لارا حبيب... مقدمة النشرة الاقتصادية على 'العربية' لا تملك سهماً واحداً بالبورصة

ماكياج, ليلة الزفاف /عرس, مذيعة, قناة العربية, شبكة الإنترنت, لارا حبيب

06 سبتمبر 2010

سقطت من يديها ورقة فصارت أحاديث لا تنتهي على مواقع الإنترنت، وأصبح المشهد الاعتيادي واحداً من أكثر كليبات «اليوتيوب» تراسلاً بين الأصدقاء. لم تكن تتوقع أن تكون حاضرة ذات يوم أمام كاميرا تلفزيونية، فصارت واحدة من أشهر مذيعات النشرات الاقتصادية في العالم العربي. تقرأ أرقاما فلكية وتتتبّع مسار البورصات العالمية صعوداً وهبوطا عبر شاشة قناة «العربية» التي تنتمي إليها، دون أن تملك سهماً واحداً في البورصة.
 هكذا هي المذيعة لارا حبيب التي التقتها «لها» في حوار اقترب من عالمها الإعلامي بالمسافة نفسها التي اقترب بها من أمومتها الحديثة التي لم تُغيِّب طلتها الناعمة على عالم المال والأعمال.
بداية الحوار كانت ساخنة بسبب فهم مغلوط لسر لقب «حسناء البرامج الاقتصادية» الذي اكتسبته،  رغم حرصها على إيراد ثناء دبلوماسي لاعتبارها كذلك، قائلة: «لا يمكن ردّ تميّز مذيعة ما إلى عنصر وحيد من شخصيتها، لا سيما إذا كان هذا العنصر مرتبطاً بحسن الطلة التي تبقى مجرد انطباع أول يمكن أن يؤدي إلى قبول المشاهد للمذيعة أو عدم قبولها، في حين تبقى الأدوات المهنية للمذيعة الجميلة هي الأدوات نفسها لزميلها في المهنة».

الضغوط على الرجال
لا تحفل حبيب  بالمقولات التي تعتبر وجود المذيعة الشابة في نشرة الأخبار الاقتصادية تحدياً، بل تؤكد أن الكرة أصبحت بشكل أكبر في ملعب الجنس الآخر، مضيفة: «نحن متجهات الى ان نصبح الأكثر عدداً، وفرص المرأة المتقنة لأدواتها الإعلامية هي الأقوى، لأن المشاهد ربما يرتاح بشكل أكبر لتعابيرها التلقائية. لذلك أصبح التحدي ملقى على الرجل وليس العكس، رغم انه لا مجال في الأساس لعقد مقارنة مهنية بناء على مجرد الفصل بين المذيعين والمذيعات».
 وفي حين أن عملها الإعلامي لم يكن مخططاً له في طموحها المهني، فإن وجودها في عالم المال والأعمال يخلو من الصدفة. تقول: «خلفيتي الاقتصادية ربما هي ما دفعني إلى مجال النشرة الاقتصادية. ورغم تقديمي لبعض الحفلات التي كانت تقام في الجامعة، ودخولي بعد ذلك مجال إنتاج البرامج الاقتصادية، فإن العمل كمذيعة كان في بداية مشواري المهني غير مطروح».
 المادة الإخبارية الاقتصادية بكل ما تحمله من أرقام وأخبار شركات خاسرة وأخرى رابحة  وغيرها في حاجة دائماً إلى وسيلة لكسر جمودها حسب لارا حبيب التي تضيف: «الارتجال يغدو مطلوباً ومبرراً عندما يشعر المذيع بأن كسر نمطية الأداء وتواتر الأخبار بات ضرورياً، والاستعانة ببعض المفردات العامية يصبح مهماً إذا كان الهدف هو تقريب المعنى أو كسر الرتابة، وخاصة أن اللهجة اللبنانية معروفة لدى معظم المشاهدين. ورغم الحرص على إيراد المفردات العربية فإن بعض المصطلحات الاقتصادية لن تكتسب المعنى الدقيق في حال الالتزام بالترجمة العربية، وهي كلها عوامل تؤدي إلى مزيد من المرونة والسلاسة في تقديم المادة الإخبارية دون الإخلال بتقاليد النشرة».

ضريبة العمل ماكياج وشعر
عفوية مذيعة «العربية» في المقابلة الحوارية دفعت بسؤال آخر حول لارا حبيب الحقيقية: هل هي من نراها عبر الإطلالة التلفزيونية؟ أم تلك التي تتواصل مع «لها» الآن؟ أم أن هناك لارا أخرى في الحياة الاجتماعية؟ تجيب: «هناك توجه عام في نشرة الأخبار الاقتصادية على «العربية» لأن تكون المذيعة أكثر بساطة في ملابسها وماكياجها وتفاصيلها بحيث لا يكون هناك ما يشتت انتباه المشاهد عن المادة الإخبارية ذاتها، وهو لحسن الحظ توجه ساعدني في الاحتفاظ بتلقائيتي».
تواصل الكلام مبتسمة: «ما افتقده بالفعل على الهواء هو الجينز والكاجوال، لكنني سرعان ما أعود إليهما بمجرد انتهائي من العمل»، لذلك فإن أكثر  ضرائب عمل المذيعة قسوة بالنسبة إليها يتمثل في التعامل مع المساحيق وكي الشعر بشكل دائم، مضيفة: «هو مزعج حتى في حدوده الدنيا التي نتقيد بها، لذلك فإن أول ملامح الاجازة التي تحصل عليها أي مذيعة هو التخلص من هذا العبء اليومي».

ليلة الزفاف أم الإنجاب؟
 سيرة العودة من العمل قادت لارا حبيب  بعفوية إلى الحديث عن  جانب آخر من حياتها، فالمذيعة الناعمة هي خارج مبنى «العربية» أم ليا التي لم يتعد عمرها عامين، وبسببها غيرت فكرتها عن يوم زفافها، مضيفة: «كنت أعتقد أن يوم زفافي الذي يلقبونه بليلة العمر هو أسعد أيام حياتي، قبل أن أصادف يوماً أكثر سعادة هو يوم إنجابي ليا التي ملأت حياتي، وجعلتني أكثر إقبالاً على الحياة، ومن ثم أكثر إقبالاً على عملي وأصبح وقتي مقسماً بينها وبين الظهور على الشاشة».
التوفيق بين العمل والبيت إشكالية كبرى تحتاج إلى طاقة تتولد لدى المرأة مع استقبالها مولوداً جديداً حسب لارا التي تواصل: « المرأة بالفعل مخلوق قوي، ولذلك تستطيع التوفيق بين الجانبين... قد يطغى أحدهما على الآخر، لكن الكفة لا تلبث أن تعتدل بحيث يسند كل منهما الآخر.
فالمرأة العاملة أكثر وعياً لشؤون بيتها، كما أنها تصبح أكثر حرصاً على التميز في عملها لأن طموحاتها تتحول من الذاتية إلى الصبغة الأسرية الأكثر حميمية».
رغم ذلك ليس كل زوج قادراً على تحمّل خصوصية الزوجة الإعلامية من وجهة نظر لارا التي تضيف: «زوجي عقله كبير، ويساعدني في كل شيء، اعتاد أن يعوض غيابي الاضطراري عن ليا الذي يصل إلى حد السفر المتكرر، بل أكثر من ذلك يتفهم ضرورة هذا الوقت الذي قد تطغى فيه كفة العمل على مقابِلتها الأسرية، قبل أن تعاود الاتزان، لذلك فهو جندي مجهول يقف وراء كل نجاحاتي المهنية».
 ورغم القالب الجدي لنشرات الأخبار بشكل عام، فإن ثمة مواقف بالكاد تمالكت فيها لارا كتم ضحكاتها... «حدث ذات مرة أن ظهر في خلفية تقديمي للنشرة عامل النظافة وهو يقوم بعمله وكأنه جزء من حدث سوف تذاع تفاصيله، فيما ظلت الكاميرا متواصلة مع إحدى مراسلاتنا رغم انتهائها من تقرير قدمته على الهواء، وهو أمر لم أغفله لأنه أصبح أمام المشاهد وخاطبتها بعفوية: «شكل المخرج ما بده يقيمك»، باللهجة اللبنانية». وبشيء من العفوية والدبلوماسية أيضاً قالت لارا عن طموحها الإعلامي: «سوف أواصل في الوقت الحالي التخصص في تقديم المادة الاقتصادية، لذلك لا أرى مظلة أكبر في هذا المجال عربياً مما أنا أنتمي إليه الآن. ويبقى الطموح الوحيد المنطقي في قناة عالمية لكنه لن ينسيني بشكل قاطع ولائي لـ«العربية».