للسنة الثانية على التوالي.. المنتدى الإعلامي العربي باستضافة 'المنار'

قناة المنار, الجامعة الأميركية اللبنانية, منتدى الإعلام العربي, طارق متري

16 يونيو 2010

بعد نجاح قناة «المنار» اللبنانية في تنظيم المنتدى الإعلامي بمناسبة اللقاء الرابع عشر للفضائيات العربية تحت عنوان «الحيادية في الإعلام العربي وتغطية الحرب على غزّة مثالاً» العام الماضي، تبنّت قناة «المنار» للسنة الثانية على التوالي مهمّة إقامة المنتدى العربي بالتعاون مع «اتحاد إذاعات الدول العربية»، وذلك تحت عنوان «البث الفضائي العربي ومخاطر التدخّل الأجنبي».

وعشيّة افتتاح المنتدى، عقدت اللجنة العليا للتنسيق بين الفضائيات العربية اجتماعها الدوري الخامس عشر، حيث تمّ إعادة انتخاب مدير عام قناة المنار عبدالله قصير رئيساً ل«اللجنة العليا» والسيد الدكتور عبدالله الزلب نائباً أول للرئيس والسيد عمر شوتر نائباً ثانياً للرئيس.
وتطرّق المشاركون في مؤتمر 3 يونيو/ حزيران الذي عُقد بمناسبة إجتماعها الخامس عشر في بيروت والمتزامن مع الإعتداء الإسرائيلي على رحلة «أسطول الحريّة» تجاه غزّة، إلى ضرورة تكريس الدور الإعلامي في نقل الوقائع والحقائق بكلّ أمانة وموضوعية إلى العالم كلّه لكشف بشاعة الجرائم المرتكبة ضدّ الإنسان وفضح تلك الممارسات اللاإنسانية وإيصال صوت المظلوم إلى العالم الغربي الذي يُمارس على شعوبه تعتيماً إعلامياً واضحاً.
كما تحدث رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية السيد صلاح الدين معاوي بعدما شكر قناة «المنار» على استضافتها للجنة للسنة الثانية عن المشاكل التي تواجه اللجنة والانضمام إليها من قبل القنوات العربية الخاصة والرسمية، وطالب بنقلة نوعية للارتقاء بها بهدف تطوير عمل اللجنة. وختم حديثه بالمطالبة بضرورة إقرار حوافز للانضمام للجنة والعمل المستمرّ من أجل مناقشة هموم وقضايا البث الفضائي العربي وتطويرها.
وفي افتتاح المنتدى الإعلامي الذي نُظّم على هامش لقاء القنوات الفضائية في فندق السفير- بيروت، شدّد وزير الإعلام اللبناني طارق متري، الذي رعى المنتدى، على حق القنوات العربية المحليّة والفضائية في التمتّع بحقوقها وحريتها منتقداً عمليات التدخّل الأجنبي وتقييد حريات بعض القنوات الفضائية ومنعها من البث. وكذلك أكدّ الوزير على ضرورة التمييز بين مفهومي «الإرهاب» و«الحق المشروع في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي». وكذلك اتخذّ من التغطية الإعلامية لعملية الهجوم على «أسطول الحريّة» مثالاً.
 وأوضح دور الفضائيات في إيصال الحقيقة إلى العالم كلّه وتغيير وجهة نظرهم.
أمّا مدير عام «قناة المنار» ورئيس «اللجنة العليا للتنسيق بين الفضائيات العربية» عبدالله قصير فتوجّه إلى وسائل الإعلام لملاحظة السياسة الإعلامية الأميركية المتبعة ضدّ «إعلام المقاومة» بوصفه إرهابياً، وأكمل: «لعلّ الإسرائيلي هو المتضرّر الأكبر من وجود هذا التأثير النسبي للإعلام العربي، لذا كان هو أوّل المتحمسين لمحاربة هذه الوسائل الإعلامية، وبالتالي كان وراء القضية التي فُبركت لقناة المنار في فرنسا إلى أن صدر قرار المنع عن الأقمار الأوروبية ثمّ الأميركية بحقها». وتابع قصير: «لمّا عجزوا عن إسكات المنار وإقفالها عبر المنع على الأقمار الأوروبية والأميركية، قاموا بإعطاء الضوء الأخضر للإعتداء المباشر والتدمير، وهذا ما فعلته إسرائيل في تموز/ يوليو 2006 باستهداف «المنار» وفي 2008 باستهداف «الأقصى». إلاّ أنّ هذه الإعتداءات فشلت في تغييب الإعلام الذي يحمل وجهة نظر مغايرة للصهاينة والأميركيين». ودعّم عبدالله قصير رأيه بالقول إنّ «آخر إبداعات وعبقرية العقل الإسرائيلي ولوبياته كان استغلال الكونغرس الأميركي وأجواء التعاطف مع إسرائيل لتقديم مشروع قانون يحميها من خلال استهداف كلّ إعلام مغاير لوجهة نظرهم ويؤثّر على مصالحهم وسياساتهم».
كما شرح مدير عام إتحاد إذاعات الدول العربية صلاح الدين معاوي من خلال كلمته هدف اللجنة من وراء اختيار موضوع المنتدى لهذا العام باعتباره واحداً من أبرز القضايا المطروحة اليوم مؤكداً أنّ «البث الفضائي العربي ومخاطر التدخّل الإجنبي» من المواضيع التي تكتسب أهمية كبرى ودقّة متناهية لكونه يمسّ في جانب منه علاقة الآخر بنا ومواقفه إزاء سيادة بلداننا وحريّة قرارها».
وقام الإعلامي اللبناني غالب قنديل بإدارة الجلسات التي شارك فيها مجموعة من الأكاديميين والإعلاميين مثل الرئيس التنفيذي ل«نور سات» عمر شوتر والدكتور في كليّة الإعلام في الجامعة الأميركية في بيروت نبيل دجّاني الذي صرّح بأنّ القنوات الفضائية العربية بلغ عددها 696 قناة موزّعة بين قناة حكومية وخاصة ومتعدّدة الأهداف والأصناف واللغات، وذلك بحسب التقرير السنوي للجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية الذي وزّعه إذاعات الدول العربية. وأضاف:
«أنّ أعلى نسبة من مجموع القنوات الفضائية المتخصصة في البث الفضائي العربي والتي تصل إلى 23،4% هي للقنوات التي تهتم بالموسيقى والمنوعات بينما يستأثر قطاع الدراما من سينما ومسلسلات بنسبة 13،8...».
إلاّ أنّ مداخلة الإعلامي السعودي هاني نقشبندي التي تمحورت حول «التأثير في المشاهد العربي والأجنبي» هي التي أثارت الجدل الأكبر في المنتدى بعدما صرّح بأنّ القنوات الدينية «جريمة إنسانية كبيرة». وتمّت مناقشته من قبل الصحافيين والضيوف الموجودين في الصالة حول إثارته لهذه النقطة، فأجاب: «إنّ هذا التوصيف هو أقلّ ما يمكن قوله إزاء هذه المحطّات التي تسعى إلى تحطيم طموح الشباب العربي وأحلامه وأهدافه لما تُقدّمه من موضوعات تكفيرية تعمل على إلغاء الآخر ورفضه سواء كان من غير طائفة أو غير مذهب أو حتى عشيرة.
وكذلك من خلال عملية التحريم المجانية والتقليل من شأن العمل في الدنيا إلى حدّ قتل حماسة الشاب...». وأضاف نقشبندي بالقول إنّ «هذا كلّه يؤدي بطبيعة الحال إلى تدمير الشباب العربي الذي يتأثّر للأسف بهذه الأمور التي لا تخدم لا الإعلام ولا المتلقّي العربي». وعن المشاهد الأجنبي قال نقشبندي: «إن كنّا نتحدّث عن المشاهد الأجنبي في بلاده، فهو يتأثّر كثيراً بالبث الفضائي والسبب ليس عامل المعلومة التي يوفرها التلفزيون فقط، وإنما الثقة في المعلومة وعدم توافر بدائل كثيرة».
وألقى مدير الأخبار في قناة المنار كلمة مدير العلاقات العامّة في «المنار» إبراهيم فرحات. أمّا الختام فكان مع كلمة رئيس «المجلس الوطني للإعلام» عبد الهادي محفوظ التي ألقاها بدلاً منه الصحافي فؤاد دعبول الذي تناول موضوع التشريعات الوطنية ودورها في الحدّ من التدخلات الأجنبية في البث الفضائي، وأبرز ما جاء في كلمته: «لا شكّ أنّ الإعلام العربي سيبقى مجالاً خصباً للتدخلات الأجنبية ما لم تتوفّر رؤية إعلامية عربية ترتكز إلى التضامن وإلى حماية المؤسسات الإعلامية وإلى اعتماد مبدأ المعاملة بالمثل. أي كما تراني يا جميل أراك. والمثال الذي يمكن أخذه في الإعتبار هو دولة ساحل العاج التي أوقفت البث على أراضيها لمؤسسات إعلامية فرنسية تدخّلت بشؤونها الداخلية تلبية لقرار سياسي».
وبعد انتهاء المؤتمر، قامت «المنار» بدعوة الضيوف إلى جولة سياحية في بعض المناطق الجنوبية.