المطربة شاهيناز.. وضع الحجاب والإبتعاد عن الأضواء

شيرين عبد الوهاب, الحجاب, حنان ترك, سهير رمزي, منى عبد الغني , سامي يوسف, شاهيناز

26 مايو 2010

في وقت قصير حققت المطربة شاهيناز نجومية في عالم الغناء، حتى إن كثيرين قالوا عنها إنها صعدت بسرعة الصاروخ. وبمقدار ما كان نجاحها سريعاً كان قرارها وضع الحجاب والابتعاد عن الأضواء تماماً سريعاً أيضاً.  وغابت شاهيناز فترة طويلة، ورفضت الكلام عن حجابها أو نشر أي صور لها بالحجاب، وأخيراً عادت الى الأضواء...
التقيناها فتكلمت عن حجابها وحقيقة اعتزالها، ودور حنان ترك في وضعها الحجاب، وموقف زوجها وأهلها وسبب عودتها واستشارتها لشيوخ قبل اتخاذ قرار العودة، ونوعية الأعمال التي ستقدمها، وغيرها من الاعترافات في حوارنا معها.

- الجمهور فوجئ بقرار اعتزالك الغناء ولم يعلم السبب الحقيقي، فما الذي حدث؟
لم أعتزل الغناء ومازلت أحبه ومؤمنة به، وأحمد الله طوال الوقت على نعم كثيرة من بينها موهبة الغناء التي اعتز بها. ومع أن مشواري في الغناء كان قصيراً، الحمد لله اني استطعت أن الفت الآذان والأنظار حولي. ولكن رغم النجاح وجدت أنني لا أشعر براحة وبداخلي دافع قوي للتقرب أكثر من الله والالتفات الى أمور كثيرة في ديني قد أكون أغفلتها أو انشغلت عنها بأمور أخرى، ووجدت قلبي وعقلي يدفعانني الى ارتداء الحجاب والتقرب الى الله. وبعد الحجاب كان من الطبيعي أن أبتعد فترة أعيد فيها حساباتي لأتخذ القرار السليم في خطواتي المقبلة، ولكنه لم يكن اعتزالاً بالمعنى الحقيقي.

- حدثينا عن إحساسك بالطريق الجديد الذي اخترته بعد الحجاب؟
أجمل إحساس يغمرني هو حالة الرضا والاطمئنان التي أعيشها بعد أن أصبحت أقرب إلى الله وأكثر علماً بأمور ديني التي لم يكن من الصحيح أن انشغل عنها، خاصة أن وجودنا في الحياة هدفه الأول هو العبادة، ثم الإعمار في الأرض والعمل والاستمتاع بنعم الله، وأهم الأشياء التي أصبحت تُسعدني إحساسي بأنني أصبحت قدوة بشكل حقيقية ومفيدة لكثير من الفتيات في هذا المجتمع.

- كيف كان رد فعل أهلك وزوجك على هذه الخطوة؟
لا أخفي عليك أنهم كانوا يشعرون بالقلق ومازالوا يخشون عليّ ويقلقون جداً، ولكن الحمد لله هو ليس قلقاً مَرَضياً أو مربكاً، وإن كانوا الآن يخشون بعد قراري العودة من عدم التفاف الجمهور حولي مثل الفترة السابقة قبل ارتدائي الحجاب، وهي فترة كنت أتمتع فيها بنجاح كبير. ولكن أنا أثق بتوفيق الله، وأشعر بأن ما يجب عليّ القيام به هو فقط أن أجتهد في عملي واختيار ما هو أفضل. وعلى الجانب الآخر أشعر بنظرات رضا وسعادة من أهلي وأسرتي.

- كيف وجدتِ ردود الفعل من الناس بعد ارتداء الحجاب؟
الحمد لله أتلقى ردود فعل تُسعدني وأحدثها عندما كنت أسير في الشارع وفوجئت بفتاة تستوقفني وتقول لي: «أنا أحبك جداً وأنت أجمل بكثير بعد ارتدائك الحجاب»، وتؤكد لي أنها ارتدت الحجاب بعد أن ارتديته وأنني السبب في حجابها لأنها كانت من المعجبين بي». ولذلك تقلدني وتتخذني قدوة لها. وفي الحقيقة هذا أسعدني كثيراً، ومن أجل هذه الفتاة قررت أن أعود الى الفن وأظهر للناس من جديد بحجابي، أملاً في أن أكون قدوة لفتيات أخريات.

- لكن كل هذه الفترة التي أمضيتها بعيداً عن الأضواء ما الذي كان يشغلك خلالها؟
تغيرت اهتماماتي فأخذت أتعمق أكثر في دراسة أمور الدين، وأقرأ في الأحاديث والفقه، وأبحث في أمور كثيرة عن ديني. وقرأت كثيراً من الكتب المهمة التي ساعدتني في فهم العديد من الأشياء، هذا الى جانب إعادة التفكير في مواقف كثيرة وأساليب مختلفة نتبعها في حياتنا لأختار الطريق الذي أسلكه أو يجب أن أسلكه. وبالطبع كان هناك وقت مهم جداً أمضيته مع مولودي، وهو كان في حاجة ماسة إلي في هذه الفترة، ولم يكن من الجائز أن أتركه وانشغل بالعمل حتى وإن كان هذا العمل هو الغناء الذي أحبه جداً.

- ولماذا أجلت اطلاق صورك بعد ارتداء الحجاب؟
كنت مشغولة جداً الفترة الماضية برعاية ابني لأنه مازال في السنة الأولى من عمره، وهي مرحلة مهمة تحتاج الى رعاية كبيرة. وكنت مشغولة في البحث والقراءة ودراسة الخطوات المقبلة، بالإضافة إلى لرتفاع وزني بعد الحمل والولادة والبقاء في المنزل لفترة طويلة. كل هذه العوامل جعلتني أشعر بأنني في حاجة الى استعادة لياقتي والاهتمام أكثر بمظهري قبل أن أخرج الى الجمهور الذي أحبه واشتاق إليه طوال الوقت.

- هل صحيح أنكِ قررت الاتجاه الى التمثيل؟
قبل ارتدائي للحجاب كنت أتلقى عروضاً كثيرة لخوض تجربة التمثيل للمرة الأولى، ولكنني كنت أؤجل الفكرة لقلقي الشديد منها، وأيضاً الى حين العثور على السيناريو الذي يجذبني لأنني أحب أن أخوض تجربة التمثيل بعمل يقدمني للناس بشكل مميز.

- هل أغراكِ النجاح الذي حققته الفنانات العائدات بعد الحجاب في مجال التمثيل؟
لا أنكر أن الممثلات اللواتي ارتدين الحجاب ثم عُدن الى التمثيل لهن تجارب مميزة وناجحة جداً وتستحق المتابعة، والنجاح الذي حققته الفنانات المحجبات يُغري أي فنانة لأن تسير على الطريق نفسه ما دامت تقدم فناً محترماً يمتع الناس ويفيدهم بعيداً عن الابتذال والتفاهة.

- هل ستتخصصين في تقديم المسلسلات الدينية؟
لا، على العكس أفضّل خوض تجربة التمثيل من خلال عمل اجتماعي يناقش القضايا التي تشغل الناس والمشكلات اليومية التي يعيشها الجميع من حولنا. لكن المسلسلات الدينية ليست حكراً على الفنانات المحجبات وليس من الضروري أن تنحصر أي فنانة ترتدي الحجاب في تقديم هذه النوعية من الأعمال الدينية مع احترامي لهذه الأعمال التي أقدر جيداً قيمتها وأهميتها، ولكنها للأسف الشديد لم تعد تجد فرصة جيدة في العرض، خاصة أن القنوات أصبحت تؤجل مواعيد عرضها لفترات ولا تقدم فرصة مشاهدتها لعدد كبير من الجمهور. وكذلك عدم وجود الإنتاج القوي الذي يجعل هذه الأعمال تخرج بشكل جيد. ومع ذلك إذا وجدت عملاً مميزاً تتوافر فيه صفات تجعل الجمهور يشاهده ينتمي الى نوعية الأعمال الدينية فلن أتردد في تقديمه.

- لكن أغلب الفنانات المعتزلات أو اللواتي ارتدين الحجاب بدأت مسيرتهن في مجال التمثيل بالأعمال الدينية؟
لا اعتبر أن هذا يحدث دائماً، فهناك كثيرات منهن لم يقدمن أعمالاً دينية، كالفنانة سهير رمزي والفنانة حنان ترك التي تقدم مسلسلات اجتماعية جميلة جداً. وهناك أيضاً الفنانة منى عبد الغني فهي تُعجبني لتحقيقها توازناً بين مشاركتها في الدراما التلفزيونية الدينية والمسلسلات الاجتماعية المميزة. وأرى أن الدين لا يمكن أن نفصله عن الحياة الاجتماعية، فهو جزء أساسي من حياتنا اليومية. ولكن من الممكن أن نقدم أعمالاً اجتماعية تبرز الأساليب الصحيحة التي يجب أن نتبعها ونلتزم بها.

- ما رأيك في الأعمال التي تقدمها حنان ترك بعد ارتداء الحجاب؟
أعمال مميزة جداً، وتعجبني اختياراتها للمواضيع التي تناقشها في مسلسلاتها فهي تتناسب جداً مع حجابها، ولذلك تبدو صادقة وتقدم مسلسلات لها هدف ومعنى ورسالة وفي الوقت نفسه ممتعة ولا تحمل دروساً مباشرة، وهذا سر نجاحها وإقبال الجمهور عليها خاصة أن موهبة حنان في التمثيل لم تقل أو تتأثر بالقرارات الأخيرة في حياتها مثل ارتداء الحجاب.

- لاحظت أنكِ متأثرة بتجربة الفنانة حنان ترك مع الحجاب!
لا يمكن أن أنكر أنني معجبة بالفنانة حنان ترك، وأخشى أن أقول إن حنان ترك شجعتني دون أن تعلم على أن أسلك هذا الطريق وأقرر ارتداء الحجاب، ولكن هذه هي الحقيقة. فمنذ متابعتي لقرار حنان ترك والمعارك التي خاضتها لتدافع عن حريتها في قرارها التدين والالتزام بالحجاب، شعرت أنني أكثر قوة.

- ما الدور الذي تودين أن تدخلي به مجال التمثيل؟
في الحقيقة لم أفكر في اختيار دور محدد أو شخصية بعينها، ولكنني أحب أن أقدم أدواراً قريبة من الناس تُعبر عن مشاكل الفتيات والسيدات في المجتمع المصري والعربي، لأنني أحب أن أقدم أعمالاً هادفة ولا مجرد تجارب في مجال التمثيل والسلام.

- لماذا أجلت طرح الأدعية التي صرحت بتجهيزها لرمضان الماضي؟
وجدت أن الموضوع يحتاج الى دراسة أكبر. وأنا بالفعل تحمست لهذه التجربة، وجلست مع عدد من الكتاب للتحضير لهذه الأدعية ومازلت أفكر في التجربة، ولكنني قررت أخيراً أن أطرح مجموعة من الأناشيد الدينية بأسلوب الغناء. وأجريت بروفات على أكثر من أنشودة لأختار عدداً منها أصوره وأعرضه على القنوات الفضائية في شهر رمضان المقبل.

- هل تقتصر الأغاني التي تقدمينها على الأغاني الدينية والأناشيد؟
قررت أن أتخصص في غناء الكلمات التي لها معنى مهم وحقيقي ومؤثر في الناس، وليس بالضروري أن تكون هذه الأغاني دينية فقط وليس بالضرورة أيضاً أن تكون عن الحب والهجر، فهناك معانٍ كثيرة جداً ومواضيع تستحق ان نتحدث عنها لجمهور كبير يبحث عن الفن المحترم والمختلف.

- هل أنت متأكدة أنك سوف تجدين الجمهور الذي كان يلتف حول أغانيك السابقة مع الأغاني الجديدة؟
سوف أبذل كل جهدي مع فريق العمل لنختار ما هو محترم ومختلف، وأنا واثقة أن هناك كثيراً من الناس يبحثون عن هذه الأغاني. وكثيراً ما نسمع الشكاوى من رداءة الأعمال الغنائية لكثير ممن يدعون الموهبة في الساحة الغنائية، وهذا يؤكد أن الجمهور في حاجة الى الأفضل.

- هل سيقتصر وجودك على الظهور في شهر رمضان؟
لا من قال هذا الكلام؟ على العكس أنا أجهز لعدد من الأعمال ولكن لا أخفي عليك أنني أعشق الأغاني الموسمية، وبالفعل سجلت أغنية جميلة لانتصار أكتوبر، وأهديتها لقناة «المحور» الفضائية، كما انتهيت من تجهيز أغنية خاصة بالأم وهي تحمل معاني مميزة وصادقة جداً وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور. والحمد لله لدينا مناسبات كثيرة وسوف استغل الفرصة في كل مناسبة لأخرج بأعمال جيدة ومميزة.

- لكن نجوم هذه النوعية من الأغاني لا يستمرون طويلاً بدليل أن مطرباً مثل سامي يوسف فوجئ الجمهور باختفائه، أليس لديك هذا التخوف؟
لا أعتقد أن سامي يوسف فشل والدليل الجماهير العريضة التي أصبحت تستمع الى أغانيه وتحضر حفلاته، وهو قدم عدداً مميزاً من الأغاني، ولا أعرف سبب غيابه الفترة الأخيرة. ولكن الغياب ليس مؤشراً لفشل التجربة. وأنا أستطيع التحدث عن نفسي لأنني بالفعل أحببت هذه النوعية منه، وأرى أنها مهمة ومميزة وإذا صنعت بحرفية سوف تكون ناجحة إن شاء الله.

- هل كنت تتابعين الوسط الغنائي في الفترة التي غبت فيها؟
نعم ولا أشعر أن حال الوسط الغنائي اختلف ولكن ازداد عدد من يتجهون الى مجال الغناء، وتراجع عدد الأصوات المميزة، وأصبح من النادر أن تستمعي الى صوت جيد مثل صوت شيرين عبد الوهاب وأنغام وغيرهما من المطربات الموهوبات، الى جانب انتشار فوضى الكليبات غير المريحة للأعين. ولكن القرار في يد الجمهور فعليه أن يختار ما يُعجبه فيتابعه وعليه أيضاً أن يبتعد عن الرديء.

- هل زوجك الملحن آدم يرفض التلحين لمطربات أخريات ليتفرغ للعمل في ألبومك وحدك؟
هو بالفعل أصبح يرفض بعضها ولكن ليس بسببي أو ليتفرغ للعمل في ألبومي فقط، ولكن لأنه لا يحس بهذه الأعمال أو يجد لها قيمة، لذلك يفضل تلحين الأعمال المحترمة الجيدة.

- هل وجدتِ صعوبة في العثور على شركة إنتاج تتحمس للعمل معكِ بعد الحجاب؟
كنت متعاقدة مع شركة إنتاج محترمة جداً وكان لديهم ترحيب باستكمال العمل معي حتى بعد ارتدائي الحجاب، وطلبوا مني أن استمر معهم وكانوا متحمسين جداً لغنائي بالحجاب. ولكن قررت أن انفصل وأمنح نفسي فرصة العمل بعيداً عن شركات الإنتاج، وقررنا أنا وزوجي أن ننتج الأعمال التي نستعد لتقديمها في الفترة المقبلة.

- هل شعرتِ في إحدى اللحظات بأن ما قدمته من غناء كان حراماً؟
بصراحة كنت في حالة من القلق ولم أستأنف نشاطي في الغناء إلا بعد أن استشرت مجموعة موثوقاً بها من الشيوخ وعلماء الدين الذين أكدوا لي عدم حرمانية الغناء، ولكن بشرط أن يكون محترماً وهادفاً دون إسفاف أو ابتذال مع الالتزام بالحجاب وثوابت الدين ومبادئه. ولأنني أحب الغناء قررت أن أعود إليه مع الالتزام بكل الأمور التي لا تحمّلني ذنوباً.

- غالبية الفنانات العائدات اعترفن بأن العودة كانت وراءها الحاجة المادية، فماذا عنكِ؟
أنا أصلاً لم اعتزل الغناء لأتراجع عن اعتزالي، ولكن كنت في فترة تفكير لأعيد ترتيب أمور مهمة في حياتي. واكتشفت أن حياتي الجديدة أفضل وأن خطوة الحجاب كانت مهمة، ولم يكن في إمكاني تأجيلها لأنني كنت مقتنعة بأن طاعة الله والعودة إليه أهم من كل شيء في الدنيا. وعندما أخذت هذا القرار كنت مستعدة لأن أتنازل عن أي شيء في الدنيا مقابل ذلك ومن ضمن ذلك المال. ورغم اني لم أكون ثروة من الغناء، فإن المال لا يُشكل الهم الأكبر في تفكيري وأنا أعيش مع زوجي في مستوى مادي محترم ولم أعد الى الفن بحثاً عن المال.

- كثر يتساءلون من وراء حجاب شاهيناز خاصة أنكِ كنت قد صعدت في مجال الغناء بسرعة الصاروخ كما يقولون؟
الحمد لله فهو الذي منحني موهبة الغناء، وأنعم عليَّ بالقبول الذي لاقيته من الناس. أما بالنسبة الى تساؤلات الناس عن حجابي فالحقيقة أن قرار ارتداء الحجاب نابع من داخلي، والواجبات والفروض لا تحتاج الى ان يحرضنا على القيام بها أحد.

- الفنانات اللواتي عدن الى الفن واجهن هجوماً شديداً في البداية، فهل أنتِ مستعدة له؟
لا أعرف سبب ذلك ولمصلحة من، ولا أفهم من له دخل في هذا الهجوم، ولماذا لا يقتنع هؤلاء بأن كل إنسان حر في قراراته وأن علاقتي بديني وبربي هي أمر شخصي لا يخص أحداً، وليس لأحد أن يهاجمني لأنني قررت أن ارتدي الحجاب. ومع ذلك قررت استئناف نشاطي الفني وأجهّز مجموعة من الأغاني، وأبذل مجهوداً شاقاً لتكون على قدر حب الجمهور واحترامه لي، ولن أشغل نفسي بمن يشنون عليَّ هجوماً بلا سبب.