير إذ دعمت حضوري بشكل ملحوظ.

- أين تكمن نقاط القوّة ونقاط الضعف في فنّ صابر؟
نقاط القوّة تكمن في التنويع في المغنى في أدائي للهجات عديدة وألوان مختلفة. ونقطة قوّتي الرئيسيّة ترتكز على المسرح في الغناء المباشر غير المسجّل للجمهور. أمّا نقطة الضعف فتتلخّص في شدّة التأنّي والدقّة الزائدة في العمل الأمر الذي يبطئ سرعة عمليّة إنجاز الأعمال والتحضير للألبوم.

- صابر من الفنانين الذين دمجوا في فنّهم العصر القديم بالجديد. يطرب من يسمعك تغنّي لعمالقة الفنّ الطربي كأم كلثوم وعبد الوهّاب... وينتعش من يسمعك تغنّي «برشا برشا» وأغاني إيقاعيّة أخرى. نجحت في الألوان الكلاسيكيّة وتمكّنت من معاصرة جيل الشباب؟
مدرستي الكلاسيكيّة نشأت على أسسها وتعاليمها الغنائيّة ولكن يجب أن أتأقلم مع عصري مع جيل الشباب أن أعطيهم ومن خلال فنّي الكلاسيكي نبذة عن عمالقة الفنّ الطربي. أذكّرهم ومن خلال مدرستي بالتلاقح الفنّي ما بين الأجيال وبالطبع أرضي تطلّعاتهم الفنيّة فالمعاصرة ضروريّة.

- ما الجديد الذي تسعى إلى تقديمه في هذا الألبوم؟
التنويع قبل كلّ شيء. يجب أن أرضي جمهوري في مختلف الأقطار العربيّة مع التركيز على الأغنية الخليجيّة النابعة من مبدعين في عالمي الكلمة واللّحن في الخليج. إضافة إلى إيفاء الجهمور اللبناني حقّة في الألبوم وإعطاء حصّة كبيرة أيضاً للأغنية المصريّة والتونسيّة والتطرّق هذه المرّة إلى الألوان المغربيّة والجزائريّة بأنماط جديدة وليس بإحياء تراثها.

- تردّد في الفترة الأخيرة عن وجود مشاكل بينك وبين شركة روتانا. ما هو سبب الخلاف خاصّة وأنّك من الفنّانين الذين لا يتطلّبون ويتذمّرون كثيراً؟
عادة ما يقف مدير أعمالي في وجه المشاكل يحلّها ويحاول تسويتها وإعطائي صورة عن مجرى الأمور. ما حصل في الفترة الأخيرة يتلخّص في الأزمة الإقتصاديّة التي طالت مختلف القطاعات وأرخت بثقلها على شركة روتانا شئنا أم أبينا. هذه الأزمة أوجدت مشكلة في صرف الميزانيّات لإنتاج الأعمال وتصوير الكليبات. وفي هذه الحال يجب أن نتقبّل الشركة في محنتها. فكما تقف الشركة بجانب الفنّان بدوره يجب أن يقف بجانبها في السرّاء والضرّاء. في الواقع المشكلة التي واجهتها مع الشركة هي صرف الميزانيّة والتأخير في عمليّة الدّفع التي لا أراها أمراً مستعصياً، قد تحصل ومن الممكن حلّها. ولكن بشكل عام ليس هناك من مشاكل كبيرة أواجهها مع «روتانا».

- علمنا أنّك كنت تتذمّر في الفترة الأخيرة من عمليّة صرف الميزانيّة لكليباتك وأنّك أنت من أنتج كليبين لأغنيتين قمت بتصويرهما في بيروت على نفقتك الخاصّة؟
صوّرت الكليبات على نفقتي الخاصّة لأنّه لم يكن بوسعي الإنتظار، فقد كسبت الوقت  ولكن بالطبع سأسترجع حقّي من الشركة حيث ستقوم بتسديد المبلغ الذي قمت بصرفه لتصوير الكليبات.

- هل الألبوم الذي تحضّر له هو الألبوم الأخير بموجب العقد الموقّع بينك وبين الشركة؟
لديّ عقد مع الشركة وسأستمرّ به ومازال لديّ ألبومان حتّى ينتهي العقد. ولكن موضوع أن أستمرّ أو لا أستمرّ بعد إنتهاء العقد فهو موضوع آخر وغير وارد حاليّاً.

- هل وجودك في حفلات عيد الأضحى مع كلّ من ملحم زين وشيرين عبد الوهّاب في فندق الحبتور السنة الماضية كان سبباً لتسوية الخلاف وللإمساك بصابر والمحافظة عليه تحت جناح الشركة؟
صحيح.

- كنت غائباً عن مهرجانات روتانا وحفلاتها لفترة وفجأة رأينا صابر في حفلات عيد الأضحى في بيروت ونعلم أن حفلاتك في بيروت هي من تنظيم مدير أعمالك علي المولى وليست تحت إشراف روتانا؟
من واجبات شركة روتانا أن تنظّم حفلاتها في اختيارات الفنّانين. من المفترض أن تنظّم الشركة حفلتين ضخمتين أو ثلاثاً سنويّاً لأنّ كثرة الحفلات توقع الشركة تحت خسائر فادحة. على روتانا أن تعطي كل ذي حقّ حقّه كما يجب أن يكون توزيع الفنّانين مدروساً.

- هل ترى أنّك تتعامل من قبل الشركة كفنّان درجة أولى؟
صحيح. تتعامل الشركة معي بصراحة كفنّان درجة أولى. يقدّرون فنّي ويحترمون أعمالي وحضوري ووجودي في البرامج والحفلات، فهم مواكبون لكلّ أعمالي ونشاطاتي وحفلاتي. وهذه أمور إيجابيّة.

- هل أخذ صابر حقّه في روتانا؟
لا أعتمد على «روتانا» فقط بل يجب أن أعتمد على نفسي. نجاح الفنّان لا يكمن في أن يبقى مكتوف اليدين ويتّكل على غيره. أنا وروتانا نكمّل بعضنا. روتانا قدّمت لي أعمالاً إيجابيّة وأنا قمت بأعمال جيّدة دون أن تكون روتانا عرّابة هذه الأعمال.

- الترويج لألبومك الأخير كان خجولاً!
كان ترويج الألبوم ضعيفاً في شمال أفريقيا. وقّعت الألبوم في كلّ من بيروت ومصر وتونس والكويت لكنّه غير موجود في باريس وفي ليبيا!

- كان من المتوقّع أن توقّع الألبوم في السعوديّة الأمر الذي لم يحصل لماذا؟
لا أعرف ما المانع.

- أحييت حفلات على مسرح قرطاج لكنها لم تكن ضمن الحفلات التي تنظمها وتشرف عليها روتانا. ما السبب؟
هذا المسرح مسرحنا ولكن روتانا نظّمت حفلات لفنّانين آخرين.  في الواقع لم أتحدّث مع روتانا عن إمكان مشاركتي بحفلاتها في تونس لأنّني متّفق أساساً مع إدارة المهرجان على ذلك.

- وجودك في الوسط الفنّي دليل على استمرار الأغنية الطربيّة الكلاسيكيّة. اليوم كيف يقيّم صابر مستوى الأغنية الطربيّة؟
حضورها ضئيل جدّاً لا يتخطّى الخمس عشرة في المئة. الأغنية الإيقاعيّة القصيرة هي النجمة اليوم. لكلّ عصر لونه ولكلّ زمن نمطه الغنائي.

- من يستوقفك بأدائه للّون الطربي؟
جورج وسّوف.

- إلى من يستمع صابر اليوم من الفنانين الذين يؤدّون هذا اللّون؟
هل هناك أغانٍ طربيّ حتّى نسمعها؟ أسمع الأغاني القديمة معادة بأصوات جورج وسّوف، فضل شاكر...

- ألبوم من تشتري لتسمع الجديد الذي يقدّمه على صعيد الكلمة واللّحن والتوزيع؟
فضل وشيرين وحسين الجسمي ونجوى كرم وأصالة وذكرى رحمها اللّه.

- من هم أصدقاء صابر في الوسط الفنّي؟
نجوى كرم صديقة وأحياناً ألتقي عاصي الحلاني وفضل شاكر.

- هل سمعت ألبوم عاصي الأخير؟
كلاّ.

- من يستوقفك من فنّاني الخليج وتطرب بأدائهم؟
نوال الكويتيّة أحبّ صوتها وعبد اللّه الرويشد.

- أين أصبح الدويتو المرتقب بينك وبين الفنّانة وردة الجزائريّة؟
هناك إشكال إنتاجيةّ أعلمتني بها السيّدة وردة واتّفقنا على أن نلتقي كي نتحدّث في تفاصيل العمل ولم نلتق بعد. ولكن ما قالته لي السيّدة وردة أنّ روتانا أوقفت إتمام الموضوع لأنّ الميزانيّة غير متوافرة لمباشرة تسجيل العمل.

- من هو الفنّان الذي يشرّفك أن يرتبط إسمك به فنيّاً على المسرح؟
كنت أتمنّى أن يلتقي صوتي بصوت الراحلة ذكرى.

- في الآونة الأخيرة لم تخل أجندتك الفنيّة من الحفلات والإطلالات التلفزيونيّة. كيف كانت مشاركتك في برنامج «شاعر المليون»؟ وما هو تقويمك للبرنامج؟
برنامج مفيد للجيل الجديد لأنّني بدأت أشعر أنّ الشعر المميّز بدأ يفقد قيمته وعمقه. مهمّ جدّاً الظهور والمشاركة في هذه البرامج لأنهاّ ذات مستوى فكريّ والجمهور عريق جدّاً أستمتع بغنائي له.

- تستوقفك الكلمة الجميلة. ما الدور الذي يلعبه الشعر في حياتك المهنيّة وفي حياتك الخاصّة؟
أوه! أحب الكلام الجديد غير المستهلك في صورة جميلة كي أحبّذ غناءها. أمّا حياتي الخاصّة فاتركيها على حدة، «شو بدّك بحياتي الخاصّة؟»

- كيف تصف مشاركتك في برنامج «آخر من يعلم» التي كانت مليئة بالمفاجآت؟
صحيح أتوا بوالدتي وإخوتي وتشاركنا الغناء في دويتوهات وتريوهات. كانت حلقة مميّزة بالفعل. تركت هذه الحلقة إنطباعاً جميلاً عند الناس، «الناس شافت صابر كما هو من غير مساحيق أو ماكياج».

- بعد حفلاتك في تونس والكويت تحضّر لجولة غنائيّة في أميركا. هل هي الأولى من نوعها؟
أتمنّى أن تسير الأمور كما يجب. وهي ليست المرّة الأولى التي ألتقي الجمهور الأميركي أو الجاليات العربيّة في بلاد الإغتراب المتعطّش للفنّ العربيّ. إنّها المرّة الرابعة أو الخامسة.