نجدت أنزور يوقّع 'ما ملكت أيمانكم'

جورج وسوف, سلافة معمار, نجدت أنزور, رنا أبيض, ديمة قندلفت, مسلسل

29 يونيو 2010

يتصدى مسلسل «ما ملكت أيمانكم» لعدد من المسائل والمشكلات التي يشهدها العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط. والمسلسل الذي ينتمي إلى ما يسمى الدراما الاجتماعية المعاصرة، يتخذ من دمشق مسرحاً لأحداثه الرئيسية بحيث تكون نموذجاً لما يجري في مدن عربية أخرى.

وهو عمل يبحث في ثلاثية الروح، الجسد، العقل، لتمثل الروح الخط الأوسط، ذلك أن الجسد دون روح تتحكم في غرائزه وضعفه يمسي جثة متحركة وهشة، وكذلك العقل دون روح تشرف على طموحه وخباياه يمسي أداة بحتة يفقد مع الوقت غرضه كأداة لتقوية الجسد وقيادته.
والعمل بمثابة إضاءة على جوانب من أزمة المجتمعات العربية عبر مناقشة هموم وقضايا وهواجس لثلاث نساء تختلف طباعهن وتطلعاتهن وثقافتهن وفقاً للظروف الاقتصادية والاجتماعية والأيديولوجية الدينية.
أما عنوان المسلسل فيختزل في ذاته الكثير من أجوائه، فهذا التعبير المستمد من القرآن الكريم، والذي ينطوي على أبعاد ودلالات دينية معروفة حول الجواري والإماء وتعدد الزوجات، على نحو رمزي للتدليل على واقع المرأة المتأرجحة بين صورتين متناقضتين بشكل فاقع، صورة الحداثة والتمدن التي تصل أحياناً الى حد الانفلات، والصورة المغايرة الأخرى التي تتمثل في المرأة المغيبة خلف حجب سميكة من الإرث والعادات والتقاليد والتفسير الأصولي الخاطئ للدين.
والعمل من تأليف الدكتورة هالة دياب، وإخراج نجدت أنزور، وإنتاج مؤسسة أنزور وغراند برودكشن الفنية. ويضم مجموعة من النجوم، منهم: سلافة معمار، ديمة قندلفت، رنا أبيض، رانيا الأحمد، عبد الحكيم قطيفان، مصطفى الخاني، رندة مرعشلي، سعد مينة، خالد القيش، أمانة والي.
وتعامل أنزور في المسلسل مع سلطان الطرب جورج وسوف الذي سيقدم أغنية تحمل معاني من روح العمل في زجلية ألفها يوسف سليمان، أما اللحن فقد وضعه هيثم الزيات، والتوزيع الموسيقي لطوني سابا.
وتعتبر تجربة أنزور مع وسوف التعاون الأول بين  المطرب والدراما التلفزيونية العربية.

المخرج نجدت أنزور: في عملنا نعمد الى تهميش دور الرجل بعكس دوره في المجتمع العربي
وصف المخرج أنزور مسلسله الجديد بالعمل الاجتماعي البانورامي، ملخصاً رسالة العمل في أن الطبقة الوسطى هي عماد المجتمع، وأن هذه الطبقة عندما تتلاشى يكون تلاشيها على حساب شكلين من أشكال التطرف، إما الأصولي أو الانفلات، وأن هناك جزءاً من فساد المجتمع يجب التخلص منه، فالدراما لا تخلق ثورة بقدر ما تحرض الناس على أن يروا أنفسهم وحياتهم وكيف يعيشونها. فالعمل ليس درامياً فحسب، بل هو عمل جريء جداً، ويحمل بين طياته الكثير من الأمل وفي الوقت نفسه الخوف والقلق.
وأضاف: «أسعى من خلال هذا العمل لرسم لوحة صادقة لمجتمع ممزق لا يستطيع التحرر من عبء الإرث الثقيل، ولا يستطيع الاستغناء في الآن ذاته عن آخر الابتكارات التكنولوجية، والحال كذلك إزاء واقع ساخر مليء بالمفارقات».
تلعب الشخصيات الأنثوية دوراً محورياً في هذا المسلسل، وذلك لأن المرأة تعد مثالاً حياً على صورة المجتمع وانعكاسات حالته الاقتصادية والاجتماعية، فالمرأة هي رمز العطاء والحياة والاستمرارية وتعتبر رمزاً للوطن والأرض والبلد.
ومن خلال رمز المرأة يجسد المسلسل حالة المجتمع والتحديات التي تواجهه حيث تدفع المرأة الثمن لتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك فإن المجتمع العربي هو مجتمع ذكوري يسوده الرجال الذين يحللون لأنفسهم الكثير من الأشياء التي لا تستطيع لنساء في الشرق الأوسط القيام بها، ويعمد المسلسل إلى تهميش دور الرجل كقائم بالحدث إلى أن يكون دوره مسبباً للحدث، وذلك بعكس ميكانيكية دور الرجل في المجتمع العربي كصانع للقيم والأسس التي يبنى عليها المجتمع، بينما تكون المرأة من تقع عليها نتيجة قرارات الرجل.

سلافة معمار: صراع لمحاولة كسر القيد في الواقع الذي تعيشه
تجسد الفنانة سلافة معمار دور «ليلى» الفتاة التي تنتمي إلى الخط الديني في العمل، وعن دورها والعمل تقول:
«العمل يتناول الطبقة الوسطى من المجتمع ومعاناتها، وحالات التطرف والتفكك الاجتماعي الذي نعيشه. وهنا التطرف يأخذ أبعاده كلها من التطرف الفعلي إلى الانفتاح المبالغ به. وأجسد في العمل دور ليلى التي تعاني من صراع دائم جراء الحالة التي تعيشها، محاولة كسر القيود وإيجاد منطق تستطيع من خلاله أن تكون إنسانة ضمن ظرفها والواقع الذي تعيشه».

ديمة قندلفت: حالة من الضياع
وتقول الممثلة ديمة قندلفت: «أجسد في العمل دور «عليا» التي تنتمي إلى عائلة فقيرة، وتعمل في مركز للتجميل. وهي تعيش حالة من الضياع بسبب المشكلات التي تقع فيها ومن حولها في محاولة للإيقاع بها من جهة وبسبب التحديات الاجتماعية التي تواجهها من جهة أخرى. والعمل بشكل عام يتطرق الى مواضيع لم يسبق التطرق اليها، فهو مسلسل معاصر وجريء جداً».

رنا أبيض: الايقاع بالنساء في شبكات الانحراف
وتقول الممثلة رنا أبيض: «أجسد شخصية «غرام، وهي سيدة أعمال متزوجة من مسؤول يتمتع بنفوذ ومكانة اجتماعية عالية، إلا أنها تقع في حب رجل آخر، فتواجه العديد من المشكلات التي تدفعها إلى السفر الى خارج البلاد. وهو دور جريء وجميل، فهي امرأة تسعى للإيقاع بالنساء في شبكات الانحراف. وأتوقع أن يحصل العمل على متابعة كبيرة».

رانيا الأحمد: مريضة نفسية بسبب حالة حب فاشلة
تقول الممثلة رانيا الأحمد: «أجسد في العمل شخصية «نادين»، فتاة متزنة واعية تنتمي إلى الطبقة الوسطى، يقنعها مجتمعها بأنها تعاني مشكلة نفسية نتيجة تقاطعها في مجالات عديدة مع كثير من الشخصيات التي تعاني مشكلات نفسية، وكله بسبب حالات الحب الفاشلة التي تعيشها خلال حياتها».

ويقول نضال نجم:
«أجسد في العمل دور مخرج مسرحي شاب، يمثل فئة من الناس الذين يدعون في عملهم أكثر مما يجب، ويحاولون السيطرة على من حولهم من خلال ماهية عملهم».

الكاتبة الدكتورة هالة دياب: واقع المرأة في المجتمع العربي
أشارت الكاتبة الدكتورة هالة دياب إلى أن اسم المسلسل قد خرج لاعتقادها بأن القرآن الكريم هو أجمل وأغنى الكتب السماوية بما يحمله من مفردات مجازية تلخص التجربة الإنسانية أجمع، والهدف من استخدام «ما ملكت أيمانكم» المأخوذة من سورة النساء ليس تحدياً للمعنى الديني لهذه العبارة بل للترميز الى حال النساء في الشرق الأوسط والضغوط التي تمارس عليهن وتشكل بالتالي هويتهن وعلاقتهن مع أنفسهن ومع من حولهن.
وتضيف الكاتبة أن «المسلسل هو للمرأة وعنها. ويحمل رمزاً مجازياً لنظرية الإماء والجواري التي تعيشها المرأة في الشرق الأوسط في كنف الضغوط الاجتماعية والدينية والسياسي والعولمة والحرب والفساد الاجتماعي وصراع القوة. «وما ملكت أيمانكم» هو محاولة للتغيير ودعوة مطلقة للنظر أنفسنا كنساء لنعيد ترتيب ملامح هويتنا الأنثوية لنستطيع فرضها في المجتمع»...