لين أبو شعر: المرأة قوية ولكنها بحاجة إلى التشجيع لبلوغ أهدافها

حوار: جولي صليبا 16 مارس 2021

لم تتخصّص لين أبو شعر في الإعلام، لكنها جعلت منه شغفها الأساسي والمهنة الأحبّ إلى قلبها. وقد استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة في الشاشة العربيّة بخطى واثقة ومميّزة، علماً أن المحطّة التي تطلّ من خلالها هي من أهمّ المحطّات في الوطن العربي، ويطمح أيّ إعلامي أن يكون جزءاً منها. تطلّ علينا لين أبو شعر في برنامج "صباح الخير يا عرب" على شاشة MBC ضمن فقرة خاصّة، علماً أنها شقّت طريقها الإعلاميّة في عالم الرياضة، وهو مجال يُعتبر بعيداً نوعاً ما عن شغف السيّدات. فكانت إعلاميّة رياضيّة، وشكّلت علامة فارقة في ساحة الإعلاميّات محقّقةً لنفسها مكانةً مميّزة في عالم الإعلام. في هذا الحوار، تحدّثنا لين عن الرياضة والإعلام، وكيف تسعى من خلال مهنتها لتمكين المرأة العربية وحضّها على النضال لتحقيق أحلامها...


- تخصّصتِ في إدارة الأعمال وليس في الإعلام. فلماذا امتهنت الإعلام وما أكثر ما يحمّسك فيه؟

على رغم تخصّصي البعيد كل البعد عن الإعلام، أعشق هذا المجال ولم تتسنَّ لي فرصة دراسته!

بدأت أولى خطواتي في الإعلام منذ العام الثاني في الجامعة، ثلاث سنوات لم أعرف فيها الإجازة الصيفية ولا عطلات نهاية الأسبوع، فكنت أنتهي من دروسي في الجامعة وأذهب الى المحطة التلفزيونية التي عملت فيها لمدة 6 سنوات وتنقّلت بين أغلب أقسامها وطرحت الآلاف من الأسئلة كي أتعلّم وأصقل مهاراتي في هذا المجال إلى أن جاءت الفرصة المنتظرة في محطة "أم بي سي"، وها أنا اليوم أعمل فيها منذ أكثر من 5 سنوات، وأحقق من خلالها أحلامي التي لم أبلغ ذروتها بعد.

- ماذا عن انطلاقتك كإعلامية رياضية شكّلت علامة فارقة في ساحة الإعلاميات؟

بالتأكيد لا يوجد الكثير من الإعلاميات الرياضيات في الشرق الأوسط، مما جعلني أتميّز في برنامجَي "صدى الملاعب" و"صباح الخير يا عرب"، ولكن اليوم اتّجهت إلى مجال السوشيال ميديا والتسويق الإلكتروني.


- فتحت لكِ الإمارات باب التعّرف على ثقافات مختلفة من خلال الفرص المهنية العديدة التي خضتها. كيف أثّرت تلك الثقافات في لين الإنسانة؟

دولة الإمارات هي بلدي الثاني، وحققت الكثير فيها، وهي تفتح أبوابها باستمرار أمام كل من يملك طموحاً وأحلاماً... عملت مع العديد من الجنسيات، ولا أنكر أنني تعلّمت الكثير منهم، واليوم شخصيتي هي مزيج أعشقه، وقد تكوّنت من خبرات وتجارب وثقافات مختلفة... بتُّ أكثر وعياً وتفهّماً لمن حولي وأتقبّل أي اختلاف!

- ما أبرز التحدّيات التي تواجهها المرأة عموماً والإعلاميّة التي تمتهن المجال الرياضي خصوصاً؟

للأسف، ما زالت المرأة إلى يومنا هذا تواجه صعوبات لأنها امرأة، ولكنني متفائلة بالجيل الجديد والسنوات المقبلة. لقد عملنا على بناء جسر يسهّل حياة الجيل الجديد من النساء، وأرى أننا أحدثنا نقلة نوعية في هذا الجانب، واليوم نحن في مرحلة الحصاد. أما بالنسبة الى المرأة الإعلامية فأعتقد أن التحدّي يكمن في وضع حدود معينة لمن حولها بسبب الصورة الخاطئة المنتشرة عن الجو الإعلامي والفني. وفي المجال الرياضي، الوضع مشابه تماماً.

- ما الذي تعنيه الرياضة في روتينك اليومي؟

الرياضة أسلوب حياة، لا تُمارَس بهدف الرشاقة فحسب، بل لفوائدها على الصعيد النفسي أيضاً. الرياضة تُسعدني كثيراً وتخفّف من ضغوطاتي اليومية.

- بين عامَي 2010 و 2021، اختبرتْ لين محطات مهنية كثيرة ومتنوعة. هل من محطة تندمين عليها وتتمنّين لو أنها لم تدخل في رصيدكِ المهني؟

إطلاقاً، فكل مرحلة كان لها أثر إيجابي في مسيرتي المهنية، حتى التجارب غير الناجحة علّمتني الكثير.

- أُتيحت لك فرصة تغطية مباريات بطولة كأس العالم عامَي 2014 و 2018. ماذا أضافت إليك هاتان التجربتان؟

كانتا تجربتين ممتعتين كثيراً ومرهقتين جداً ولكنهما مليئتان بالحماسة وعلّمتاني العمل والإبداع تحت وطأة الضغوطات، وأتمنى تغطية مباريات بطولة كأس العالم على أرض الحدث يوماً ما.

- هل أنتِ راضية عن تجربتك في برنامج "صباح الخير يا عرب" على شاشةMBC ؟

أعشق هذا البرنامج لتنوّعه الكبير ولِما فيه من معلومات نقدّمها للجمهور الذي يبدأ صباحه معنا كل يوم، وأنا راضية لكوني أشارك في الإعداد وليس في التقديم فقط، وهذا ما يضيف إليّ الكثير ويُغني ثقافتي.

- ما الذي يميّز البرنامج الصباحي والجماعي ويجعله بالتالي تحدّياً؟

ما يميّزه هو التنوع في المحتوى والدعم الذي نتلقّاه من بعضنا بعضاً، أما التحدي فيكمن في أنه برنامج يومي ونواجه أحياناً بعض الصعوبات عند حدوث أي طارئ من جانب الفريق أو الضيوف.

- هل تطمحين إلى تقديم برنامج خاصّ بك؟

بالطبع، وأتمنى أن يكون اجتماعياً.

- كيف تساهمين في تقوية المرأة من خلال عملك؟

لا أظنّ أن المرأة بحاجة إلى تقوية، فهي قوية بطبيعتها، ولكنها بحاجة إلى تشجيع لبلوغ أهدافها. أحاول استضافة أمثلة ناجحة عن المرأة، وأقوم بذلك عبر السوشيال ميديا من خلال استعراض حياتي اليومية وعرض لحظات واقعية وحقيقية لكي تعرف النساء أن تحقيق الأحلام ليس سهلاً ولكنه ممتع.

- ماذا سرق الإعلام من حياتك كامرأة؟ وهل ندمتِ يوماً لأنك أصبحت تحت الأضواء؟

سرق مني الوقت والكثير من العلاقات الاجتماعية، لكنني لستُ نادمة، وأحاول اليوم أن أنظّم وقتي كي أستمتع بحياتي العائلية والاجتماعية بشكل أكبر.

- ما رأيك في المساواة بين الرجل والمرأة في الوطن العربي؟

أفضّل عدم الحديث عن هذا الموضوع، لأن تجربتي تختلف كلياً عن تجارب بعض النساء، إذ نشأت في كنف عائلة داعمة ولا تفرّق بين الرجل والمرأة، ولكن أتفهّم أن البعض ما زال يعاني وأتوقع أن المرأة هي التي تسمح أو لا تسمح بذلك، والبعض يتمتعن بكل الحقوق لكنهنّ ما زلن يشتكين.


- ما هي رسالتك إلى المرأة العربيّة؟

أنتِ قوية، أنتِ تحتاجين إلى تخصيص المزيد من الوقت لنفسك، أنتِ جميلة في كل حالاتك، أنتِ قادرة على تحقيق الكثير، فانطلقي!

- ما سرّ جمالك الدائم؟ هل من روتين معين تتّبعينه؟

شكراً إذا كنتم ترون أنني جميلة في كل أوقاتي... ما مِن سرّ ولكنني أحبّ الاعتناء بمظهري حتى وإن كنت ذاهبة إلى المركز التجاري على سبيل المثال، لا للناس إنما لي! فالاهتمام بالمظهر يُشعرني بالنشاط والحيوية.

- ماذا عن رشاقتك المذهلة؟

ما زلتُ في البدايات وهدفي الرئيس هو تقوية جسدي ليعيش معي بصحة لأطول فترة ممكنة، وكل هذا بدعم من مدرّبي وصديقي مضر عفيفة الذي يشجّعني على الدوام لتقديم الأفضل!

- ما الصيحة التي تفضّلينها في عالم الأزياء؟

مزج الألوان الغريبة، خصوصاً في الصيف!

- أهم نصيحة في الموضة تلقّيتها؟

لا تقولي لا أحب ذلك! فقط جرّبي وكوني متفّردة بأسلوبك!

- مستحضر جمالي لا تستغنين عنه أبداً!

جل الحواجب. حاجباي كثيفان ولكن أحبّهما غير متناسقين بالكامل فأستخدم جل الحواجب من "ميك آب فورايفر".

- عطرك المفضل

‏Kilian.

- كتابك المفضّل

‏The power of now.

- أفضل وجهة للسفر

جزر المالديف.

- مطبخك المفضّل

المكسيكي والإيطالي.

- أغنيتك المفضّلة

قديمة بعض الشيء... "نور عيني" للفنان المصري تامر حسني.