نهال عنبر..ترتدي ثلاثة وجوه مختلفة في رمضان

رانيا فريد شوقي, حسين فهمي, نهال عنبر, صبا مبارك, محمد عادل إمام, مسلسل

26 يوليو 2010

ثلاثة وجوه تظهر من خلالها الفنانة نهال عنبر على شاشة رمضان، حيث تُشارك في مسلسلات «أكتوبر الآخر» و»منتهى العشق» و«الفوريجي». التقيناها فتحدثت عن الوجوه الثلاثة، ونصيحة حسين فهمي التي عملت بها، وعتبها على عادل إمام، ودموعها التي سقطت بسبب رانيا فريد شوقي ومصطفى فهمي. كما تكلمت عن منى زكي، وهند صبري، وياسمين عبد العزيز، وعلاقتها بابنها وحفيديها، ومهماتها كعضو في مجلس نقابة الممثلين...

 

- أصبحتِ من أكثر الوجوه المطلوبة تلفزيونياً وتضطرين لتصوير أكثر من عمل في وقت واحد، كيف تستطيعين التوفيق بينها؟
لم تكن هناك أي مشكلة أو تعارض، فمسلسل «أكتوبر الآخر» انتهيت من تصويره منذ فترة، لأنه أول مسلسل بدأت فيه. وأجسد فيه شخصية أم بسيطة وطموحة، وزوجة لموظف، تشعر دائماً بأن زوجها متشدد في عمله وحياته، ويتكرر الشجار بينهما دائماً بسبب ارتفاع مستوى إخوته مادياً وتواضع حالته المادية. ويُشاركني البطولة فاروق الفيشاوي، بوسي، منة فضالي، داليا مصطفى. والمسلسل من إخراج إسماعيل عبد الحافظ.

-  وماذا عن مسلسل «منتهى العشق»؟
أجسد فيه شخصية زوجة والد مصطفى قمر. وهي لا تحبه، فتدخل في صراعات عديدة معه، وتحاول السيطرة على جميع أفراد العائلة فتنشب بينها وبينه العديد من الخلافات في إطار كوميدي. يُشارك في البطولة ديانا كرازون، رانيا فريد شوقي، منة فضالي، رانيا محمود ياسين، عايدة رياض. والمسلسل من تأليف محمد الغيطي وإخراج محمد النجار الذي استمتعت كثيراً بالعمل معه، وقد أوشكنا على الانتهاء من تصويره ولم يعد متبقياً سوى بعض المشاهد التي سيتم تصويرها في تركيا.

- سمعنا عن حدوث مشاكل أدت إلى تأخير تصوير المسلسل، فما تعليقك؟
ليس هناك تأخير والتصوير يسير بمعدلات طبيعية، ولكن الحر الشديد هو الذي كان يرهقنا ويدفعنا الى إلغاء التصوير في بعض الأيام.

- تردد أن مصطفى قمر كان يتدخل في السيناريو. هل هذا صحيح؟
إطلاقاً، فالمخرج محمد النجار هو صاحب الحق في تعديل المشاهد باعتباره مخرج العمل، ولكن الفنان مصطفى قمر قد يقترح تعديلات لتخدم دوره في العمل، وبالنسبة إلي ما جاءني من ورق صوّرته كما هو، وأغلب مشاهدي مع مصطفى قمر لم يتم تعديلها.

- هل تم اختيار ديانا كرازون للاستفادة من نجوميتها كمطربة أم أنها الأنسب للدور فعلاً؟
محمد النجار هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في اختيار فريق العمل، أما عن رأيي فيها فأرى أنها فنانة ممتازة ومثّلت دورها بشكل جيد.

- وماذا عن «الفوريجي»؟
«الفوريجي» مسلسل كوميدي بطولة الفنان أحمد آدم والفنانة اللبنانية رزان مغربي، ومن تأليف محمد الباسوسي وإخراج عمرو عابدين. وأقدم فيه للمرة الأولى شخصية امرأة شعبية جداً اسمها «عضمة رمية بلاها»، وهي مشهورة برمي بلاها على الناس لأنها كانت فتوّة. ومعنا سعيد طرابيك، ويُجسد شخصية «حامد تصنت»، وهي شخصية من الشخصيات التي تعمل من تحت السلم وتشتغل كل شيء «فهلوي»، وطبعاً أحمد آدم الفوريجي الكبير، يُجسد شخصية رجل بسيط يدّعي المعرفة، ويبحث عن رزقه بكل الوسائل، فيعمل في أكثر من مهنة في الوقت نفسه، المهم أن هناك أحداثاً متدفقة في المسلسل، وهناك مواقف كوميدية عديدة، حتى أنني كنت أضحك عند قراءتي للسيناريو.

- متى نراكِ بطلة مطلقة؟
جاءتني هذه الفرصة بعد «العائلة والناس» لبطولة مسلسل وفيلم، ولا أتذكر اسم المسلسل، وقرأت أول حلقتين فلم أقتنع، فقلت لن أتحمل مسؤولية عمل وأنا لست مقتنعة به، لأنني عندما أُقدم على هذه الخطوة لابد أن أكون على اقتناع تام بالعمل كله. وقال لي بعض الزملاء إقبلي أول عمل بطولة وبعد ذلك إنتقي الأدوار. لكنني فضلت رأي الفنان إبراهيم يسري الذي قال لي: لا تعملي أول عمل تهبطين به. وهو صديق عزيز هو وزوجته، وأحترم رأيه وأثق به، واعتقادي الشخصي أن الممثل عندما يكون على أرض صلبة ولا يرتفع بسرعة الصاروخ سيستمر، ولكن الممثل الذي يرتفع بسرعة لن يترك علامات ويهبط مرة واحدة. مثلاً محمد هنيدي مثّل سنوات قبل البطولة، حتى الفنان الكبير عادل إمام ظل يقدم أدواراً ثانوية لسنوات طويلة قبل أن يكون نجم النجوم، وأحمد السقا كذلك... كل النجوم الحاليين حتى لا أنسى اسماً مثلوا كثيراً قبل النجومية، ونادراً ما تجد من ارتفع مرة واحدة واستمر.

- ولماذا رفضتِ بطولة الفيلم الذي عُرض عليكِ؟
بالنسبة الى الفيلم، أفضّل عدم ذكر اسمه، وكنت سأقوم فيه بدور توأمين، شخصية منهما محترمة والأخرى منحرفة جداً. الفيلم جميل ولكن الشخصية الثانية لن أستطيع أن أمثلها لأن فيها كماً كبيراً من مشاهد الانحراف، وكان هناك فيلم آخر، أيضاً بطولة مطلقة، ولم تعجبني نهايته، وتحدثت الى المخرج لأعترض على النهاية، فقال لي تحدثي مع المؤلف، وتكلمنا وقلت له ان الشخصية سيئة جداً وفعلت أشياء كثيرة خطأ، والنهاية ليس فيها عقاب إلهي أو اجتماعي، ولو لم يحاسبها القانون لأي سبب من الأسباب فلا بد أن يكون هناك عقاب إلهي يوضّح للمشاهد أن الشر له عقاب. ولم يقتنع المؤلف بوجهة نظري، وفي النهاية قلت له: أنا لن أستطيع أن أعمل هذا الفيلم، ولست نادمة.

- قدمتِ شخصية المرأة القوية المتسلطة كثيراً فهل هي قريبة من شخصيتك الحقيقية؟
بصراحة أنا متسلطة في المواقف التي تحتاج الى قوة وصلابة، ولكن ليس في الأمور العادية، لأنني أحب أن أعيش ببساطة وهدوء. والمقربون مني يعلمون أن التسلط منافي لشخصيتي تماماً، ولكن في الوقت نفسه تركيبتي تجعلني لا أستطيع أن أسكت على الخطأ وأواجهه بكل قوة ووضوح. حتى حسام ابني لا أتدخل بينه وبين زوجته مطلقاً، إلا إذا طلبا مني التدخل في أي خلاف بينهما.

- هل كنتِ مرشحة للمشاركة في مسلسلي«هز الهلال يا سيد» و«ريش نعام»؟
لا أعرف عنهما شيئاً، ولكن يتم وضع اسمي أحياناً في الترشيحات ويضعون ترشيحات بديلة اذا كنت مشغولة بأعمال أخرى. وهناك أخبار تكتب قبل الاستقرار على الترشيحات النهائية. وعموماً لا أقبل أكثر من ثلاثة أعمال في العام.

- 34 مسلسلاً تلفزيونياً مقابل خمسة أفلام سينمائية فقط، هل نعتبرك فنانة تلفزيونية؟
بدأت في السينما في «طيور الظلام»، وكانت هذه الفترة تفرض متطلبات معينة على الفنانة، وهذا ما كان يقف عقبة أمامي في السينما. وبعد «طيور الظلام» جاءتني عروض لا تناسبني لأنها تتطلب مني أن أمثل مشاهد لا أوافق عليها، حتى أن هناك منتجاً صديقاً وبدون ذكر أسماء، قال لي: «أنا رأيي أن تجلسي في المنزل أفضل، ليس هناك ممثلة تعتذر عن بطولات أولى أمام نجوم كبار»، قلت له: «أفضّل أن أجلس في المنزل على تقديم دور يسيء إليّ. وعلى فكرة هذا المنتج كان يتكلم من حبه لي، وكلمت الفنان حسين فهمي وهو صديق ورويت له ما حدث وسألته عن رأيه، فقال لي: «هل تتعجلين النجومية؟» قلت له لا، فقال لي: «لا تتنازلي عن مبدئك». ونصيحة النجم حسين فهمي وضعتها في عقلي حتى الآن، وأعطتني دفعة وعزيمة لأكمل المشوار.

- ثمة فنانات كثيرات يخشين تقديم دور الأم  ورغم ذلك أقدمت عليه، ألم تخافي؟
عندما أجد المبررات مقنعة أوافق ولا أخاف. فإذا تناولنا مسلسل «الأدهم» الذي قدمت فيه دور والدة أحمد عز، كانت أحداثه في بيئة ريفية، ومعروف أن الفلاحات يتزوجن في سن مبكرة، وهناك أيضاً الشبه بيني وبين أحمد عز الذي يجعل المشاهد مقتنعاً بأنني أمه. وكنت مذهولة من اللقطات على الشاشة من شدة الشبه بيني وبين أحمد عز. ولن أخاف أن أعمل دور الأم اذا كان الدور يضيف إلي، أما في أحداث «منتهى العشق» فالمخرج محمد النجار قال: ليس منطقياً أن تكون نهال أماً لرانيا ياسين لأنها من عائلة ارستقراطية ومتعلمة فماذا يدفعها للزواج المبكر، وهنا تم تغيير دوري من أم إلى زوجة الأب.

- بعد «طيور الظلام» لماذا لم يجمعك فيلم آخر مع الفنان عادل إمام؟
كنت أتمنى، لكنه نسيني، وأنا عاتبة عليه بسبب ذلك، وإن كنت أعرف أنه لا يفضّل من يعملون فيديو كثيراً، وهذا ما قاله لي شريف منير «أجلسي في البيت سنة بعيداً عن الفيديو ستأتي إليك السينما». لكن المشكلة أنني لا أستطيع أن أجلس سنة دون تمثيل، ولكن هناك فترات كبيرة أكون فيها بلا عمل، وكنت أعمل خمسة أو ستة مسلسلات في العام والآن اشتغل  ثلاثة على الأكثر، ولكن إعادة المسلسلات كثيراً على شاشات التلفزيون تُعطي المشاهد إحساساً بأن هذا الفنان يعمل كثيراً ووجهه يكون محفوظاً.

- ما الذي شجعك على المشاركة في فيلم «بنتين من مصر»؟
لأن الفيلم ببساطة أعجبني، فأنا كنت ضيفة شرف في دور خفيف، وعندما اتصل بي المخرج محمد أمين اعتذر لي عن صغر حجم الدور، ولكنه قال لي أحب أن تقدمي أنتِ دور الطبيبة النفسية. قلت له أقرأ الفيلم أولاً، وبعدما قرأت نسيت أن دوري صغير لأن الفيلم أعجبني.

- ما رأيك في أداء صبا مبارك في فيلم «بنتين من مصر» وهي أردنية؟
أدت الدور بشكل جميل هي وزينة، وليس هناك مشكلة أبداً في قيام ممثلة غير مصرية بأداء شخصية مصرية.

- ألم تخافي من جرأة الفيلم؟
لا إطلاقاً، لأن موضوع الفيلم واقعي وموجود في الحياة. غير أن هناك بعض الحوارات جريئة بعض الشيء، ولكنها في النهاية مجرد كلام.

- أقام أحد المحامين دعوى على الفيلم متهماً إياه بالتحريض على الفجور. ما رأيك؟
الفيلم جريء في موضوعه كما قلت، ولكنه لم يتجاوز في مشاهده، فهو يناقش أحاسيس البنت عندما تصل إلى سن العنوسة، وليس هناك مشهد واحد في الفيلم فيه تجاوز من زينة وصبا مبارك.

- هل ترين أن البطولات النسائية قادرة على الصمود أم أنها مجرد ظاهرة موقتة؟
البطولة النسائية قادرة على الصمود، ولكن تحتاج إلى دراسة والى وجود منتج لديه الشجاعة. ياسمين عبد العزيز تقدم في السينما الآن عملاً جيداً من خلال فيلم «الثلاثة يشتغلونها».

- هل أنتِ مع عمل الفنانات العربيات في التلفزيون والسينما المصرية؟
النقابة أخذت قراراً بأن يكون للفنان العربي مسلسل وفيلم في العام، ونقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي أقدر مني في الحديث عن هذا السؤال. ولكن بوجه عام الفنان الجيد يُفرض نفسه على أي عمل، وهذا موجود من زمان بدليل تألق صباح وفريد الأطرش وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وفنانين غيرهم لن أستطيع أن أذكرهم كلهم. وأعتقد أن هذا ليس خطأ، ولكن الخطأ أن يكون الفنان الأجنبي أو العربي أعماله كثيرة، والفنان المصري يجلس في المنزل. وهند صبري مثلاً لا تشعر بأنها غير مصرية، وأنا أحبها جداً وهي ممثلة موهوبة.

- هل نجحتِ في التوفيق بين أعمالك الفنية ومشاغلك كعضو في مجلس نقابة الممثلين؟
من البداية اشترطت أن أتحمل مسؤوليات لجنة الصحة في النقابة فقط، لأنني اعتدت على هذا العمل، حتى قبل نجاحي في انتخابات النقابة، وأستطيع أن أوفق بينها وبين عملي حتى لو كان عندي تصوير، فليس هناك داعٍ لأن أذهب كل يوم لأطمئن إلى أحوال المرضى أعضاء النقابة لأن معي أرقام الأطباء والمستشفيات والمرضى، وأتابعهم حتى وأنا في التصوير في أوقات الراحة.

- لماذا لم نر سوى نهال عنبر والدكتور أشرف زكي في جنازة الفنان عبدالله فرغلي؟
الله يرحمه، للأسف الموضوع جاء مفاجأة للجميع، وهذه الظروف هي التي جعلت الفنانين لا يلحقون جنازته، لكن الوفاء موجود في الوسط الفني، وفي السرادق حضر جمع من الفنانين.

- من الفنانة التي تحرصين على مشاهدتها ومتابعة أعمالها؟
هند صبري لأنها ممثلة موهوبة جداً، وهناك أيضاً منى زكي، وياسمين عبد العزيز، وحنان ترك، ومنة شلبي ومي عز الدين، وأخشى أن أكون نسيت أحداً. كلهن ممثلات موهوبات جداً وأحب أشاهد أفلامهن.

- ما هي الأفلام التي تحرصين على مشاهدتها؟
التي أسمع أنها جيدة، وحسام ابني كمخرج شاطر جداً، وعندما يختار لي فيلماً أثق باختياره.

- ترين حسام في الإخراج أكثر من التمثيل والموسيقى؟
أنا فوجئت به يتجه إلى التمثيل. لم أره وهو يصور فيلم «نور عيني» لأنني لا أستطيع أن أذهب إلى الكواليس أثناء التصوير، حتى لا يرتبك، والموقف نفسه حصل معي عندما حضر مجدي الحسيني أثناء تصوير فوازير «متزوجون في التاريخ» مع الفنان سمير غانم. فارتبكت وأوقفت التصوير، وأخشى أن يحصل هذا الموقف مع حسام اذا ذهبت اليه في الكواليس. لذا شاهدت الفيلم في السينما، وفوجئت بممثل محترف أمامي على الشاشة لديه تلقائية وكوميديان. طبعاً كنت أتابع الفيلم وأتابع الناس في صالة العرض كيف يرونه على الشاشة، وفوجئت بأن رد فعل الناس جميل، حتى جاءتني مكالمات هاتفية تهنئني على أداء حسام.

- وكيف ترين مستقبله في الموسيقى؟
لديه أفكار موسيقية جيدة، وطبعاً حسام تأثر بوالده الموسيقار مجدي الحسيني، وهو طبعاً موهوب موهبة غير عادية، فلابد أن يكون لدى حسام شيء من هذه الموهبة. كما تربى على البيانو، بالإضافة إلى أن حسام لديه موهبة الرسم، وممثل جيد، وطبعاً أخذ التمثيل مني، ومخرج جيد أيضاً.

- وماذا عن التلحين؟
هو ليس ملحناً، ولكنه مؤلف أغنيات ويلحن شغله فقط بمساعدة من الموزعين، لكنه مؤلف جيد جداً للكلام.

- وماذا عن علاقتك بحفيديك ياسين ويوسف؟
حسام تزوج وعمره 23 سنة، وجاء ياسين بعد الزواج بسنة. وهو نسخة مكررة مني في شكلي، أما يوسف فهو تشكيلة من والده وأمه. وأحلى وقت أمضيه معهما، ولا أستطيع أن أتركهما إلا بعد أن يناما، وحتى عند نزولي في الصباح لابد أن أهرب منهما وإلا لن يتركاني أذهب الى عملي!

- كنت خير وسيط في الصلح بين الفنانة رانيا فريد شوقي والفنان مصطفى فهمي، كيف حدث هذا؟
 لا أستطيع أن أقول التفاصيل، ولكن أتحدث عما استطعت أن أفعله. أنا أعرف رانيا ومصطفى، وأعلم بوجود الحب بينهما، وأنا أحب رانيا جداً، وأول شخصية تعرّفت عليها بعد زواجي من مجدي كان والدها فريد شوقي، وكانت رانيا طفلة صغيرة. فبالنسبة إلي رانيا غالية عندي، وصعب عليّ أن أرى اثنين بينهما حب يفترقان على أشياء بسيطة. ولابد أن يكون الوسيط واضحاً مع الطرفين المختلفين، ويناقش كل مشكلة على حدة، ولا يُجامل طرفاً على حساب الآخر. وسمعت من الاثنين وفهمت الموضوع كله، وعقدت جلسة الصلح، وكان مصطفى ورانيا مرحبين بأن أكون أنا الوسيط بينهما لأنهما يعلمان أنني لست مجاملة في هذا الموضوع. وكنت سعيدة جداً عندما استطعت أن أوفق بينهما، وبكيت عندما انتهى الموضوع على خير.

- هل تشعرين بأنك كنت محظوظة عندما غيرتِ مسارك من العمل في السياحة إلى الفن؟
بالتأكيد كنت محظوظة، فأنا بدأت فعلاً في شركة سياحية يمتلكها المنتج عادل حسني، حتى أصبحت مديرة فرع. لكن التمثيل كان في دمي منذ الصغر، فكنت أقلد الفنانات وأردد الجمل التي أسمعها في التلفزيون. وأتذكر أن المنتج الكبير رمسيس نجيب رآني وأنا في الرابعة عشرة على غلاف إحدى المجلات فعرض على والدتي أن أمثل في فيلم «وادي الذكريات» بطولة شادية، وكنت سأمثل الدور الذي لعبته الفنانة حياة قنديل.
وبعد شهرين من التجهيزات أرسل رمسيس نجيب إلى أمي، حتى أمثل في الفيلم، ولكن أمي قلبت الدنيا وسفرتني أميركا عند أخي وهو طيار هناك حتى أحصل على الثانوية العامة وأنسى الموضوع. سافرت، لكن التمثيل ظل في ذهني. وبعدها تزوجت من مجدي الحسيني وجاءني أكثر من عرض للتمثيل، إلا أنني رفضتها جميعاً، لأن ابنى حسام كان لا يزال صغيراً. وكان لديّ اقتناع بأن الأم لابد أن تربي ابنها بنفسها ولا تستعين بمربية، أنا كنت أريد أن أربي ابني على طريقتي، خصوصاً أنني تزوجت مجدي الحسيني وعمري 17 سنة. وبعد انشغال مجدي ودخول حسام المدرسة، قلت أعمل في السياحة لأن مواعيدها مناسبة، إلا أن حبي للفن ظل كامناً بداخلي حتى جاءتني الفرصة، ودخلت عالم التمثيل على يد المؤلف وحيد حامد في فيلم «طيور الظلام».