المذيع الشهير قتل زوجته وجلس بجوارها ينتظر الشرطة

سلمى المصري, مذيعة, جريمة قتل, التلفزيون المصري, النيابة المصرية, الزوجة الأجنبية, إيهاب صلاح

26 يوليو 2010

قبل أيام كان المشاهدون يتابعونه عبر شاشة التلفزيون المصري وهو يقرأ النشرة الإخبارية، حتى أن ظهوره على مسرح الجريمة كان مفاجأة لرجال الشرطة، فهم يعرفون هذا الوجه جيداً بعد سنوات طويلة عمل فيها كمذيع للأخبار حتى أن أحد ضباط الشرطة قال له بعفوية: «ماذا جاء بك يا أستاذ الى موقع الجريمة، أرجوك ممنوع وجود الإعلام في هذه المنطقة». وبكل أسى رد المذيع إيهاب صلاح: «لست هنا كمذيع يغطي خبراً مثيراً لكنني قاتل زوجتي الذي اتصل بكم هاتفياً وأخبركم بالجريمة». فماذا حدث للمذيع الشهير ليتحول إلى قاتل زوجته؟


البعض أكد أن المسدس الذي كان موجوداً داخل المنزل ليس سوى شيطان كان مختبئاً داخل الجراب، وعندما خرج وقعت الجريمة البشعة. هذا ما حدث في منزل مذيع قطاع الأخبار الشهير إيهاب صلاح، كان من الممكن أن يتم حسم خلافه مع زوجته بأي وسيلة، ولكنه وجد أمامه مسدساً، وقرر أن يستخدمه للمرة الأولى في حياته.
أطلق إيهاب رصاصة واحدة فقط، ولكنها كانت كافية لتنهي خلافه مع زوجته أسوأ نهاية. ماتت الزوجة، وسلم الإعلامي الشهير نفسه إلى الشرطة بعد أن فقد كل شيء، ولم يبق له سوى القضية ونظرات الشفقة في العيون.


بلاغ

كانت البداية حين دقت الساعة الخامسة صباحاً في غرفة عمليات النجدة، وانتبه الضابط الى صوت الهاتف وهو يرن بإصرار. المتحدث أخبره بأن هناك جريمة قتل حدثت في شارع أبي الهول السياحي بمنطقة الهرم.
انتبهت جميع حواس الضابط الذي كان يُغالب النوم، وبدأ يتلقّى بيانات الحادث من المُبلّغ، وكانت المفاجأة حينما أكد صاحب الاتصال بكل هدوء وحسم أنه قتل زوجته، وانهمك ضابط النجدة في تدوين باقي البيانات!
انطلقت سيارة النجدة إلى منزل القاتل، وتبعها رئيس مباحث قسم الهرم، وحينما وصل رجال الشرطة وجدوا صاحب البلاغ في انتظارهم، ولم يكن سوى المذيع الشهير الذي يُقدم نشرات الأخبار في القنوات المصرية الرسمية، لم يستطع أن يخفي توتره وهو يُفسح الطريق لرجال المباحث ويشير إلى غرفه نومه.
الجريمة سهلة، لم يبذل رجال المباحث أدنى جهد فيها، فالجاني اعترف وسلم نفسه إلى أجهزة الأمن في واقعة لا تحدث إلا نادراً وتولت النيابة التحقيق.


اعترافات

اعترافات المذيع إيهاب كشفت أسرار جريمته، ورغم أن هذه النوعية من الجرائم يكون السبب الرئيسي وراءها في الغالب الخيانة الزوجية، لكن هذا السبب لم يكن له وجود في حادث المذيع.
المفاجأة أن إيهاب اعترف بأنه قتل زوجته بالمصادفة، فهو لم يخطط لقتلها، وكان يريد أن يكتفي بتأديبها بعلقة ساخنة، لكن هناك بعض الظروف التي أدت لارتكابه هذه الجريمة البشعة التي لم تستغرق سوى دقيقة واحدة.
طلقة واحدة فقط حسمت المشاجرة العنيفة بين الزوجين، والتي بدأت بعد منتصف الليل، وانتهت في الخامسة فجراً بطلقة اخترقت رأس الزوجة ماجدة كمال، وأودت بحياتها في مشهد درامي.
المثير أن شاهديّ الحادث هما نجاح شقيقتها وابنتها هاجر، اللتان جاءتا إلى منزل ماجدة لتبيتا معها بعد أن شعرتا بتوتر العلاقة بينها وبين زوجها إلى حد يثير القلق، وبدأت اعترافات المذيع تكشف سيناريو اللحظات الأخيرة.
وتحت حراسة مشددة تم نقل المذيع إيهاب صلاح إلى النيابة خوفاً من انتقام أسرة زوجته، الذين توافدوا الى شقتها بعد سماعهم خبر الحادث، وظهرت الدهشة على وجوه الجيران الذين لم يتوقعوا أن يصدر من جارهم المثقف الشهير هذا التصرف!
ظل إيهاب صامتاً طوال المسافة من منزله إلى قسم شرطة الهرم، وظل يكرر اعترافه، وتمت إحالته للنيابة في صباح اليوم التالي، وأمام المستشار حمادة الصاوي محامي عام أول نيابات جنوب الجيزة أكد أنه قتل زوجته، وهو في كامل وعيه بسبب شكوكها واستفزازها!
أكد إيهاب أنها كانت تعرف سيدة سيئة السمعة وحذّرها من الاستمرار في صداقة هذه السيدة، لكن ماجدة (37 سنة) التي كانت قوية الشخصية رفضت بشدة وصاية زوجها على تصرفاتها وأخبرته أنها تعرف جيداً من تصادق. لم تكن الحياة الزوجية بينهما على ما يرام طوال 5 سنوات زواج، لم تُسفر عن إنجاب طفل، كانت ماجدة تمتلك محلاً شهيراً لبيع البن، ويحقق عائداً مجزياً، واكتشفت الشرطة أثناء معاينة الشقة بعض ملابس الزوج ممزقة وملقاة على الأرض بشكل عشوائي، مما يؤكد صدق روايته التي أكد فيها استفزاز زوجته له!
وعثرت الشرطة أيضاً على بقايا لنبات مخدر يشبه البانجو، وآثار لبقايا سجائر محشوة بمادة الحشيش المخدر، وأكدت التحريات أن المذيع كان يشربها هو وزوجته، وخلال معاينة النيابة أكد إيهاب لوكيل نيابة حوادث الهرم أن الخلافات بينه وزوجته قادت حياتهما الزوجية إلى طريق مسدود خلال الشهور الأخيرة لكنه لم يفكر في الطلاق.
أضاف إيهاب: إن زوجته كانت بطبعها شديدة الغيرة، وتشعر أن عمله يتسبب في إيجاد علاقات مستمرة بينه والنساء، وظل يطاردها هاجس أن زوجها سوف يطلقها ويتزوج إحدى السيدات اللاتي تعرف عليهن في التلفزيون.
وفي يوم الحادث ظلت ماجدة تشم ملابس زوجها وتؤكد وجود رائحة عطر حريمي خاص بهذه السيدة، ولم تتمالك نفسها وأمطرت إيهاب بوابل من السباب!
حاول الزوج التماسك، لكن المشاجرة انتهت بصفعة قوية من زوجته على وجهه في حضور شقيقتها، فلم يتمالك المذيع نفسه وقرر أن يقتلها فوراً، أحضر المسدس وحاول تهديدها في البداية، لكنها لم تُبالِ فأطلق عليها رصاصة اخترقت رأسها وأودت بحياتها!
وفي مقر عمل إيهاب تلقى زملاؤه الخبر بصدمة شديدة، فالمتهم كان شخصاً هادئاً، حسن السمعة، وليس لديه أي مشاكل مع أحد، حاول زملاؤه زيارته في محبسه لكن ظروف التحقيق منعتهم، ومازالت الدهشة تغطي وجوه مذيعي نشرات الأخبار من زملاء إيهاب صلاح بعد هذا الحادث. تم ترحيل المذيع الشهير إلى الحبس الاحتياطي بعد قرار النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة القضية بتهمة القتل العمد.


يقول إيهاب:

"ماجدة هي الزوجة الثانية لي، تزوجتها بعد قصة حب بيننا، ولكن الغيرة كانت تتسبب دائمأً في إشعال الحرائق في منزلنا الهادئ، ويوم الحادث كانت الخلافات بيننا على أشدها، ولكن حينما حضرت شقيقة زوجتي ساهمت إلى حد كبير في تقريب وجهات النظر!
يُكمل المذيع: بينما كنت استعد لأبيت في ردهة المنزل، وكانت زوجتي قد تناولت بيجاما النوم فوجئت بها تتوقف أمام القميص الذي كنت ارتديه وتقربه من أنفها وتردد بعصبية: أَشتم رائحة عطر حريمي، أكيد أنك كنت ساهراً معها!
حاولت أن أهدئ من روعها وأطلب منها أن تسترد عقلها بعد أن أطارت الغيرة صوابها، لكن بلا جدوى، اتجهت ماجدة إلى الدولاب وأخرجت ملابسي وظلت تسبني وهي تعايرني بأنها اشترت لي ملابس بأموالها.
يلتقط إيهاب صلاح أنفاسه ويُكمل: ألقت زوجتي ملابسي على الأرض وهي تواصل سبابها، وانتابتني حالة من الغضب العارم، ضربتها فلطمتني على وجهي، وسقطت النظارة الطبية عن عينيّ، وفجأة وجدت نفسي أهدد ماجدة بالقتل، وأسرعت لأُحضر مسدسي المرخص.
ظنت زوجتي أنني أهددها فقط، أخبرتني أنني لن استطيع أن أفعل أي شيء معها، فأطلقتُ ثلاث رصاصات في الهواء، وظهر الخوف على وجهها، لكنها عادت لتؤكد قائلةً: أنت لا تجرؤ على قتلي! كان الشيطان هو الأسرع في هذا الموقف، فأطلقت رصاصة استقرت في رأس زوجتي لتسقط صريعة وسط ذهول شقيقتها وابنتها، وتسمرت في مكاني، وأنا لا أدري ماذا أفعل وسارعت الى الاتصال بالشرطة حتى ألقى جزائي."